أولادكم أمانة في أعناقكم/ بقلم مرام محمد أزهري🙏💙

أولادكم أمانة في أعناقكم

مرام محمد أزهري
تاريخ النشر: 30 مايو 2024

سندرك يوماً.. أننا اخطأنا كثيراً.. في ملامة من لا يُلام.. ولم نلم من أساء بنا أساسًا وسط الظلام.. وتركونا في حرب هوجاء، وعلمونا الصمت حكمة وأسكتوا افواهنا باللجام.. فكبرنا ولم ندرك من الحياة سوى الزعيق او الخصام.. فأول رجلٌ نراه نذوب في حبه حد الهيام.. واول امرأة يواجهها الفتى يراها كالنور، كسجين لم ير الشمس منذ أعوام..


والمغزى هنا: ليس الحبيب ولا الحبيبة هم الخائنون، ولا اختياراتنا سيئة.. بل نحن نهرب من انعدام تقدير قيمة عائلاتنا، وتهميشهم لنا كأننا ورقة شقت من رحم الحطام.. ونخوض ألف حرب ومعركة، ويكتب تاريخنا المجيد مئتين قصة إجرام.. كان ضحيتها أنا وأنت ونحن لنصل أرض الحب والسلام.. ولكن نتائجها الهزيمة بوسام وسوء ختام..

ويمضي العمر بنا ومازلنا نقول إننا تعلمنا من تجارب سابق الأعوام.. ولكن ما أن نفتح الفصل الجديد من الحب.. نجد أن العيب فينا وأننا أُصبنا بالفصام بعد كل انهزام.. فلا تلومن يوماً حبيباً ولا صديقاً طعن القلب بغدر وسهام.. فالخطأ منا ونحن نتحمل سوء صمام أماننا فلم يحمنا من الاصطدام.. فما حدث بنا من زعزعة قلب وتشتت طفل واضطهاد مراهق حلال أو حرام؟ ومِن مَن يأخذ الله حقوق نفسياتنا المحطمة وعقدنا آثار الحزم والانصرام.. ولكل من لا يملك أبوين فرحمة الله واسعة قد تكون رحمته بكم أنكم أيتام.. فكم ممن لهم أم وأب وهم عن الحنان صيام.. وكم كسرت خواطرنا من وهم حب تألمنا منه كألم كسر العظام..


لكل أم وأب مسؤولون بتربية جيلاً جديداً.. أدوا دوركم بأمانة وحب مستدام..

وشاركوا أطفالكم أحلامهم الوردية وساعدوهم في بنائها، وارسموا معهم مستقبلهم ليصبح صورة بنقش أحن رسام.. وبعد مرحلة الفطام، وقبل مرحلة الطعام، أشبعوهم حباً وأماناً ووئام.. علموهم أخذ حقهم بكل احترام.. وأجعلوا منهم جيلاً يعرف قول نعم ولا بكل التزام.. واتركوا لهم مجالاً ليرسموا الأحلام.. وأزرعوا بهم الصلاة وأذيقوهم حلاوة القيام.. وأذكروا لهم من التاريخ سيرة محمد عليه أشرف الصلاة والسلام.. بأيديكم نشأة جيل جديد يذكرنا بجيل الكرام.. وعودهم الصلح والسماح لكل البشر قبل المنام.. وكونوا لدين الله مقتدين بالأحكام.. وعلقوا قلوبهم بآخر دين (دين الإسلام).