منوعات رياضية (متجدد)🎾🎯🚵🚴🎯🏆🏒🏑⛹🏋🏀

قصة سعودية.. جيل ملهم يغير تاريخ الأخضر

14 سبتمبر 2024كووورة - أمير نبيل



منذ أن شق الأخضر السعودي طريقه في المنافسات الآسيوية، وحمل في خيوط ثوبه سمات البطل، لم يكن مجرد منتخب عربي من غرب آسيا، يبحث عن ذاته في القارة الصفراء.

ولم تمر على الأخضر سوى سنوات قليلة، في عقد الثمانينيات حتى وضع قدميه بين كبار القارة، ليس فقط في منافسات كأس آسيا، بل وفي تصفيات كأس العالم التي استعصت عليه 4 مرات لكنه فك عقدتها في الخامسة، ليكتب قصته الملهمة في مونديال 94.

وبدأ المنتخب السعودي مشوار البحث عن طريق المونديال في فترة تتزامن مع بداية علاقته ببطولة كأس آسيا.


ورغم أن الأخضر فرض نفسه سريعاً كبطل للقارة، بعد بداية المشاركات المنتظمة منذ 1984 وتحقيق اللقب الأول في سنغافورة على حساب الصين، إلا أن الطريق إلى المونديال ظل مظلما.

وقبل اللقب الآسيوي تعثر الأخضر في أكثر من مناسبة بداية من تصفيات مونديال 1978 إذ فشل في التأهل من مجموعة ضمت معه إيران وسوريا.

وفي تصفيات مونديال إسبانيا 1982 بدأ المنتخب السعودي يخطو نحو الأفضل حيث تأهل عن مجموعته ووصل لمجموعة نهائية ضمت الكويت ونيوزيلندا والصين لكن الأزرق هو من ظفر ببطاقة التأهل.

تكررت المعاناة في الطريق إلى مونديال المكسيك 1986، هذه المرة بالخسارة أمام منتخب الإمارات، إلا أن الأخضر بعدها بعامين فقط كان على موعد مع تتويج قاري جديد فحصد ثاني ألقابه بكأس آسيا في قطر 1988.



هل حان الوقت؟

ضم المنتخب السعودي في تلك الحقبة عدة نجوم في كل مركز تقريبا، يتقدمهم ماجد عبد الله وأحمد جميل وفهد الهريفي وصالح النعيمة ويوسف الثنيان ومحمد سويد وفهد المصيبيح وغيرهم.

ومع زيادة الخبرة بدا الطريق إلى مونديال إيطاليا 1990 مفروشا بالورود لهذا الجيل الذهبي.

وفي مجموعة ضمت سوريا واليمن تأهل الأخضر في الصدارة بجدارة، صوب المرحلة التالية، لكن كالعادة تعثر في الأمتار الأخيرة وحصد منتخبا كوريا الجنوبية والإمارات بطاقتي التأهل عن الدورة المجمعة الأخيرة.

عاد الأخضر أدراجه للمنافسة الآسيوية في 1992، وكاد يحقق اللقب الثالث على التوالي، لكنه خسر في النهائي أمام المضيف منتخب اليابان.

كتابة التاريخ

أغلق منتخب السعودية صفحات الإخفاق وبدأ رحلة جديدة بعزم وندية لاستكشاف طريق المونديال، مع اقتراب نسخة الولايات المتحدة الأمريكية 1994.

في هذه التصفيات تأهل الأخضر في صدارة مجموعة تضم معه الكويت وماليزيا وماكاو.

حقق "صقور" الأخضر، المطلوب في تلك المرحلة وتأهلوا للتصفيات النهائية، ثم اصطدموا باليابان مرة أخرى إلى جانب كوريا الجنوبية والعراق وإيران وكوريا الشمالية وقطر.

أخيرا، حسم الأخضر تأهله للمونديال لأول مرة، بفضل أهداف أحمد جميل وسامي الجابر وسعيد العويران وفهد المهلل وحمزة إدريس.

ليلة الخميس 28 أكتوبر/تشرين الأول 1993 كانت شاهدة على تأهل الأخضر للنهائيات بقيادة فنية وطنية لمحمد الخراشي الذي جاء خلفا للبرازيلي كاندينيو، حيث فاز المنتخب السعودي على نظيره الإيراني 4-3.



أكثر من مجرد مشاركة

عادة ما تكون المشاركة الأولى للمنتخبات في كأس العالم، بمثابة مغامرة محفوفة بالمخاطر، فإما أن تترك بصمة قوية، أو أن تخرج من الباب الصغير، لا سيما في ظل نقص الخبرات.

لكن الأخضر أراد أن يقول كلمته، وفي 20 يونيو/حزيران 1994 كان الموعد مع البداية الصعبة لمشوار المونديال ضد هولندا.

أراد السعوديون تكرار إنجاز مصر في المونديال السابق، بإيقاف الطواحين الهولندية عن العمل ولو بتعادل، ورغم تقدم الأخضر بهدفه المونديالي الأول لفؤاد أنور، إلا أن هولندا ردت بثنائية رونالد كومان ودينيس بيركامب.

وفي المواجهة الثانية نجح الأخضر في تثبيت أقدامه بعدما فاز على المغرب 2-1 عن طريق سامي الجابر وفؤاد أنور، بينما سجل محمد شاوش لأسود الأطلس.

أدرك السعوديون في تلك اللحظة أن الأمر تخطى المشاركة الشرفية، وباتت آمال التأهل لدور الـ16 قائمة، بشرط تحقيق نتيجة إيجابية ضد بلجيكا.

وأمام بلجيكا عاشت السعودية فرحة لا تُنسى في واشنطن، فقد نجح الأخضر في الفوز، بفضل هدف تاريخي سجله سعيد العويران، الذي استغل وجوده في أرض الأمريكان، ليرتدي ثوب أحد الأبطال الخارقين، إذ راوغ لاعبي بلجيكا تباعا وقطع مسافة 70 مترا قبل هز الشباك.

ماذا بعد؟

لاحقا كان منتخب السعودية على موعد مع مواجهة السويد بدور الـ16، في مدينة دالاس، لكن خبرة رفاق توماس برولين وهنريك لارسون رجحت كفتهم ليفوز 3-1.

انتهت رحلة الأخضر في أول مشاركة مونديالية، لكن الأحلام الجميلة التي عاشها هذا الجيل لم تنته، وظلت عالقة في الأذهان كواحدة من أفضل القصص الكروية.

قصة مُلهمة لأجيال، بأن المستحيل قد يُصبح مُمكنا لو آمنت بقدراتك وسعيت لتحقيق حلمك دون كلل.