![]() |
#3281 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » راعية الإلهام
يالَ بلائي مِن عَذابي الطَّويلْ! يالَ بُكائي في الدُّجى. والعَويلْ! يال حيائي مِن ضَميري العليلْ! أَوَّاهِ. ما أَظْلَمَ هذا البلاءْ! * * * كان سَمُوِّي مَطْلَبي في الحياةْ! مَطْلَبَ طَيْرٍ عاشَ بَيْن البُزاةْ! يَخْشى مِن المِخْلَبِ يَخْشى الحصاةْ! في الجَوِّ. في العُشِّ. يُريدُ البقاءْ! * * * مُنْذُ يَفاعي. وأنَا في شُجُونْ! تَكادُ أَنْ تُسْلِمَني لِلْجُنُون! لكِنَّني كنْتُ الأبِيَّ الحَرُونْ! أَكْسِرُ قَيْدي. لَوْ لَقِيتُ الفَناءْ! * * * وكنْتُ بَيْن النَّاسِ نِضْوَ الجَوى! يَرَوْنَ أنِّي قد أَطَعْتُ الهوى! وأنَّني الأَحْمَقُ.. ضَلَّ الصُّوى! فَعاشَ لا يَمْلِكُ إلاَّ الخَواءْ! * * * هل أَسْتَوِي يَوْماً قَرِيرَ الفُؤادْ؟! يَحْلو له العَيْشُ. ويَحْلُو الرُّقادْ؟! وأَجْتَوي –بَعْد القُنُوطِ الجِهادْ؟! جِهادَ أَهْلِ المَيْنِ. أَهْلِ الرِّياءْ؟! * * * هُمْ كالثَّعالي. بالخداعِ المُهِينْ! وبالخُنُوعِ الطَّامِعِ المُسْتَهِينْ! وهم ذُبابٌ يرتوي بالطَّنِينْ! مِن أَجْلِ مَجْدٍ كاذِبٍ. أَوْ رَفَاءْ! * * * وكالذِّئابِ الطُّلْسِ. خَلْفَ السِّتارْ! أَقْصى مُناهُمْ.. أن يَجُوسُوا الدِّيارْ! لِيُلْبِسوا العار ثِيابَ الفَخارْ! لِيأْكُلوا بين دياجي الخفاء! * * * عانَيْتُ مِنْهُم ما يَرُوعُ الضَّمِيرْ! لكِنَّني كُنْتُ السِّراجَ المُنِيرْ! يَفْضحُهُمْ.. يُلْقِي بِهمْ لِلْحَفِيرْ! فَهُمْ هُمُ العُوجُ. وإِنِّي السَّواء! * * * ما خِفْتُهمْ. ما خِفْتُ حَرْباً عَوانْ! مِنْهُمْ.. فما أَكْسَب هذا الرِّهانْ! لن يَغْلِبَ القسْوَةَ إلاَّ الحَنانْ! ودامِسُ الدَّيجُورِ يَخْشى الضِّياءْ! * * * ما أَكْرَمَ العَيْشَ إذا ما اسْتَقامْ! ولم يُخِفْهُ بالوَعِيدِ الطَّغامْ! وعاش في النُّورِ. وجافى الظَّلامْ! وهُوَ هُوَ السَّوْطُ على مَن أساءْ! * * * يا رَبَّةَ الإِلْهامِ. ذَاتَ النَّقاءْ! يا ذاتَ حُبِّي.. ذاتَ عالي اللِّواءْ! عِنْدَكِ –بعد الله كُلُّ الشّفاءْ! مِنْكِ حلا الصُّبْحُ. وطابَ المَساءْ! * * * إنِّي لأَسْتَشْرِفُ مِنْكِ العُلا! شَرُفْتُ بالإِلْهامِ بَيْن الملا! فَعَفْتُ كُلَّ الحُسْنِ.. كُلَّ الطِّلا..! مِن بَعْد أَن كرَّمْتِني بالعَطاءْ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3282 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » أنا .. والشاعر العرفج
طرِبْتُ من العَرْفَجِ المُسْتَنيرِ بِشِعْرٍ بدا كشُعاعِ القَمَرْ! كَصَفْوِ الغَدِيرِ.. كشَدْوِ الكَنارِ .. كحُلْوِ الثِّمارِ.. كنَفْحِ الزَّهَرْ! فقُلْتُ له.. ما أَجَلَّ القريضَ إذا ما سَبانا بهذي الغُرَرْ! بدا لي كَمِثْلِ السَّحابِ النَّدِيِّ يَجُودُ علينا بِحُلْوِ المَطَرْ..! وما الشِّعْرُ إلاَّ انْسكابِ الشُّعورِ.. تُؤازِرُهُ شامِخاتُ الفِكَرْ! لقد أَدَني حَمْلُهُ في الحياةِ ولكِنَّه كانَ حُلْوَ الثَّمَرْ..! فَرُحْتُ أَجُوبُ الذُّرى الشَّامخاتِ. وأَحْمَدُ وِرْدي به والصُّدَرْ! وأَسْتَنْبىءُ النَّجْمَ عَمْا اسْتَبانَ وكانَ الخَفِيَّ وعما اسْتَسَرْ! فُيُنْبِئُني يالَ هذا الحَصادُ ويالَ بَدِيعُ الرُّؤى والسُّوَرْ! تَبارَك مانِحُ هذا الشُّعورِ يَصُوغُ لنا غَالياتِ الدُّرَرْ! ويسقي النمير.. ويروي الظماء فَنِعْمَ النَّمِيرُ.. ونِعْمَ النَّهَرْ! وما نالَه غَيْرُ بَعْضِ الأَنامِ وكانوا العَمالِيق بَيْن البَشَرْ! وكانُوا السَّراةَ. وكانُوا الهُداةَ وكانُوا الشُّداةَ به في السَّحَرْ! أَراني الحَفِيَّ به المُسْتَعِزَّ بِحالَةِ صَحْوِي به والحَذَرْ! فيا ربَّةَ الشعر إنِّي الشغوف وإنِّي الكَنارِيَّ ما بَيْن الشَّجَرْ أَهِيمُ بجناتك الحاليات هُيامي بِحَرِّ اللَّظى مِن سَقَرْ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3283 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » كانت فبانت
ليلايَ كيف أَطَعْتِ ثُعبانَ السُّلُوِّ فَسَمَّم القَلْبَ الشَّغوفْ؟! أقْسَمْتِ أنَّكِ لَسْتِ ساليةً ولو لاقَيْتِ في الحُبِّ الحُتوفْ! وأنا الغَبِيُّ المُسْتهامُ.. أُصَدِّقُ الكذبَ العَصوف! ما كانَ أَجْدَرَني بِهَجْرِكِ حين كنْتُ أنا العَطُوفْ! لا تَحْسَبي أنِّي الخَروفْ فإِنَّني الأَسَدُ العَيُوفْ! لن تَقْطُفي منِّي..وقد أَعْرَضْتُ.. دانية القُطوفْ! ولسوف يُدْمِيكِ الأَسى ولَسَوْفَ تَحْصُدُكِ الصُّروفْ! إنِّي أراكِ قَصِيدَةً خَرْقَاءَ شَائِهَةَ الحُروفْ! فَتَوقَّعي إلاَّ الرُّجُوعَ إليكِ ما أحْلى العُزُوفْ! بالأَمْسِ كنْتِ البَدْرَ يُشْرِقُ ثُمَّ أَدْرَكَكِ الكُسوفْ! ما عُدْتُ أَحْلَمُ بالّلآلِىءِ أَوْ أَتُوقُ إلى الشُّغُوفْ! بل عُدْتُ أَحْلَمُ بالبَتُولِ يَزينُها القَلْبُ الرَّؤوفْ! فَلْتُعرِضي عنِّي. كما أعرضت ولْتَضَعِي الهوى فوق الرفوفْ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3284 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » ماض وحاضر
نظَرْتُ إليها وهي تَرْنُو بِطَرْفِها إليَّ كَلَيْثٍ في عَرِينٍ مُمَنَّعِ! فَأطْرَقْتُ إجْلالا لها ومَهابةً وخِفْتُ فقد تَلْهو وأَشْقى بِمَصْرَعي! وقلت لها رِفْقاً فإنِّي مُفَزَّعٌ من الحُسْنِ هذا وهو غَيْرُ مُفَزَّعِ! ألا رُبَّ قَلْبٍ من جَمالٍ مُبَرْقَعٍ يُطِيحُ بِقَلْبٍ من كَمِيًّ مُدَرَّعِ! تَبارَكْتَ رَبِّي كيف يُشْقي قُلوبَنا ويُسعِدُها حُسْنٌ شدِيدُ التَّرَفُّعِ؟! ولو أَنَّني خُيِّرْتُ ما اخْتَرْتُ مَوْقِفاً لَدى بابِهِ أُبْدِي إليه تَضَرُّعي! فَلِلْحُرِّ نَفْسٌ لا تَطيقُ تَضَرُّعاً.. ولا تنثني عن مَجْدِها المَتَضَوِّعِ! ولكِنَّها تهفو إلى الحُبِّ مُلْهِماً.. بِكُلِّ نَضِيرٍ في الحياةِ ومُمْرِعِ! بِيَنْبُوعها الحالي.. بِشَدْوِ طُيُورِها بِآلائِها من كُلِّ غالٍ ومُمْتِعِ! فكيف أَطِيقُ الصَّبْرَ عنه وصَبْوَتي إليه كجَمْرٍ حارِقٍ بَيْن أَضْلُعي؟! فيا لَيْتَه لم يَطْغَ.. يا لَيْتَ قَلْبَهُ شَجِيٌّ فما يَطْغى كَقَلْبي المُوَلَّع! ولكِنَّ بَعْضَ الحُسْنِ يَدْفَعُ ربَّه إلى جَنَفٍ يَقْسو على المُتَوَجِّعِ! فَيَضْطَرُّه إِمَّا إلى النَّأْي كارِهاً وإمَّا إلى جَدْي يَسيرُ بأَرْبَعِ! ولَيْسَ كَمِثْلِ الهَجْرِ لِلْحُرِّ قاتِلٌ ولَيْس كمِثْلِ النَّأْي لِلْمُتَفَجِّع..! ولو كان رَبُّ الحُسْنِ يُدْرِكُ أَنَّه غَداً سَوْفَ يَمْضي الحُسْنُ غَيْرَ مُوَدِّعِ! لَمَا كانَ مَفْتُوناً.. وما كانَ قاسِياً على عاشِقٍ ذِي خافِقٍ مُتَقَطِّعِ! فيا رُبَّما يَغْدو العَتِيُّ وحُسْنُهُ تَوَلَّى فَيُشْقِيه ازْدِراء التَّقطُّعِ! وقال أُصَيْحابي. وقد شابَ مَفْرِقي وبانتْ غُضُونٌ في المُحَيَّا المُضَلَّعِ! متى أَنْتَ يا هذا المُدَلَّهُ تَرْعَوِي وتُقْصِرُ عن هذا الهوى المُتَطَلِّعِ؟! لقد عُدْتَ شَيْخاً راعِشاً مُتَخلِّعاً وما زِلْتَ عن بَلْواكَ لَسْتَ بِمُقْلِعَ؟! يُشِيحُ الهوى والحُسْنُ عنكَ. أَما تَرى وتسمع ما قالاه فيك؟! ألا تَعِي؟! وقُلْتُ لأَصْحابي. لقد كُنُتُ طامِعاً وقد كانَ ما حاوَلْتُهُ شَرَّ مَطْمَعِ! وقد كنْتُ ضِلِّيلاً حَسَبْتُ كهُولَتِي كمِثْلِ شبابٍ ساءَ فيه تَمَتُّعي! مِن الرُّشْدِ لِلْفانِي الذي عاشَ ماجناً وصَدَّعَهُ الشَّيْطانُ أُنَكى تَصَدُّعِ! تَراجُعُهُ عن غَيّهِ واجْتِنابُهُ مآثِمَهُ قَبْلَ الرَّدى المُتَوَقِّعِ! ولم أَتَراجَعْ بَعْدُ يا لَيْتَ أَنَّني سَلَكْتُ سَبِيلي حِكْمةٍ وتَهَجُّعَ! فَشَتَّانَ ما بَينيْ تَفَجّعِ يافعٍ وشَيْخٍ على العِلاَّتِ لم يَتَوَجَّعِ! تَبارَكْتَ رَبِّي هل سَتَسْخو لآِبِقٍ بِتَوْبَتِه حتى يَرى خَيْرَ مَهْجَعِ! فَيَمْشي به مِن بَعْدِ طُولِ غِوايةٍ.. ويَسْرِي على نورٍ هناك مُشَعْشَعِ! بَلى إِنَّني أَرْجو فما لي وسِيلَةٌ سوى عَفْوِهِ المأْمُولِ يَوْمَ التَّجَمُّعِ! تَجَرَّعْتُ حُلْوَ الإِثْمِ يَوْمَ شَبِيبَتي وها أنا أَشْكو من قرِيرِ التَّجَرُّعِ! لقد جَعَلَتْ مِنِّي الغِوايَةُ طِفْلَها وأدْنَتْ فَمي الظَّمآن مِن ثَدْي مُرْضِعِ! وأهْفُو بِيَوْمي لِلتُّقى وجَلالِهِ ونِيَّةِ قِدِّيسٍ. وعَزْم سَمَيْدَعِ! كأَنِّي بِنَفْسي. وهي في حَمْأَةِ القَذى تَنِقُّ. فما كانت سوى نَفْسِ ضُفْدُعِ! أَهِيْمُ بِمَجْدِ الخالِدين وأَجْتَلي محاسِنَهُم.. أَهْلي وصَحْبي ومَرْبَعي..!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3285 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » اِسأليني..
اسْأَلِيني ما الذي يَجْعَلُني شَبَحاً حتى أرى الخَلْقَ هَباءَ؟! واسْأَلِيني عن دَواعِي عُزْلَتي أَفكانَتْ جَفْوَةً أم خُيَلاءَ؟! وإذا أثَرْتِ أنْ لا تَسْأَلي فَدَعيني أُوثِرُ الدَّاءَ العَياءَ! أنا وَحْدي في اعْتِزالي ذائِقٌ لَذَّةَ الروح ابْتِعاداً واجْتِواءَ! * * * واسأليني ما الذي يُسْعِدُني وأنا أُبْصِرُ حَوْلي السُّعداءَ؟! إنَّني أُبْصِرُهم في نَشْوَةٍ فَأَرى فيهم أمانِيَّ الوِضاءَ! تلك كانتْ في شَبابي وانْمَحَتْ وتَبَدَّلْتُ الأسى والبُرَحاءَ! ثم عادتْ وَمْضَةً باسِمَةً في مُحَيَّاهُم.. فَكانَتْ لي عَزاءَ! * * * تُسْعِدُ القَلْبَ الشَّجِيَّ المُسْتَوى في دَياجِيهِ. نُجُومٌ مُشْرِقاتْ! رُبَّما لا يُبْصِرُ الدَّرْبَ بها فهو أَدْجى. أَوْ هو الحَظُّ المَواتْ؟! هو في دُنْياهُ ما يَرْجُو سِوى أَنْ يَرى العالَمَ مَوْفُورَ الهِباتْ! ولقد يَرْضى لهم مائِدَةً.. مُشْتَهاةً. وهو يَرْضى بالفُتاتْ! * * * هكذا عِشْتُ غَنِيّاً بالرُّؤى بالشَّذا تَشْفِي. وتروي بالفُراتْ! وفَقيراً ما يُبالي باللُّهى فهي قد تَسْلِبُهُ حُلْوَ السُّباتْ! ولقد أَشْعُرُ أنِّي طَرِبٌ في دُرُوبٍ مُدْلَهِمَّاتِ السِّماتْ! ولقد أشْدو بِصَمْتٍ مُطْبِقٍ تَتَمنَّاهُ.. فما تَحْظى –اللُّغاتْ! * * * واسْأَلِيني ما الذي يُكْرِبُني؟! ما الذي يَدْفَعُني لِلإِنْزِواءْ؟! رَغْمَ أَنِّي بانزوائي قِلِقٌ دَنِفٌ يهفو لإِخْوانِ الصَّفاءْ! أَيْنَهُم؟! إنِّي إِلَيْهِمْ تائِقٌ أَيْنَهم؟! هل هُمْ كَمِثْلي غُرَباءْ؟! لا تَلاقي بَيْنَنا إنَّ الوَرى فَرَّقُوا ما بَيْنَنا خَوْفَ اللِّقاءْ! والورى فيه صَباً.. فيه دَبُورْ فيه عَقْلٌ مُبْصِرٌ. فيه عَماءْ! فيه رَوْضٌ يانِعٌ. فيه يَبِيسْ بَلْقَعٌ لَيْسَ به نَبْتٌ وماءْ! طالَما أظْمَأَني.. لكِنَّنِي.. سِرْتُ فيه بين أشْتاتِ الظِّماءْ! لم أَجِدْ فيه سِوى ما راعَني مِثْلَ ما راع رَعيلَ الحُكماءْ! * * * واسأَلِيني ما الذي يَبْهَرُني؟! ما الذي يَمْنَحُني حُلْوَ المتَاعْ؟! ما الذي يُؤنِسُني في وَحْشةٍ لَم تَجِدْ في لَيْلِها الدَّاجي شُعاعْ؟! وأعْجَبي مِنِّي.. فما يؤنِسُني غَيْرُ أَنْ تَحْلُوَ في الخَلْقِ الطِّباعْ؟! فلقد أَلْقى رِعاعاً في سَراةٍ ولقد أَلْقى سَراةً في رِعاعْ! * * * واسْأَليني. ما الذي يُرْهِقُني فإِذا مُثْخَناً دُونَ صِراعْ؟! وإذا بي الشِّلْوَ يَدْمي حَمَلاً خائفا ما بَيْنَ أنْيابِ السِّباعْ! وأنا الأَعْزَلُ لا سَيْفَ له يَدْفَعُ الظُّلْمَ.. ولا رأْي مطاع! لَتَمَنَّيْتُ. وما تُجْدِي المُنى أَنَّني كُنْتُ طَعاماً لِلْجِياعْ! * * * واسألِيني. ما الذي يُلْهِمُني ما الذي يُلْهِبُ فِكْري وشُعوري؟! ما الذي يَمْلَؤُنِي مِن غِبْطَةٍ وأنا المَحْزونُ يَطْويني ثُبُوري؟! وأنا الآمِلُ في اللُّبِّ وقد تَغْلِبُ اللُّبَّ وتَطْوِيهِ قُشُوري! وأنا المُلْتاعُ في أَمْسائِهِ حالكاتٍ تَشْتَهي نُورَ البُدورِ! ما الذي يُلْهِمُني يا ماضِياً حافِلاً بالحُسْنِ يُشْقي.. والغُرورِ؟! ما الذي يُلْهِمُني يا حاضِراً لم يَعُدْ عِنْدي سوى ذِكْرى حَرُورِ! إنَّه ذِكْراكِ.. ذِكْرى أَلَمٍ حارِقٍ كالجَمْر ما بَيْنَ الصُّدُورِ! إنَّه أَنْتِ. وقد عادَ غَدي مُلْهَماً يَبْكي على أَمْسي الحَصُورِ! فاسْأَلِيني.. لا فما أُصْغِي إلى فِتْنَةٍ عادت رفاتا في القُبُورِ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3286 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() محمد حسن فقي » أيها الإنسان
أجْهَدَتْني الحياةُ يا رَبِّ حتى لَتَمَنَّيْتُ أَنْ تَغُولَ المنُونُ! غير أَنِّي أخافُ من سَطْوَةِ الإِثْمِ فتشقى اليقين مِنِّي الظُّنُونُ! كيف ألْقاكَ والغواية ألْهَتْني عن الرُّشْدِ..واسْتَبَدَّ الجُنُونُ! أَفَأَلْقى مِنْكَ الحَنَانَ وما كنتُ حَنوناً.. وأنتَ أنتَ الحَنُونُ! * * * أَمْ سأَلْقى عدالةً تَجْلِد الرُّوحَ بِسَوْطٍ من الجَحيِم رَهيبِ؟! أَنْذَرَتْهُ فما ارعوى. وتَصَدَّى غَيْرَ مُسْتَبْصِرٍ ولا مُسْتَجِيبِ! وتَرَدَّى إلى الحَضِيضِ فلاقى كُلَّ مُسْتَنْكِرٍ وكُلَّ حَرِيبِ! أَلَّفُوا عُصْبَةً وما بالُوا بيَوْمٍ على الغُواةِ عَصِيبِ! * * * كنْتُ مِنْهُمْ.. لكِنَّني كنْتُ أنقاهم ضميرا.. وخَيْرَهمُ تَفْكيرا! كنْتُ أسْتَنْكِرُ الخَطايا وآتِيها وأَسْتَعْذِبُ الشَّرابَ المَرِيرا! وبِقَلْبي الأَلِيمِ لَمْحَةُ نُورٍ لو تَجَلَّتْ لما غَدَوْتُ ضَرِيرا! ولما رُحْتُ ساَدِراً في ضلالٍ يَجْعَلُ النَّابِهَ الحصيف غَرِيرا! * * * ما الذي في غَدِي بَعْد أَمسي جانَبَ الدَّرْكَ مُسْتَنيراً سَوِيّاً؟! فَرأَى فيه فِتْنَةَ اللُّبِّ إذا كان سامِريّاً غَوِيّاَ..؟! فَمَشى عابِثاً بِدَرْبٍ مَقِيتٍ قامَ إِبْليسُهُ عليه وصِيَّا! فيه ما يشتهي العصى فيطويه فَيَغْدو الجَلِيُّ فيه شَجِيَّا! إنَّه كان أَمْسِي فأشْقاني وما زِلْتُ فيه نِضْواً شَقِيَّا! * * * إنَّما الخَلْقُ في الحياة شُكُولٌ مُنْذُ أَنْ صِيغَ من تُقًى وفُجورِ! بَعْضُهُم يَرْتَوِي ارْتِشَافاً من العَذْبِ طَهُوراً.. ويَكتفي بالطَّهُورِ! راضياً بالزَّكِيِّ من طَيِّبِ العَيْشِ قلِيلاً كَمَطْعَم العُصْفُورِ! والصَّبُورُ الصَّبُورُ في هذه الدنيا كرِيمُ العُقْبى كَمِثْلِ الشَّكُورِ! * * * وأنا لم أكُنْ صَبُوراً ولا كنْتُ شَكُوراً.. فَفِيمَ هذا الدَّلالُ؟! أفَبالخُسْرِ والخَطِيئاتِ أَزْهو خابَ مِنْها قَبْلي وَذَلَّ الرِّجالُ! إنَّما الزَّهْوُ والدَّلالُ بِما كانَ جَلِيلاً.. يَعَزُّ مِنهُ الجَلالُ! * * * صارِحيني يا أُخْتَ رُوحي. وصُدِّي عن ضَلُولٍ جافى السُّمُوَّ فَأَهْوى! قد تَحَوَّلْتُ عن سبيلي الذي كان سَوِيّاً. فَلَسْتُ أَهْلاً لِنَجْوى! ما أراني من الغِوايَةِ إلاَّ تابِعاً شَهْوتي ومَنْ كانَ أَغْوى! فاذْكُرِيني إذا خَلَوْتِ بِمِحْرابِكِ ذِكْرى تُزِيحُ كَرْباً وبَلْوى! * * * إنَّني صائِرٌ قَرِيباً إِلى الله بِقَلْبٍ ذي لَوْعَةٍ وانْكِسارِ! خائِفاً.. آمِلاً.. فما أَعْظَمَ العَفْوَ لَدَيْهِ.. عن الخطايا الكِبارِ! ولَعَلِّي بِما أُجِنُّ.. بإِيماني نَقِيّاً مِنْ لَوْثَةٍ وضِرارِ..! أَجِدُ العَفْوَ.. والجَحِيمُ يُنادِيني إِلَيْهِ.. وجَنَّتي في انْتِظاري! * * * نَحْنُ نَلْهُو وفي الشَّبابِ اقْتِحامٌ ثُمَّ نَكْبُوا. وفي الشَّبابِ انْهِزامُ! لِمَ لا نُبْصِرُ العظاتِ فَنَسْتَهْدي ولا يَجْرَحُ الرَّشادَ الحُسامُ؟! الأَشِدَّاءُ قبْلَ أن يَعُودوا ضِعافاً لَيْتَهُم غالَبُوا الهَوى فاسْتَقاموا! كانَ حَقّاً عَلَيْهِمُو أَنْ يضيئوا قَبْلَ أَنْ يَدْهَمَ الحياةَ الحِمامُ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3287 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » الغاوي الذي استرشد
السَّماواتُ والأراضي تُطِلاَّنِ على الآبِقِ الذي يُرِيدُ الصَّلاةَ! شَهِدا دَمْعَهُ وهَوْلَ لَيالِيهِ وأنَّاتِهِ بِها والشَّكاةَ! فاسْتراحا إليه قلباً جَرِيحاً قارَفَ الأثْمَ صَحْوَةٌ وسُباتا! واسْتفاقَ الأثِيمُ فاجْتاحَهُ الخَوْفُ فقالا له.. سَتَلْقى النَّجاةَ! * * * يا سمائي لقد كَرُمْتِ. ويا أَرْضي لقد كُنْتُما الرُّعاةَ الأُساةَ! أنا أَشْقى بما لَقِيتُ.. فهل أَسْعَدُ يَوْماً إذا غَدوْتُ رُفاتا؟! أَفَيَغْدُو الأُجاجُ في عالَمِ الغَيْبِ إذا مَسَّهُ الكريمُ فُراتا؟! لَسْتُ باليائِسِ القَنُوطِ من الرَّحْمَةِ حتىَّ ولو بَزَزْتُ الجُناةَ! كانَ مِنِّي الإِثْمُ الرَّهيبُ وأَرْجُو أَنْ يَكُونَ الصَّفْحُ الجَمِيلُ الرَّجاةَ! إن في التَّوْبِ ما يَرُدُّ الخطايا خاسِئاتٍ. وإنْ يَكُنَّ عُتاةَ! أنا هذا الأَثِيمُ يا رَبِّ.. تَشَتَّتْتُ مَليّاً.. فَلُمَّ هذا الشَّتاتا! وارْعَهُ بَعْد أَنْ تَقَدَّمَ في السِّنِّ. وأَمْسى مِن السِّنِينِ فُتاتا! * * * وَيْحَ نَفْسي فقد شَعُرْتُ بِأْنِّي بعد أَنْ تُبْتُ. قد بُعِثْتُ جَدِيدا! فَرَأَيْتُ النُّورَ الوَضِيءَ يُغَشِّيني وقد عِشْتُ في الظَّلامِ مَدِيدا! ورَأَيْتُ الأَخْيارَ حَوْلي يقولون تَقَدَّمْ ولا تَكُنْ رِعْدِيدا..! أَنْتَ مِنَّا أَصْبَحْتَ. فاسْعَدْ بِلُقْيانا!! فقد كُنْتَ عن المَكْرُماتِ هذى بعيدا! وَدِّعِ الأَمْسَ يا شَقِيُّ فقد كانَ على قَلْبِكَ الضَّلُولِ مَرِيدا! ولقد كنْتَ رَغْمَ هَوْلِ خَطاياكَ ذَكِيّاً.. لكِنْ عَتِيّاً عَنِيدا..! فَتَوَغَّلْتَ في الأَثَامِ وأَسْرَفْتَ ولم تُبْقِ للرُّجُوعِ رَصِيدا! وحَسِبْناكَ لن تَعُودَ إلى الرُّشْدِ فإِنَّ الغيان يَجْفو الرَّشِيدا! ثم شاءَ الرَّحْمانُ.. جَلَّتْ أَيادِيهِ عَلَيْنا.. عَيْشاً عَلَيْكَ رغِيدا! سَبِّح الله ما اسْتَطَعْتَ. فقد كانَ رَؤُوفاً حَباكَ صَفْحاً مَجِيدا! وتَطَلَّعْتُ لِلسَّماءِ وأجْهَشْتُ فقد كنْتُ للرَّجِيمِ وَدِيدا! لم يَدَعْني أَفِيقُ من سكْرَةِ الغَيِّ وأَمْسَيْتُ في يَدَيْهِ حَصِيدا! * * * ثُمَّ أَغْضَيْتُ مِن حياءٍ مِن خَوْفٍ. فقد كنْتُ سادِراً في حَياتي! كنْتُ فيها الظَّلُومَ لِلْفِكْرِ والحِسِّ. وكانا في النَّائِباتِ شَباتي! يا لَوَيْلي مِن الغَباءِ فقد كنْتُ بليدا في صَحْوتِي وسُباتِي! كيف هذا؟! وكانَ أَهْلي يَظُنُّونَ بِأنِّي الهُدى. وكانَ لِداتي!؟ * * * ظاهري كانَ يَبْدو قَوِيماً رشيداً حِينما كانَ باطِني الصَّدِي يَتَرَدَّى! لَيْتَهُمْ أَبْصَرُوا العَمِيَّ الذي ظَلَّ خِداعاً بِقاعِهِ يَتَدَهْدى! آهِ لو بِنْتُ لِلْعُيُونِ فلاقَيْتُ ازْدِراءً من العُيُونِ. وصَدَّا! إنَّ هذا الرِّياءَ.. كُبْرى الخَطِيئاتِ أَحالَ الذَّمَّ المُدَمِّرَ حَمْدا! يا إِلهي. لقد شَقِيتُ وأَشْقَيْتُ. فأَبْدَلْتَ شقوتي مِنْكَ سَعْدا! فَتَمَجَّدْتَ.. ما أَجَلَّكَ رَبّاً حين تًحْبو الغواةَ جَاؤُوكَ رِفْدا! أنا فَرْدٌ مِن الغُواةِ.. وما عُدْتُ بِغُفْرانِكَ المُعَزِّزِ.. فَرْدا! أنا عَبْدٌ مِنْهُمْ أَنابَ فَأَمْسى يَتَباهى بِكَوْنِهِ بكَ عَبْدا! * * * بَيْنَ عَهْدٍ مَضى.. وعَهْدٍ جَدِيدٍ بَيْنَ عَهْدِ الدُّجى وعَهْدِ الضِّياءِ! عُدْتُ ما أَشْتَهي سِوى المَجْدِ ما يَهْدِفُ إلاَّ لِنُصْرَةِ الضُّعَفاءِ! عُدْتُ ما أَشْتَهي سِوى المالِ ما يَهْدِفُ إلاَّ لِخِدْمَةِ الفُقَراءِ! عُدْتُ ما أَشْتَهي سوى الصَّفْح مَهْما نالَني من ضراوة الخُصَماءِ! فَلَعَلِّي يوم الحِسابِ أَرى العَفْوَ فَأَغْدو بِه مِن السُّعداءِ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3288 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » بطرت .. فزلت
ساءلَتْني عن تَباريحِ الهوى في مَجاليهِ.. صُدوداً ووِصالْ! وهي تَرْنو لي بِطَرْفٍ ساحِرٍ يَصْطَفي. أو يجتوي شُمَّ الرِّجالْ! ساءَلَتْني فَتلعْثَمْتُ ولم... أَجِدِ الرَّدَّ على هذا السُّؤالْ! هي تَدْري بالذي تَسْألُني عنه.. تدريه عُيُوباً وخلالْ! وهي من طُغْيانِها في طَنَفٍ تَشْتَهي سُفْلاهُ رَبَّاتُ الحِجالْ! مُشْرِفٍ يَجْعلُها في نَجْوَةٍ عن يَمِينٍ تَحْتَويها أَوْ شِمالْ! تَتَجلىَّ من دَلالٍ قاهرٍ.. يَدعُ الفِكْرَ مَهيضاً والخَيالْ! وبَدا في وَجهِها ما شَفَّني.. فَتَهاوَيْتُ وأَوْجَزْتُ المقالْ! قُلْتُ يا فاتِنَتي إنِّي هَوَى.. ضَلَّ في الدَّرْبِ وأعْياهُ الكلال! سار في رَكْبِكِ حِيناً واسْتَوى فَتْرَةً ثُمَّ هَوى بَيْنَ النِّصالْ! ضَرَّجَتْهُ دُونَ أَنْ تُدْرِكَهُ رأْفَةٌ مِنْكِ.. وما أَشْقى الضَّلالْ! ولقد شاهَدْتِهِ جُرْحاً نَأى عنه مَن يَضْمدُه قَبْلَ الوبالْ! فَتَبَسَّمْتِ وأعْرَضْتِ رِضىً مِنْكِ بالوَيْل اعْتَراني والخبالْ! فَتَمالكْتُ ولم أَشُكُ الضَّنى والهَجِيرَ الحارِقِي بَعْد الظِّلالْ! جَبَرُوتٌ يَشْتَفي مِن هالِكٍ كانَ يُولِيهِ اعْتِلاءً ونَوالْ! ما الذي تَبْغِينَهُ يا فِتْنَتي بعد أن ساء بِمُضْناكِ المآلْ؟! أَنْتِ من جَرَّعَه الكَأْسَ الَّتي صَرَعَتْهُ.. فهو سُقْمٌ واعْتِلالْ! كانَ مَرْمُوقاً فَحاوَلْتِ الذي سَوْف يُبْدِيه لَقىً بيْن الرِّمالْ! لا. فما أَخْسَرَها مِن رغبة لم تَنَلْ مِنِّي.. والحَرْبُ سِجالْ! أنا يا فاتِنَتي رَغْمَ الأَسى جَبَلٌ ما خَرَّ يَوْماً في النِّزالْ! ولقد عُدْتُ لرشدي فاجْتَوَتْ مُهْجَتي الحَرَّى ترانيم الجمال! لم أَنَلْ منه سوى أَرْزائِهِ وهي أرْزاءٌ على الحُرِّ ثِقالْ! صِرْتَ في عَيْنَيَّ. صِرْتي شَبحاً مَلَّهُ القَلْبُ. وما أَحْلى المَلالْ! وَتَنوَّرْتُ سَبيلي في الدُّجى بعدما كان الدجى يخفي النِّمالْ! أَنْتِ. ما أَنْتِ سوى أحبولة وأنا الكارِهُ أَوْهاقَ الحِبالْ! وأنا الشَّامِتُ في الحُسْنِ الذي شاخَ في قَلْبي صِباهُ واسْتَحالْ..! وأنا السَّالي فما يُرْجِعُني.. لِلْهوى الماجِنِ شَوْقٌ وابْتِهالْ! فَهُما منها.. وما أكْذَبَها حِينما تُقْسِمُ.. مكْرٌ واحْتِيالْ! * * * إنَّما أقْدارُنا يا فِتْنَتي عادِلاتٌ. وهي أَغْلالٌ ثِقالْ! حرَّرتْني مِنْكِ ثم اسْتَحْكَمَتْ فيكِ لَمَّا أَنَسَتْ مِنْكِ السَّفالْ! فاصْبِري وامْتَثِلي يا طالَما كنْتِ لِلأَحْرارِ سِجْناً واعْتِقالْ! ولقد كنْتِ سُهاداً قاتِلاً.. لِعُيُونٍ كابَدتْ هَوْلَ اللَّيالْ! فاذْكُرِيها.. فهي لم تَنْسَ الذي كانَ مِن عَسْفِكِ كالداء العُضالْ! فَسَيلْقاكِ سهادٌ مِثْلَها.. وعُضالٌ لا يُعافِيكِ بِحالْ! فَتَسامِي رُبَّما تَلْقاكِ في غَدِكِ الحالِكِ أنْوارُ الهِلالْ! رُبَّما كانَ التَّسامي عِصْمةً بِدُمُوعِ غالِياتٍ كالَّلالْ! فاذْرِفيها.. إنَّها قَنْطَرَةٌ لحياةٍ طَهُرَتْ بعد انحِلالْ! إنّها البَلْسَمُ للجرح الذي قِيلَ أَنْ لا بُرْءَ منه وانْدِمالْ! يالَ مَجْدِ الله في عَلْيائِهِ إنه فَكَّ عن العَقْلِ العِقالْ! فَتَعَزِّي.. أنْتِ أَوْلى من فُؤادي بالعزاءْ! إنَّ لي من كِبْريائي ما يُذِلُّ الكِبْرياءْ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3289 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » الثمانون؟
بعْد الثَّمانِينَ خَبَتْ جَذْوتي وآدَني السُّقْمُ. وطاب الرَّحيلْ! بعد الثمانين أَبَتْ صَبْوَتي إلاَّ انْحساراً عن جبيني الأَثِيلْ! إلاَّ ابْتِعاداً عن هوًى قاتِلٍ يَرْمِي به ثَغْرٌ وطَرْفٌ كحِيلْ! عِشْتُ حَياتي مُصْغياً لِلْهوى فَكانَ لي –أُوّاهِ بِئْسَ الدَّليلْ! كنْتُ حُساماً مُنْتَضًى فاخْتَفى بِغِمْدِه ما إنْ له من صَلِيلْ! عَهْدُ الصَّبا وَلَّى. ومِن بَعْدِه وَلىَّ شبابي راكِضاً من السَّبيلْ! يا لَيْتَني كنْتُ تَوَقَّيْتُهُ هذا الهوى. هذا الضَّلالُ الوبيلْ! ما كنْتُ أَدْرِي أْنَّني سابِحٌ في حَمْأَةٍ أَحْسَبُها السَّلْسَبيلْ! لكنَّها كانَتْ فَفرَّتْ وما أضَلَّنِي بالخادِعِ المُسْتَطِيلْ! كانتْ حُساماً فَوْقَ رأْسي إذا عَصَيْتُه كنْتُ الصَّرِيعَ القَتِيلْ! وَيْلي من الرَّمْضاءِ هَلاَّ اسْتَوَتْ رِجْلايَ منها بالخَمِيلِ الظَّلِيلْ؟! لكِنَّني كنْتُ الفَتى سادِراً في الغَيِّ يروى من قَذاةِ الغَلِيلْ! يَلُومُني الصَّحْبُ فما أَرْعَوِي.. بل أَسْتَوِي مُنْتَشِياً بالصَّهِيلْ! أَشْعُرُ مِن بعد المَشِيبِ الذي أنَهكَني.. أَشْعُرُ أَنِّي العلِيلْ! عَلِيلُ جِسْمٍ راعِشٍ يَنْحَنِي على عَصاهُ. في الضُّحى والأَصِيلْ! يَنْشِجُ في صَمْتٍ لِئَلاَّ يرَى منه الوَرى الدَّمْعَ. ويُخْفي العَوِيلْ! وَيْلي من النَّارِ الَّتي اكْتَوَى بها. ومن شجوى وسُهدي الطَّويلْ! ومِن ضَمِيرٍ لم أُطِعْ نُصْحَهُ كأَنَّما يَطْلُبني المُسْتَحِيلْ! يَخِزُني وخْزاً تسيل الحشا به دَماً يجري. وما من مُقِيلْ! فيا لَعِصْيانٍ مَضى يَبْتَلي.. حاضِرَهُ منه بِهَمٍّ ثَقِيلْ! أَيا ضَمِيري.. إنَّني نادِمٌ فيا لِعِزٍّ يَشْتَهِيهِ الذَّلِيلْ! قد كنْتُ بُوماً ناعِباً من الدُّجى فكيف أَشْدُو في الضُّحَى بالهَدِيلْ؟! والشِّعْرُ كم أَرْسَلْتُهُ شادِياً فَصاغَ دُرّاً في الأَثيث الأَسِيلْ! من الحَوَرِ السَّاجي يُذِيبُ الحَشا والقَدِّ يختال طَرِيداً.. نَحِيلْ! وكادني الحبُّ كما كِدْتُهُ ورُبَّما بَزَّ النَّشِيطَ الكَليلْ بالشِّعْرِ كنْتُ الشَّامِخَ المُعْتَلِي الكاسِب الحَرْبَ بِسَيْفٍ صَقِيلْ! كم دانَ لي الحُسْنُ فأكْرَمْتُهُ من بَعْد أَنْ دانْ. وكان البَخِيلْ! ذلك عَهْدٌ كنْتُ ذا مِرَّةٍ به. ولم يَبْق لها من قَلِيلْ! كم أتَمنىَّ أنَّها لم تَكُنْ وأنَّني كنْتُ الضَّعيفَ الهَزِيلْ! فقد يكونُ الضَّعْفُ لي عِصْمَةً من جَنَفٍ كنْتُ به أَسْتَطِيلْ! واليَوْمَ إنَّي هَيْكَلٌ راعِشٌ يَبِسُهُ راحَ. وراحَ البَلِيلَ! يَدِبُّ.. يَسْتَنْشِقُ بَعْضَ الشَّذا من رَوْضِهِ الذاوِي ورَطْب النَّجيلْ! مِنْ بَعْدِ أَنْ كانَ كثيرَ النَّدى بالثَّمَرِ الحالِي.. زاهي النَّخِيلْ! أسْتَغْفِرُ الله. وأرجو الهُدى منه يُوافِيني بِصَفْحٍ جَمِيلْ! هُناكَ ما أَجْمَلَ تِلْكَ الصُّوى تَهْدِي. وما أَسْعَدَ فيها النَّزِيلْ! ويا أُهَيْلي ورِفاقي الأُلى كانوا هَوايَ المُسْتطابَ الحَفِيلْ! من كانَ مِنهُمُ لم يَزَلْ بالحِمى يَزِينُه.. يَشْرُفُ منه القَبِيلْ! ومَن تَناءى. فهو في دارِهِ تِلْكَ التي تُكْرِمُهُ بالجَزِيلْ! كم طَوَّقُوني بالمُنى حُلْوَةٌ وبالرُّؤى رفَّافَةً تَسْتَمِيلْ! وكنْتُ لا أَشْكو الوَنى مَرَّةً إلاَّ وجاءوا بالمُثِيبِ. المُنيلْ! أَسْتَنْزِلُ الرَّحْمَةَ لِلْمُنتَأي وأَنْشُدُ النُّعْمى لباقي الرَّعِيلْ! وارْتَجي الغُفْران مِنْهُم على.. ما كانَ مِنِّي قَبْلَ يَوْمِ الرّحَيلْ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3290 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » أيها الإسلام .. أواه
تفكَّرْتُ في الإسلامِ وهو مُحَلِّقٌ وفكَّرْتُ في الإسلامِ وهو كسيرُ! صُقُورٌ يَجُبْنَ الجوَّ غَيْرُ جَوارحٍ ويَبْدو بِهِنَّ الجوُّ وهو قَرِيرُ! تَناءيْنَ عن ظُلْمٍ وخِيمٍ. وعن خَنًى وأَلْهَمَهُنَّ الصّالِحاتِ ضَمِيرُ! وجاءتْ على أَعْقابِهِنَّ حمائِمٌ كَثُرْنَ ولكنْ ما لَهُنَّ هَدِيرُ! كَثُرْنَ ولكنْ ما لهنَّ تَوَثُّبٌ ولا هِمَمٌ كالغابِرينَ تُثِيرُ! فأَغْرَى بِهمْ هذا الخُمولُ طوائِفاً مَطامِعُهُمْ لِلْخامِلينَ سعيرُ! ولو أَنَّهم كانوا كَمِثْلِ جُدودِهِمْ لما كانَ منهم خانِعٌ وحَسِيرُ! رَضُوا بِسَرابٍ خادِعٍ فَتَساقَطوا إلى حُفْرَةٍ فيها الهوانُ خفيرُ! حُطامٌ ومَجْدٌ كاذبٌ وتَفَرُّقٌ مُشِتٌ.. له الحُرُّ الأَبِيُّ أسيرُ! وَنًى وانْحِدارٌ واخْتِلافٌ مُمَزِّقٌ حِراءٌ بكى من وَيْلِهِ وثَبِيرُ! تَذكَّرْتُ أَمْساً كانَ فيه رِجالُهُ لُيُوثاً لهم في القارِعات زَئِيرُا! ولَيْسوا طغاةً بل حُماةً لِرَبْعِهِمْ ولِلنَّاسِ إنْ خطْبٌ أَلَمَّ عسيرُ! أَرُوا العالَمَ المَسْحُوقَ بعد ابْتِزازِهِ وذِلَّتِه عَدْلاً يراه ضَرِيرُ! فَمالَ إلى الحُسْنى. وألقى قِيادَهُ إلَيْهِمْ فلا قَيْدٌ يَشُدُّ.. ونيرُ! تذكَّرْتُ عَهْداً للنَّبِيِّ محمَّدٍ.. وأَصْحابِهِ يَهْدِي النُّهى ويُنِيرُ! كبَدْرٍ أضاءَ الأَرْضَ بعد ظَلامِها فما ثَمَّ إلاَّ راشِدٌ وبَصِيرُ! وما ثَمَّ إلاَّ قانِعٌ بحياتِهِ وراضٍ بها.. بالمُوبِقاتِ خبيرُ..! لقد ذاقَ مِن ماضِيه خُسْراً وذِلَّةً وحاضِرُهُ رِبْحٌ عليه وَفِيرُ..! وكانَ له مِن حُكْمِهِ ما يَسُومُهُ من الخَسْفِ ما يطوى المنى ويُبِيرُ..! وما عاق عن حُرِّيَةٍ وكرامَةٍ ففي كلِّ يَوْمٍ مِحْنَةٌ ونَذِيرُ..! وها هو مّنْذُ اليَوْمِ بعد انْدِحارِهِ بدا في مَغانِيهِ الطُّلُولِ. بَشِيرُ! فعادَ قَرِيراً بالغُزاةِ تَوافَدُوا إليه. وقد يَرْضَى الغُزاةَ.. قَرِيرُ! وكيف. وقد جاءُوا إليه بِعِزَّةٍ ومَيْسَرَةٍ يَهْفو لَهُنَّ فَقِيرُ؟! فَصارَ نَصِيراً لِلَّذينَ تَكَفَّلوا بِعَيشٍ كريمٍ لَيْس فيه نكيرُ! ولا فيه غَبْنٌ من ضَراوةِ ظالِمٍ وما فيه إلاَّ زاهِدٌ ونَصِيرُ! فيا سلَفاً أَفْضى إلى خَيْرِ غايةٍ بِأيمانِهِ.. فارْتاحَ منه ضَمِيرُ! يَسِيرُ إليها راضياً بِمَصيرِهِ.. فَيَلْقاهُ بالأَجْرِ الجَزِيلِ مَصِيرُ! خَمائِلُ خُضْرٌ حالِياتٌ بِنَضْرَةٍ غَدَتْ فَدْفَداً لم يَبْكِ فيه مَطِيرُ! وآياتُ عِمْران شَوامِخُ شُرَّعٌ خَوَرْنَقُها عالي الذُّرى. وسَدِيرُ! وفي هذه الدُّنْيا نُهىً وشاعِرٌ ومنها جَليلٌ شامِخٌ. وصَغيرُ! ومنها هَزيلٌ ضامِرٌ مُتنفِّجٌ ومِنْها –وإن أخْنَى الزَّمانُ طَريرُ! أيا ابْنَ الأُباةِ الصَّيدِ هُبَّ من الكرى فَأَنْتَ بِهذا الصَّحْوِ.. أنْتَ جَدِيرُ! شَبِعْنا سُباتاً كانَ خُلْفاً وفُرْقَةً ومِن حَوْلِنا للطَّامِياتِ هَدِيرُ! وقد يَجْمَعُ الله الشّتاتَ فَإنَّه على جمعه –رَغْمَ الصِّعابِ قَدِيرُ! ولكِنْ عَلَيْنا السَّعْيُ فهو ضَرِيبَةٌ عَلَيْنا كَبِيرٌ دَفْعُها.. وصَغِيرُ! سنَدْفَعُها حتى نَفُوزَ وَنَنْتَهِي إلى غايَةٍ نَعْلو بها ونَطِيرُ! إلى غايةٍ شَمَّاءَ كان جُدُودُنا حَبِيبٌ إليهم نَيْلُها.. ويَسِيرُ! حَدِيثٌ بِه أَمْلى الفَرَزْدَقُ شِعْرَهُ وشايَعَهُ فيه النَّطُوقُ جَرِيرُ! وما هو إلاَّ نَفْثَةٌ عَبْقَرِيَّةٌ لها مِن يَراعِ العَبْقَرِيِّ صَرِيرُ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
في السعودية.. عيون ونخيل بين شق جبلي تجري مياهه طوال العام ☘️ | شذى الياسمين | السفر والسياحة والرحلات البرية | 9 | 10-14-2021 07:31 PM |
كلمة للشاعر والأديب/ عبدالله بن زهير الشمراني بمناسبة اليوم الوطني ال (٩١) للمملكة العربية السعودية☘️🌹 | فتى بلاد شمران | ديوان شعراء قبائل شمران | 4 | 09-28-2021 02:42 AM |
يالمملكه،،الغاليه لك،،سلامات ☘️☘️ | ريحانة شمران | الشاعر / ابوعبدالله | 9 | 02-17-2021 05:56 PM |
رغماً عن كيد الاعادي ستبقين ذخراً وفخراً يابلادي ☘️☘️ | أبو شريح الشمراني | منتدى المقال | 3 | 02-01-2021 06:26 PM |
اليد البيضاء الحانيه دائماً ماتبدد الضلمه الحالكه ☘️☘️ | أبو شريح الشمراني | منتدى المقال | 5 | 01-15-2021 09:55 PM |