منتديات قبائل شمران الرسمية


الخواطر والقصص والروايات يهتم بالخواطر والقصص والنثر التي من نزف الأعضاء

 

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 03-18-2022, 05:51 PM   #1
مشرفة منتديات قبائل شمران
 
الصورة الرمزية ريهام خالد
 

ريهام خالد is on a distinguished road
Arrow أقل ما يُقال «أبو راسين»🍂

أقل ما يُقال

«أبو راسين»

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





لا تكاد تخلو حكاية من الحكايات الشعبية من وجود رحلة يقوم بها الأبطال، فبطل الحكاية مُهيأ دائماً لشدّ الرحال في رحلة قد تمتد لأشهر أو لسنوات أو لعقود من الزمن. وقد تكون رحلته لسبب مألوف كالرحيل لأداء مناسك الحج أو لطلب الرزق في أرض الله الواسعة، أو تكون بحثاً عن إبلٍ ضائعة أو عن شخص مفقود أو مخطوف. وفي مقابل الرحلات المألوفة ثمة رحلات حكائية عجيبة وطويلة وشاقة يبحث فيها البطل عن «حظه النائم» لكي يوقظه، أو تكون رحلته بحثاً عن «معرفة» فريدة من نوعها كالرحلات التي تكون الغاية منها «المعرفة» وإيجاد إجابة لسؤال لا تُعرف إجابته، فالشاب الوسيم في حكاية (كيد النساء) يرحل إلى «طرف الدنيا» باحثاً عن إجابة لسؤال: «ما كيد النساء؟» لكي يتمكن من الزواج من بنت الملك الجميلة، وكذلك يقضي بطل حكاية (ما ميزان العقل؟) عشرين عاماً مسافراً بين البلدان بحثاً عن إجابة لهذا السؤال المحيّر.
أمّا أغرب رحلات الحكايات الشعبية فهي رحلة البطل للقاء شخص مجهول رآه في المنام أو ذُكر له اسمه في حديث عابر، ومن النماذج عليها رحلة يوسف ابن الملك للبحث عن «لولوة بنت مرجان» في الحكاية التي تحمل نفس الاسم، ففي أحد الأيام يتحدّى يوسف أصحابه بأن يصيب قوارير العجوز الثلاث بحجر واحد، وحين ينجح في تحدّيه ويكسر قواريرها تدعو عليه: «روح الله يبليك بحب لولوه بنت مرجان»، فيصاب من حينها بعشق لولوة بنت مرجان (التي لا يعرف من هي) ويبدأ رحلة مليئة بالمصاعب والعجائب للبحث عنها مستعيناً بالعفاريت التي لو لم تساعده على الوصول إليها في «بلاد الظلمة» لاحتاج إلى «مئة سنة سفر»! وفي حكاية (راشد مع أبو راسين) تستفز الزوجة ابن عمها وزوجها الفقير راشد بعبارة يرد فيها اسم شخص مجهول، فعندما ردَّ على تذمرها بالقول بأنهما يعيشان في وضع أفضل من كثير من العائلات خاطبته قائلة: «أراك تغبطنا بهذه المعيشة كأنك أبو راسين!». وقد دفعه الغيظ من كلامها إلى العزم على الرحيل ولقاء هذا الرجل حتى ولو «كان في آخر الدنيا». وقبل رحلته، التي حرص الراوي على وصف صعوباتها، يعرف راشد من إحدى العجائز أنّ «أبو راسين» رجل كريم (لا يذبح لأضيافه أقل من ذبيحتين.. ولذلك سمي بـ»أبو راسين»). وكان الهدف من الرحلة أن يلتقي بـ»أبو راسين» «لعله يجد لديه ما يفرج كربته ويزيل شدته». وتكون الرؤيا في عدد من الحكايات هي المحرض على الرحيل للبحث عن شخص أو شيء ما، فالرجل التونسي في حكاية (رجل من أهل الجنة) يرحل إلى مكة لرؤية الرجل الذي سمع في نومه هاتفاً يقول له: «لو رغبت في رؤية شخص من أهل الجنة فاذهب إلى مكة في الحي الفلاني وفي الشارع الفلاني وفي البيت الفلاني وستراه». والرحلة في كثير من الحكايات الشعبية حيلةٌ سردية تتيح للراوي إطلاق خياله وابتكار مخلوقات وأماكن غريبة قادرة على التشويق وجذب انتباه السامعين، لذلك لا يوجد أي غرابة في انطلاق بطل الحكاية في رحلة عجيبة يكون الداعي لها حلم مُتكرّر، أو عبارة عابرة، أو أمر بسيط قد لا يستدعي مشقة الرحيل في الواقع.


بقلم / بداح السبيعي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

https://vb.shmran.net/showthread.php?t=68270
ريهام خالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية