هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا مَن ببُعدِكَ قد سلبتَ مشاعري
وحنونُ طيفكَ لا يغيبُ ويرحلُ

فالعينُ حنّت أنْ تراكَ أمامَها
والدّمعُ من حرِّ الصبابةِ مسبلُ

والروحُ من بعدِ الفراقِ عليلةٌ
والقلبُ في جبرِ اللقاءِ مُؤمّل

طالَ الغيابُ وما لوصلِكَ حيلةٌ
فمتى بربّكَ بالسعادةِ تُقبلُ

....

حسبي بأنك إن أردت تكلُّما
أسكتُ صرخات العتابِ لأسمعك

أبقيك في عيني كأنك واقف
في طرفها حتى أخافُ لأدمعك

وإذا سقطت مع الدموع فإنني
والقلبُ بُعثرنا سُدىً كي نجمعك

أخضعتني للحب ثم تركتني
من ذا الذي فرض الغياب وأخضعك

لازلتُ أبكي مُذ رحلت كأنما
في كل ثانيةٍ بكائي ودعك

....

يا نائمَ الليلِ رُوحي فيكَ ساهرةٌ
فقل متى يلتقي باللهِ طَيفانا

لوِ الرؤى تَطرُقُ اليقظانَ ما دمعَتْ
عيني ولا بِتُّ أَرْعى النجمَ حيرانا

طال الغيابُ ولا وعدٌ تجودُ بهِ
راضٍ أنا لو بوعدِ الوصلِ بُهتانا

ليت المسافاتِ تُطوَى في جوانحِنا
طيَّ الصحائفِ حتى نلتقي الآنا


....

لمّا قرأتك في فؤادي لم أجد
إلا حروفَك انت في أعماقي

ورجعت أقرأ ما تضمّ دفاتري
فإذا بروحك أنت في أوراقي

وقرأت ليلي والنجومَ فلم أجد
إلا رُؤياك تَلُوح في آفاقي

حتى الصباحُ قرأت كلَّ حروفه
فوجدت وجهَك منه في الإشراقِ

....

أسولف للمطر عنك
وجمري ما يدفيني

أشمك مع هبوب الريح
بخيلة الذكرى تعطيني

تدري بي أحبك موت
أشوفك لا غفت عيني

أمسح كبدي إلتاعت
أنا وقتي معنيني

هلا بك حاظر وغايب
ان شفتك طاب مافيني

....

أحيّا بقُرِبكَ يَامن لَستُ المِسُه
إلا بِحُلمٍ وقد أبليتُ أحلاما

أنا وأنت مَتى الأيامُ تَجمعُنا
إني كَبْرتُ بهذا البُعدِ أعوَاما

....

ماذا جرى ما ذا تغيّرَ بيننا
ما عادَ يجمعُنا الشعورُ الأولُ

حَدّثْتُ نفسي بالبِعادِ وكُلّما
قرّرتُ لاحَ تردُّدي وسَأَفعَلُ

فالبُعدُ في هذي الحياةِ عَلى الَّذي
نَلقاهُ مِن عَيْشِ التكلُّفِ أجمَل

ماتَ الذي قَد كانَ يومًا بيننا
فلنتّفِقْ أنّ التفرُّقَ أفضلُ

....

تَعبتُ أقودُ أفراحِيْ وتأبَى
وينساقُ الأسى دأبًا ونَدبَا

وَفي عَقلي تكاثَفتِ الرَّزايا
وقلبي يصحَبُ الأيّامَ غَصبَا

أرَى جَزَعًا يُحاولُني وإنّي
أبَيتُ ففاضتِ الخَلَجاتُ خَطبَا

....

تسليت عن ذكر الحبيب بغيره
وملت إليه بالمودة والذكر

فما زادني إلا اشتياقاً وحرقةً
إليه ولم أملك سلوي ولا صبري

وما الحب إلا فرحة أن نكلتها
بأخرى قرنت الضرب منك إلى الضر

فلا تطف نار الحب بالحب طالباً
سلواً فإن الجمر يسعر بالجمر

....

يا من إذا صد لم أظهر له جزعاً
لا تحسبني على الهجران ذا جلد

ما يمنع الدمع أن تجري غواربه
إلا شماتة من قد كان ذا حسد

فيض الدموع وإن تمت بوادرها
أشفى لمن عالج البلوى من الكمد

....