منتديات قبائل شمران الرسمية


المنتدي الاسلامي خــاص لاهل السنة والجماعة فقط .!

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم اليوم, 12:11 AM   #1
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي الطلاق جرح الأسرة النازف

الطلاق جرح الأسرة النازف

في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة
وتزداد فيه الضغوط المعيشية
والنفسية تتعالى أصوات
الطلاق لتدق ناقوس الخطر
في مجتمعٍ كان يُعرف
بتماسكه واستقراره

فالطلاق لم يعد مجرّد قرارٍ
شرعيٍّ بإنهاء علاقة زوجية
بل صار ظاهرةً اجتماعيةً ذات
أبعادٍ نفسية واقتصادية
وإنسانية تستحق التأمل والمراجعة

الزواج ميثاق سكن ورحمة:
لقد شرع الإسلام الزواج لبناء
مجتمعٍ متينٍ على أُسسٍ من
المودّة والرحمة
وأمر بحسن العشرة والتغافل
عن الزلات قال تعالى
:﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ
كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا
شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾

فالمودة ليست في غياب الخلاف
بل في القدرة على تجاوزه
والتقوى في الزواج أن يُعامل
الزوجُ زوجتَه بالحلم
وأن تتحلى المرأةُ بالحكمة
والطاعة بالمعروف بعيدًا عن
طلب الطلاق لأدنى خلافٍ
أو نزاعٍ عابر

قال رسول الله ﷺ:
«أيما امرأةٍ سألت زوجها
الطلاق من غير بأسٍ فحرامٌ
عليها رائحةُ الجنة»
كما قال ﷺ:
«المختلعات والمنْتَزِعات
هن المنافقات»

قبل أن يُنطق الطلاق:
جعل الشرع للطلاق مراحلَ
تسبق وقوعه حفاظًا على
الأسرة من التشتت
فقال تعالى:
﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا
فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا
مِنْ أَهْلِهَا ﴾

فالحوار والموعظة والهجر
المؤقت والتحكيم الأسري
كلها محطاتٌ للإصلاح قبل أن
تُكسر الحياة الزوجية
فالطلاق آخر الدواء لا أول الحلول

حين يفرح الشيطان:
ما من شيءٍ يُرضي الشيطان
كفرحِه بفرقة الزوجين ففي
الحديث الصحيح:
(إن إبليس يضع عرشه على
الماء فيبعث سراياه فأدناهم
منه منزلة أعظمهم فتنة
فيقول أحدهم: ما تركته حتى
فرّقت بينه وبين امرأته فيُدنيه
إبليس ويقول: نعم أنت)

ذلك أن الطلاق يهدم بيتًا
ويُربك أطفالًا ويزرع في
النفوس مرارةً تمتد لأجيالٍ قادمة

أسباب تتكرر ونتائج تتفاقم:
تتعدد أسباب الطلاق اليوم بين
التسرع في القرار وضعف
مهارات التواصل وتدخل
الأقارب وسوء الظن الناتج عن
وسائل التواصل الحديثة
فضلًا عن الألفاظ الجارحة
وسوء المعاملة التي تُفقد
العلاقة دفءَها واحترامها

أما نتائجه فحدّث ولا حرج:
تفكك أسري وتشرد أطفال
وصراعات قضائية على
الحضانة واضطرابات نفسية
قد تقود إلى الانحراف أو الانغلاق
وفي بعض الحالات يُستبدل
السكن بالوحشة والرحمة
بالعداوة والمودّة بالتشهير والتباعد

مجتمع مسؤول:
الطلاق ليس شأنًا خاصًا فحسب
بل قضية مجتمعية تتطلب
وعيًا جماعيًا ومساندة
مؤسساتية فالتثقيف قبل
الزواج ضرورة والإرشاد
الأسري حاجة ومجالس
الإصلاح الأسري واجب وطني وديني

ولا بدّ من ترسيخ قيم الصبر
والتسامح والتغافل
وإعادة بناء الوعي بأن الزواج
ميثاق سكنٍ لا ساحة انتصار
وأن الطلاق وإن كان حلالًا
هو أبغض الحلال إلى الله

خاتمة:
ما بين قرارٍ غاضبٍ
وكلمةٍ غير محسوبة
تُهدَم بيوتٌ كانت عامرة
بالحب والأمل

فلنُحكِّم العقل قبل الانفعال
والدين قبل العادة
والرحمة قبل القسوة
حتى نحفظ أسرنا من الانهيار
ومجتمعنا من التشتت

قال تعالى:
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾


د. عبدالعزيز بن حمود المشيقح
بريدة 2 / 5 / 1447هـ



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر



أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية