وقتك ليس ملكاً لك .

الوقت لا ينتظرك

قد لا يعلم الكثير منا أن الوقت ثروة ثمينة وكبيرة ، وزعت بين الناس بالتساوي فمنهم من أستثمر هذا الوقت فأصبح ثرياً ، ومنهم من ضيع هذا الوقت فضاع معه ، والوقت من أندر الموارد فهو لا يٌشترى ولا يٌخزن ولا يٌعوض ، وإذا ذهب ذهب بلا رجعة ، ومع ذهابه تذهب المصالح بل تذهب الأعمار.

الوقت هو الحياة ، هو العمر كاملاً ، تجد في الدول الغربية الدول الصناعية الدول المتقدمة الناس يلتزمون التزاما عجيباً بالوقت فلا تجد أحدهم يتأخر عن عمله ويبادر رئيسه عندما يتأخر بعبارة ( معليش تأخرت شوي) . ان غياب دقائق معدودة عن مكان العمل في بلد صناعي يعني : عرقلة عمليات الإنتاج وخسائر تقدر بالمليارات سنويا .

قبل اهتمام أولئك القوم بالوقت أهتم ديننا الإسلامي به أيما اهتمام فقال تعالى ( ان الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا ) وقال صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة ، والفراغ ) وكذا الصحابة والتابعين فما أروع معادلة الحسن البصري رحمه الله حينما قال ( ياأبن آدم أنما أنت أيام فكلما ذهب يومك ذهب بعضك ) وكان يقول ( أدركت أقوام كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم ) .

أخي الحبيب إسأل نفسك كم من الوقت تضيع فيما لا طائل منه .. إذاً لا تضيع وقتك فأنت بهذا تضيع عمرك ، لا تجعل عمرك يذهب سدى . لا تستهلك الساعات والدقائق فيما لا فائدة منه لا دنيا ولا آخرة ، حتى يأتيك الوقت الذي لا تستطيع معه أن تعمل شيء قال تعالى ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربي أرجعون . لعلي أعمل صالحاً فيما تركتٌ كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون ) . لاتكن فاشلاً في إستثمار وقتك ، واحرص على وقتك أشد من حرصك على فلوسك فالوقت لا ينتظرك .

دمتم جميعاً بحفظ الرحمن

أخوكم ومحبكم / المطاعي.