هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

خُذْ مِن زَمانِكَ ما أعْطاكَ مُغْتِنَماً
وَأنتَ ناهٍ لِهذا الدَّهرِ آمِرُهُ

فَالعُمْرُ كَالكَأسِ تُسْتَحْلى أوائِلُهُ
لكِنَّهُ رُبَّما مُجَّتْ أواخِرُهُ

وَاجْسُرْ عَلى فُرَصِ اللَّذاتِ مُحْتَقِراً
عَظِيمَ ذَنْبِكَ إنَّ اللَّه غافِرُهُ


بن النبيه

مُهَفْهَفُ القَدَّ يَنْدى جِسْمُهُ تَرَفاً
مُخَصَّرُ الخَصْرِ عَبْلُ الرَّدْفِ وَافِرُهُ

تَعَلَّمَت بانَةُ الوادي شَمائِلَهُ
وَزَوَّرَتْ سِحْرَ عَيْنَيْهِ جَإِذْرُهُ

كَأَنَّهُ بِسَوَادِ الَّليْلِ مُكْتَحِلٌ
أو رُكَّبَتْ فَوْقَ صُدْغَيهِ مَحاجِرُهُ

نَبِيُّ حُسْنٍ أَظَلَّتْه ذُؤَابَتُهُ
وَقامَ فِي فَتْرَةِ الأجْفانِ ناظِرُهُ

فَلَوْ رَأَتْ مُقْلَتا هَاروتَ آيتَه الكُبرى
لآمَنَ َبْعَد الكُفْرِ ساحِرُهُ

قامَتْ أَدِلَّةُ صُدْغَيهِ لَعاشِقِهِ
عَلى عَذولٍ أتى فِيهِ يُناظِرُهُ


بن النبيه

باكِرْ صَبوحَكَ أَهْنَى العَيْشِ باكِرُهُ
فَقَدْ تَرَنَّمَ فَوْقَ الأيْكِ طَائِرُهُ

وَالَّليلُ تَجري الدّراري فِي مَجَرَّتِه
كَالرَّوضِ تَطْفُو عَلى نَهْرٍ أزاهِرُهُ

وَكَوْكَبُ الصُّبحِ نَجَّابٌ عَلى يَدِهِ
مُخَلَّقٌ تَمْلأ الدُّنيا بَشائِرُهُ


بن النبيه

كُنتُ في رُكن من الأَرضِ
على مِقدار فَهمي

مُفرداً فيه مُخَلّىً
فارغاً من كل خَصم

فدعَوا بي ثم قالوا
علمٌ في كل عِلم

عَرَّضوني لِلبَلايا
أَتَلَقّى كلَّ سَهم

يالقومي أَتبعوا في
قَصدهم روحي وَجِسمي


ابن جرج

ايها الفاضل الذي قد هداني
نَحوَ مَن حمدتُه باختباري

شَكر اللَهُ ما أَتيتَ وجازاكَ
ولا زلتَ نجمَ هدى لساري

أيّ برق أفاد أي غمام
وَصباح أدّى لِضوءِ نهار

وإِذا ما غدا النَسيمُ دَليلي
لم يُحِلني إلّا على الأَزهار


ابن جرج

لنا جَليسٌ باردٌ مُعجَبٌ
أَبعده اللَه وأمثاله

إذا احتَبى في مَجلسٍ تائهاً
أخرج مثلَ الأَرضِ أثقالَه

وَيَدَّعي في نَسب المُصطَفى
وفِعلُه يَكذب ما قالَه

يارَبِّ لاتَقضِ اتِّصالي به
يوماً وقطِّع منه أوصالَه


الموفق

هذا الجَليس الذي بُليتُ به
أقسَم ألّا يُفارِقَ الصَلَفا

في كُل عِلمٍ يَخوض مُدَّعياً
وهو جهولٌ بكُل ما عُرِفا

أوضعُ خلق الإله كلِّهمُ
وَيدّعى أنه من الشُرَفا

الموتُ منه ومن ثَقالته
أماتَه اللَه عاجلاً وكَفى


الموفق

ابنُ الجغانيّ غدا عِندنا
بضِدّ ما كان بِقُطرَبُّلِ

صاعقةً أرسلها ربُّها
بِأرض سنجار على مَن بُلى

دلّى ذُؤاباتٍ وقال انظروا
سِبطَ النَبيِّ المُصطَفى المُرسَل

حاشى السَراة الغُرَّ من هاشم
أن يَقرُبوا من مُدَّح مُمحِل

يَأنف من نسبته كلُّ مَن
يَرجع في الناسِ إلى أَوَّل

إن كان حقّاً ما ادَّعى قُل له
يُظهِر ذاكَ الأمرَ في المَوصل

السَوطُ والتجريسُ قدّامه
وإن تمادى أمرُه يُقتَل

أراحَنا منه الذي صاغَه
من جَبَل الجوديّ كالجَندل


الموفق

أقول له وقد أبصرت مَرأى
يُحاكى غُرَّةَ القَمر المُنيرِ

وَأخلاقاً كما مُزِجت شَمولٌ
تُدارُ عليك بالعَذب النَمير

ولي حالٌ يُنافرها التَصابي
وقد حالت بإلمام النَذير

لقد أبديتَ لي حُسناً وَحُسنى
ولكن جِئتَ في الزَمن الأخير


الموفق

يامُؤثِراً صُحبةَ السلطان إنَّ لها
صَفواً يروق ولكن غِبَّه كدرُ

مُماثلى لا أَزال الدهرَ ذا حَذَر
منه وليس متى ما شاءَ يقتدر

فكيف من يَنقُد الأجيال قاطبة
مُستَصغراً وإذا يَجفو جَفا البَشر

وكلما شاءَ حُكماً فيكِ أنفذه
متى يشاءَ ومنه ليس تَنتَصر

إنَّ الملوك متى تَستَقرِ نارَهُم
يَحرِقك قبل اِبتغاءٍ للقِرى الشَرر


الموفق