إصنع لنفسك خيراً

فضل الله تعالى أزماناً على أزمانٍ أخرى
ففضل شهر رمضان على غيره من الشهور
وجعل لأيام العشر الأُولى
من شهر ذي الحجةويوم عرفة
على وجه التّخصيص
بركة أكثر بالأجور والثواب
على الطاعات واختار الله سبحانه
يوم الجمعة ليكون أفضل
الأيام من كلّ أسبوع..
وجرت سنة الله تعالى
في التفضيل على الليالي
فكانت ليلة القدر أفضل ليلة
من ليالي السنة
وليلة القدر اختارها الله لنا بركة في ساعاتها وأوقاتها وحثنا بالمبادرة فيها إلى الطاعات وعمل الخيرات، قال:
(من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)..
ليلة القدر هي صناعة الخير لنفسك ولغيرك، ولهذا أمرنا ربنا عزوجل بقيام ليلة القدر بالصلاة والاعتكاف وقراءة القرآن والدعاء والتضرع إلى الله، وهذا العمل في ليلة القدر جميل ورائع، لكن هناك ماهو افضل وفيه نفع متعدي للغير..
هذا العمل المتعدي بأن تبحث عن هذا العمل في رضا أب وأم أو في صلة رحم أو مصالحة شخص أو مسامحة من ظلمك أو إطعام مسكين أو كسوة عارياً أو تأمين خائف أو رفع مظلمة أو كفالة يتيم أو مساعدة مريض أو في قضاء حاجة..
ابحث عن ليلة القدر في رضى الرب والإقلاع عن الذنب، ثم ابحث عنها في ضميرك الحي وفي قضاء حوائج الناس، "وخير الناس انفعهم للناس" في الأيام العادية، فكيف هي في العشر الأواخر، وفضلها أكثر في ليلة القدر، فتراحموا في خير الليالي..

إصنع لنفسك خيراً بصناعة ليلة القدر في البشر، فصنائع المعروف تقي مصارع السوء،
اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّا..