شذرات من أرشيف قصائدي الحلقة (2)

	بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد اسمحوا لي مرة أخرى أن أعود بكم إلى صيف عام 1420 حينما ذهبت ضمن وفد من الجامعة الإسلامية لإقامة دورة تدريبية في مدينة مراوي الفلبينية صحبة خمسة من الإخوان. ومدينة مراوي مدينة تقع في جنوب الفلبين في جزيرة مندناو وسكانها كلهم من المسلمين وهي من أجمل بلاد الله حيث تطل على بحيرة كبيرة يبلغ طول ضلعها ستون كيلا وجوها معتدل طول العام وفيها من الجمال ما يفوق الوصف. وفي نهاية الدورة أقيم حقل تخريج للمشاركين في الدورة وطلب مني رئيس الدورة أن ألقي قصيدة في الحفل فكانت هذه الأبيات التي لاقت استحسان إخواننا المسلمين هناك حيث أبلغت بعد أنهم كتبوها في لوحة رخامية ووضعوها على بوابة جامعة تلك المدينة التي كنا بها . تقول الأبيات: عفوا مراوي فكتم الوجد أرقني وحسنك الغض أغرى بي وأطربني كم من بلاد حسبنا حسنها عجبا حتى رأيناك يا أعجوبة الزمن الجو معتدل والغيث منهمر والنهر منسكب والريح في سكن فيك البحيرات قد زانت شواطئها رياضك الخضر ذات الزهر والفنن وللبلابل في الإصباح زغردة تثير في سامعيها كامن الشجن وبين أشجارك الشماء قد شمخت مآذن أبدعوا في شكلها الحسن لولا المدينة لا أبغي بها بدلا كانت مراوي لنفسي أطيب السكن وانظر ترى جامعات العلم قد بنيت تروي العطاش من الأنحاء والمدن وفوق هذا وجدنا إخوة غررا مستمسكين بدين الله والسنن فيهم إباء لهم ظرف بهم كرم ينسي الغريب فراق الأهل والوطن وراقني حرص طلاب الهدى فلقد هبوا إلى العلم والتصميم لم يهن وأثلج الصدر حرص المؤمنات على حجابهن برغم الكيد والفتن العرض قد صين والأخلاق فاضلة ودورهن بأرض المكرمات بني هذا وإني أزف الشكر أجمعه لأهل جامعة تمشي على السنن لاهم بارك جهود القائمين على نشر الهدى وفق منهاج النبي المدني وصل يارب ما قطر الغمام همى على نبي الهدى المبعوث بالمنن والسلام عليكم