منتدي الكتب والاشرطه والمقاطع الاسلاميه يختص باالمحاضرات والتسجيلات الاسلاميه |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
موقوف
![]() |
![]() بيان خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم لأصول الدين لشيخ الإسلام ابن تيمية ![]() محمود ثروت أبو الفضل بيان خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم لأصول الدين لشيخ الإسلام ابن تيمية صدر حديثًا كتاب "بيان خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم؛ لأصول الدين"، لشيخ الإسلام "ابن تيمية"، تحقيق: "نادر عمر بلطه جي"، نشر: "دار المقتبس للنشر والتوزيع". وهذه الرسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وهي على وجازتها عظيمةالنفع في بابها كثيرة الفوائد، يعالج بها "ابن تيمية" مرضًا تفشى ويزيل بها شبهًا أثرت في عقول كثيرين وهي اعتقاد كثير من المسلمين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتكلم ولم يبين أصول الدين. وقد اعتقد كثير من المضللة والجهال في القرون الأخيرة أن كلام المتكلمين والفلاسفة المشائين يشتمل على المعارف الإلهية، والحكمة الحقيقية، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعلم أو لم يبين، أو أن الصحابة والتابعون لم يكونوا يعرفون ذلك، ولم يقعوا على موطن الحكمة الحقيقية، فوقع كثير من المسلمين في الحيرة والارتياب. وقد ورد لابن تيمية سؤال مفاده: هل يجوز الخوض فيما تكلم الناس فيه من مسائل في أصول الدين لم ينقل عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيها كلام أم لا؟ فإن قيل بالجواز: فما وجهه؟ وقد فهمنا منه عليه السلام النهي عن الكلام في بعض المسائل. وإذا قيل بالجواز: فهل يجب ذلك؟ وهل نقل عنه عليه السلام ما يقتضي وجوبه؟ وهل يكفي في ذلك ما يصل إليه المجتهد من غلبة الظن أو لا بد من الوصول إلى القطع؟ وإذا تعذر عليه الوصول إلى القطع فهل يعذر في ذلك أو يكون مكلفًا به؟ وهل ذلك من باب تكليف ما لا يطاق والحالة هذه أم لا؟ وإذا قيل بالوجوب: فما الحكمة في أنه لم يوجد فيه من الشارع نص يعصم من الوقوع في المهالك وقد كان عليه السلام حريصًا على هدى أمته؟ وقد أسس ابن تيمية بجوابه في رسالته القواعد الشرعية في الأصول الدينية بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهدي أصحابه - رضي الله عنهم - وبين أن الأصول التي تستحق أن تسمى أصول الدين قد بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة رضوان الله عليهم أتم بيان، وما لم يكن كذلك فليس بعلم نافع ولا يجوز أن يقحم في أصول الدين، فثبت المؤلف في هذه الرسالة اعتقاد السلف في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلغ الرسالة وأدى الأمانة، وترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك. قال "ابن تيمية" في معرض دفاعه: "فإن المسائل التي هي من أصول الدين التي تستحق أن تسمى أصول الدين أعني الدين الذي أرسل الله به رسوله، وأنزل به كتابه: لا يجوز أن يقال: لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها كلام؛ بل هذا كلام متناقض في نفسه إذ كونها من أصول الدين يوجب أن تكون من أهم أمور الدين؛ وأنها مما يحتاج إليه الدين، ثم نفى نقل الكلام فيها عن الرسول يوجب أحد أمرين: إما أن الرسول أهمل الأمور المهمة التي يحتاج الدين إليها فلم يبينها، أو أنه بينها فلم تنقلها الأمة، وكلا هذين باطل قطعًا. وهو من أعظم مطاعن المنافقين في الدين؛ وإنما يظن هذا وأمثاله من هو جاهل بحقائق ما جاء به الرسول، أو جاهل بمايعقله الناس بقلوبهم، أو جاهل بهما جميعًا. فإن جهله بالأول: يوجب عدم علمه بما اشتمل عليه ذلك من أصول الدين وفروعه. وجهله بالثاني: يوجب أن يدخل في الحقائق المعقولة ما يسميه هو وأشكاله عقليات؛ وإنما هي جهليات. وجهله بالأمرين: يوجب أن يظن من أصول الدين ما ليس منها من المسائل والوسائل الباطلة، وأن يظن عدم بيان الرسول لما ينبغي أن يعتقد في ذلك كما هو الواقع لطوائف من أصناف الناس: حذاقهم؛ فضلًا عن عامتهم. وذلك أن أصول الدين إما أن تكون مسائل يجب اعتقادها قولًا أو قولًا وعملًا كمسائل التوحيد، والصفات، والقدر، والنبوة، والمعاد. أو دلائل هذه المسائل". ثم أسهب شيخ الإسلام في بيان أصول كل مسألة وأقوال الأئمة في بيان العلم الإلهي، كما نبه على أن في القرآن، والحكمة النبوية عامة أصول الدين من المسائل والدلائل التي تستحق أن تكون أصول الدين. وأما ما يدخله بعض الناس في هذا المسمى من الباطل فليس ذلك من أصول الدين؛ وإن أدخله فيه، مثل: المسائل والدلائل الفاسدة: مثل نفي الصفات، والقدر، ونحو ذلك من المسائل. وبين ابن تيمية أن تهويمات المتكلمة والفلاسفة والمناطقة وخطلاتهم وادعاءهم إحاطتهم بحقائق الألفاظ بإدخال مسميات ملغزة هو من باب التلبيس على العامة، فإنه لا يوجد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من الصحابة والتابعين، ولا أحد من الأئمة المتبوعين، أنه علق بمسمى لفظ [الجوهر] و[الجسم] و[التحيز] و[العرض] ونحو ذلك شيء من أصول الدين لا الدلائل ولا المسائل؛ والمتكلمون بهذه العبارات يختلف مرادهم بها. وهذه الرسالة تبين أسلوب ابن تيمية في ردوده على أهل العقائد الفاسدة والفرق المضلة، ومناقشته لأصول مسائلهم بنفس طرقهم وأدلتهم، وبين ثنايا النقْد والمناقشة للفِرق أو أتباعها أو مقالاتها، كان يَنصُر معتقد السَّلف الصالح، ويَعرِضه بدلائله العقليَّة والنَّقليَّة. ونجد أن ابن تيمية كتَب في فنونٍ عِدَّة، وسطَّر كتبًا متعدِّدة، غير أنَّ مباحث العقيدة هي السِّمة الغالبة في مؤلَّفاته. وميزتها بيانُ معتقَد السَّلف الصالح، وشرْح أصول العقيدة السلفيَّة، ونقْدُ وتقييمُ والردُّ على مخالفيها مِن متكلمين، وفلاسفة، وصوفية، ورافضة، وباطنيَّة، وغيرهم. |
![]() |
![]() |
|
|