هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وعن نُسَخي الأخرى أفتّش دائمًا
‏أسافرُ في التذكارِ علّي أُعيدُها

‏طريقي إلى روحي بعيدٌ وغامضٌ
‏وأبردُ أنهارِ الحياة بَعيدُها

‏أقاوم بالأشعار موجًا من الأسى
‏أريد معالٍ والأسى لا يريدُها
‏
معي من جروح الأمس ذكرى لذيذةٌ
‏وأبياتُ شعرٍ لم أزل أستعيدُها

....

بالأمسِ ضيّعت الطريقَ لمنزلي
وضحكتُ من رجل يضيّعُ منزلَهْ

ثم انتحبتُ كأيِّ طفلٍ تائهٍ
في البردِ لاحضنٌ هناك يعود لَه

إن لم يكن لكَ في البلادِ حبيبةٌ
فاذهب بعيدا فالبلادُ مؤجلةْ

....

كُنْ معي هذا المساء
لستُ أقوى لسعةَ البردِ بقلبي
وأنا أخشى الشتاء
ضُمّ كفّي
طمئنِ الشوقَ علينا
سرّبِ الدفء لروحي
ثم أخبرني مرارًا
أنني ضوءكَ في هذي السماء
فأنا أحتاج أن تحكيَ في الليل كثيرًا
وأنا أحتاج أن أبكيَ من حُزني طويلًا
علّ في الدمعِ شفاء

....

قالت أحبُّكَ فـاستَحضَرتُ أوزاني
‏ولهانُ لم يَكفِهِ للرّدِّ حَرفانِ

‏أحبُّ حبَّكِ إذ في الحبِّ حَبّبني
‏يا حَبّةَ العينِ إنّ الحبَّ أعياني

....

‏لاتُصغِيَنَّ إلى جليسٍ طالما
‏يغتابُ بعضَ الآخرينَ أمامَك

‏فلسوفَ يجلسُ عندهم في مرةٍ
‏ليلوكَ لحمَكَ بينَهم وعظامَك

بقلمي

‏ناديت في مرة من ذا يبادلني
‏قلبٌ تزاحم بالأوجاع وانفردا

‏فمن يبادلني قلبا بلا وجع
‏لا غصة ذاقها يوما ولا كمدا

أسائل الجمع دلوني على بشر
‏ما ذاق في صدره همّا ولا نكدا

‏قالوا ترفّق فلن تلقى هنا أحدا
‏يجيب قولا ولن يأتيك غير صدى

‏خفّف من الوطء لن تلقى سوى وجع
‏ولن تلاقي فؤادا خاليا أبدا

....

حبيبي على الدنيا إن غبتَ وحشةً
‏فيا قمرًا قُل لي متى أنتَ طالعُ

‏لقد فنيت روحي عليك صبابةً
‏فما أنت ياروحي العزيزةَ صانعُ

‏سُروري أن تبقى بخيرٍ ونعمةٍ
‏وإني من الدنيا بذلك قانِعُ

....

‏مَضَى شِرَاعي بِمَا لا تَشتهِي رِيحِي
وفَاتَنِي الفجرُ إذ طالَت تَرَاوِيحِي

أَبحَرتُ تَهوِي إلى الأعماقِ قَافِيَتِي
ويَرتقِي في حِبالِ الرِّيحِ تَسبِيحِي

مُزمَّلٌ فِي ثِيَابِ النُّورِ مُنتَبِذٌ
تِلْقَاءَ مَكَّةَ أَتلُو آيَةَ الرُّوحِ

....

‏على البُعدين يطفو جسرُ خيبتنا
‏أضعنا الدربَ لكن لم نزل نجري

‏خُطانا خارج الإدراك يحدثُ أن
نمرّ معًا ‏مصادفةً بمقعدنا ولاندري

....

أورثتني وجعَ الغيابِ فكُلّ ما
‏بي من محطّاتِ انتظارٍ مُتعَبة

‏للشَّوقِ في روحي صَهيلٌ لاهبٌ
‏كصهيلِ خيلِ الفاتحينَ بقُرطُبَة

....