منتديات قبائل شمران الرسمية


المنتدى العام مخصص للمشاركات العامة والمتنوعة)(تطوير الذات)(سوق الأسهم)

 

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 03-17-2010, 06:39 PM   #1
 

ابو راما is on a distinguished road
الأغبياء والمتغابون....؟

الأغبياء والمتغابون ..؟؟



لقد جاء في تعريف( الغبي ): أنه قليل الفطنة ، وهو غير التغابي أي اصطناع غير المعرفة وهذا هو الخداع والمراوغة في السلوك والتصرفات، وهذا المتغابي يقصد بتغابيه الوصول إلى هدفه متنصلا من المسؤولية الناجمة عن سلوكه نحو الآخرين ونحو نفسه ، وهو فطن وذكي بدرجة معقولة قد تمكنه من المرور بسلام في بعض الأحيان من منعطف الخطأ وتبريره بعدم درايته بالضرر الناجم عن سلوكه الغبي إلا أنه سرعان ما ينكشف تغابيه أمام من هو أكثر منه فطنة وحيلة ودراية بالسلوكيات الاجتماعية .
أما الغباء الحقيقي فهو طبيعة في تركيبة الغبي نفسه إذ أنه لا يدرك أو لا يملك التصور الناجم عن سلوكياته الغبية، فترسم له ملكاته المحدودة الضعيفة صورا جميلة لسلوكياته وأنها هي الصحيحة والأكثر مثالية وبدونها لا يستقيم المجتمع . هذا هو غباء العقل ، أما الأكثر ضررا فهو غباء القلب ، والأكثر خطورة هو اجتماع الغبائين في شخص واحد ، إذ أنه بلا شك أن أي تصرف من هذا الشخص الأخير هو درب من الجنون وضرب من الحمق حيث أنه غير قادر على تمييز الخطر الناجم عن أي سلوك ولا على الإحساس بما يخلفه تصرفه على مشاعر وأحاسيس الآخرين وتجريحهم . وقد يستدر عطف بعض العقلاء وكرام النفس مرة ومرات إلا أنهم في النهاية هم الذين سيعملون على إيداعه المصحة النفسية شفقة عليه ولتخفيف حدة نمو غبائه، وتلك نتيجة طبيعية إذ لا يعقل أن يترك عابثا في المجتمع دون تقديم هذه الخدمة المجانية لتقويم سلوكه وتصرفاته ولحماية المجتمع من الأضرار التي يمكن أن تنجم عند ترك حبله على غاربه أو الاستهانة وعدم حمله على محمل الجد .
أما المتغابي الذي عرّفناه بأنه الفطن والذكي الذي يقصد بإدعائه الغباء الوصول إلى غاية أو التنصل والتملص والتخلص والتخلي عن تحمله المسئولية فأنه بالتجائه إلى هذه الطريقة أو الحيلة يؤكد وبطريقة غير مباشرة غبائه الحقيقي بسبب عدم إدراكه أن هذا المسلك إنما هو بمثابة بذل الجهد في الهروب من تحمل المسئولية وتفريغ للطاقات في الاهتمام بأداء دور الغبي بنجاح تام .
وخطورته في إجادة الدور واستحسان الفكرة والدخول في دائرة الوهم والبقاء هناك .
والغريب فينا أن البعض تحلو له الفكرة فيقوم بالعديد من الأعمال الغير متزنة وإذا ما ضبط وجيء به إلى طائلة القانون فيدعي الغباء والجنون كمخرج من المأزق وإفلات من دفع الثمن ونيل الجزاء الذي يليق بما قدم عليه من عمل .
ما أجمل أن يتعرف الإنسان على نفسهوأن يحمد الله على كل نعمه وعلى نعمة العقل والقلب العامر بالأحاسيس النبيلة التي تمنح الآخرين من حوله الحب والطمأنينة وعلى نعمة البصر والبصيرة ومن حمد الله على نعمه لا يمكن أن يتنازل بسهولة عن إحدى هذه النعم ولمجرد كسب أو غاية بل العكس فأنه يتمسك بهذه النعم وبها يمكن أن يتدبر أموره بالشكل الصحيح السليم .

إن من عجيب الأمر أن تطور الحياة وتطور العقل البشري قد يكون عاملا ايجابيا في تقليل الغباوة إذ أن التكنولوجيا والأجهزة والاكتشافات والاختراعات العديدة والقدرة على استخدام هذه الآلات أيا كان مستواها من البساطة أو التعقيد فإنها ستحتاج إلى نسبة من العقل لا غنى عنها ومن المؤكد أن أي غبي سيستخدمها لابد أن النتيجة ستكون سلبية إن لم تكن مدمرة .

وبالمقابل فإن هذا التطور جلب معه تصاعداً في طرق الاحتيال والتغابي والالتفاف حول تحمل المسئولية من أجل مواكبة هذا التطور والتماشي مع روح العصر وامتلاك هذه التقنيات واستعمالها كسائر أبناء البشر والعجز عن امتلاكها بطرق شرعية وقانونية مما حدا بالعديد منا إلى الحصول على مستلزمات وإضافات وكماليات هي ليست بالضرورية بطرق يكون آخر مخاطرها التغابي أو اللامبالاة أو إدعاء عدم الاتزان والجنون فينجو من طائلة الحساب والعقاب .
وكثيرا ما نسمع ( نّيالو) و ( ربنا مريّحو ) للفاقد للأهلية والغبي والمجنون فيستشف من مثل هذه الأقوال على أن الغباء والجنون نعمة يحسد عليها من هم كذلك .
لكن لا يعرف حقيقة النعمة التي يمتلكها الإنسان إلا إذا فقدها أو تخيل نفسه بدونها ولو لمدة قصيرة فعندها يدرك حقاً أن اكبر نعمة على الإنسان هي نعمة الإيمان والعقل والقلب والصحة وقد قال صلى الله عليه وسلم ( لا تمارضوا فتمرضوا فتهلكوا ) .
وأخيرا ما بالك بمن يقبل ويرضى بالجهل أو يدعي الجهل سبيلا لعيشه وراحة من أعباء العمل والمسئولية ولا يحرك ساكناً لاحترام ذاته والتمسك بإنسانيته .
وما بالك بمن يدعي العجز وعدم المقدرة طمعاً بتعويض أو ربح مادي لنفسه , هذه النفس التي تخلى عنها بمجرد أن تنكر أو أنكر أو عطّل أو تنازل عن قدرات منحه الله إياها
إن في مثل التغابي والتثاقل وادعاء العجز والجهل تصريح وتقرير بيّن لا جدال فيه بالتنازل عن ما منح الله من نعم كان أولى أن يُحمد عليها والإصرار على التمسك بها وهي كثيرة مهما كانت المغريات والمكاسب ومهما كانت الأعذار والرواسب . ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ). (سورة إبراهيم:34)



ابو راما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية