01-29-2014, 02:17 PM | #1 |
|
قصة حب ووفاء
❄❄❄
❄ قصة حب ❄ ووفاء "1" ذهب أبو العاص إلى النبي صلى الله عليه و سلم قبل البعثة، و قال له : أريد أن أتزوج زينب ابنتك الكبرى. فقال له النبي : ﻻ أفعل حتى أستأذنها. و يدخل النبي صلى الله عليه و سلم على زينب و يقول لها : ابن خالتك جاءني و قد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجاً لك ؟ فاحمرّ وجهها و ابتسمت ❄❄ "2" ❄❄❄ ❄ قصة حب ❄ فخرج النبي عليه الصلاة و السلام . . . . و تزوجت زينب أبا العاص بن الربيع ، لكي تبدأ قصة حب قوية . و أنجبت منه 'علي' و ' أمامة '. ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بعث النبي . و أصبح نبياً بينما كان أبو العاص مسافراً و حين عاد وجد زوجته أسلمت. فدخل عليها من سفره ، فقالت له : عندي لك خبر عظيم . فقام و تركها . فاندهشت زينب و تبعته و هي تقول : لقد بعث أبي نبياً و أنا أسلمت . فقال : هﻼ أخبرتني أوﻼ ً؟ و تطل في اﻸفق مشكلة خطيرة بينهما. مشكلة عقيدة. قالت له : ما كنت ﻷُكذِّب أبي. و ما كان أبي كذاباً . إنّه الصادق الأمين. و لست وحدي . لقد أسلمت أمي وأسلم إخوتي ، و أسلم ابن عمي (علي بن أبي طالب) ، و أسلم ابن عمتك (عثمان بن عفان) . و أسلم صديقك (أبو بكر الصديق). فقال : أما أنا ﻻ أحب الناس أن يقولوا خذّل قومه . وكفر بآبائه إرضاءً لزوجته. و ما أباك بمتهم . ثم قال لها : فهﻼ عذرت و قدّرت ؟ فقالت : و من يعذر إنْ لم أعذر أنا ؟ و لكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه . و وفت بكلمتها له 20 سنة. ❄❄❄ "3" ❄❄❄ ❄ قصة حب ❄ ظل أبو العاص على كفره. ثم جاءت الهجرة ، فذهبت زينب إلى النبي و قالت : يا رسول الله . . أتأذن لي أنْ أبقى مع زوجي . فقال النبي : أبق مع زوجك و أوﻼدك. و ظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر، و قرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش . زوجها يحارب أباها. و كانت زينب تخاف هذه اللحظة . فتبكي و تقول : اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه فييتم ولدي أو أفقد أبي . و يخرج أبو العاص بن الربيع و يشارك في غزوة بدر ، و تنتهي المعركة فيُؤْسَر أبو العاص بن الربيع ، و تذهب أخباره لمكة، فتسأل زينب: و ماذا فعل أبي؟ فقيل لها : انتصر المسلمون. فتسجد شكراً لله. ثم سألت : و ماذا فعل زوجي؟ فقالوا : أسره حموه. فقالت : أرسل في فداء زوجي. ❄❄❄ "4" ❄❄❄ ❄ قصة حب ❄ و لم يكن لديها شيئاً ثميناً تفتدي به زوجها، فخلعت عقد أمها الذي كانت تُزيِّن به صدرها، و أرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم. و كان النبي جالساً يتلقى الفدية و يطلق اﻸسرى، و حين رأى عقد السيدة خديجة سأل : هذا فداء من؟ قالوا : هذا فداء أبو العاص بن الربيع. فبكى النبي و قال: هذا عقد خديجة. ثم نهض و قال: أيها الناس . . إنّ هذا الرجل ما ذممناه صهراً فهﻼ فككت أسره؟ و هﻼ قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها ؟ فقالوا : نعم يا رسول الله. فأعطاه النبي العقد، ثم قال له : قل لزينب ﻻ تفرطي في عقد خديجة . ثم قال له : يا أبا العاص هل لك أن أساررك؟ ثم تنحى به جانباً و قال له : يا أبا العاص إنّ الله أمرني أنْ أُفرِّقَ بين مسلمة و كافر، فهﻼ رددت إلى ابنتي؟ فقال : نعم. و خرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة ، فقال لها حين رآها : إنّي راحل. فقالت : إلى أين؟ قال : لست أنا الذي سيرتحل ، و لكن أنت سترحلين إلى أبيك . فقالت : لم ؟ قال : للتفريق بيني وبينك. فارجعي إلى أبيك. فقالت : فهل لك أن ترافقني وت ُسْلِم؟ فقال : ﻻ. فأخذت ولدها و ابنتها و ذهبت إلى المدينة. و بدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات، و كانت ترفض على أمل أنْ يعود إليها زوجها. ❄ "5" ❄ قصة حب ❄ ❄❄❄ و بعد 6 سنوات كان أبو العاص قد خرج بقافلة من مكة إلى الشام، و أثناء سيره يلتقي مجموعة من الصحابة. فسأل على بيت زينب و طرق بابها قبيل آذان الفجر، فسألته حين رأته : أجئت مسلماً؟ قال : بل جئت هارباً. فقالت : فهل لك إلى أنْ تُسلم؟ فقال : ﻻ. قالت : فﻼ تخف . مرحباً بابن الخالة. مرحباً بأبي علي و أمامة. و بعد أن أمّ النبي المسلمين في صﻼة الفجر، إذا بصوت يأتي من آخر المسجد: قد أجرت أبو العاص بن الربيع. فقال النبي : هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا : نعم يا رسول الله قالت زينب : يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة وإنْ قرب فأبو الولد و قد أجرته يا رسول الله. فوقف النبي صلى الله عليه وسلم. و قال : يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهراً. و إنّ هذا الرجل حدثني فصدقني و وعدني فوفّى لي. فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده ، فهذا أحب إلي . وإنُ أبيتم فاﻸمر إليكم و الحق لكم وﻼ ألومكم عليه. فقال الناس : بل نعطه ماله يا رسول الله. فقال النبي : قد أجرنا من أجرت يا زينب . . . ❄❄❄ "6" ❄ قصة حب ❄ ثم ذهب إليها عند بيتها و قال لها : يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك و إنّه أبو العيال، و لكن ﻻ يقربنك، فإنّه ﻻ يحل لك. فقالت : نعم يا رسول الله. فدخلت و قالت ﻷبي العاص بن الربيع: يا أبا العاص أهان عليك فراقنا. هل لك إلى أنْ تُسْلم و تبقى معنا. قال: ﻻ. و أخذ ماله و عاد إلى مكة. و عند وصوله إلى مكة وقف و قال : أيها الناس هذه أموالكم هل بقى لكم شيء؟ فقالوا : جزاك الله خيراً وفيت أحسن الوفاء. قال : فإنّي أشهد أن ﻻ إله إﻼ الله وأن محمداً رسول الله. ثم دخل المدينة فجراً وتوجه إلى النبي و قال: يا رسول الله أجرتني باﻸمس و اليوم جئت أقول أشهد أن ﻻ إله إﻼ الله وأنك رسول الله. وقال أبو العاص بن الربيع: يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب؟ فأخذه النبي و قال : تعال معي. و وقف على بيت زينب و طرق الباب و قال : يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين؟ فأحمرّ وجهها و ابتسمت. ختام قصة الحب ❄❄❄ و بعد سنة من هذه الواقعة ماتت زينب فبكاها بكاء شديداً حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه و يهون عليه، فيقول له : و الله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب . و مات بعد سنة من موت زينب. ❄❄❄ فهل رأيتم وفاء و حبا كهذا ؟! |
|
|