كم افتقدكى ياصديقتى

بسم الله الرحمن الرحيم


طالما سمعت هذه العبارة "الرفيق قبل الطريق".. فأحببتها دون التمعن فيها.. الا انني ادركت انني لم اكن على صواب عندما تجاهلت ما سمعت.. فكان علي ان انتبه لما يقال ممن سبقونا.. فهم دون شك يمتلكون خبرة اكثر مني في هذة الحياة ومروا بتجارب لم امر بها من قبل.
لقد فاتني كل هذا دون ان اشعر الا انني ادركت الان انني كنت على خطأ عندما تجاهلت ما يقولون بالرغم من انني معجب بما يقولونه هؤلاء القدماء.. وها هي الايام تثبت لنا مدى حكمتهم وكل يوم نكتشف انهم على حق وان تجاربهم كانت حقيقية وليست من محض الخيال.
ادركت انه لن تجد من يمد لك يد العون في احلك الظروف سواكى وصدق من قال "الصديق وقت الضيق".. ادركت الان ان الطريق عبارة عن صورة بلا الوان.. رسمها البؤس واجازها الحزن وعرضها لنا اليأس.. من دونكى, لا.. بل غابة يملؤها الوحوش والكل ينظر اليك وينتظرك كفريسة له من دونكى.. لا استطيع ان اوصف لكى يا صديقتى كم هي الحياة من دون طعم ولا الون ولا رائحة إلا وانتى فيها.. يكفي انكى تشاركيننى كل اللحظات.. كل المواقف.. حلوها ومرها, وبوجه واحد وصادق.. لا يبخلى على بشئ.. وعندما تتكلمى فمن المؤكد انكى تتكلمى في مصلحتى اولا.. وادركت ايضا انه ليس كل من يقابلنا يمكن ان يكون بمثابة الصديق المناسب فالبعض لا يصلح لهذه المهمة التي اعتبرها صعبة في هذه الايام خصوصا وهي تعتمد على الصدق اعتمادا كليا..
واخيرا ادركت انه لايمكن لاحد ان يشغل هذه المساحة الفارغة غيركى يا صديقي.رحمكى الله
ليت الوقت يرجع الى الوراء قليلا حتى اقول لكى انني فخوره بك يا صديقتى فانتى من اعطتني الثقة في نفسي وانتى من جعلتيني انظر لهذه الفانية بعقلانية.. كلما اتذكركى احس بالامان . واقولها الان.. أفتقدكى كثيرا وأتمنى أن يجمعنى الله معكى بجنات النعيم يا صديقي
رحمكى الله ياصديقتى