منوعات رياضية (متجدد)🎾🎯🚵🚴🎯🏆🏒🏑⛹🏋🏀

بيتي روبنسون.. اللحاق بقطار يصنع مجدا أولمبيا

10 يوليو 2024كووورة



دائما ما أفرزت دورات الألعاب الأولمبية أبطالا وقصصا ملهمة للجميع، ولم يختلف الحال مع نسخة 1928 التي أقيمت في أمستردام، والتي شهدت مشاركة السيدات في بعض الرياضات للمرة الأولى لتظهر إلى النور البطلة التاريخية بيتي روبنسون.

قطار يفرز موهبة

تمتعت روبنسون منذ صغرها بالسرعة الكبيرة ولكنها لم تفكر يوما في الاستفادة من تلك الموهبة في المنافسة لعدم مشاركة السيدات حينها في المسابقات.


وتم اكتشاف موهبتها من قبل معلم العلوم الخاص بها تشارليس برايس، والذي شاهدها تركض للحاق بقطار عقب المدرسة، وكان المعلم نفسه رياضيا سابقا ومدربا في المدرسة، وشاهد تمتعها بالسرعة ولكن بالطبع لم تكن بالسرعة الكافية للحاق بالقطار.

أدرك برايس سريعا أنه أمام موهبة خاصة للغاية، وفي اليوم التالي مباشرة قرر اختبارها في سباق 50 مترا، وانبهر كثيرا بموهبتها الفطرية ليقرر مباشرة ضمها لفريق ألعاب القوى الخاص بالأولاد في المدرسة لعدم وجود فريق مخصص للسيدات حينها.

وبعدها بأسابيع حلت روبنسون ثانية في سباق 100 متر أمام حاملة الرقم القياسي الأمريكي هيلين فيلكي، وبعدها بثلاثة شهور وفي سباقها الثاني نجحت في التفوق على فيلكي في رقم قياسي عالمي، لتنجح بعمر 16 عاما في التأهل لدورة الألعاب الأولمبية 1928.

النجاح الأولمبي

احتضنت نسخة 1928 أول مسابقة ألعاب قوى للسيدات في تاريخ الأولمبياد، وكان مسموحا للسيدات بالمشاركة في سباق 100 متر و800 مترا و4X100 متر تتابع وفي القفز العالي وفي رمي القرص.

وكانت روبنسون الأمريكية الوحيدة التي تأهلت لنهائيات سباق 100 متر، وقبل السباق أدركت بأنه حملت معها للملعب اثنين من الأحذية اليسرى، وانتظرت حتى يحضر لها فريقها الزوج الصحيح ولحسن حظها حصلت على الزوج في الوقت المناسب قبل بدء السباق.

ونجحت روبنسون في الفوز بالسباق برقم قياسي عالمي 12,2 ثانية لتصبح أول بطلة أولمبية في سباق 100 متر سيدات، واستمرت كأصغر رياضية تتوج بذلك السباق في الأولمبياد، ونجحت بعدها في الفوز بفضية سباق 4X100 تتابع سيدات، لينهي الفريق الأمريكي في المركز الثاني خلف الفريق الكندي القوي حينها.

كابوس الطائرة

بعد النجاح الكبير الذي حققته، وجهت روبنسون أنظارها تجاه الأولمبياد التالية التي ستقام في لوس أنجلوس عام 1932، والتحقت بجامعة نورث وسترن من أجل الحصول على شهادة في التربية البدنية، أملا في أن تصبح مدربة في دوري الألعاب الأولمبية 1936.

وقبل عام من الأولمبياد كانت روبنسون المرشحة الأوفر حظا للفوز بالذهب الأولمبي بتحقيقها العديد من الأرقام القياسية العالمية، وفي يوم 28 يونيو/حزيران قررت الذهاب في جولة بالطائرة مع ابن عمها لإلهاء نفسها عن التدريب.

وبعد إقلاع ناجح تعرض المحرك لمشكلة ما الأمر الذي تسبب في تحطم الطائرة وظن الجميع أنها ماتت رفقة ابن عمها، ولكنهما نجيا مع تعرضها لإصابات خطيرة وتم إخبارها من قبل الأطباء بأنها لن تشارك في السباقات مجددا وجلست على كرسي متحرك لمدة 6 شهور واحتاجت إلى عامين للتأهيل للمشي بصورة طبيعية من جديد.

العودة للحياة

غابت روبنسون عن أولمبياد 1932 ولكنها كانت عازمة على الركض مرة أخرى، وأرادت إثبات خطأ الأطباء من خلال الركض من جديد ليس من أجل الرياضة بل بهدف المنافسة.

ومع الكسور والعمليات الجراحية التي أجرتها في ساقها اليسرى، كانت الطريقة الوحيدة أمامها للمشاركة في أولمبياد برلين 1936 هي تأمين مكان في فريق التتابع وهذا ما نجحت به.

وفي الأولمبياد كان الفريق الألماني المرشح الأوفر حظا بعد تسجيله رقما قياسيا عالميا في التصفيات، ولكن في النهائيات أسقطوا العصا أثناء التغيير الأخير، وفي ذلك التوقيت تألقت روبنسون في الجولة الثالثة وساهمت في فوز الولايات المتحدة لتظفر بالميدالية الذهبية الثانية في تاريخها.

الاعتزال

اعتزلت روبنسون عقب تلك الأولمبياد بعمر 24 عاما، وظلت على تواصل مع الرياضة من خلال التطوع كحكم، وأدرجت في قاعة مشاهير المضمار والميدان في الولايات المتحدة عام 1977، وحملت الشعلة الأولمبية في أولمبياد أتالانتا 1996 قبل وفاتها في عام 1999 عن عمر يناهز 87 عاما.