هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إذا استشرتَ امرأ فاسبر له أبداً
ثلاثة كملَت فيه معانيها

رأيٌ وثيقٌ وإخلاصٌ ومعرفةٌ
بجُلِّ أحوالكَ اللاّتي تقاسيها


......

الناسُ أكثرهم إذا فتشتهم
بُعداءُ عن سننِ التقيةِ والهُدَى

فاحذرهُم ما استطعتَ إن وارءَهم
شراً أحَدَّ من الأسنةِ والمُدى

وإذا سلمتَ على امرئ فاشكر له
ما كفَّ عنكَ من الأذى فهو الندى


......

يقولون أسباب الحياة كثيرة
فقلت وأسباب المنون كثير

وما هذه الأيام إلا مصائد
وأشراك مكروه لنا وغرور

يُسار بنا في كل يوم وليلة
فكم ذا إلى ما لا نريد نسير

وما الدهر إلا فرحة ثم قرحة
وما الناس إلا مطلق وأسير


الشريف المرتضى

تَفَاءَلَ كُلُّ لَيْلٍ سَوْفَ يَغْدُو
صَبَاحاً وَالَّذِي فَلَقَ الصَّبَاحَا

لِفَأْلِكَ فِي مَدَاكَ رَفِيْفُ رُوْحٍ
فَصُغْ مِنْهَا فَضَاءَك وَالجَنَاحَا!

وَمَا كَالفَأْل كَمْ أَحْيَا قُلُوْباً
وَكَمْ دَاوَى بِبَلْسَمِهِ الجِرَاحَا

‎
......

إلَهِي لَسْتُ لِلفِردَوسِ أهْلًا
ولَا أقْوَى عَلَى نَارِ الجَحِيمِ

فَهَبْ لِي تَوبَةً واغفِر ذُنُوبِي
فَإنَّكَ غَافِرُ الذَّنبِ العَظِيمِ


أبو نواس

وَلَقَد تضِيقُ على الفَتى الدُّنيا وَمَا
مِن كاشِفٍ لِلضُّرِّ إِلَّا اللهُ

كَمْ عائِلٍ أَغْناهُ كَم مِن خائِفٍ
آواهُ كَم مِن سائِلٍ أعطَاهُ

فإذا سَأَلْتَ اسْأَلْ إلَهَكَ إِنَّهُ
سُبْحَانَهُ مَبْسُوطَتَانِ يَدَاهُ


......

أبليتني بالعشق ثم تركتني
وأذقتني حلو الهوي فقتلتني

ووهبتني قلبآ يفيض تعطفآ
بضعآ من الأيام ثم قهرتني

تقسو علي ولست أعلم غلطتي
أو غلطتي إنى بذلى انحنى

إنى رميت القلب صبآ مذ عنا
بل خاضعآ يرجو الرضى لا ينثني

وحفرت فى الأحشاء حرفك غائرآ
وجعلت حرفك فى الصبابه موطني

قتلتني أتلفت عمرآ؛أن بقي
وبمهمة النسيان ثم قبرتني

أدعو عليك دعاء كل متيم
يبليك ربى مثلمآ أبليتنى


......

تَعَرَّضتِ لي حَتّى إِذا ما اِستَبَيتِني
رَأَيتُكِ تَختالينَ في صورَةِ البَدرِ

صَدَدتِ فَما هَنَّأتِني مِنكِ نَظرَةً
إِلَيكِ وَوارَتكِ الوَلائِدُ بِالسَترِ

فَإِن لَم تَرَي عَينَيَّ أَهلاً لِنَظرَةٍ
إِلَيكِ وَلَم تَستَمسِكي بِعُرى الأَمرِ

فَكَم قَد بَكَت عَيني عَلَيكِ وَعالَجَت
مُقاساةَ طولِ الليلِ بِالسُهدِ وَالذِكرِ

وَما تَشتَفي عَينايَ مِن دائِمِ البُكا
عَلَيكِ وَلو أَنّي بَكَيتُ إِلى الحَشرِ

......

‏لمست غبار البيت ثم شممتهُ
فما زال من ريح الأحبَّة زاكيا

وقلت يا دار جئتك عاتبًا
فقد سافر الاحبابُ دون وداعيا

إلى أين سارُوا واللَّيالي مطِيرة
إلى أين فرُّوا حاملين فؤادِيا

فيا ليتني طير يَفر مغربا
ولكن سيف البعد قص جناحيا

فهل تشرب الأيام نبع مدامعي
فيرجع أحبابي ويصفو زمانيا

......

‏أيا بعيدًا وَقَد قُرِّبت مِن قلبي
والناسُ تأكُلني عَدَلًا وإيلامًا

قالوُا جُنِنتِ إذا أحبَبتِ مُبتعِدًا
أُجِيبُ أعشَقهُ لو كانَ أوهامًا

أحيَا بقُرِبكَ يَامن لَستُ ألمِسُه
إلا بِحُلمٍ وقد أبليتُ أحلامًا

أنا وأنت مَتى الأيامُ تَجمعُنا
إنّي كبرتُ بهذا البُعد أعوامًا

......