السَّلام الدّاخِلِي

السَّلام الدّاخِلِي
ليس غياب الضجيج
بل القدرة على الاستمرار
وسطه دون أن تفقد هدوءك
هو أن تهدأ العاصفة في قلبك
حتى لو كانت الدنيا خارجه مُشتعلة
أن تبتسم رُغمَ خيباتك
وتنهض رغم ما سقط منك

السَّلام الدّاخِلِي لا يُشترى
ولا يُمنَح بل يُبنى ببطءٍ في
زوايا الروح

هو أن تتقبل ذاتك بكل ما فيها
دون أن تكره ضعفك أو تخجل
من حزنك
أن تُدرك أنك لا تتحكم بكل شيء
فتتوقف عن مقاومة ما لا يُغيَّر
أن تُسامح لا من أجل الآخرين
بل لترتاح انت

أن تختار الصمت في مواجهة
الغضب لا هروبًا بل حكمة
أن تستبدل التوقعات بالرضا
والقلق بالثقة

السلام الداخلي أن تعرف متى
تمضي ومتى تتريث
ومتى تترك
أن تتوقف عن مقارنة حياتك
بغيرك وتبدأ بالامتنان لما تملكه
أن تضع رأسك على الوسادة
ليلًا وقلبك خفيف

هو أن تشعر بأنك في المكان
الصحيح حتى لو لم يكن كاملاً
هو أن تسمع صوت قلبك وتتبعه
ولو سار عكس التيار

أن تجد نفسك في أبسط
الأشياء: فنجان قهوة
لحظة صمت دعاء خاشع
هو أن تعيش اللحظة دون أن
تندم على الأمس أو تخاف من الغد

أن يكون قلبك بيتًا دافئًا
لا ساحة حرب
أن تنام دون أحقاد وتستيقظ
دون قلق

السلام الداخلي ليس نهاية الرحلة
بل رفيقها الهادئ
وهو أعظم انتصار تحققه في
معاركك مع الحياة