![]() |
#1 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() اعمل على قدرك
فإن وصلت لأقصى طاقتك قبل الله منك قال ﷺ: " اعلموا أنه لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال: ولا أنا " إذن أي عمل عامل لا يُدخله الجنة وهذا رسول الله ﷺ فما بالك أنت؟ ولكن الله عز وجل يطلب منك أن تبذل أقصى ما عندك وإن كان قليلا تُرى مثلا بلال أو خباب إذا قيس في مبدأ أمره بعمار بن ياسر مثلا وأنا لا أقصد بطبيعة الحال أن أحط من واحد من هؤلاء السادة لكن انظر إلى حالهما في ذلك الموقف يُؤخذ بلال يُرمى في رمضاء مكة التي تشوي الجلود ويوضع في رقبته حبل ويُعطى طرف هذا الحبل لوِلدان المدينة يجرونه في الطرقات وهو ثابت يقول أحد أحد أو كخباب لما كان جالسا مع عمر بن الخطاب يوما فتذاكروا أيام الإسلام الأولى فقال عمر: ما أحد أحق بهذا الأمر من بلال أي أحق بخلافة المؤمنين من بلال وكان عمر رضي الله عنه يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا أي أعتق بلالا تقديرا لثباته على الحق مع وجود مقتضى العذاب فقال عمر في مجلس فيه خباب: ما أحد أحق بهذا الأمر من بلال فكشف خباب عن ظهره وقال انظر يا أمير المؤمنين فارتاع عمر وقال: ما رأيت كاليوم قال خباب: أججوا لي ناراً ثم ألقوني فيها على ظهري فوالله ما أطفأها إلا وَدَكُ ظهري الوَدَك: هو الشحم عمار كان فتى ضعيف البنية لما أخذوه وعذبوه وقالوا له: إن أردت أن تنجو وأن يُرفع عنك العذاب فَسُب محمدا قال: ماذا أقول؟ قالوا: قُل هو ساحر أو كاهن أو مجنون فقالها عمار فتركوه فأتاه داعي الإيمان فأنَّبَه على ذلك كيف تقول هذا للرجل الذي أخرجك من الظلمات إلى النور وحمل لك مشاعل الهداية وأضاء لك الطريق؟! أهو شاعر؟ أهو كاهن؟ أهو مجنون؟ لم يتحمل هذا التأنيب فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بحقيقة الحال فقال عليه الصلاة والسلام: يا عمار كيف تجد قلبك؟ قال يا رسول الله: أجده مطمئنا بالإيمان قال يا عمار: إن عادوا فعُد هذه عزيمة وتلك رخصة هذا الثبات على الحق لا يكون إلا بداعي الإيمان والإحسان يحسن الرجل في إيمانه ويحسن في إسلامه فالمطلوب منك أن تبذل أقصى ما عندك وإن كان قليلا ربما حاولت أن تكون كأصحاب العزمات فعجزت وسقطت فاعمل على قدرك فإن وصلت إلى أقصى طاقتك قبِل الله منك وجزاك بأحسن الذي كنت تعمل
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
|
|