![]() |
#13111 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() إِذَا سَتَرَ الْفَقْرُ امْرَأً ذَا نَبَاهَةٍ
فَلا بُدَّ يَوْماً أَنْ يُشِيدَ بِهِ الْفَضْلُ فَإِنَّ لَهِيبَ النَّارِ مَهْمَا كَفَأْتَهُ إِلَى أَسْفَلٍ قَسْراً فَلا بُدَّ أَنْ يَعْلُو محمود البارودي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#13112 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() لَعَمْرُكَ مَا الإِنْسَانُ إِلَّا ابْنُ يَوْمِهِ
وَمَا الْعَيْشُ إِلَّا لُبْثَةٌ وَزِيَالُ وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا دَفْتَرٌ فِي خِلالِهِ تَصَاوِيرُ لَمْ يُعْهَدْ لَهُنَّ مِثَالُ فَفِي صَفْحَةٍ مِنْهُ زَمَانٌ قَدِ انْقَضَى وَفِي وَجْهِ أُخْرَى دَوْلَةٌ وَرِجَالُ محمود البارودي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#13113 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() طَهِّرْ لِسَانَكَ مَا اسْتَطَعْتَ وَلا تَكُنْ
خِبّاً يُقَرِّبُ لِلنُّفُوسِ ضَلالَهَا إِنَّ الْوَقِيعَةَ لا تَعُودُ بِخِزْيَةٍ أَوْ سُبَّةٍ إِلَّا عَلَى مَنْ قَالَهَا محمود البارودي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#13114 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
بَلِ الصَّدِيقُ الَّذِي تَزْكُو شَمَائِلُهُ إِنْ رَابَكَ الدَّهْرُ لَمْ تَفْشَلْ عَزَائِمُهُ أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسَائِلُهُ يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ وَلا تُغِبُّكَ مِنْ خَيْرٍ فَوَاضِلُهُ لا كَالَّذِي يَدَّعِي وُدّاً وَبَاطِنُهُ بِجَمْرِ أَحْقَادِهِ تَغْلِي مَرَاجِلُهُ يَذُمُّ فِعْلَ أَخِيهِ مُظْهِراً أَسَفاً لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ وَذَاكَ مِنْهُ عِدَاءٌ فِي مُجَامَلَةٍ فَاحْذَرْهُ وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ محمود البارودي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#13115 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() عُد للغياب فإنّ عيني لم تعُد
تلك التي تَبكيك حين تركتَها فلكُلِّ قلبٍ في الحياة كرامةٌ ولكلّ حبٍ لا يُراعى مُنتهى ما عادت الذكرى تُكدّرُ خاطري أكمِل غيابك فالحنينُ قد انتهى ......
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#13116 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() إذ أخرَسُ الإِنسَانِ أكمَلُ حَالَةً
مِن ذَا الجَمَادِ بأوضَحِ البُرهَانِ فَجَحَدتَ أوصَافَ الكَمَالِ مَخَافَةً التَّ جسِيمِ والتَّشبِيهِ بالإِنسانِ ووقَعتَ فِي تَشبِيهِ بِالجَامِداتِ الناقِصَاتِ وذَا مِنَ الخُذلاَنِ اللهُ أَكبَرُ هُتِّكَت أستَارُكُم حَتَّى غَدَوتُم ضُحكَةَ الصِّبيَانِ أوَليسَ قَد قَامَ الدَّليلُ بأنَّ أفعَالَ العِبادِ خَليقَةُ الرَّحمنِ مِن ألفِ وَجهٍ أو قِرِيبِ الألفِ يُحصِيهَا الذِي يُعنَي بهَذَا الشَّانِ فيكُونُ كلُّ كَلاَمِ هَذَا الخَلقِ عَينَ كَلاَمِهِ سُبحَانَ ذِي السُّلطَانِ إذ كَانَ مَنسُوباً إليهِ كَلاَمُهُ خَلقاً كبَيتِ اللهِ ذِي الأركَانِ هَذَا ولاَزِمُ قَولِكُم قَد قَالَه ذُو الإِتحادِ مُصَرِّحاً بِبَيَانِ حَذَرَ التَّنَاقُضِ إذ تَنَاقَصتُم ط وَلَكِن طَردُهُ فِي غَايَةِ الكُفرَانِ فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ تَخصِيصَ القُراتِ كَبيتِهِ وكِلاَهُمَا خَلقَانِ فَيُقَالُ ذَا التَّخصِيصُ لا يَنفِي العُمُومَ ولا الخصوصَ كربِّ ذِي الأكوَانِ ويُقَالُ رَبُّ العَرشِ أيضاً هَكَذَا تَخصِيصُهُ لإِضَافَةِ القُرآنِ لاَ يَمنَعُ التَّعمِيمَ فِي البَاقِي وذَا فِي غَايَةِ الإِيضَاحِ والتِّبيَانِ ولَقد أتَى الفُرقَانُ بَينَ الخَلقِ وال الصَّريحِ وذَاكَ فِي الفُرقَانِ وَكِلاَهُمَا عِندَ المُنَازِعِ وَاحِدٌ والكُلُّ خَلقٌ مَا هُنَا شَيئَان والعَطفُ عندَهُمُ كعَطفِ الفَردِ مِن نَوعٍ عَلَيهِ وَذَاكَ فِي القُرآنِ فَيُقَالُ هَذَا ذُنو امتناعٍ ظَاهِرٍ فِي آيةٍ التَّفريقِ ذُو تَبيانِ فالله بَعدَ الخَلقِ أخبَرَ أنهَا قَد سُخِّرَت بالأمرِ للجَرَيَانِ وأبَانَ عَن تَسخِيرِهَا سُبحَانَهُ بالأمرِ بَعدَ الخَلقِ بالتِّبيَانِ والأمرُ إمَّا مَصدَرٌ أو كَانَ مَف عُولاً هُمَا فِي ذَاكَ مُستويَانِ مَأمُورهُ هُوَ قَابِلٌ للأمرِ كال مَصنُوعِ قَابِلُ صَنَعةِ الرَّحمَن فإذا انتفَى الأمرُ انتفَى المأمُورُ كال مَخلُوقِ يُنفَى لانتِفَا الحِدثَانِ وانظُر إلى نَظمِ السِّياقِ تَجِد بِهِ سِراًّ عَجِيباً وَاضِحَ البُرهَانِ ذَكَرَ الخُصُوصَ وَبَعدَهُ مُتَقَدِّماً والوصفَ والتعمِيمَ في ذَا الثَّانِي فأتى بِنَوعَي خَلقِه وَبِأمرِهِ فِعلاً وَوصفاً مُوجِزاً بِبَيَانِ فَتَدَبَّرِ القُرآنَ إن رُمتَ الهُدَى فَالعِلمُ تَحتَ تَدَبُّر القُرآنِ وَالله أخبَرَ فِي الكِتَابِ بأنَّهُ مِنه وَمجرورٌ بِمِن نَوعَانِ عَينٌ وَوَصفٌ قَائمٌ بالعَينِ فَال أعيَانُ خَلقُ الخَالِقِ الرَّحمَنِ والوَصفُ بالمجرُورِ قَامَ لأنَّه أولَى بِهِ فشي عُرفِ كُُلِّ لِسَانِ وَنَظِيرُ ذَا أيضاً سَوَاءً مَا يضَافُ إليهِ مِن صِفَةٍ وَمِن أعيَانِ فَإضَافَةُ الأوصَافِ ثَابِتَةٌ لِمَن قَامَت بِهِ كإرادَةِ الرَّحمنِ وإضافَةُ الاعيَانِ ثَابِتَةٌ لَهُ مُلكاً وخَلقاً مَا هُمَا سِيَّانِ فانظُر إلَى بَيتِ الإِلهِ وعِلمِهِ لَمَّا أُضِيفَا كَيفَ يَفتَرِقَانِ وَكَلاَمُهُ كَحَيَاتِهِ وكَعِلمِهِ فِي هذي الإِضافَةِ إذ هُمَا وَصفَانِ لَكِنَّ نَاقَتَهُ وَبَيتَ إلهِنَا فكعَبدِهِ أيضاً هُمَا ذَاتَانِ فَانظُر إِلَى الجَهمِيِّ لَمَّا فَاتَهُ ال حَقُّ المُبِينُ وَوَاضِحُ الفُرقَانِ كَانَ الجَمِيعُ لدَيه بَاباً واحِداً والصُّبحُ لاَحَ لِمَن لَهُ عَينَانِ وأتَى ابنُ حزمٍ بَعدَ ذَاكَ فَقَالَ مَا لِلنَّاسِ قُرآنٌ وَلاَ إثنَانِ بَل أربَعٌ كًلٌّ يُسمَّى بِالقُرآنِ وذَاكَ قَولٌ بَيِّنُ البُطلاَنِ هَذَا الذِي يُتلَى وآخرُ ثَابِتٌ فِي الرَّسمِ يُدعَى المُصحَفَ العُثمَانِي والثَّالِثُ المحفوظُ بَينَ صُدُورنَا هَذِي الثَّلاَثُ خَلِيقَةُ الرَّحمَنِ والرَّابِعُ المعنَى القَدِيمُ كعِلمِهِ كُلٌّ يُعَبَّرُ عَنهُ بِالقُرآنِ وأظنُّهُ قَد رَامَ شَيئاً لَم يَجِد عَنهُ عِبَارَةَ نَاطِقٍ بِبَيَانِ إنَّ المُعَيَّنَ ذُو مَرَاتِبَ أربَعٍ عُقِلت فَلاَ تَخفَى عَلَى إنسَانِ فِي العينِ ثمَّ الذِّهنِ ثُمَّ اللَّفظِ ثُمَّ الرَّسمِ حِينَ تَخُطُّهُ بِبَنَانِ وَعَلَى الجمِيعِ الإِسمُ يُطلَقُ لَكِنِ الأولَى بِهِ الموجُودُ فِي الأعيَانِ بِخِلاَفِ قَولِ ابنِ الخَطِيبِ فَإنَّهُ قَد قَالَ إنَّ الوَضعَ لِلأذهَانِ فَالشَّيءُ شَيءٌ وَاحِدٌ لاَ أربَعٌ فَدَهَى ابنَ حَزمٍ قِلَّةُ العِرفَانِ والله أخبَرَ أنَّهُ سُبحَانَهُ مُتَكَلِّمٌ بِالوَحيِ والفُرقَانِ وَكَذاكَ أخبَرَنَا بِأنَّ كَلاَمَهُ بِصُدُورِ أهلِ العِلمِ والإِيمَانِ وكذَاكَ أخبَرَ أنهُ المكتُوبُ فِي صُحُفٍ مُطَهَّرَةٍ مِنَ الرَّحمنِ وكَذَاكَ أخبَرَ أنهُ المتلُوُّ وال مَقروءُ عِندَ تِلاَوةِ الإِنسَان والكُلُّ شَيءٌ وَاحِدٌ لاَ أنَّهُ هُوَ أربَعٌ وَثَلاَثَةٌ واثنَانِ وَتِلاَوَةُ القُرآنِ أفعَالٌ لَنَا وَكَذَا الكِتَابَةُ فَهيَ خَطُّ بَنَانِد لَكِنَّمَا المتلُوُّ والمكتُوبُ وال مَحفُوظُ قَولُ الواحِدِ الرَّحمنِ والعبدُ يقرَؤهُ بصَوتٍ طَيِّبٍ وَبِضِدِّهِ فَهُمَا لَهُ خَطَّانِ أصوَاتُنَا وَمِدَادُنَا وأدَاتُنا والرَّقُّ ثُمَّ كِتَابَةُ القُرآنِ ولَقَد أتَى فِي نَظمِهِ مَن قَالَ قَولَ الحَقِّ فيه وَهوَ غَيرَ جَبَانِ إنَّ الذِي هُوَ فِي المَصَاحِفِ مُثبَتٌ بأنَامِلِ الأشيَاخِ والشُّبَّانِ هُوَ قَولُ رَبِّي آيُهُ وحُرُوفُهُ وَمِدَادُنَا والرَّقُّ مَخلُوقَانِ فَشَفَى وَفَرَّقَ بَينَ مَتلُوٍّ وَمَص نُوعٍ وَذَاك حَقِيقَةُ العِرفَانِ الكُلُّ مَخلُوقٌ وَلَيسَ كَلاَمَهُ المَتلُؤُّ مَخلُوقاً هُمَا شَيئَانِ فعلَيكَ بالتَّفصِيلِ والتَّمييزِ فال إطلاقُ والإِجمَالُ دُونَ بَيَانِ قَد أفسَدَا هَذَا الوُجُودَ وَخَبَّطَا الأذهَانَ والآراءَ كُلَّ زَمَانِ وَتِلاَوَةُ القُرآن فِي تَعرِيفِهَا باللِّمِ قَد يُعنَى بِهَا شَيئَانِ يُعنَى بِهَا المتلُوُّ فَهُو كَلاَمُهُ هُوض غَيرُ مَخلُوقٍ كذِي الأكوَانِ وَيُرادُ أفعَالُ العِبَادِ كصَوتِهِم وأدَائِهِم وكِلاَهُمَا خَلقَانِ هَذَا الذِي نَصَّت عَلَيهِ أئمَّةُ الإسلاَمِ أهلُ العِلمِ والعِرفَانِ وَهُوَ الذِي قَصَد البُخَارِيُّ الرِّضَى لَكِن تَقَاصَرَ قَاصِرُ الأذهَانِ عَن فَهمِهِ كَتَقَاصُرِ الأفهَامِ عَن قَولِ الإِمَامِ الأعظَمِ الشَّيبَانِي في اللَّفظِ لَمَّا أن نَفَى الضِّدَّينِ عَنهُ واهتَدَى للنَّفيِ ذُو عِرفَانِ فاللَّفظُ يًَصلُحُ مَصدَراً هُوَ فِعلُنَا كَتَلَفُّظٍ بِتِلاَوَةِ القُرآنِ وَكَذَاكَ يَصلُحُ نَفسَ مَلفوظٍ بِهِ وَهُوَ القُرآنُ فَذَانِ مُحتَمِلاَنِ فَلِذَاكَ أنكَرَ أحمَدُ الإِطلاَقَ فِي نَفيٍ وإثبَاتٍ بِلاَ فُرقَانِ وأتَى ابنُ سِينَا القُرمطِيُّ مُصَانِعاً للمُسلِمِينَ بإفكِ ذِي بُهتَانِ فَرَآهُ فَيضاً فَاضَ مِن عَقلٍ هُوَ الفَعَّالُ عِلَّةُ هَذِهِ الأكوَانِ حَتَّى تَلَقَّاهُ زَكِيٌّ فَاضِلٌ حَسَنُ التَّخيُلِ جَيِّدُ التِّبيَانِ فأتَى بِهِ للعَالَمِينَ خَطَابَةً وَمَوَاعِظاً عَرِيَت عَنِ البُرهَانِ مَا صَرَّحَت أخبَارُهُ بالحَقِّ بَل رَمزَت إلَيهِ إشَارَةً لِمَعَانِ وخِطَابُ هَذَا الخَلقِ والجُمهُورِ بالحَقِّ الصَّريحِ فَغَيرُ ذِي إمَكانِ لاَ يَقبَلُونَ حَقَائِقَ المعُقُولِ إلاَّ فِي مِثَالِ الحِسِّ والأعيَانِ وَمَشَارِبُ العُقَلاَءِ لاَ يَرِدُونَهَا إلاَّ إذَا وُضِعَت لَهُم بأوَانِ مِن جِنسِ مَا ألِفَت طِبَاعُهُمُ مِنَ المَحسُوسِ فِي ذَا العَالَمِ الجُثمَانِ فأتَوا بِتَشبِيهٍ وتَمثِيلٍ وتَج سِيمٍ وتخييلٍ إلَى الأذهَانِ ولِذَاكَ يَحرُمُ عِندَهُم تأوِيلُهُ لَكِنَّهُ حِلٌّ لِذِي العِرفَانِ فَإِذَا تَأوَّلنَاهُ كَانَ جِنَايَةً مِنَّا وَخَرقَ سِيَاجِ ذَا البُستَانِ لَكِن حَقِيقَةُ قَولِهِ أن قَد أتَوا بِالكِذبِ عِندَ مَصَالِحِ الإِنسانِ وَالفَيلَسُوفُ وَذَا الرَّسُولُ لَدَيهِمُ مُتَفَاوِتَانِ وَمَا هُمَا عِدلاَنِ أمَّا الرَّسُولُ فَفَيلَسُوفُ عَوَامِّهِم وَالفَيلَسُوفُ نَبِيُّ ذِي البُرهَانِ والحَقُّ عِندَهُم فَفِيمَا قَالَهُ أتبَاعُ صَاحِبِ مَنطِقِ اليُونَانِ وَمَضَى عَلَى هَذِي المَقَالَةِ أمَّةٌ خَلفَ ابنِ سينَا فاغتَذُوا بِلِبَانِ مِنهُم نَصِيرُ الكُفرِ فِي أصحَابِهِ النَّاصِرينَ لِملَّةِ الشَّيطَانِ فاسأل بِهِم ذَا خِبرَةٍ تَلقَاهُمُ أعدَاءَ كُلِّ مُوَحِّدٍ رَبَّانِي واسأل بِهِم ذَا خِبرَةٍ تَلقَاهُم أعدَاء رُسلِ الله والقُرآنِ صُوفِيُّهُم عَبَد الوُجُودَ المطلَقَ المَعدُومَ عِندَ العَقلِ فِي الأعيَانِ أو مُلحِدٌ بِالإتحَادِ يَدِينُ لاَ التَّوحِيدِ مُنسَلخٌ مِنَ الأديَانِ مَعبُودُهُ مَوطُوءُهُ فِيهِ يَرَى وَصفَ الجَمَالِ وَمَظهَرَ الإحسَانِ الله أكبَرُ كَم عَلى ذَا المذهَبِ المَلعُونِ بَينَ النَّاسِ مِن شِيخَانِ يَبغُونَ مِنهُم دَعوَةً ويقَبِّلُونَ أيَادِياً مِنهُم رَجَا الغُفرَانِ وَلَو أنَّهُم عَرَفُوا حقِيقَةَ أمرِهِم رَجَمُوهُمُ لاَ شَكَّ بالصَّوَّانِ فابذُر لَهُم إن كُنتَ تَبغِي كَشفَهُم وَافرِش عَلَيهِم كَفًّا مِنَ الأتبَانِ وَاظهَر بمَظهَرِ قَابِلٍ مِنهُم ولاَ تَظهَر بِمَظهَرِ صَاحِبِ النُّكرَانِ وَانظُر إِلَى أنهَأرِ كًفرٍ فُجِّرَت وَتَهِمُّ لَولا السَّيفُ بِالجَرَيَانِ وَأتَت طَوَائِفُ الاتِّحادِ بِمِلَّةٍ طَمَّت عَلَى مَا قَالَ كُلُّ لِسَانِ قَالُوا كَلاَمُ الله كُلُّهَذا خَلقِ مِن جِنٍّ وَمِن إنسَانِ نَظَماً وَنَثراً زُورُهُ وَصَحِيحُهُ صِدقاً وَكِذباً وَاضِحَ البُطلاَنِ فالسَّبُّ والشَّتمُ القَبِيحُ وَقَذفُهُم لِلمُحصَنَاتِ وَكُلٌّ نَوعِ أغَانِ وَالنَّوحُ والتَّعزِيمُ والسِّحرُ المُبِينُ وَسَائِرُ البُهتَانِ والهَذَيَانِ هُوَ عَينُ قَولِ الله جَلَّ جَلاَلُهُ وَكَلاَمُهُ حَقًّا بلاَ نُكرَانِ هَذَا الذِي أدَّى إليهِ أصلُهُم وَعَلَيهِ قَامَ مُكَسَّحُ البُنيَانِ إذ أصلُهُم أنَّ الإِلهَ حَقِيقَةً عَينُ الوُجُودِ وَعَينُ ذِي الأكوَانِ فَكَلاَمُهَا وَصِفَاتُهَا هُوَ قَولُهُ وَصِفَاتُهُ مَا هَا هُنَا قَولاَنِ وَكَذَاكَ قُالُوا إنَّهُ الموصُوفُ بالضِّدَّينِ مِن قُبحٍ وَمِن إحسَانِ وَكَذَاكَ قَد وَصفُوهُ ايضاً بالكَمَالِ وَضِدِّهِ مِن سَائِرِ النُّقصَانِ هَذِي مَقَالاَتُ الطَّوَائِفِ كُلِّهَا حُمِلَت إليكَ رَخِيصَةَ الأثمَانِ وأظُنُّ لَو فَتَّشتَ كُتبَ النَّاسِ مَا ألفَيتَهَا أبداً بِذَا التِّبيَانِ زُفَّت إِلَيكَ فإن يَكُن لَكَ نَاظِرٌ أبصَرتَ ذَات الحُسنِ والإِحسَانِ فَاعطِف عَلَى الجَهمِيَّةِ المغلِ الألى خَرَقُوا سِيَاجَ العَقلِ والقُرآنِ شَرِّد بِهِم مَن خَلفَهُم واكسِرهُمُ بَل نَادِ فِي نَادِيهُمُ بأذَانِ أفسَدتُمُ المنقُولَ وَالمعقُولَ وال مَسمُوعَ مِن لُغَةٍ بِكُلِّ لِسَانِ أيَصِحُّ وَصفُ الشَّيءِ بالمشتَقِّ للمَسلُوبِ مَعنَاهُ لِذِي الأذهَانِ أيَصِحُّ صَبَّارٌ وَلاَ صَبرٌ لَهُ وَيَصِحُّ شَكَّارٌ بلاَ شُكرَانِ وَيَصِحُّ عَلاَّمٌ وَلاَ عِلمٌ لَهُ وَيَصَحُّ غَفَّارٌ بِلا غُفرانِ وَيُقَالُ هَذَا سَامِعٌ أو مُبصِرٌ وَالسَّمعُ والإِبصَارُ مَفقُودَانِ هَذا مُحالٌ في العقول وفي النُّقولِ وَفِي اللُّغَاتِ وَغيرُ ذِي إمكَانِ فَلَئِن زَعَمتُم أنَّهُ مُتَكَلِمٌ لَكِن بِقُولٍ قَامَ بِالإنسَانِ أو غَيرِه فَيُقالُ هَذَا باطِلٌ وَعَلَيكُمُ فِي ذَاكَ مَحذُورَانِ نَفيُ اشتِقَاقِ اللَّفظِ للموجُودِ مَعنَاهُ بِهِ وَثُبُوتُهُ للثَّانِي أعنِي الَّذِي مَا قَامَ مَعنَاهُ بِهِ قَلبُ الحَقَائِقِ أقبَحُ البُهتَانِ وَنَظِيرُ ذَا أخَوَانِ هَذَا مُبصِرٌ وَأخُوهُ مَعدَودٌ مِنَ العُميَانِ سَمَّيتُمُ الأعمَى بَصِيراً إذ أخُوهُ مُبصِرٌ وَبِعكسِهِ فِي الثَّانِي فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ ذَلِكَ ثَابِتٌ فِي فِعلِهِ كَالخَلقِ لِلأكوَانِ وَالفِعلُ لَيسَ بِقَائِمٍ بِإِلهِنَا إذ لاَ يَكُونُ مَحَلُ ذِي حِدثَانِ وَيَصِحُ أن يَشتَقُ مِنهُ خَالِقٌ فَكَذَلِكض المُتَكَلِّمُ الوَحدَانِ هُوَ فَاعِلٌ لِكَلاَمِهِ وَكِتَابِهِ لَيسَ الكَلاَمُ لَهُ بِوَصفِ مَعَانِ وَمُخَالِفُ المَعقُولِ وَالمَنقُولِ وَالفِطرَاتِ وَا والمَسمُوعِ لِلإِنسَانِ مَن قَالَ إنَّ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ وَصفٌ قَديمٌ أحرُفٌ ومَعَانِ وَالسِّينُ عَد البَاءِ لَيسَت بَعدَهَا لَكِن هُمَا حَرفَانِ مُقتَرِنَانِ أو قَالَ إنَّ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ مَعنَى قَدِيمٌ قَامَ بِالرَّحمَنِ مَا إن لَهُ كُل ولاَ بَعضُ وَلاَ العَرَبِيُّ حَقِيقَتُهُ وَلاَ العِبرَانِي وَالأمرُ عَينُ النَّهيِ وَاستِفهَامُهُ هُوَ عَينُ إخبَارٍ بِلاَ فُرقَانِ وَكَلاَمَهُ كَحَيَاتِهِ مَا ذَاكَ مَق دُوراً لَهُ بَل لاَزِم الرَّحمَنِ هذََا الذِي قَد خَالَفَ المَعقُولَ وَال مَنقُولِ والفِطرَاتِ للإِنسَانِ أمَّا الذِي قَد قَالَ إنَّ كَلاَمَهُ ذُو أحرُفٍ قَد رُتِبَت بَبيَانِ وَكَلاَمَهُ بِمَشِِيئَةٍ وَإِرَادَةٍ كَالفِعلِ مِنهُ كِلاَهُمَا سِيَّانِ فَهوَ الذِي قَد قَالَ قَولاً يَعلَمُ ال عُقَلاَءُ صِحَّتَهُ بِلاَ نُكرَانِ فَلاَيِّ شَيءٍ كَانَ مَا قَد قُلتُم أولَى وأَقرَبَ مِنهُ لِلبُرهَانِ ابن قيم الجوزيه
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#13117 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() وَهُمُ فَقَالُوا لَم يَقُم باللهِ لاَ
فِعلٌ وَلاَ قَولٌ فَتَعطِيلاَنِ لفِعَالِهِ وَمَقَالِهِ شَرٌّ وأب طَلُ مِن حُلُولِ حَوَادِثِ بِبَيانِ تَعطِيلُهُ عَن فِعلِهِ وَكَلاَمِهِ شَرٌّ مِنَ التشنِيعِ بِالهَذَيَانِ هَذِي مَقَالاتُ ابنِ كرَّامٍ وَمَا رَدُّوا عَلَيهِ قَطُّ بالبرهَانِ أنَّى وَمَا قَد قَالَ أقرَبُ مِنهُمُ لِلعَقلِ وَالآثَارِ والقُرآنِ لَكِنَّهُم جَاؤُوا لَهُُ بِجَعَاجِعٍ وَفَرَاقِعٍ وَقَعَاقِعٍ بِشِنَانِ وَالآخَرُونَ أولُوا الحَدِيثِ كأحمَدٍ ومُحَمَّدٍ وأئمةِ الإِيمَانِ قَالُوا بِأنَّ اللهَ حَقًّا لَم يَزَل مُتَكَلِّماً بِمَشِيئَةٍ وَبَيَانِ إنَّ الكَلاَمَ هُوَ الكَمَالُ فَكَيفَ يَخ لُو عَنهُ فِي أزلٍ بِلاَ إمكَانِ وَيَصِيرُ فِيمَا لَم يَزَل مُتَكَلِّماً مَاذَا اقتَضَاهُ لَهُ مِنَ الإِمكَانِ وَتَعَاقُبُ الكَلِمَاتِ أمرٌ ثَابِتٌ لِلذَّاتِ مِثلَ تَعَاقُبِ الأزمَانِ واللهُ رَبُّ العرشِ قَالَ حَقِيقَةً حضم مَع طَهَ بِغَيرِ قِرَانِ بَل أحرُفٌ مترتِّبَاتٌ مِثلَمَا قَد رُتِّبت في مَسمَعِ الإِنسَانِ وَقتَانِ في وَقتٍ مُحَالٌ هَكَذَا حَرفَانِ أيضاً يُوجَدَا في آنِ مِن وَاحِدٍ مُتَكَلِّمٍ بَل يُوجَدَا بالرَّسمِ أو بَتَكَلُّمِ الرجُلاَنِ هذَا هُوَ المعقُولُ أمَّا الإِقترَا نُ فَلَيسَ مَعقُولاً لِذِي الأذهَانِ وَكَذَا كَلاَمٌ مِن سِوَى مُتَكَلِّمٍ أيضاً مُحَالٌ لَيسَ في إمكَانِ إلاَّ لِمَن قَامَ الكَلاَمُ بِهِ فَذَا كَ كَلاَمُهُ المعقُولُ فِي الأذهَانِ أيكونُ حَيًّا سَامِعاً أو مُبصِراً مِن غَيرِ مَا سَمعٍ وَغَيرِ عِيَانِ وَالسَّمعُ والإِبصَارُ قَامَ بِغَيرِهِ هَذَا* المُحَالُ وَوَاضِحُ البُهتَانِ وَكَذا مُريدٌ وَالإِرَادَةُ لَم تَكُن وَصفاً لَهُ هَذَا مِنَ الهَذَيَانِ وَكَذَا قَدِيرٌ مَالَهُ مِن قَدرَةٍ قَامَت بِهِ أوضَحِ البُطلاَنِ واللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ مُتَكَلِّمٌ بِالنَّقلِ وَالمَعقُولِ والبُرهَانِ قَد أجمعَت رُسلُ الإِلَهِ عَلَيهِ لَم يُنكِرهُ مِن أتبَاعِهِم رَجُلاَنِ فَكَلاَمُهُ حَقًّا يَقُومُ بِهِ وإلاَّ لَم يَكُن مُتَكَلِّماً بِقُرآنِ واللهُ قَالَ وَقَائلٌ وَكَذَا يَقُولُ الحَقَّ لَيسَ كَلاَمُهُ بِالفَاني وَيُكَلِّمُ الثقلَينِ يَومَ مَعَادِهِم حَقًّا فَيَسمَعُ قَولَهُ الثَّقَلاَنِ وَكَذَا يكلِّمُ حِزبَهُ في جَنَّةِ ال حَيَوَانِ بِالتَّسلِيمِ والرِّضوَانِ وَكَذَا يُكَلِّمُ رُسلَهُ يَومَ اللِّقَا حَقًّا فَيَسالُهُم عَنِ التِّبيَانِ وَيُراجِعُ التَّكلِيمَ جَلَّ جَلاَلُه وَقتَ الجِدَالِ لَهُ مِنَ الإِنسَانِ ابن قيم الجوزيه
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#13118 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() والشَّطرُ مَخلُوقٌ وَتِلكَ حُرُوفُهُ
نَاسُوتُهُ لَكِن هُمَا غَيرَانِ فَانظُر إِلَى ذَا الإِتِّفَاقِ فَإِنَّهُ عَجَبٌ وَطَالِع سُنَّةَ الرَّحمنِ وتَكَايَسَت أخرَى وقَالَت إنَّ ذَا قَولٌ مُحَالٌ وَهوَ خَمسُ مَعَانِ تِلكَ التي ذُكِرَت ومَعنى جَامِعٌ لِجَمِيعِهَا كالأسِّ للبُنيَانِ فَيَكُونُ أنواعاً وعِندَ نَظِيرِهِم أوصَافُهُ وهُمَا فمُتَّفِقَانِ إنَّ الذِي جَاءَ الرسُولُ بِهِ لَمَخلُوقٌ وَلَم يُسمَع مِنَ الدَّيانِ والخُلفُ بَينَهُمُ فقيل مُحَمَّدٌ أنشَاهُ تَعبِيراً عَنِ القُرآنِ والآخرُونَ أبَوا وَقَالُوا إنَّمَا جِبرِيلُ أنشَاهُ عَنِ المنَّانِ وتكَايَسَت أخرَى وَقَالَت إنَّهُ نَقلٌ مِنَ اللَّوحِ الرَّفِيعِ الشَّانِ فاللَّوحُ مَبدَؤهُ وربُّ اللَّوحِ قَد أنشَاهُ خَلقاً فِيه ذَا حِدثَانِ هَذِي مقَالاَتٌ لُهُم فانظر تَرَى فِي كُتبِهِم يَا مَن لَهُ عَينَانِ لَكِنَّ أهلََ الحَقِّ قَالُوا إنَّمَا جِبرِيلُ بلَّغَهُ عَنِ الرَّحمَنِ ألقَاهُ مَسمُوعاً لَهُ مِن رَبِّهِ للصَّادِقِ المَصدُوقِ بالبُرهَانِ وَإِذَا أرَدتَ مَجَامِعَ الطُّرقِ الَّتِي فِيهَا افتِرَاقُ النَّاسِ فِي القُرآنِ فمَدارُهَا أصلاَنِ قَامَ عَلَيهِمَا هَذَا الخِلافُ هُمَا رُكنَانِ هَل قولُهُ بمشِيئَةٍ أم لاَ وَهَل في ذَاتِهِ أم خَارِجٌ هَذَانِ أصلُ اختِلاَفِ جَمِيعِ أهلِ الأرضِ في ال قُرآنِ فَاطلُب مُقتضَى البُرهَانِ ثُمَّ الألَى قَالُوا بِغيرِ مَشِيئَةٍ وَإِرَادَةٍ مِنهُ فَطَائِفَتَانِ إحدَاهُمَا جَعَلَتهُ مَعنًى قَائِماً بالنَّفسِ أو قَالُوا بِخَمسِ مَعَانِ وَاللهُ أحدَثَ هَذِهِ الألفَاظَ كَي تُبدِيهِ مَعقُولاً إِلَى الأذهَانِ وَكَذَاكَ قَالُوا إنَّهَا لَيسَت هيَ ال قُرآنَ بَل مَخلُوقَةٌ دَلَّت عَلى القرآنِ ولربَّما سُمِّى بِهَا القُرآنُ تَس مِيَةَ المَجَازِ وذَاكَ وَضعٌ ثَانِ وَكَذلِكَ اختَلَفُوا فقِيلَ حِكَايَةٌ عَنهُ وقِيلَ عِبَارَةٌ لِبَيَانِ إذ كَانَ مَا يُحكَى كَمَحكِّيٍّ وَهَذَا اللَّفظُ والمعنَى فمختَلِفَانِ ولذَا يُقَالُ حَكَى الحَدِيثَ بعَينِهِ إذ كَانَ أولُهُ نَظِيرَ الثَّاني فَلِذَاكَ قَالُوا لاَ نَقُولُ حِكَايَةٌ وَنَقُولُ ذَاكَ عِبَارَةُ الفُرقَانِ والآخَرُونَ يَرَونَ هَذَا البَحثَ لَفظِيًّا ومَا فِيهِ كَبِيرُ مَعَانِ وَالفِرقَةُ الأخرَى فَقَالَت إنَّهُ لَفظٌ وَمَعنًى لَيسَ ينفَصِلاَنِ واللَّفظُ كالمعنَى قَدِيمٌ قَائِمٌ بالنَّفسِ لَيسَ بقَابِلِ الحِدثَانِ ابن قيم الجوزيه
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#13119 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() مِن أرضِ طَيبَةَ مِن مُهَاجَرِ أحمَدٍ
بالحقِّ والبُرهَانِ والتِّبيَانِ سافرتُ في طَلَبِ الإِلَهِ فَدَلَّني ال الهَادِي عَلَيهِ ومُحكَمُ القُرآنِ مَع فِطرَةِ الرَّحمَنِ جَلَّ جَلاَلُهُ وَصَرِيحِ عَقلي فَاعتَلَى بِبَيَانِ فَتَوَافَقَ الوَحيُ الصَّرِيحُ وَفِطرَةُ الرَّحمنِ والمعقُولُ في إيمَانِ شَهِدُوا بأنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ مُتَفَرِّدٌ بِالمُلكِ والسُّلطَانِ وَهُوَ الإِلَهُ الحَقُّ لاَ مَعبُودَ إلاَّ وَجهُهُ الأعلَى العَظِيمُ الشَّانِ بَل كُلُّ مَعبُودٍ سِوَاهُ فَبَاطِلٌ مِن عَرشِهِ حَتَّى الحَضِيض الدَّاني وَعِبَادَةُ الرِّحمنِ غَايَةُ حُبِّهِ مَع ذُلِّ عَابِدِهِ هُمَا قُطبَانِ وَعَلَيهِمَا فَلَكُ العِبَادَةِ دَائِرٌ مَا دَارَ حَتَّى قَامَتِ القُطبَانِ ومَدَارُهُ بالأمرِ أمرِ رسُولِهِ لاَ بِالهَوَى والنَّفسِ والشَّيطَانِ فَقِيَامُ دِينِ اللهِ بالإخلاَصِ وَال إحسَانِ إنَّهُمَا لَهُ أصلاَنِ لَم يَنجُ مِن غَضَبِ الإِلَهِ وَنَارِهِ إلاَّ الَّذِي قَامَت بِهِ الأصلاَنِ وَالنَّاسُ بَعدُ فَمُشرِكٌ بإلهِهِ أو ذُو ابتِدَاعِ أو لَهُ الوَصفَانِ واللهُ لا يَرضَى بِكَثرَةِ فِعلِنَا لَكِن بِأحسَنِهِ مَعَ الإِيمَانِ فالعَارِفُون مُرادُهُم إحسَانُهُ والجَاهِلُونَ عَمُوا عَنِ الإِحسَانِ وَكَذَاكَ قَد شَهِدُوا بأنَّ اللهَ ذُو سَمعٍ وَذُو بَصَرٍ هُمَا صِفَتَانِ وَهُوَ العلَيُّ يَرَى وَيسمَعُ خَلقَهُ مِن فَوقِ عَرشٍ فَوقَ سِتِّ ثَمَانِ فَيَرى دَبِيبَ النَّملِ في غَسَقِ الدُّجَى وَيَرَى كَذَاكَ تَقَلُّبَ الأجفَانِ وَضَجَيجُ أصوَاتِ العِبَادِ بِسَمعِهِ وَلَدَيهِ لاَ تَتشَابَهُ الصَّوتَانِ وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا يُوَسوِسُ عَبدُهُ فِي نَفسِهِ مِن غَيرِ نُطقِ لِسَانِ بَل يَستَوِي في عِلمِه الدَّانِي مَعَ ال قَاضِي وَذُو الإِسرَارِ والإِعلاَنِ وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا يَكُونُ غَداً وَمَا قَد كَانَ وَالمعلُومُ فِي ذَا الآنِ وَبِكُلِّ شَيءٍ لَم يَكُن لَو كَان كَيفَ يَكُونُ موجُوداً لذِي الأعيَانِ وَهُوَ القدِيرُ فَكُلُّ شَيءٍ فَهوَ مَقدُورٌ لَهُ طَوعاً بِلاَ عِصيَانِ وَعُمُومُ قُدرَتِهِ تَدُلُّ بِأنَّهُ هُوَ خَالِقُ الأفعَالِ للحَيَوَانِ هِيَ خَلقُهُ حَقًّا وأفعَالٌ لَهُم حَقًّا وَلاَ يَتنَاقَضُ الأمرَانِ لَكنَّ أهلَ الجَبرِ والتَّكذِيبِ بِال أَقدَارِ مَا انفَتَحَت لهُم عَينَانِ نَظَرُوا بِعَينَي أعوَرٍ إذ فَاتَهُم نَظَرُ البَصِيرِ وَغَارَتِ العَينَانِ فَحَقِيقَةُ القَدَرِ الَّذِي حَارَ الوَرَى في شَأنِهِ هوَ قُدرَةُ الرَّحمنِ ابن قيم الجوزيه من نونيه ابن القيم
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#13120 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() في التِّرمِذِيِّ وَمُسنَدٍ وَسِوَاهُمَا
مِن كُتبِ تَجسِيمٍ بِلاَ كِتمَانِ وَوَصَفتَهُ بِصِفَاتِ حَيٍّ فَاعِلٍ بالإختِيَار وذَانِكَ الأصلاَنِ أصلُ التَّفَرُّقِ بَينَ هَذَا الخَلقِ فِي ال بَارِي فَكُن فِي النَّفي غَيرَ جَبَانِ أو لاَ فَلاَ تَلعَب بِدِينِكَ نَاقِضاً نَفياً بإثبَاتٍ بِلاَ فُرقَانِ فَالنَّاسُ بَينَ مُعَطِّلٍ أو مُثبتٍ أو ثَالِثٍ مُتنَاقِضٍ صَنعَانِ وَاللهِ لَستَ بِرَابعٍ لَهُمُ بَلَى إمَّا حِمَاراً أو مِنَ الثِّيرَانِ فَاسمَح بإنكَار الجَمِيعِ وَلاَ تَكُن مُتَنَاقِضاً رَجُلاَ لَهُ وَجهَانِ أو لاَ فَفرِّق بَينَ مَا أثبتَّهُ وَنَفَيتَهُ بِالنَّصِّ والبُرهَانِ فَالبَابُ بَابٌ وَاحِدٌ في النَّفي وال إثبَاتِ في عَقلٍ وَفي مِيزَانِ فَمَتَى أقرَّ بِبعضِ ذَلِكَ مثبِتٌ لَزِمَ الجَمِيعَ أو ائتِ بالفُرقَانِ وَمَتَى نَفَى شَيئاً واثبتَ مِثلَهُ فمجسِّمٌ مُتَنَاقِضٌ دَيصَانِ فذَرُوا المِرَاءَ وَصَرِّحُوا بمذَاهِبِ ال قُدَمَاءِ وانسَلِخُوا مِنَ الإِيمَانِ أو قَاتِلُوا مَع إيمَّةِ التَّجسِيم والتَّشَبِيهِ تحتَ لِوَاءِ ذِي القرآنِ أو لاَ فَلاَ تَتَلاَعَبُوا بِعُقُولِكُم وَكِتَابِكُم وَبِسَائِرِ الأديَانِ فَجَمِيعُهَا قَد صَرَّحَت بِصِفَاتِهِ وَكَلاَمِهِ وعُلُوِّهِ بِبَيَانِ وَالنَّاسُ بَينَ مصَدِّقٍ أو جَاحِدٍ أو بَينض ذَلِكَ أو شَبِيهُ أتَانِ فَاصنَع مِنَ التَّنزِيه تُرساً مُحكَماً وَانفِ الجَمِيعَ بِصَنعَةٍ وَبَيَانِ وَكَذَاكَ لَقِّب مَذهَبَ الإِثبَاتِ بِالتَّ جسِيمِ ثُمَّ احمِل عَلَى الأقرَانِ فَمَتَى سَمَحتَ لَهُم بِوَصفٍ وَاحِدٍ حَمَلُوا عَلَيكَ بِحَملَةِ الفُرسَانِ فَصُرِعت صِرعَةَ مَن غَدَا متلَبِّطاً وَسَطَ العَرِينِ مُمزَّقَ اللُّحمَانِ فَلِذَاك أنكَرنَا الجَمِيعَ مَخَافَةَ التَّ جسِيمِ إن ضِرنَا إلى القُرآنِ وَلِذَا خَلَعنَا رِبقَةَ الأديَانِ مِن أعنَاقِنَا فِي سَالِفِ الأزمَانِ وَلَنَا مُلُوكٌ قَاوَمُوا الرُّسلَ الألَى جَاؤُوا بإثبَاتِ الصِّفَاتِ كَمَانِ في آلِ فِرعَونٍ وَقَارُونَ وَهَا مَان ونُمرُودٍ وَجِنكِسخَانِ وَلَنَا الأئمَّةُ كالفَلاَسِفَةِ الألَى لَم يَعبَؤُوا أصلاً بِذِي الأديَانِ مِنهُم أرسطُوا ثُمَّ شِيعَتُهُ إلَى هَذَا الأوَانِ وعِندَ كُلِّ أوَانِ مَا فِيهُمُ مَن قَالَ إنَّ الله فَوقَ العرشِ خَارِجَ هَذِهِ الأكوَانِ كلاَّ وَلاَ قَالُوا بِأنَّ إلهَنَا مُتَكَلِّمٌ بالوَحيِ والقُرآنِ وَلأجلِ هَذَا رَدَّ فِرعَون عَلَى مُوسَى وَلَم يقدِر عَلَى الإِيمَانِ إذ قالَ مُوسَى رَبُّنَا مُتَكَلِّمٌ فَوقَ السَّمَاءِ وَإنَّهُ نَادَانَي ابن قيم الجوزيه
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
طريقة تحضير طاجين الفسيخ الفلسطيني | شمرانية الروح | المطبخ والغذاء الصحي | 7 | 05-28-2021 07:34 PM |
الشاعر محمد ابو شراره الشمراني يشارك في فعاليات شرفة الشعر بأكادمية الشعر العربي | أبو شريح الشمراني | منتدى الشاعر محمد ابوشرارة الشمراني | 1 | 02-10-2021 05:24 PM |
مالا تعرفه عن صلاة الجنازة ومايتعلق بها ( معلومات غائبة عن الكثير ) | ساكتون | المنتدي الاسلامي | 7 | 04-07-2012 04:45 PM |
قـصــة زواج الـسيد بـيـبـسي والـسـيدة مـيرنـدا بالصور | خوفو | الضحك والفرفشة | 0 | 08-26-2010 06:05 PM |
نرجع لموضوع (((الشيعة))) وفي هذا اليوم نقدم لكم ~-{المتعة ومايتعلق بها}-~ | كركر | المنتدي الاسلامي | 4 | 02-09-2008 08:17 AM |