المواقف لها رجال

قصة من واقع مجتمعنا أنقلها لكم بتصرف
وهي يحكى
أن
حصل عزاء في إحدى القرى المجاورة ، وتقدم أحد المعزين نيابة عن زملائه ، وأثناء تقديم العزاء ترجل الرجل مردداً المقولة المشهورة في العزاء
" بلغنا وفاة من قدم إلى رحمة ربه "
ولم ينته من كلامه حتى قاطعه أحد المستقبلين للعزاء ويبدو بنفسه شئ على المتوفي
قائلا:
" ويش دراك هو قدم إلى رحمة ربه ولاّ غيرها "
مما جعل الرجل يرتبك ولم يستطع المواصلة في سرد حديثه وفي أثناء الحدث ولا زال الجميع في عجّت المداخلة الغير مرغوب فيها .
خرجت بقرتان لون واحدة حمراء والآخرى بيضاء من أحد البيوت القريبة من أمام الجميع وكان الرجل المعزي يحب البقر كثيراً ، وكانتا جميلتين حلوبتين كما يبدو .
فغلب في ذهنه ما يحب ونسي الحدث وما صاحبه .
فحاول أنهاء حديثه مختتماً قوله :
" الله يطرح بركته في بقرتكم "
خلط ما قصده مع ما أحبه وكان قصده
" الله يطرح بركته في من خلفه "
فكان الرد من أهل المتوفي دفعة واحدة
" الحمراء ولاّ البيضاء "
وقفة :
هناك من يتغيّر بسرعة مذهلة 180 درجة حينما يغلب هواه واقعه ، وقد يتجرد من جميع صافته السامية للحصول على ما رغب .


الخلاصة :
في تقلًّب الأحوال علم جواهر الرجال .


بقلم / خالد دغش