«المواجهة»

«المواجهة»

الكاتبة مها أحمد


تبدأُ الحياةُ بلا خوفٍ، وتنتهي بالخوفِ، وبينَ النهايةِ والبدايةِ تتجدَّدُ مصادرُ خوفِنَا، ولكنْ يبقى الخوفُ الأكثرُ رعبًا، هو خوفنَا من أنفسنَا، والذي ينشأُ من أنَّنا لا نعرفنَا ولا نبدلُ جهدًا في ذلكَ، وأحيانًا نهربُ منَّا؛ لدرجة أصبحنَا نخافُ منَّا، وبمعنى أدقُّ نخافُ من مواجهةِ أنفسنَا والتعرُّف علينَا بينَ إيجابياتنَا التي لا نقدِّرهَا ونطوِّرهَا وسلبياتنَا التي لا نحاولُ التخلُّص منهَا أو محاولة تعديلِ الحدِّ الأدنى منها.


ويأتِي السؤالُ هنا: لماذَا نثقُ في الآخرِينَ أكثر منَّا، ويشغلنا رأيهُم فينَا أكثر ممَّا يشغلنَا رأينَا فينَا؟!

لماذا نجلدُ أنفسنَا، أو نتجاهلهَا؟! هي مواجهةٌ بسيطةٌ مع النَّفسِ بحبٍّ وتقبلٍ، تقلبُ موازينَ حياتنَا إلى الأفضلِ والأرقَى والأكثر نفعًا. تقييم الماضي، وتطوير الحاضرِ، والتفاؤل بالمستقبلِ.. تقييم الماضِي بالاستفادةِ من دروسِهِ وعثراتِهِ، وتطوير الحاضرِ بوضعِ الأهدافِ والتخطيطِ الجادِّ لتنفيذِهَا، والنَّظر للمستقبلِ بأفكارٍ أكثر إيجابيَّةٍ.


قفْ مع نفسِكَ وقفةَ مواجهةٍ وإصرارٍ على التغيُّر، تجوَّل داخل نفسكَ، اطَّلع وحدِّد نقاط قوتكَ، ومواطنَ ضعفكَ، فلا أحدَ يعرفكَ أكثر منكَ، ولا أحدَ يستطيعُ أنْ يحلمَ ويحققَ الحلمَ غيرك أنتَ أكثر مَن يساعدكَ، وأقدر من يغيِّركَ مهما أخفقتَ، ومهما ثعتَّرث تبقَى الأقوَى، واجهْ نفسكَ في تقييمٍ مستمرٍ مَن أنَا؟ أينَ أقفُ؟ وإلى أينَ أذهبُ؟ وإلى ماذَا أريدُ أنْ أصلَ؟ واجهْ نفسكَ بنفسكَ لنفسكَ.

اختصاصية نفسية
****