منتديات قبائل شمران الرسمية


بـوح الـقـصيد للشعراء الأعضاء يختص بالشعر الغير منقول للاعضاء المسجلين

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 08-24-2024, 08:14 PM   #8851
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة الأرض أجمل في الأغاني
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
294 مشاهدة

لا بُدَّ من عَمَلٍ جمَالِيٍّ لوجهِ الأرضِ..
قد كثرتْ تجاعيدُ المكانِ
وهذِهِ الجغرافيا الشمطاءُ لا تحنو على الغرباءِ..
نحن ضيوفُها الآتونَ من أصلابِ محنتِنا
نهاجر في المدَى كالوقتِ مصلوباً على بَنْدُولِ ساعتِهِ
ونسقطُ كالدقائقِ والثواني...
لا بُدَّ من عَمَلٍ جمَالِيٍّ يُخَفِّفُ ما نُعاني!
لا شيءَ يبدأُ من عَلٍ
هذا الترابُ هو البدايةُ..
لا حقيقةَ دون (سُمٍّ)
ما يزالُ (السُّمُّ) شيخَ المرشدينَ إلى الحقيقةِ..
والنبوءةُ لم تكنْ جَرَساً مُدَلى
من أعالي الغيبِ فوق الأرضِ..
كانت حكمةً سُفْلِيَّةً
تدعو الحياةَ لأنْ تُنَقِّحَ نفسَها من كلِّ حَشْوٍ بربريٍّ
كي تعودَ الأرضُ ناصعةَ البيانِ!
ها نحن في الصحراءِ ثانيةً
وها سكِّينُ غربتِنا مسلَّطةٌ على عنقِ الدروبِ..
ولم نَزَلْ نمشي وتزفرُنا المسافةُ
مثل أنفاسٍ مقطَّعةٍ بأحشاءِ المكانِ
نحن الأواني المرمريَّةُ كاتماتُ الهمِّ
لا نحتاجُ غير زفيرِ أغنيةٍ لتنفجرَ الأواني!
لسنا نفتِّشُ عن لذائذَ في اللذائذِ
إنَّما أن نتَّقي أَلمَ الغريزةِ وَهْيَ تعلكُ مُضغةَ الأرواحِ..
يا لَلمُضغةِ اكتَهَلَتْ
وشاخ الماءُ من قبل الأوانِ!!
جئنا إلى الدنيا خفافاً مثل نَوبات الجنونِ
فلم نجدْ في العقلِ عنواناً يقود إلى الخلودِ..
وهكذا انفَرَطَتْ بنا الأقدارُ أحصنةً تلاقَتْ في رهانِ!
وامتدَّ ملعبُنا..
وليسَ لفارسٍ منَّا خَيارٌ في حصانِ!
ها نحنُ نبحث في مهبِّ الوقتِ عن غدِنا الشريدِ
ونغبطُ الأعنابَ
إذْ تهفو إلى غدِها المُوَطَّنِ في القناني!
لا أرضَ أقدس في عقيدتِنا من الذكرَى
كأنَّ ملاعبَ الماضي معابدُنا الجديدةُ
35
والشِّجار هناك أقدس ما رَفَعْناَ من (أَذانِ!)
ها نحن نكملُ رحلةَ الأرواحِ في التيهِ الملوَّنِ..
ها هنا
حيث (الفضائيَّاتُ) ذاتُ الفتنةِ الشقراءِ
قد فَلَّتْ جدائلَها على كتفِ (الحداثةِ)..
والثُّنائيَّاتُ تعصرُ بين فكَّيْها الخليقةَ..
والنهائيُّون جنَّازاً فجنَّازاً
أعدُّوا موكبَ التشييعِ للتاريخِ..
ماذا سوف نصنعُ بالقصيدة وسطَ هذا التيهِ..
إنَّ الشعرَ أقصرُ قامةً من مصعدٍ
راحَتْ تُحَالِفُهُ العِمارةُ في مناطحةِ السحابِ
فلا قصائدَ كالمصاعدِ
كي نحلِّقَ −في السباقِ إلى السماءِ −
على(الدلالةِ) و(المعاني)!
في عصرِنا هذا−
المقفَّى بالحديدِ الصُّلبِ
والموزونِ بالأسمنتِ..
لا لغةٌ تترجمُ حالةَ الدنيا سوى لغة المباني!
بالأمسِ حالَفْنا (الوصايا العشرَ)
نحرسُها وتحرسُنا..
وحين اختلَّتِ الكلماتُ
أحرقْنا الجواهرَ في الشعائرِ
واحترقنا بالحقيقةِ في الطقوسِ
وما عَرَفناَ بعدُ أيَّ ضحيَّةٍ تكفي لإشباعِ النذورِ..
فكلُّنا كنَّا ضحايا الغيبِ
حيث الغيبُ طاغيةٌ أناني!
لم نمتلئْ بالشكِّ ما يكفي
لنحتضنَ الحقائقَ كالغواني!
كلٌّ لديهِ سماؤُهُ في الناسِ
هذا − فوق مئذَنَتَينِ − يرفعُها
وذلك فوق أوتارِ الكمانِ!!
رَبَّاهُ!
إنَّ النشوةَ اتَّحَدَتْ..
لماذا الاختلافُ على الدنانِ?!
بالأمسِ سَمَّينا الهوى عَبَثاً جماليا
فلم نحفظْ وصايا (قيسَ)..
لم نحفظْ لَهُ:
من أجل عينِ حبيبتي
لا تجرحوا أبداً زُهَيرَةَ أقحوانِ!
من أجل قَدِّ حبيبتي
لا تقطعوا أبداً شُجَيْرَةَ خيزرانِ!
بالأمسِ لم نحفظْ وصايا (قيس)
كي نرفو من الكلماتِ أوتاراً
تُرَبي في أضالعِنا قطيعاً من حنانِ
واليومَ عُدنا
بعدما انسحبَ (المجازُ) من الخنادقِ
و(القصيدةُ) أصبَحَتْ عزلاءَ
لا تحمي الحياةَ من الحقيقةِ..
هكذا عُدنا
وعاد الشعرُ درويشاً
يُطَيِّرُ في سماء الروحِ أسرابَ الدخانِ!
ضاع الحسابُ..
وما تزال الأرضُ تَحْسِبُ
كم من الشعراءِ يلزمُها لترويضِ الزمانِ!
ضاع الحسابُ..
وها هُمُ الشعراءُ
ما زالوا على ثقةٍ بأنَّ الأرضَ أجملُ في الأغاني!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:15 PM   #8852
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة دعوا الأرض عريانة في يدي
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
292 مشاهدة

دعوا الأرضَ لي يا حمُاةَ السماءْ

أُوَسِّعُ رُقعَتَها بالغِناءْ

ولا تزعموا أنَّني قد خُلِقتْ

لأُكملَ في الأرضِ نَهرَ البكاءْ

سأشدو إلى أنْ يذوبَ الصقيعُ

وأحدو إلى أنْ يَنِدَّ العَراءْ

دعوا الأرضَ لي إنَّني لم أزلْ

أصلِّي بِ(معبد) هذا البهاءْ

وأدعو فأشعرُ أنَّ (النقوشَ)

جموعٌ تشاركُني في الدعاءْ

** **

دعوا الأرضَ عريانةً في يديَّ

ولا تُلبِسوها قميصَ الرثاءْ

لَكُمْ ما رَواَهُ المدَى من نجومٍ

مُسَطَّرَةٍ في كتاب الفضاءْ

ولي أنجمي: حُبُّ هذا الترابِ..

جمالُ الغواياتِ.. سحرُ النساءْ

لِيَ الآدميَّةُ من بؤسِها

إلى بؤسِها.. فالولاءُ ابْتِلاَءْ!

وكسرةُ طينٍ تُسَمَّى البلادَ

زرعتُ بها باقةَ الأصدقاءْ!

** **

دعوا الأرضَ لي.. إنَّني حفنةٌ

من الرَّملِ تحمل روحَ الولاءْ

فما زلتُ حين تموءُ الحياةُ

أحاولُ ترويضَ هذا المُواءْ

تَبَرَّأتُ من نغمةٍ لا تُؤَمِّمُ −

في الناسِ أوردتي والدماءْ

قبيلتيَ الطيرُ إنْ وَزَّعَتْ

زغاريدَها فالبرايا سَوَاءْ

وقوميَّتي تنتمي للنشيدِ

و(إثنيَّتي) تنتمي للغناءْ

لماذا تريدون أَنْ تنحنوا

برأسي على طَبَقِ (الانتماءْ)؟!

وما أنا مِمَّنْ يطيق الرؤوسَ

إذا اتَّخَذَتْ هيئةَ الانحناءْ

أنا جاهلٌ في ابتكار الخنوعِ..

خبيرٌ بهندسة الكبرياءْ

فلِيْ من حذائيَ أنْ أمتطيهِ..

وكم كائنٍ يمتطيهِ الحذاءْ!!

** **

أنا ما تَدَلَّيتُ من غيمةٍ

على الأرضِ في هيأة الأولياءْ

ولم ألتمسْ في اعوجاج الحياةِ

طريقاً أدقَّ من الاستواءْ!

شُقِيتُ فأدركتُ أنَّ القصيدةَ −

أجملُ مبتكراتِ الشقاءْ

فما ارتفع الصبحُ إلاَّ انطلقتُ

أسرِّح بالشِّعرِ هُدْبَ الضياءْ

وما انحدر الليلُ إلاَّ انطويتُ

أؤثِّث بالشِّعرِ بَهْوَ المساءْ

إذا مال جذعي على حائطٍ

تناهَى إلى حائطٍ من هواءْ

وما انسحبَ الحُلْمُ من مقلتيَّ

ولا رَجَعَتْ ضحكتي للوراءْ!!

فما انفكَّ هذا العناءُ الجميلُ

يعلِّم (نيسانَ) معنى الصفاءْ

أعزِّي الأباطرةَ المترفينَ

لحِرمانهِمْ من جميل العناءْ!!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:15 PM   #8853
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة دعوا الأرض عريانة في يدي
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
292 مشاهدة

دعوا الأرضَ لي يا حمُاةَ السماءْ

أُوَسِّعُ رُقعَتَها بالغِناءْ

ولا تزعموا أنَّني قد خُلِقتْ

لأُكملَ في الأرضِ نَهرَ البكاءْ

سأشدو إلى أنْ يذوبَ الصقيعُ

وأحدو إلى أنْ يَنِدَّ العَراءْ

دعوا الأرضَ لي إنَّني لم أزلْ

أصلِّي بِ(معبد) هذا البهاءْ

وأدعو فأشعرُ أنَّ (النقوشَ)

جموعٌ تشاركُني في الدعاءْ

** **

دعوا الأرضَ عريانةً في يديَّ

ولا تُلبِسوها قميصَ الرثاءْ

لَكُمْ ما رَواَهُ المدَى من نجومٍ

مُسَطَّرَةٍ في كتاب الفضاءْ

ولي أنجمي: حُبُّ هذا الترابِ..

جمالُ الغواياتِ.. سحرُ النساءْ

لِيَ الآدميَّةُ من بؤسِها

إلى بؤسِها.. فالولاءُ ابْتِلاَءْ!

وكسرةُ طينٍ تُسَمَّى البلادَ

زرعتُ بها باقةَ الأصدقاءْ!

** **

دعوا الأرضَ لي.. إنَّني حفنةٌ

من الرَّملِ تحمل روحَ الولاءْ

فما زلتُ حين تموءُ الحياةُ

أحاولُ ترويضَ هذا المُواءْ

تَبَرَّأتُ من نغمةٍ لا تُؤَمِّمُ −

في الناسِ أوردتي والدماءْ

قبيلتيَ الطيرُ إنْ وَزَّعَتْ

زغاريدَها فالبرايا سَوَاءْ

وقوميَّتي تنتمي للنشيدِ

و(إثنيَّتي) تنتمي للغناءْ

لماذا تريدون أَنْ تنحنوا

برأسي على طَبَقِ (الانتماءْ)؟!

وما أنا مِمَّنْ يطيق الرؤوسَ

إذا اتَّخَذَتْ هيئةَ الانحناءْ

أنا جاهلٌ في ابتكار الخنوعِ..

خبيرٌ بهندسة الكبرياءْ

فلِيْ من حذائيَ أنْ أمتطيهِ..

وكم كائنٍ يمتطيهِ الحذاءْ!!

** **

أنا ما تَدَلَّيتُ من غيمةٍ

على الأرضِ في هيأة الأولياءْ

ولم ألتمسْ في اعوجاج الحياةِ

طريقاً أدقَّ من الاستواءْ!

شُقِيتُ فأدركتُ أنَّ القصيدةَ −

أجملُ مبتكراتِ الشقاءْ

فما ارتفع الصبحُ إلاَّ انطلقتُ

أسرِّح بالشِّعرِ هُدْبَ الضياءْ

وما انحدر الليلُ إلاَّ انطويتُ

أؤثِّث بالشِّعرِ بَهْوَ المساءْ

إذا مال جذعي على حائطٍ

تناهَى إلى حائطٍ من هواءْ

وما انسحبَ الحُلْمُ من مقلتيَّ

ولا رَجَعَتْ ضحكتي للوراءْ!!

فما انفكَّ هذا العناءُ الجميلُ

يعلِّم (نيسانَ) معنى الصفاءْ

أعزِّي الأباطرةَ المترفينَ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:15 PM   #8854
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة حملت جنازة عقلي معي
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
291 مشاهدة

حملتُ جنازةَ عقلي معي
وجِئْتُكَ في عاشقٍ لا يعي
أحسُّكَ ميزانَ ما أدَّعيهِ
إذا كان في الله ما أدَّعي
أقيسُ بِحُبِّكَ حجمَ اليقينِ
فحُبُّكَ فيما أرى مرجعي
خلعتُ الأساطيرَ عنِّي سوى
أساطيرِ عشقِكَ لم أخلعِ
وغصتُ بِجرحكَ حيث الشموسُ
تهرولُ في ذلك المطلعِ
وحيث (المثلَّثُ) شقَّ الطريقَ
أمامي إلى العالَمِ الأرفعِ
وعلَّمَني أن عشقَ (الحسينِ)
انكشافٌ على شفرةِ المبضعِ
فعَرَّيْتُ روحي أمام السيوفِ
التي التَهَمَتْكَ ولم تشبعِ
وآمنتُ بالعشقِ نبعَ الجنونِ
فقد برئَ العشقُ مِمَّنْ يَعي
وجئتُكَ في نشوةِ اللاَّعقولِ
أجرُّ جنازةَ عقلي معي!
** **
أتيتُكَ أفتلُ حبلَ السؤالِ:
متى ضَمَّك العشقُ في أضلعي؟
عرفتُكَ في (الطَّلقِ) جسرَ العبورِ
من الرَّحْمِ للعالَمِ الأوسعِ
ووالدتي بِكَ تحدو المخاضَ
على هودج الألَمِ المُمْتِعِ
وقد سِرْتَ بِي للهوى قبلما
يسيرُ بِيَ الجوعُ للمرضَعِ..
لمستُكَ في المهدِ دفءَ الحنانِ
على ثوبِ أُمِّيَ، والملفعِ
وفي الرضعةِ البِكرِ أنتَ الذي
تَقاَطَرْتَ في اللَّبَنِ المُوجَعِ
وقبل الرضاعةِ.. قبل الحليبِ..
تَقاطَرَ إسمُكَ في مَسْمَعي
فأشرقتَ في جوهري ساطعاً
بِما شعَّ من سِرِّكَ المودعِ
بكيتُكَ حتَّى غسلتُ القِماطَ
على ضِفَّتَيْ جُرْحِكَ المُشْرَعِ
وما كنتُ أبكيكَ لو لم تَكُنْ
دماؤُكَ قد أيقظَتْ أدمعي
كَبُرْتُ أنا.. والبكاءُ الصغيرُ
يكبرُ عبر الليالي معي
ولم يبقَ في حجمِ ذاك البكاءِ
مَصَبٌّ يلوذُ بهِ منبعي
أنا دمعةٌ عُمْرُها (أربعونَ)
جحيماً من الأَلمِ المُتْرَعِ
** **
هنا في دمي بَدَأَتْ (كربلاءُ)
وتَمَّتْ إلى آخِرِ المصرعِ
كأنّكَ يومَ أردتَ الخروجَ
عبرتَ الطريقَ على أَضْلُعي
ويومَ انْحَنَىَ بِكَ متنُ الجوادِ
سَقَطْتَ ولكنْ على أَذْرُعي
ويومَ تَوَزَّعْتَ بين الرماحِ
جَمَعْتُكَ في قلبيَ المُولَعِ
** **
فيا حادياً دورانَ الإباءِ
على محورِ العالَمِ الطيِّعِ
كفرتُ بكلِّ الجذورِ التي
أصابَتْكَ رِيًّا ولم تُفْرِعِ
أ لستَ أبا المنجبينَ الأُباةِ
إذا انْتَسَبَ العُقْمُ للخُنَّعِ!
وذكراكَ في نُطَفِ الثائرينَ
تهزُّ الفحولةَ في المضجعِ
تُطِلُّ على خاطري (كربلاءُ)
فتختصرُ الكونَ في موضعِ
هنا حينما انتفضَ الأُقحوانُ
وثار على التُربةِ البلقعِ
هنا كنتَ أنتَ تمطُّ الجهاتِ
وتنمو بأبعادِها الأربعِ
وتحنو على النهرِ.. نهرِ الحياةِ..
يُحاصرُهُ ألفُ مستنقعِ
وحين تناثرَ عِقْدُ الرِّفاقِ
فداءً لدُرَّتِهِ الأنصعِ
هنا (لَبَّتِ) الريحُ داعي (النفيرِ)
و(حَجَّتْ) إلى الجُثَثِ الصُّرَّعِ
فما أَبْصَرَتْ مبدعاً كَ(الحسينِ)
يخطُّ الحياةَ بلا إصبعِ!
ولا عاشقاً كَ(أبي فاضلٍ)
يجيدُ العناقَ بلا أذرعِ!
ولا بطلاً مثلما (عابسٍ)
يهشُّ إذا سارَ للمصرعِ!
** **
هنا العبقريَّةُ تلقي العنانَ
وتهبط من برجِها الأرفعِ
وينهارُ قصرُ الخيالِ المهيبُ
على حيرةِ الشاعرِ المبدعِ
ذكرتُكَ فانسابَ جيدُ الكلامِ
على جهةِ النشوةِ الأروعِ
وعاقرتُ فيكَ نداءَ الحياةِ
إلى الآنَ ظمآنَ لم ينقعِ
فما بَرِحَ الصوتُ (هل من مغيث)
يدوِّي.. يدوِّي.. ولم يُسْمَعِ
هنا في فمي نَبَتَتْ (كربلاءُ)
وأسنانُها الشمُّ لم تُقلعِ
وإصبعُكَ الحرُّ لَمَّا يَزَلْ
يدير بأهدافِهِ إصبعي
فأحشو قناديلَ شعري بما
تَنَوَّرَ من فتحِكَ الأنصعِ
وباسمِكَ استنهضُ الذكرياتِ
الحييَّاتِ من عزلةِ المخدعِ
لعلَّ البطولةَ في زَهْوِها
بِيَوْمِكَ، تأتي بلا برقعِ
فأصنع منها المعاني التي
على غير كفَّيكَ لم تُصْنَعِ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:16 PM   #8855
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة خيمة من الهواجس على رابية الأربعين
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
288 مشاهدة

العُمْرُ كلُّ العُمْرِ موسمُ هجرةٍ..
وأنا برغم(الأربعينَ) من التَّشَرُّ دِ
ما اتَّفقتُ مع الطريقْ!
فوضايَ خارطتي
ولم أَرَ صُدْفَةً كالحُبِّ..
إنَّ الحبَّ يسقطُ في الحشاَ سَهْواً
كأنَّ السَّهْوَ منبتُهُ العريقْ
كان(الأذانُ) بدايتي..
إنَّ(المآذنَ) في بلاديَ
هُنَّ أَوَّلُ من يفيقْ!
طفلٌ صقيلُ القلبِ
تخطفُني المساجدُ
من ربيعِ طفولتي..
من رقصة الأرجوحة النشوَى..
من الشَّغَفِ المبكِّر بابنة الجيرانِ..
تخطفُني المساجدُ من علامات البلوغِ
فأستجيرُ ببذرةٍ في الروحِ
لم تتركْ تَمَلْمُلَهاَ ولم تركنْ إلى الوهم الأنيقْ
حتَّى إذا أعشبتُ في الأعماقِ
حاولتُ القصيدةَ
كي تُدَرِّبَني
على تقليمِ هذا العشبِ في روحي
وتُلْهِمَني التَّصوُّفَ للفراشةِ
والتبتُّلَ للبنفسجِ والتنسُّكَ للرحيقْ
لِيَ أصدقاءٌ في الحديقةِ
كلَّما ناجيتُهُمْ
فَزَّتْ من الأعشاشِ أطيارُ الحنينِ
ومال ناحيةَ الصِّباَ غصنُ الحكاياتِ الوريقْ
ودمي فصيلتُهُ الفلاحةُ
فالحقولُ من النخاعِ إلى النخاعِ
ونصفُ أوردتي زغاردُ..
نصفُ أوردتي نقيقْ!
وعلى جذوع النخلِ في بلدي
تَسَلَّقتُ السنينَ إلى أعالي العُمْرِ..
عَرَّيتُ المدَى الممتدَّ في جغرافياَ الإنسانِ..
نَقَّبتُ الخرائطَ باتّساع النَّفْسِ..
بَلَّلتُ القصائدَ
في بحيرات المجازات البعيدةِ..
تائهاً في رحلة المعنى من المجهول للمجهولِ
أنحتُ وجهَ هذا الوقتِ في حَجَرِ الحنينِ
وأمتطي ريش الأغاني
طائراً ما بين هاويتينِ
حيث الدربُ من نفسي إلى نفسي طويلٌ كالزمانِ
ولا دليلَ يقودُني نحو الحقيقةِ
غير رائحةِ العفونةِ..
لا دليلَ يقودُني نحوي سوى الأَلَمِ العميقْ
فأنا برغم(الأربعينَ) من التَّشَرُّ دِ
ما اتَّفقتُ مع الطريقْ!
من لعبةِ (القُمَّيْمَةِ) الأُولَى
تَعَلَّمتُ الهروبَ من الحقيقةِ
كي أُخَبِّئَني وراء الرمزِ عن نفسي..
تَعَلَّمتُ الدروبَ إلى(المجازِ)
لأختفي في الضِّفَّةِ الأخرَى من الكلماتِ..
ها هِيَ لعبةُ(القُمَّيْمَةِ) الأُولَى
تُكَرِّرُ نفسَها في كلِّ أزمنتي
وتتبعُني إلى لغتي
وها إِنِّي
خرجتُ الآنَ من تحت السريرِ إلى المخابئِ في السطورِ..
نزلتُ من أعلى السطوحِ إلى الملاجئِ في الجروحِ..
تركتُ دولابَ الملابسِ نحو دولابِ الهواجسِ..
هكذا تمتدُّ(قُمَّيْماَتُ) هذا العُمْرِ
والعَبَثُ المجرَّدُ في مساحتِها يضيقْ
أودعتُ كلَّ عناصري في الشِّعرِ..
إنَّ الشِّعرَ(أنكيدو) الصديقْ
وسَرَتْ خُطايَ على خُطَى(جلجامشَ) الأولَى
فصارعتُ الوحوشَ على مدَى روحي
ومشَّطتُ المسافاتِ الطويلةَ كالجدائلِ
غيرَ أنيَ لم أُفَتِّشْ في دروب الغيبِ عن أبديَّتي..
فَتَّشتُ عن مستلزمات الروحِ
في كينونةٍ صَدِئَتْ
إلى الإكسيرِ من أعماقِ داخليَ السحيقْ
جَرَّبتُ أنسجُ لي
قميصاً من تشابيهِ البديعِ
مُشَجَّرَ الرُّؤيا
يُجَسِّدُ من صفاتِيَ ما يليقْ
جَرَّبتُ أختارُ الوسيلةَ في عناق الموتِ
حين اخترتُ موتاً شاعريا
واحْتَرَبْتُ ومضغتي..
إنَّ القصيدةَ لم تكنْ إلاَّ غنيمةَ حربِنا:
أنا معْ أنا!
ودماؤُنا هِيَ ما نُريق
ودخلتُ في المرآةِ..
نَظَّفتُ الغشاوةَ حول ذاكرة الزجاجِ
فلم أَجِدْني في ملامحِ صورتي
وكأنَّني ضَيَّعتُ في الغُرُباَتِ أصليَ
وانزلقتُ إلى حدود اللاَّ وجود..
هناك أَوْقَفَني المجازُ وقال:
كُنْ مرآةَ ذاتِكَ كي ترى المرآةَ
أصدقَ من عيون الصقر في لغةِ البريقْ
إنِّي تعبتُ بِقَدْرِ أحلامي..
تعبتُ بغربةٍ
تمتدُّ من يوم (الحسينِ)
إلى نهايات الفجيعةِ في ظهور(القائم المهديِّ)..
ها إنِّي يَئِسْتُ من الخلاصِ
فهل يكون اليأسُ من إحدى علاماتِ الظهورِ؟
وهل بوسع الروح أن تنسلَّ من هذا المضيقْ
شَبَّتْ يدي يا ربُّ من (جمَراَتِ) أسئلتي..
و(أرمي)
لم أُصِبْ (صَنَماً)..
وها أنا في مداكَ الرحبِ أضحيةُ المكانِ..
فيا تُرَى
ما كان يحدثُ ها هُنا
لو لم أجئْ..
لو أنَّ قطعانَ الضحايا لم تَزِدْ كبشاً؟
وماذا سوف يحدثُ
لو تَلاَشَتْ خيمةٌ من عالم المنفَى؟
ستبكرُ جمرةُ التَّسآلِ يا ربي ويندلعُ الحريقْ
فأنا برغم(الأربعينَ) من التَّشَرُّدِ
ما اتَّفقتُ مع الطريقْ
رَنَّ الصدَى..
وهناك شَفَّ عن المدَى
طفلٌ يهاتفُني من الأنقاضِ
في أكنافِ ضاحيةِ الصِّباَ
حيث انتشيتُ أنا وقلبيَ
وانثنيناَ نستعيذُ
بكلِّ حُلْمٍ لم يُفِقْ
من كلِّ حُلْمٍ يستفيقْ!
يا هاتفَ الأنقاضِ
يا طيرَ الهديلِ على جبال الأمسِ..
زُرْنِي..
ها هنا بيتي بمنطقة الكهولةِ
حيث عنواني سعاليَ
والغوايةُ جارتي
وإقامتي في العُمْقِ من(حَيِّ) النعيقْ!
لمْلَمْتُني ودعوتُ طفلاً كُنْتُهُ
ثمَّ اجتمعنا في المُنى:
أنا مَعْ أنا
وسرَى الخيالُ بنا وئيداً
في زقاقِ الذكرياتِ
وكلَّما طُفْناَ هناكَ على جدارٍ خِلْتُهُ قلبي
فقلبيَ والجدارُ كلاهما متصدِّعٌ من خشية الأيَّامِ..
قلبيَ والجدارُ كلاهما ما زال يحفظُ صوتَ أُ مِّيَ
وَهْيَ تدعو أنْ أُقَلِّدَها بِمِسْبَحَةٍ من الأطفالِ
ثمَّ بدأتُ أنظمُهُمْ على بركاتِ دعوتهِا
وأنظمُ ثمَّ أنظمُ
لم أُفِقْ مِمَّا نظمتُ سوى على قيدٍ وثيقْ
سَقَطَ الزمانُ عليَّ
أثقلَ من سقوطِ الشاحناتِ..
وكلَّما عَمَّرْتُ أكثرَ
صرتُ أحتاجُ القصيدةَ
ضعفَ ما أحتاجُها من قبلُ..
أحتاجُ القصيدةَ
كي أُطَبِّبَ بعضَ أوجاع الحقيقةِ
تحت تخدير المجازِ
لعلَّني يوماً أطيقُ من الأسىَ ما لا أطيقْ
فأنا برغم(الأربعينَ) من التَّشَرُّ دِ
ما اتَّفَقْتُ مع الطريقْ
أتنفَّسُ الكونَ الرحيبَ
فتنتشي بالكائناتِ عروقُ أنفاسي
وأبتلعُ المجرَّةَ في الشهيقْ
وأكادُ أسقطُ في القنوطِ
وليس ثَمَّةَ صخرةٌ في الأرضِ
تسندُني إذا شئتُ السقوطَ سوى الكتابةِ..
كلَّما ضاق المدَى
وَسَّعْتُهُ بقصيدةٍ..
وإذا اختصمتُ ونطفتي حول اليقينِ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:16 PM   #8856
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة غراب على شجرة الميلاد
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
290 مشاهدة

في عيدِ ميلادِهِ خانَتْهُ أَشْمُعُهُ

فسارَعَتْ لتُضِيءَ العيدَ أَدْمُعُهُ

كأنَّ عينيهِ..في شوطِ الوفاءِ لهُ..

تَسابَقانِ.. وأوفَى الدمعِ أَسْرَعُهُ!

رَاعَتْهُ من صفحةِ التقويمِ مقصلةٌ

أَهْوَتْ على عُنُقِ الأيَّامِ تقطعُهُ

في الشمعدانِ رأى أعوامَهُ جُثَثاً

صرعَى فمال على نعشٍ يُشَيِّعُهُ

ما استقبلَتْهُ (الموسيقا) كي تُحَصِّنَهُ

ضدَّ الزمانِ ولا قامَتْ تُوَدِّعُهُ

ليتَ المرايا وقد شَظَّتْ ملامحَهُ

تُحصي الوجوهَ التي باتَتْ تُقَنِّعُهُ

في عيدِ ميلادِهِ غابَتْ حبيبتُهُ

وقَلْبُهُ فائضُ الإكسيرِ مُتْرَعُهُ

فاهتزَّ عن ثورةٍ في روحِهِ انْدَلَعَتْ

شوقاً إلى وردةٍ بالحُبِّ تَقْمَعُهُ

شوقاً إلى امرأةٍ أدنَى عقيدتهِا

أنَّ الهوَى للهوَى عَقْدٌ يُشَرِّعُهُ!

**

**

في عيدِ ميلادِهِ.. والذكرياتُ سَرَتْ

مسرَى العقاربِ لا تنفكُّ تَلْسَعُهُ

طافَ البداياتِ.. لا أَشْجَتْهُ قابلةٌ

ترعى المشيئةَ.. لا أَشْجاَهُ مَرْضَعُهُ

باكٍ على أُمِّهِ: هل كان أَوْجَعَها

في الطَّلْقِ مقدارَ ما الأيَّامُ تُوجِعُهُ؟!

**

**

في عيدِ ميلادِهِ.. دَوَّى على فَمِهِ

صوتٌ ولكنْ من الأحشاءِ مَطْلَعُهُ:

فُكُّوا عقالَ بعيري.. إِنَّ بِي سَفَراً

إِلَيَّ.. ما جَفَّ في الأعماقِ مَنْبَعُهُ!

تبا لهُ طائراً في الغيبِ مُلْتَمِساً

رصاصةً من رصاص الوعيِ تصرعُهُ

مشابكُ الوَهْمِ لم تبرحْ تُعَلِّقُهُ

للريح.. أنَّى تَهُبُّ الريحُ تصفعُهُ

ألفَى الحياةَ قميصاً.. والثقوبُ بهِ

شَتَّى.. فما زال بالمعنىَ يُرَقِّعُهُ

مَشَى على ريبةٍ في نفسِهِ فمَشَتْ

جحافلُ النملِ في جنبيهِ تَتْبَعُهُ

محدودب الروح مِمَّا روحُهُ حمَلَتْ

للأرضِ حُبّا وما انْفَكَّتْ تُوَزِّعُهُ

لا شيءَ أكثر في ظلمائِهِ فَزَعاً

من فكرةٍ في ظلامِ الرأسِ تُفْزِعُهُ

إذا امتطَى قَلَمٌ إحدَى أصابعِهِ

تَأَلَّقَتْ ببريقِ الماسِ إصبعُهُ

**

**

في عيدِ ميلادِهِ.. ما زال يصرخُ في

بَرِّيَّةِ الوقتِ لكنْ ليس تَسْمَعُهُ

يُصغي إلى ذاتِهِ إصغاءَ مُعْتَنِقٍ

دِيناً جديداً إلى مَنْ كان يُقْنِعُهُ

صادَفْتُهُ في قطار العُمْرِ وَالْتَبَسَتْ

هناكَ أَضْلُعِيَ الأُولَى وأَضْلُعُهُ

لغزٌ يُفَتِّشُ عن معناهُ وَالْتَقَياَ

كما التقَى في الشَّجَى نصٌّ ومُبْدِعُهُ

صادَفْتُهُ وتَوَحَّدْناَ معاً، وصحا

وجهُ السماءِ على بَرْقٍ يُلَمِّعُهُ

كأنَّنا حينما سِرْناَ: أنا وأنا

نَهْرٌ جرَى وخريرُ الماءِ يتبعُهُ

ما الحبُّ؟ قلتُ: وأَوْجِزْ قال لي: جَرَسٌ

في القلبِ لم نَتَعَلَّمْ كيفَ نَقْرَعُهُ

سار القطارُ ولكنْ لا عيونَ لهُ

يكبو على السُّكَّةِ العمياَ ونرفعُهُ

ولم نزلْ كلَّما ضاق المكانُ بنا

نأوي هناك إلى أُنثَى تُوَسِّعُهُ

**

**

سجا علينا غرابٌ ملءُ عتمتِهِ

ليلٌ.. يخاصمُ فيهِ النجمَ مَوْقِعُهُ

قال الغراب: خذوا عنِّي مراسِمَ كُمْ

في الحزنِ ثُمَّ اصنعوا ما كنتُ أَصْنَعُهُ

قلنا: حنانيكَ قد طال الطريقُ بنا

نحو الغيابِ فحَدِّثْ كيفَ نَرْجِعُهُ

قال: ازرعوا خلفَكُمْ ظِلا يُدِلُّكُمُ

ما خانَ ظِلٌّ بِمَنْ في الأرضِ يزرعُهُ!

قلنا وقالَ.. وأَوكَلْناَ السؤالَ إلى

شَكٍّ يُبَدِّدُهُ حيناً ويجمعُهُ

يا للنِّهايةِ إذْ مَالَتْ بأَذْرُعِنا

نحو الوداعِ فلم تُسْعِفْهُ أَذْرُعُهُ!

سارَ القطارُ وأَعْلَنَّا الحدادَ بهِ

مُذْ جَفَّ من أَحَدِ الرُّكَّابِ مَوْضِعُهُ

يا سائقَ العُمْر.. أَدْرَكْناَ محطَّتَنا

من الحياةِ.. فهل أَجْرٌ فنَدْفَعُه؟

قِفْ عند أَوَّلِ تابوتٍ تَمُرُّ بهِ

هناكَ حيث قميصُ الوقتِ نخلعُهُ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:17 PM   #8857
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة سقياك يا والد النهرين
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
284 مشاهدة

عَلِّمْ لسانَكَ يُصغي ف(العراقُ) هُنا..

تَبًّا لكُلِّ لسانٍ لم يَكُنْ أُذُنَا!

هنا (العراقُ).. ولولا ماءُ (دجلتِ)هِ

ما كانَ صلصالُ هذا العَالَمِ انْعَجَنَا

هنا (العراقُ).. ويَطْفُو من مَلَاحِمِهِ

دَمُ الخيالِ الذي في خاطري حُقِنَا

هنا (العراقُ).. ويَغْلِي حوضُ أزمنةٍ

بما صَفَا من مآسيها، وما أَسِنَا

هنا (العراقُ).. تَأَمَّلْ في ملامِحِهِ

تَلْقَ الجزيرةَ/مصرَ/الشامَ/واليَمَنَا

خرائطٌ حيثما شَفَّتْ معالمُها

تشابَهَ السِّجنُ والسَّجَّانُ والسُّجَنَا

يا (شهرزادُ) ارقصي، والحالُ واحدةٌ

إذا رقصتِ علينا أو رقصتِ لَنَا

وذَوِّبِي في (الليالي الأَلْفِ) سُكَّرَةً

أخرى، نُحَلِّي بها الآلامَ والمِحَنَا

واحكي فما ثَمَّ آذانٌ وألسنةٌ..

تَبًّا لكلِّ لسانٍ لم يكنْ أُذُنَا!

زِدْ لانتمائِكَ جذراً ف(العراقُ) هُنا

نهرانِ يحتضنانِ البدءَ والزمناَ

زِدْ لانتمائِكَ موسيقَا، يُرَقْرِقُها

ماءُ (الفراتِ) على صدرِ النخيلِ جَنَى

ويا قديماً تجلَّى والمدى عدمٌ

فمَهَّدَ الأرضَ حتَّى أصبحتْ سَكَنَا

مِنْ عَالَمِ القلبِ جاءَتْهُ نُبُوَّتُهُ

تسعَى، فكان على الإلهامِ مُؤْتَمَنَا

واستمطرَ الوحيَ من آفاقِ هاجسةٍ

في خاطر الغيبِ كي يستنبت السُّنَنَا

ومالَ نحو المعاني وَهْيَ صامتةٌ

في لفظِها، فحَبَاها المنطقَ اللَّسِنَا

حتَّى إذا رَتَّبَ الدنيا كخاطرةٍ

عُليا، ووَزَّعَ في أفكارِها المُدُنَا

دعا المشيئةَ أنْ تجري بما حَمَلَتْ

من المقاديرِ إنْ سَعْدًا وإنْ حَزَنَا

ومُذْ أَسَرَّ إليهِ الغيبُ مِحْنَتَهُ

وما يزالُ بسِرِّ الغيبِ مُمْتَحَنَا

هَبَّتْ طواحينُ هذا الدهرِ تطحنُهُ

فآنَسَتْهُ على أسنانِها خَشِنَا

تالله يا والدَ النهرينِ! لو جبلٌ

لاقَى من الدهرِ ما لاقيتَ لانْطَحَنَا

أبا الشراعِ الذي لم يلقَ عاصفةً

إلاَّ وشَدَّ على أكتافِها، الرَّسَنَا

ويا خليفةَ (نوحٍ) في سفينتِهِ

حيث الأمانةُ لاَقَتْ أشرفَ الأُمَنَا

ما زلتَ في قبضةِ (الطوفانِ) منتصباً

والموجُ حولك غولٌ يبلعُ السُّفُنَا

يجتاحُكَ المَدُّ شبلاً في فتوَّتِهِ

وينثني عنكَ شيخاً عَظْمُهُ وَهَنَا

وأنتَ رأسٌ يقيمُ الأنبياءُ بِهِ

ويحملونَ على أكتافِهِ، المِحَنَا

حَسْبُ الرسالات في ليلِ الكفاحِ إذا

صحوتَ أنتَ، و(نَامَتْ أعينُ الجُبَنَا)

يا جبهةَ الغيرةِ السمراءِ ما حَمَلَتْ

غيرَ (الحسينِ) وراحت تطلبُ (الحَسَنَا)

لا زلتَ كبشَ فداءِ الأرضِ، يَذْبَحُهُ

رَبُّ القطيعِ لكي يُرضِي بِهِ وَثَنَا

فكمْ تنازلتَ عن عينيكَ ذاتَ هوًى

وما تنازلتَ عَمَّنْ فيهما سَكَنَا

يأبىَ الوفاءُ إلى الزندِ الأخيرِ بهِ

ألاَّ تكونَ على (العبَّاسِ) مُؤْتَمَنَا

إذا تنازلَ شَعْبٌ عن قصيدتِهِ

هَيِّئْ لهُ السِّدرَ والكافورَ والكَفَنَا

سقياكَ يا والدَ النهرينِ.. بي عطشٌ

للوحيِ ما انفكَّ في نهريكَ مُخْتَزَنَا

أنا أَقَلُّ فَماً من أنْ أضيفَ دَماً

ل(كربلاءَ)، وأُهدي لل(غَرِيِّ) سَنَا

هَبْنِي بحجمكَ قلباً صامدًا صَمَدًا

حتَّى أَلُمَّكَ فيهِ لوعةً وضَنَا

فقد لقيتُكَ في عينِ المها غَزَلاً

وفي عيونِ المنايا أسيفاً وقَنَا

تَجَمْهَرَتْ كلماتي في عبارتِها

صَفًّا توشَّح بالإيقاعِ، واتَّزَنَا

تَحِيَّةً يا إمامَ الماءِ في زمنٍ

غيماتُهُ تُمْطِرُ الأحقادَ والإِحَنَا

فإنْ أتيتُكَ أحلاماً مُسَعَّفَةً

فأنتَ لي خاطرٌ بالنخلةِ اقترنَا

وإنْ تَنَشَّقْتُ من كينونتي عَبَقاً

على رُباكَ فعندي من (أنَ)اكَ (أنَا)

وحيثما استشعرَ الإنسانُ عِزَّتَهُ

لدى المكانِ، فقد ألفَى له وطنَا

أهواكَ يا قاتلاً سِكِّينُهُ وَتَرٌ

لا يعزفُ القتلَ إلا ناعماً لَدِنَا

إني أتيتُ برَفٍّ من ملائكةٍ

مُوَكَّلينَ بما حُمِّلْتُهُ شَجَنَا

وَقَفْتُ قابَ ارتجافٍ منكَ، ملتبساً

بالشوقِ نجماً تدلَّى في دمي ودَنَا

أمدُّ زندي كزند العودِ محتضِناً

صدرَ الجراح التي لم تلقَ مُحْتَضِنَا

فاركضْ بجرحكَ للأنغامِ ناصعةً

بيضاءَ، واعقدْ عليهِ (الشَّاشَ) والقُطُنَا

أعلنتُكَ الحُبَّ حُبًّا لا نليقُ بهِ

كعاشقَيْنِ إذا لم نَرْوِهِ عَلَنَا

اليومَ يولدُ إنسانٌ على شفتي

من النشيدِ الذي في (بابلٍ) وُزِنَا

أتيتُ أنفضُ عن نفسي (معلَّقةً)

من الوصايا فلا رَبْعًا ولا دِمَنَا

دعني أعاتبُ حادي العيس في لغتي:

كم كان أهدرَ في الصحراءِ نهرَ غِنَا!

ولا تسلْ شاعراً عَمَّا قبيلتُهُ

تحيا بميراثِها من شقوةٍ وعَنَا:

جدِّي (الفرزدقُ) لم يبرحْ يطارحُهُ

عمِّي (جريرٌ) سُباباً بائِتاً نَتِنَا

لا تَخْدَعَنَّكَ (أسفارٌ) مُذَهَّبَةٌ

فربَّما تحمل الديدانَ والعَفَنَا

لم ألقَ وجهَكَ في مرآةِ لحظتِهِ..

رَأًيْتُهُ في مرايا أَمْسِهِ سُجِنَا!

أشعلْ ثقابَكَ في الماضي وسيرتِهِ

سِيِّانِ إنْ هَزُلَ الماضي وإنْ سَمُنَا

عَوَّذْتُني بِكَ مِمَّا قد يجيءُ به

سيلُ القبيلةِ في أمواجِهِ فِتَنَا

عندي شكوكُ (سليمانٍ)، فمعذرةً

إذا ذبحتُ برأسي (الهدهدَ) الفَطِنَا

يا أُسْرَةَ الشَّجَنِ العالي، لنا رَحِمٌ

من (الموسيقا)، لنا أَهْلٌ، لنَا.. ولنَا

مشيئةٌ قد تَشَطَّرْنَا مراضعَها

قِدْماً، ولَمَّا نَزَلْ نستنشقُ اللَّبَنَا

وما تزالُ ظلالُ الروحِ واحدةً

من فرط ما بعضنا في بعضنا دُفِنَا

جئنا الحياةَ وهَنْدَسْنَا الفراغَ بها

شُبَّاكَ حُلْمٍ يرشُّ الكائناتِ مُنَى

من أوَّل الحرفِ لم تنعسْ أصابعُنا

على يَدَيْهِ، ولم تستطعمِ الوَسَنَا

وجهُ السماءِ صَفَعْنَاهُ بقهقهةٍ

هُزْءاً بمَنْ أَمْسَكُوا باللهِ مُرْتَهَنَا

وكلَّما اختلَّ نبضُ الكونِ مضطرباً

رُحْنَا نُوَازِنُهُ بالشِّعْرِ فاتَّزَنَا

نعيدُ إنتاجَ هذا الخلقِ، نصنعُهُ

أحلَى، ونمنحُهُ الألوانَ والسِّحَنَا

هنا (العراقُ) الذي ما ثَمَّ قافيةٌ

لم تَتَّخِذْهُ لجِنِيَّاتِها سَكَنا

فيا ندامايَ في هَمٍّ سواسيةٍ

إنْ بوركَ الهمُّ في الدنيا، وإنْ لُعِنَا

رغمَ الجنائزِ فاضَتْ عن مقابرِها

من فرط ما غصَّ جوفُ الأرضِ واحتقنَا

لا تقرأوا سورةَ (الأجداثِ) في وطنٍ

بَنَى المجازَ.. بَنَى المعنى.. بَنَى.. وبَنَى

ما سَوَّسَ اللحمُ إلا سيفَ قاتلِهِ

حتَّى انثنَى السيفُ مخزيًّا ومُمْتَهَنَا

فها هُنا الموتُ أسمَى من فجيعتِهِ

معنًى، وأنصعُ من وجه الحياةِ سَنَى

يا مَنْ رَفَعْنَا أناشيدَ الجلالِ لهُ

فمالَ عطفاً علينا، وانحنَى، وحَنَى

ما زلتَ بالعالمِ الأرضيِّ مفتتناً

مقدارَ ما بِكَ هذا العالمُ افْتُتِنَا

تُزَوِّجُ الأرضَ بالأخرى، وكم بلدٍ

فيهِ البقاعُ يضاجعنَ البقاعَ زِنَا!

كَمْ في ترابِكَ من روحٍ مُقَدَّسَةٍ

تَجَسَّدَتْهُ فأضحى للسَّما بَدَنَا

لا بُورِكَتْ في يد الإيمانِ مسبحةٌ

حتَّى تزفَّ إليكَ الحمدَ والمِنَنَا

هَبْنَا رضاكَ ووَطِّنَّا بساحتِهِ..

ماذا يكون الرضا إنْ لم يكنْ وطناَ؟!

بِكَ اتَّكَأْنَا على أكتافِ ذاكرةٍ

تُثَبِّتُ الوقتَ حتَّى لا يميدَ بِنَا

مَنْ جاءَ قبلَ الليالي، لا يُقالُ لهُ:

لقد تَأَخَّرْتَ عَمَّنْ سابقَ الزَّمَنَا!

قالوا: تَبَخَّرتَ! قالوها، وما التفتوا

حتَّى تَكَثَّفْتَ في آفاقِهِمْ مُزُنا

لا بُدَّ للأرضِ أنْ تحيا على أملٍ

ما لاحَ فيها اخضرارٌ يرتدي فَنَنَا



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:17 PM   #8858
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة تونس ذاتُ الفجر الثَرِيّ
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
269 مشاهدة

ليَ في القصيدةِ أنْ أزورَ مُقَدَّسي

فأَحُجَّ حجَّ المؤمنينَ بِ(تُونِسِ)

وأطوفَ ثَوْرَتَها الشريفةَ كعبةً

بيضاءَ، طَوْفَ الخاشعِ المُتَلَمِّسِ

يا (تونسَ) الفجرِ الثريِّ وطالما

خُدِعَتْ محاجرُنا بفَجرٍ مُفلِسِ!

طُوبى لوَعيِ الثائرِينَ، تَلَقَّحَتْ

فيهِ البصيرةُ بالدَّمِ المُتَحَمِّسِ

فأنا رأيتُكِ في انتظارِكِ للضُّحى

مرأَى جنينٍ في الظلامِ مُنَكَّسِ

وأنا رأيتُكِ تُولَدِينَ على المدى

نسرًا بغَيرِ سُمُوِّهِ لم يَهجِسِ

هذي البلادُ جديرةٌ في ذاتِها

وصِفاتِها، بالكِبرياءِ النَّرجِسي

هِيَ أبرقتْ لي دعوةً من بَحرِها

وأنا أتيتُ على طريقةِ نورسِ

من طُهرِها الثوريِّ أقبسُ فكرةً

تكسو جبينيَ باليقينِ المُشْمِسِ

وأخيطُ لي حُلمَينِ من أحلامِها

حتَّى تكونَ الآدميَّةُ مَلْبَسي

هِيَ لامستْ مِنِّي بجَمرِ بهائِها

وَتَرًا على طول الحشا لم يُمْسَسِ

فدَرَسْتُها عبر الخريطةِ إنَّما

ألفيتُها في الأرضِ ما لم أدرسِ

أربَى على سَعَةِ الرَّقيمِ جلالُها

وطغى الجمالُ على حدود الفِهرِسِ

هذي البلادُ هواؤُها حُرِّيَّةٌ

مِلْءُ الفضاءِ فيا حروفُ تَنَفَّسي

وخُذي مداكِ من التَّحَرُّرِ..(أَلْحِدِي)

و(تَهَوَّدِي) و(تَنَصَّري) و(تَمَجَّسي)

فالحرفُ يَدنَسُ وَهْوَ غير مُحَرَّرٍ

وإذا تَحَرَّرَ فَهْوَ غير مُدَنَّسِ

هذي البلادُ تَجَسَّدَتْ في خاطري

عن كائنٍ بهواجسي مُتَلبِّسِ

تتشابهُ الأشجانُ لا أشكالُنا

فنرى على المرآةِ ما لم يُعكَسِ

خاضتْ مع الدنيا شراسةَ حربِها

حتَّى الوصول إلى السلامِ الأَشْرَسِ

***

***

هذي بلادُ الطيِّبِينَ فخُضْرَةٌ

مِلءُ المكانِ، وخُضْرَةٌ في الأَنْفُسِ

والشعبُ عُشْبُ الأرضِ حيث كِلاهُما

- غيرَ اخضرارِ صِفاتِهِ - لم يَكْتَسِ

والحُبُّ أكثرُ من كلامٍ بائتٍ

(مليونَ عامٍ) في لِسانٍ أخرسِ

وأنا بجيشِ الفاتحِينَ قلوبَهُمْ

للحُبِّ، جِئتُ كفارسٍ مُتَمَرِّسِ

أنا (عُقبةُ) العُشَّاقِ.. لا تَتَسَلَّحي

في وجهِ أشواقي، ولا تَتَمَتْرَسي

لِيَ في القصيدةِ أنْ أَظَلَّ مُحارِبًا

يقِظًا فوَقتُ الشعرِ وقتُ تَوَجُّسِ

أقبلتُ من أقصى المشاعرِ فاتحًا

من أَطْلَسِ الأرواحِ كلَّ الأطلسِ

طُرُقي إليكِ بقَلبِيَ اسْتَطلَعتُها

رَصْدًا، وإحساسي أداةُ تَجَسُّسِي!

أنوي احتلالَ هواكِ عبر كتائبٍ

فُرسانُهُنَّ من الندَى والنَّرجِسِ

مَنْ مُبلِغُ (الحُصُرِيِّ) في ملكوتِهِ

أَنِّي بلَيْلِكِ كوكبٌ لم يَنعَسِ؟!

وأنا هلالُ منارةٍ في (جامعٍ)

ب(القيروانِ) كقلبيَ المُتَقَوِّسِ

وأنا ب(قرطاجِ) الحضارةِ قُبَّةٌ

أبديَّةٌ حيث الخلودُ مُهَندِسي

أَبَدًا أُفَلسِفُ فيكِ نبضَ صبابتي

فتبوحُ فلسفتي بما لم أَحدِسِ

بِكِ قد تحسَّستُ الحياةَ فحَلَّقَتْ

روحي بأُفْقٍ من رقيقِ تَحَسُّسيً

لي في القصيدةِ من جَمالِكِ رَيْعُهُ

فهُنا الجمالُ بضاعةٌ لم تُبخَسِ

***

***

يا (تونسَ) الشَّعبِ المُجَرَّدِ ثائرًا

من ثائرٍ بدَمِ الكفاحِ مُغَمَّسِ

شعبٌ يُجِيدُ قياسَ كلِّ مسافةٍ

بين الخلاصِ وبين طَلقِ مُسَدَّسِ

زَرَعَتْ (فرنسا) فيكِ نبرةَ صوتِها

لكنَّ صوتَ الله لم (يَتَفَرنَسِ)

لكِ في العروبةِ نغمةٌ من طائرٍ

- في غير لونِ غنائهِ - لم يُحبَسِ

ولكِ (ابنُ خلدونَ) العظيمُ خزانةٌ

من ألفِ كنزٍ بالعلومِ مُكدَّسِ

ولكِ النُّهى تفتنُّ في (الزيتونة ال-

خضراء) رمزَ هُوِيَّةٍ لم تُطْمَسِ

والفاطميُّون الأُلى مَلأُوا سماواتِ-

الفُنونِ من (الجواري الكُنَّسِ)

لكِ في العروبةِ غَربُها مُتَوَحِّدًا

بالشرقِ، وحدةَ نخلةٍ بالمَغرِسِ

ولنا معًا من حُبِّنا جِنسِيَّةٌ

كَونِيَّةٌ،، فالحبُّ غيرُ مُجَنَّسِ!

***

***

يا (تونسَ) الأملِ الذي في صَوتِهِ

صوتُ الحياةِ يصيحُ بي: لا تَيْأَسِ!

أنا ما يَئِسْتُ وإنْ بَدَوْتُ كعاشقٍ

من رحمةِ الشوقِ المُؤَلَّهِ، مُبْلِسِ!

لا تَعذُليني - والحياةُ سياسةٌ -

إنْ لم أكنْ في الشعرِ غيرَ مُسَيَّسِ

فالمَدُّ وسوسةُ البِحارِ، ومنْ رأى

مِنْ قَبْلُ، بحرَ الشعرِ غيرَ مُوَسْوِسِ؟!

كانتْ مُقيَّدةً رُؤَايَ، وأنتِ منْ -

أطلقتِها طَلْقَ السِّهامِ من القِسِي

لستُ (الأُحَيْمِرَ) غيرَ أَنِّيَ أحتفي

بعُواءِ (ذِئبٍ) داخلي، مُسْتَأنَسِ

فالشعرُ (تطبيعُ) القلوبِ على الأسى

حتى نرى في (الحوتِ) معبدَ (يُونسِ)

وإذا اسْتَضَفْتُكِ - والقصيدةُ مجلسٌ -

ليَ أنْ أُوَسِّعَ لاحتضانِكِ مجلسي!!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:18 PM   #8859
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة مناجاةٌ عرفانيَّة
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
221 مشاهدة

ما زالَ في الأرضِ ما يكفي من الغَيبِ

لكيْ أَظَلَّ غَرِيقًا فيكَ يا ربِّي

كُلُّ الذين لَكَ انقادوا على وَلَهٍ

قد استعاروا دمي واستأجروا قلبي

أقسمتُ بالحُبِّ أنْ أجتثَّ من عَضُدٍ

يُمنايَ، لو أَغْلَقَتْ بابًا على الحُبِّ

خَطُّ استواءِ الهوى في كلِّ خارطةٍ

للكونِ، يمتدُّ من جَنبي إلى جَنبي

سَريرتي سِيرتي من فرطِ ما اتَّحَدَتْ

روحي بأسرارِ هذا العالمِ الرَّحْبِ

خوفًا على الأرضِ.. خوفًا من تَدَحْرُجِها

بالخَلقِ، عَلَّقْتُها في عُرْوَةِ الهُدْبِ

لو يكبرُ الناسُ في حبري وفي قلمي

ضاعفتُ أعمارَهُمْ بالجَمعِ والضَّربِ

عندي من الحُبِّ ما يكفي ليَمْنَحَنِي

حصانةَ النَّفْسِ ضِدَّ الزهوِ والعُجْبِ

خُذْني إليكَ.. إلى نجوًى سَوَاسِيَةٍ

في مسجدِ القُرْبِ أو في حانةِ القُرْبِ

ما دُمْتُ أشربُ قُرْبًا منكَ يُسكِرُني

فَلْأَصْرِفِ العُمْرَ بين السُّكْرِ والشُّرْبِ

أَغْنَيْتَني بِكَ في روحي، فلا عَتَبٌ

إذا افتقرتُ وعاش الفقرُ في جَيبي

معي مفاتيحُ بيتِ الشِّعْرِ أحملُها

كي أفتحَ الكونَ من قُطْبٍ إلى قُطْبِ

***

***

يا ربَّ (يوسفَ).. هل شئتَ السقوطَ لهُ

في عتمةِ البئرِ كي ينجو من الذنبِ؟!

خُذْني لنجواكَ واشْطُبْني بصاعقةٍ

واكتبْ لقاءً لنا في آخِرِ الشَّطْبِ

لي (حَجَّةٌ) فيكَ ما أدركتُ (كعبتَ)ها

فلم تزلْ رحلتي في أَوَّلِ الدربِ

أمشي مع الرَّكْبِ.. لا يمشي سوى جسدي

لكنَّما الروحُ مالَتْ خارجَ الرَّكْبِ

لا أدَّعيكَ لنَفْسِي.. إنَّ جَنَّتَها

تضيقُ عن كلِّ هذا الماءِ والعُشْبِ!

***

***

روحي تُفَتِّشُ كالأرواحِ عن وطنٍ

أعلَى، يُوَحِّدُ بين اللهِ والشَّعْبِ

كُلُّ الكُرومِ تَذَوَّقْناَ حلاوتَها

فما وَجَدْناَ غِنًى عن كَرْمَةِ الغَيبِ

والأرضُ جُبٌّ سَقَطْنَا وَسْطَ عَتْمَتِهِ

مُفَرَّقِينَ بشَرقِ الجُبِّ، والغَربِ

قال النَّبِيِّونَ: لُمُّوا شَمْلَ فُرْقَتِكُمْ

فلَمَّةُ الشَّمْلِ تجلو عتمةَ الجُبِّ!

لم ندركِ السِّرَّ في مغزَى رسالتِهِمْ

فارتدَّ ساعي بريدِ الحُبِّ بالحَرْبِ

هذي التسابيحُ تطفو من حناجرِنا

كي تغسلَ الأُفْقَ من خَوفٍ ومن رُعْبِ

والأرضُ تشتاقُنا نبني معابدَها

حتَّى نُحَرِّرَها من قبضةِ الذئبِ

كلُّ الحقولِ العطاشَى في مآذنِها

تصيحُ: حَيِّ على الغَيْماَتِ والسُّحْبِ!

والنخلُ لم يرتفعْ يَومًا بقامتِهِ

إلا ليَرْتُقَ ما في الأُفْقِ من ثُقْبِ

***

***

يا ربُّ.. ها أنا مجذوبٌ تَخَطَّفُني

في حلقةِ الوَجدِ، أشكالٌ من الجَذْبِ:

من غِبطةِ الريحِ.. من أنفاسِ غِبطتِها..

من خُضرةِ الماءِ.. من نافورةِ الخِصْبِ!

في صفحة الكونِ آياتٌ مُسَطَّرةٌ

تَروِيكَ أوضحَ مِمَّا جاءَ في الكُتْبِ

كلُّ الإشاراتِ أَغْرَتْنِي لأَتبَعَها

إليكَ، في زحمةِ الأسرارِ والحُجْبِ

وإِخوتي خَوَّفوني منكَ يا أبتي

خوفًا يُجَفِّفُ ماءَ الخَلقِ في صُلْبِي

ضَيَّعْتُ في السِّربِ ذاتي من ملامحِها

لم أبلغِ الذاتَ إلا خارجَ السِّرْبِ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:19 PM   #8860
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة لا شيءَ في يومي يليقُ بشاعرٍ
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
214 مشاهدة

لا شيءَ في يومي يليقُ بشاعرٍ

مِثْلي، لأَخْلَعَهُ على قُرَّائي

يمتصُّني عملي إذا انْسَدَلَتْ على

كتِفِ الصباحِ جديلةُ الأنداءِ

وأغيبُ لكنْ في ضريحِ مَشاغِلٍ

تحثو عليَّ كثافةَ الأشياءِ

وأعودُ في الرمقِ الأخيرِ كأنَّني

في خُطوتي نَغَمٌ بلا أصداءِ

كلُّ الأَزِقَّةِ في جوانحِ قريتي

مسكونةٌ بالأُلفَةِ البيضاءِ

وعلى حَوَافِ الليلِ ثمَّةَ سهرةٌ

نشوى، يُهَيِّئُها إليَّ مسائي

أبدًا تُحالِفُني الكتابةُ في الدُّجى

وتمدُّني الكلماتُ بالأضواءِ

فكأنَّما القلمُ المُنَوَّرُ حارسٌ

سهرانُ، يحرسُني من الظلماءِ

وأنا هنالكَ في مدارِ نبوءتي

مُتَرَنِّحٌ من لذَّة الإيحاءِ

والشعرُ خيطٌ في يديَّ وإبرةٌ

ترفو شراعَ سفينةِ الفقراءِ

أشتاقُ لامرأةٍ تهزُّ مناكبي

لأرى الحَمَامَ يطيرُ في أجوائي

فكأنَّما كلُّ العناصرِ في دمي

مشدودةٌ بهَوًى إلى حَوَّاءِ

لم أقترفْ وطنًا بحجمِ متاهتي

في الحُبِّ بين خرائطِ الحِنَّاءِ

لا دِرعَ يمنحُني الوقايةَ حينما

أَجِدُ الجمالَ مُصَوَّبًا تِلقائي

ليَ في مُخاصَمتي نزاهةُ عاشقٍ

ليَ في مُوَالاتي يقينُ فِدائي

ليَ في خيالاتي عقيدةُ طائرٍ

لم يعترفْ أبدًا بسَقْفِ سماءِ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
في السعودية.. عيون ونخيل بين شق جبلي تجري مياهه طوال العام ☘️ شذى الياسمين السفر والسياحة والرحلات البرية 9 10-14-2021 07:31 PM
كلمة للشاعر والأديب/ عبدالله بن زهير الشمراني بمناسبة اليوم الوطني ال (٩١) للمملكة العربية السعودية☘️🌹 فتى بلاد شمران ديوان شعراء قبائل شمران 4 09-28-2021 02:42 AM
يالمملكه،،الغاليه لك،،سلامات ☘️☘️ ريحانة شمران الشاعر / ابوعبدالله 9 02-17-2021 05:56 PM
رغماً عن كيد الاعادي ستبقين ذخراً وفخراً يابلادي ☘️☘️ أبو شريح الشمراني منتدى المقال 3 02-01-2021 06:26 PM
اليد البيضاء الحانيه دائماً ماتبدد الضلمه الحالكه ☘️☘️ أبو شريح الشمراني منتدى المقال 5 01-15-2021 09:55 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية