الخواطر والقصص والروايات يهتم بالخواطر والقصص والنثر التي من نزف الأعضاء |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
11-22-2012, 02:19 PM | #1 |
|
قصه معبره :براريلي يسلم وسميه الملك عبدالله بعدالعزيز في المنام
مدونة عقد بسم الله الرحمن الرحيم في مصلى صغير ، يقع على أطراف مدينة مونتريال الكندية .. يُدعى مصلى إبراهيم ..*يجلس ذلك الشيخ الباكستاني الوقور بكل سمت .. ما بين تدريس للقرآن و دعوة و عبادة .. رثّ الثياب .. كثيف اللحية .. سمحٌ ، متواضع .. و ابتسامةٌ ﻻ تفارقه .. قد بلغ من العمر عتياً .. هذا المصلى هو بيته و مدرسته و مصﻼه .. ترددت على هذا المصلى كثيراً فما رأيتُ منه إﻻ حسنَ خلق .. و ما سألني قطُ حاجةً و إن كانت آثار الحاجة تبدو على هيئته و محياه .. يدفعني الفضول كلما دخلت هذا المصلى و أنا أرى فراشه مسنود على الجدار الخلفي ، و مكان الوضوء هو حمامه الشخصي و مطبخه ، أن اسأله عن سره .. لكني فضلت السكوت حتى ﻻ أكدر خاطري بهموم اﻵخرين و احتياجاتهم ..! لكن ربي أراد أن يعلمني درساً في التضحيةِ لدينه ... صليت يوماً في هذا المصلى و إذ بي أرى هذا الشيخ الباكستاني يهم بالخروج مع رجلٍ آخر ذو بشرة بيضاء .. و عندما انتهيت من صﻼتي و اتجهت لسيارتي ، إذ بسيارتهم تقف بجانب سيارتي .. سلمتُ عليهم ، فردوا السﻼم بكل بشاشةٍ ، ثم ناداني هذا الشيخ الباكستاني ﻷن أسلّم على هذا اﻷخ البرازيلي ، فهو للتو قد دخل في اﻻسﻼم .. سلمت عليه بكل حرارةٍ و هنأته ، و في رأسي ألف سؤال و سؤال عن كيفية إسﻼمه .. تحمس اﻷخ البرازيلي كثيراً لمّا علم أني من بﻼد الحرمين ، فتعلق بي و طلب رقم هاتفي .. و أخبرته أني سأبحث له عن نسخةٍ من القرآن الكريم بلغته البرتغالية .. همتي الضعيفة مرّت خمسة أيامٍ و إذا باﻷخ البرازيلي يتصل بي و يسألني عن النسخة المترجمة للقرآن الكريم ، و يطلب لقائي .. تكاسل بي الشيطان بعدها عشرة أيامٍ ، ثم ذهبت للقائه في ذات المصلى .. دخلت و إذا بي أرى الشيخ و صاحبه البرازيلي بانتظاري .. سلمت عليه بكل حرارةٍ لما رأيت آثار السعادة على وجهه بعد إسﻼمه .. جلسنا نتحدث قليﻼً حتى حان موعد صﻼة المغرب .. قدمني الشيخ الباكستاني ﻷصلي بهم ، فأنا العربي ابن بﻼد الحرمين و حفيد الصحابة في نظرهم .. و ليتنا حملنا هذه اﻷمانة على حجمها .. كبرت للصﻼة ، و بدأت قراءة الفاتحة ، و إذا بالبرازيلي يبكي و ينتحب .. ثم ظل كذلك طوال الصﻼة .. لما فرغت من الصﻼة ، رجعت للخلف .. و كنت بانتظاره أن يهدأ قليﻼً فاطمئن عليه .. فإذا بالشيخ الباكستاني يقترب مني و يهمس في أذني ،*"هذه حاله في كل صﻼة منذ أن أسلم"*... جلس اﻷخ البرازيلي بجانبي بعد أن هدأت نفسه ، و قال*إني أرى صورة كلما كبرت للصﻼة .. و هذه الصورة مربوطةً بحلم حلمت فيه بعد أسبوع من إسﻼمي .. رأيت في منامي الملك عبدالله يلتفت إلي و أنا خلفه و يقول: عبدالعزيز تعال و تقدم ، ثم لما تقدمت إليه , قال تعال إلى هنا و أشار على الحرم المكي .. فكلما كبرت في صﻼتي بعدها ، رأيت صورة الحرم المكي ماثلةً أمامي*... تعجبت من رؤياه ، فالناس هنا ﻻ تعرف السعودية ، فكيف بملكها .. فلما سألته عن ذلك ، اتضح لي مدى ثقافته و علمه بالسياسة ، باﻹضافة إلى عمله في التصدير و اﻻستيراد .. كما أنه يتقن اﻻنجليزية و الفرنسية و البرتغالية و اﻻسبانية .. سألته عن ماضيه ، فقال لي أنه نشأ في بيئة نصرانيةٍ حتى الثامنة عشر من عمره .. ثم تحول إلى البوذية و انتقل من البرازيل إلى كندا .. و أمضت البوذية هي ديانته أكثر من عشر سنوات ، حتى اقتنع ببطﻼنها و قصورها .. و أمضى بقية أيامه حائراً بﻼ دين ، حتى أتى اليوم الذي أشرقت فيه روحه بإسﻼمه ..! و هنا وصلت للسؤال اﻷهم في خاطري ، كيف أسلمت ؟ أجذبك منظر هذا الشيخ الرّث ، أم فقره ، أم هيئته ؟!! كيف أسلم عبدالعزيز البرازيلي ؟ استطرد اﻷخ البرازيلي في قصة إسﻼمه , فقال: "كنت أرقد في المستشفى لمدة شهرٍ بسبب الحمى , و لما بدأت بالتحسن طلبت من الدكتور أن يسمح لي بالخروج في الصباح لبعض المشاوير المهمة , ثم أعود إلى المستشفى وقت الظهيرة .. لم تكن سيارتي معي , و لم أجد الباص في موقفه , فكرهت اﻻنتظار أكثر .. فأخذت سيارة تاكسي إلى البنك القريب من المستشفى .. و لمّا وصلت إلى البنك , طلبت من سائق التاكسي انتظاري ﻷني سأسدد فاتورتي فقط , و أكمل معه مشواري ﻷموري اﻷخرى .. لما فتحت باب البنك ﻷدخل , إذا بشيخٍ مبتسمٍ يهمّ بالخروج من البنك .. طلبت منه التقدم و الخروج قبلي , فازداد تبسمه و خرج ثم صافحني شاكراً .. أحسست بالراحة كثيراً ﻻبتسامته رغم هموم الدنيا القاتلة .. عرّفني باسمه و دولته , فعرّفته باسمي و دولتي .. ثم أخرج كرته الشخصي و أعطاني إياه , و سألني إن كنت أملك كرتاً شخصياً ليقوم بالتواصل معي .. تفاجأت من بساطته , فأخبرته أني بالمستشفى حالياً لذلك قد ﻻ يتسنى له مقابلتي في الفترة الحالية .. فسألني عن اسم المستشفى الذي أرقد فيه ليقوم بزيارتي هناك .. هنا تفاجأت كثيراً !! كيف تزورني .. فأنا ﻻ أعرفك ..! شعرت بالخوفِ و الراحةِ في نفس اللحظة .. فزيارة شخصٍ للتو قد عرفت اسمه لي قد تكون غريبةً و مبهمة .. لكن ﻻ يظهر من شكله سوى البساطة و اﻷريحية .. كما أن لي شهراً في المستشفى , لم يقم أحد قط بزيارتي من أقربائي و أصدقائي ..! عندما انتهيت من أعمالي , كانت الساعة الثالثة ظهراً .. اتجهت إلى العنوان الموجود على الكرت ﻷقابل هذه الشيخ البسوم فلم أجده .. ثم عُدت إلى المستشفى .. أخبروني في المستشفى بأن شخصاً أتى لزيارتي فلم يجدني .. و في السابعة مساءاً , أخبرني الطبيب بأني استطيع مغادرة المستشفى فحالتي الصحية جيدة و الحمى قد غادرتني .. هممت بجمع حقائبي و قمت بسحبها في أسياب المستشفى متجهاً إلى البوابة الرئيسية بحثاً عن تاكسي ينقلني , و إذا بالشيخ الباكستاني يقابلني آتياُ لزيارتي مرة أخرى .. سألني إلى أين ستذهب , فأخبرته بأنهم قد كتبوا لي بالخروج .. فقال لي هل لك من مكانٍ تريد أن أوصلك إليه , أم نذهب و نرتاح في المسجد .. ﻻ أعرف ما هو المسجد , لكني وافقت ﻷني كنت أريد أن أذهب مع هذا الرجل الحنون الخلوق ﻷتعرف عليه أكثر .. ذهبنا إلى المسجد و دخلنا .. طلب مني أن أخلع حذائي و أضعه في المكان المخصص .. أشار إلي ببعض اللوحات اﻹرشادية ﻷقرأها .. ثم سألني هل أنت جائع ؟ أجبته بنعم .. فدخل إلى مطبخه و قام بتحضير الطعام .. المسجد كان عبارة عن غرفة متوسطة الحجم , فيها فرش مخطط متجه على زاوية محددة , و فيها مكتبةٌ صغيرةٌ , و عدد من اللوحات التعليمية عن دين اﻹسﻼم و الصﻼة و الوضوء و غيرها .. منذ دخولي لهذه الغرفة رغم تواضع أثاثها و غرابتها بالنسبة لي , إﻻ أني أحسست بالراحة .. قمت بحكم حبّ اﻹستطﻼع المزروع في دمي بقراءة اللوحات بدايةً من أولها عند مدخل المسجد , و لم أنتبه إﻻ و الطعام محضّر أمامي .. جلست و تناولت طعام العشاء مع هذا الشيخ الذي يبتسم أكثر مما يتحدث .. ثم بعد أن فرغنا , قال لي هذه المكتبة فيها كتب كثيرة إن أحببت أن تقرأ شيئاً , ثم قام يصلي .. قمت و أكملت جولة استطﻼعي و أنا استرق النظر إليه , و وصلت إلى آخر لوحةٍ كانت تتكلم عن ملخص دين اﻹسﻼم في 40 نقطة .. قرأت هذه اللوحة 3 مرات , و انشرح صدري لهذا الدين العظيم المتكامل , فقررت بعدها أن أسلم .." أما أنا فكنت استرق النظر إلى هذا الشيخ الرّث الفقير , و أقول: ما أعظمك عند ربك , و ما أحقرنا بجانبك .. لبسنا أحسن الثياب , و تهندمنا بكل ما نستطيع , و ما كتب الله لنا أن يُسلم على أيدينا رجلُ واحد !.. هي العلة في القلب ﻻ في المظهر .. هي العلة في الهمة العالية , ﻻ في محبة الدنيا الفانية .. كم أسلم على يدّ الشيخ الباكستاني ؟ لم أستطع الصبر أكثر , و التفت إلى هذا الشيخ الباكستاني ﻷسأله .. كم أسلم على يدك يا شيخ ؟ فأطرق رأسه و قال:*"كنت دوماً أدعو ربي أن يجعلني سبباً في هداية اﻵخرين , فحقق الله مناي .. وصلت في عدّي المئة , ثم توقفت بعدها عن العدّ .." الله أكبر .. ﻻ تستطيع أن تحصي عدد من أسلم على يدك من كثرتهم , و أنت فقير ﻻ تملك المال .. و نحن بالمال و العلم و المكانة اﻻجتماعية , و ما أسلم على أيدينا شخصٌ واحد ..! هو الميزان ميزان اﻷعمال الصالحة و الدعوات الخفية , ﻻ ميزان اﻷشكال الخاوية الجوفاء .. اللهم أكرمني بإسﻼم شخصٍ واحدٍ على اﻷقل على يدي يا سميع الدعاء .. المسجد أهم من المنزل لم يتوقف العجب عند هذا , فهذا المصلى*قد استأجره الشيخ الباكستاني منذ 8 سنوات من ماله ليكون مسكناً له و مصلى للمسلمين*.. زهد بمسكن خاص يؤيه , ليوفر للمسلمين مصلى يُصلون فيه .. يا الله , ما أعظمك .. كيف وضعت القناعة و الزهد في قلبه , و حرمت قلوباً أخرى تغوص في ألوان الترف من التلذذ بنعيم القناعة و الصدقة و التضحية لدين الله ..يا الله , ما أعظمك .. كيف سخرت لهذا الشيخ الباكستاني الفقير أن يضع الدنيا في يده و يزهد بها , و بلوت قلوباً أخرى بالتعلق بالدنيا إلى أقصى درجاتها نوماً و يقظة , ضحىً و عشية ...
|
11-22-2012, 10:34 PM | #2 |
|
رد: قصه معبره :براريلي يسلم وسميه الملك عبدالله بعدالعزيز في المنام
مشكور على الطرح
|
11-23-2012, 02:40 PM | #3 |
مشرف سابق
|
رد: قصه معبره :براريلي يسلم وسميه الملك عبدالله بعدالعزيز في المنام
يعطيــك الف عافيه على المجهــود الرائع .
سلمت يداك .. محبك . المحــــروم .. |
11-23-2012, 05:45 PM | #4 |
مؤسس وعضو المجلس الإداري الأعلى
|
رد: قصه معبره :براريلي يسلم وسميه الملك عبدالله بعدالعزيز في المنام
جزاك الله خير
قصه جميله أحسنت في طرحها |
01-27-2013, 01:15 AM | #5 |
|
رد: قصه معبره :براريلي يسلم وسميه الملك عبدالله بعدالعزيز في المنام
الحمدلله على نعمة الاسلام التي انعم الله بها علينا وسهل على كل شخص غير مسلم الدخول في هذا الدين العظيم لك كل الشكر والتقدير على هذا الموضوع نترقب جديد اناملك .
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
إنفاذا لأمر خادم الحرمين الشريفين .. سمو وزير الخارجية يسلم الشيخ شخبوط آل نهيان وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الثانية | فتى بلاد شمران | الصحافة المحلية والعالمية | 1 | 02-15-2021 06:20 PM |
وسام الملك فيصل لسعادة اللواء الطيار الركن / عبدالله عون ال قليل الشمراني | ريحانة شمران | أخـبار قبائل شمران | 2 | 10-11-2020 08:47 AM |
مستشفى الملك عبدالله بمحافظة بيشة يكرم رمت الأستاذ /مصلح عبدالله بريك الشمراني | ريحانة شمران | الأحتفالات التكريمية لأبناء قبائل شمران المتميزين | 2 | 01-31-2020 12:00 AM |
تعيين اللواء البحري/الركن/معيض بن عبدالرحمن الشمراني رسميا قائدا لقاعدة الملك فيصل البحرية | ابو عزوز | أخـبار قبائل شمران | 19 | 06-03-2012 07:23 PM |
تكليف اللواء البحري الركن/معيض بن عبدالرحمن الشمراني قائدا لقاعدة الملك فيصل البحرية | ابو عزوز | أخـبار قبائل شمران | 27 | 02-10-2012 07:51 PM |