هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لكَ الحمدُ يا مستوجبَ الحمدِ دائمًا
‏على كل حالٍ حمدَ فانٍ لدائمِ

‏وسبحانكَ اللهمَّ تسبيحَ شاكرٍ
‏لمعروفكَ المعروفِ يا ذا المراحمِ

‏فكم لكَ منْ سترٍ على كلِّ خاطىءٍ
‏وكمْ لكَ منْ برٍ على كلِّ ظالمِ

‏وجودكَ موجودٌ وفضلكَ فائضٌ
‏وأنتَ الذي ترجى لكشفِ العظائمِ

......

قَلبَ الزمانُ سوادَ رأسِكَ أبيضا
ونَعاكَ جِسمُكَ رِقةً وتقبُّضا

نَل أَيَّ شيءٍ شِئتَ مِن نوعِ المُنى
فكأنّ شيئًا لَم تنلهُ إذا انقضى

وإذا أتى شيءٌ أتى لِمُضيِّهِ
وكأنّهُ لَم يَأتِ قَطُّ إذا مَضى

نَبغي مِنَ الدُنيا الغِنى فَيزيدُنا
فقرًا ونطلُبُ أن نَصِحَّ فنمرضا

لَن يَصدُقَ اللَهَ المحبَّةَ عَبدُهُ
إلّا أَحَبَّ لَهُ ومِنهُ وأبغضا

والنفسُ في طلبِ الخَلاصِ ومالَها
مِن مَخلصٍ حتى تصيرَ إلى الرِضى

......

إنِّي لأفرحُ بالصَّديقِ إذا سأَلْ
ويُسَرُّ قلبي إنْ تواصَلَ أو وصَلْ

وأظَلُّ أذكرُ رائِعاتِ حرُوفِهِ
مهمَا تباعَدْنا وطالَ بِنا الأجَلْ

هَذِي أحادِيثُ المَودّةِ بينَنا
ويَخُونُنِي التعبيرُ فِي باقِي الجُمَلْ

فإذا ابتعدْتُ فسامِحُوني إخوَتي
إنِّي مُعَرَّضُ للمشاغلِ والزَّلَلْ

فاذكرُونِي بالدُّعاءِ فحبُّكمْ
أودعتُهُ بينَ الحنَايا وفِي المُقلْ

......

أُحبُّ الصّافناتُ من الجِيادِ
وبِكرُ الخيل يهواها فؤادي

وأدهمُ عادياً كالريح يجري
يكِرُّ مُشتِّتاً جمع الأعادي

خيولٌ سابحات على الرّمال
يُثرن غباره مثل الرّمادِ

متى يُرخىٰ الزّمامُ لها تطيرُ
فتقطع واديا من بعدِ وادي

وأبجرَ داهمٌ يطوي الفيافي
رفيقٌ بالوغىٰ حينَ الجِهادِ

رفيقٌ لا يَحيدُ عن الوفاءِ
فليس هناك أوفىٰ من جواد

......

لما ابتسمتِ تساقطت أحزاني
وعرفت بعد التيه أين مكاني

فلتخبريني يا نهاية أدمعي
كيف انتصرت على الأسى بثوانِ؟

وهدمت أسوار الدموع ببسمةٍ
وبنيت أفراحاً بغير مباني

......

ها قَد مضى لَيلِي بغَيرِ عُيونِهِ
وبدأتُ أعتَادُ الحياةَ بِدونِهِ

لا شيءَ يبقَى والمشاعِرُ تنتهي
يفنَى الزمانُ بعقلِهِ وجُنُونِهِ

وأنا وأنتَ حِكايةٌ مكتُوبةٌ
طُويَتْ كطَيِّ العُمرُ في كِتمَانِهِ

أنا لا ألومُكَ لا ألومُ مشاعِري
مَنَ ذَا يلُومُ القلبَ في خفَقانِهِ

......

هَل لِلعُرُوبَةِ مِن ذِي قَارَ أنشُدُهَا
أم لِلعُرُوبَةِ فِي شِيبَانِ أيامُ

عَاثَ المَجُوسُ بِلَاداً كُنتُ أسكُنُهَا
وَأثخَنُوهَا جِرَاحَاتٌ وَآلَامُ

يَا مَجمَعَ العُربِ لَن أنشُد مُرُوءَتَكُمْ
فَمَا تَخَطَّت لَكَ لِلمَجدِ أقدَامُ

مَاتَ المُثَنَّى وَمَا فِي العُربِ مُعتَصِمٌ
وَلَا المُرُوءَةُ قَد أبدَاهَا إسلَامُ

لَنْ يَبلُغَ المَجدَ إلَّا مَن بِهِ أنَفٌ
وَلَيسَ تَسمُو إلَى العَليَاءِ أقزَامُ

......

ولو أخّرتْ رجلي خطاها قطعتُها
وألقيتُ في كفِّ الرياحِ قيادي

فلا مُهجتي منّي إذا راعَها الشّقا
ولا الرأسُ منّي إنْ حنَتْه عوادي

ولا الروحُ مني إن تباكت وإن شكا
فؤادي أساهُ فهو ليسَ فؤادي

......

‏ليس القريبُ قريبَ العِرقِ و النَّسَبِ
بل من يَعودُكَ في شِدٍّ و في تعَبِ

لا يخدَعنَّك بعضُ النَّاسِ معدنُهم
فالكلّ في اليُسر فيهم لمعةُ الذَّهَبِ

......

قل للصباح وقد تبسم للوجودْ
أهلاً بمن يهدي الجمال بلا حدودْ

أهلاً به روحاً تطوفُ بيأسنا
فيصيرُ منها اليأسُ روضاً من ورودْ

......