مشاهدات يومية !!

لماذا لايتحدث دعاتنا عن الجنة ونعيمها ؟!

سؤال طالما لاح بخاطري كلما سمعت كلمات بعض الدعاة والتي يلقونها بين الحين والآخر على المصلين بعد الإنتهاء من الصلوات في المساجد .
جلٌّ هذه الكلمات إن لم تكن كلها تتحدث عن عذاب القبر وعن النار وجحيمها معززة برفع الصوت والبكاء أحياناً ليخرج المصلي بعد ذلك وهو منكس الرأس مختلط الفكر من هول ماسمع وخوفاً من المصير الذي ينتظره في الآخرة والغريب أن هناك شبه اتفاق بين هؤلاء الدعاة فلا يكاد ينتهي أحدهم من إلقاء كلمته المحذرة من العذاب والجحيم حتى يأتي الآخر في اليوم التالي ليتناول عذاب القبر وظلمته كل ذلك يتم في استمرارية عجيبة مما قد يفضي مع مرور الوقت وكثرة التكرار الى حالة من القنوط يتشربها المستمعون وتتسرب الى نفوسهم حالة من اليأس والكأبة .
ولاشك أن التخويف بعذاب الله شيء مطلوب بين الفينة والآخرى حتى لاتصدأ القلوب وتتجمد الأحاسيس ولكنه لايجب أن يكون بهذه الصورة الرهيبة وبهذا التكرار المرعب .
أين أنتم يادعاتنا من الحديث عن الجنة ومافيها من نعيم أعده الله لعباده المؤمنين ؟!
إن الترغيب في الجنة وتعداد محاسنها ومحاسن أهلها لهو جدير أن تلين له القلوب وتستعذب سماعه الآذان وتطرب لروعته العقول والأذهان .
لقد ذكر الله الجنة والنار في القرآن الكريم بشكل متساوي وفي هذا دعوة لمشائخنا وعلمائنا ودعاتنا الكرام أن يقتدوا به وأن يطبقوه في مسيرتهم الدعوية فالتوازن مطلوب فإذا وصفتم النار وعذابها فعرجوا على وصف الجنة ونعيمها .
اللهم اجعلنا من أهل الجنة وممن يقال لهم ( ادخلوها بسلام آمنين ) .