مشاهدات يومية !!

خلك مهتارن

كان صباح ذلك اليوم يشي بنهار جميل عندما حمل مزعل مساحته على كتفه واتجه صوب مزرعته وعلى بعد خطوتين يتبعه غلام صغير، يسبقه تارة ويتأخر عنه تارة أخرى . إنه ابنه مرعي .
يلتفت مزعل الى ابنه مرعي وينهره كلما تأخر عنه ويحثه على المسير قائلاً له ( اعجل مثل امذيب ترى امنهار فينا ) ولكن مرعي لايفقه شيئاً مما يقول والده ، يصيح طائر من الأشجار المجاورة فيلتصق الولد بأبيه خوفاً من ذلك الصوت المزعج ولكن يد الأب كانت أسرع عندما دفعت بالإبن بعيداً بكل شدة ، ولكن عينا الأب كانت أكثر قساوة عندما حملق في ولده وقال له ( اسمع يامرعي على الطلاق إنك لو ماتغدي مهتارن إن لأذبحك ذبح امشاه )
تردد صدى الصوى كثيراً في أرجاء الوادي ولكنه لم يعبر صيوان إذني مرعي ، فحملق في وجه أبيه لعله أن يستشف شيئاً مما قال ولكنه وقف مشدوهاً عندما أظلمت الدنيا في عينيه وأصبحت الأرض وكأنها تدور به بعدما تلقى صفعة قوية على خده الأيمن ، لم يعد يعي مالذي حدث ولكنه سمع صدى كلمات لاتزال تتردد في اذنيه ( أقول خلك مهتارن .. مهتارن .. مهتارن )
صاح الطائر الذي في أعلى الشجرة مرة أخرى ولكنه هذه المرة صاح خوفاً عندما سمع دوي الصفعة على خد مرعي وطار بعيداً بعيداً .
لم تعد المسحاة تحتمل كل الذي حصل لمرعي فسقطت هي الأخرى من يدي مزعل لتقع على إحدى قدميه فصاح متألماً وبحث عن ابنه لكي يكيل له الصفعات فهو يعتقد أنه السبب في كل ماحصل له ولكن الفتى كان قد أطلق ساقيه للريح وهو يردد
( خلك مهتارن ..خلك مهتارن .. خلك مهتارن )