مشاهدات يومية !!

ذات يوم وأنا أنتظر في سيارتي . . أنتظر طلبي من بوفيتي المفضلة . . الهدوء يعم المكان إلا من أصوات السيارات المارة . . لكنها لم تكن متواصلة المرور . . حوالي الخمس إلى العشر دقائق مابين السيارة والأخرى . . أستطيع أن أقول أن الوضع شبه هادئ . .


سرحت بالفكر بعيدا وسط ذلك الهدوء . . تخيلت شريكة العمر , شهر العسل القادم بمشيئة الله , تلك الدولة الخارجية الساحرة التي سوف أقوم بزيارتها , مدة الرحلة , فنادق الضيافة . . . . . . . . الخ


بينما أنا كذلك إذ بتلك السيارة المسرعة . . سرعة ليست جنونية . . بل مافوق الجنون بدرجة . .
متجهة في وجهي مباشرة . . في البداية لم آبه بذلك فقد ظننت أنها أحد تخيلاتي !!


لم أصحو من سرحاني إلا مع صوت الفرامل ( طيييييييييييييط ) . . كانت المسافة مابين مقدمات سيارتينا - بعد وقوفه - أقل من نصف المتر !!!!


نظر إلى داخل البوفيه ثم أخذ بالضغط على ( البوري ) ضغطا ليس بالاستمرار . . بل منقطع ولكن زمن ذلك الإنقطاع كان يقارب الثانية الواحدة . . تخيلوا !!!
استمر على هذا الوضع لمدة دقيقة كاملة !!! وليته اكتفى بذلك ولكنه كان يخرج رأسه من نافذة سيارته ويصدح بأعلى الصوت ((( هيه . . صديق . . يااااا محـمد . . تعال لعنة الله عليك . . تعال بسرعة ))) . .


استمر كذلك إلى أن أتى العامل بطلبي . . ناولنيه ثم اتجه إليه . . قبل أن يملي عليه طلبه أملى عليه كل مايستطيع لسانه قوله من سب وشتم طالت العامل ووالديه !!!!


رجعت بسيارتي إلى الخلف رويدا رويدا . . أدرت مقودي يسارا ثم اتجهت ونظراته تطاردني . . لولا استعجالي لوقفت ( واعتذرت منه ) فقد كانت نظراته تدل على أنني كنت أنا المخطئ عليه !!!


إنها السذاجة يامن لايعرف معناها . . إنها هي تلك . . إنها هي ,,,