هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لقد أفشيتُ سرَّكِ في منامي
‏واسمك بارزٌ بين الأسامي

‏هذيتُ بغير إدراكي ووعيي
‏كما يهذي المريض من السِقامِ

‏فلا أدري أقلتُ سواكِ شيئاً
‏أو أني قد عجزتُ عن الكلامِ

‏ولا أدري أكان الحبُّ ذنبي
‏ولا أدري حلالي من حرامي

‏ولا أدري أترجعُ أم تراني
‏كريماً مرّكم مرَّ الكرامِ

....

‏تركت ظنونَ النَّاسِ عَنِّي ورأيهم
‏ فقد كان يكفيني صحيح ظنوني

‏وأعرف من نفسي الذي يجهلُونَهُ
‏وأفهم ذاتي في جميع شؤوني

‏ولا أرقب التقدير في عين ناقصٍ
‏ إذا كان قدري كاملًا في عيوني

....

‏مِنْ رَجْفَةِ الشَّوْقِ فِي أَعْمَاقِهِ ارْتَجَفَا
‏هَلْ يَسْتُرُ اللَّيْلُ مُشْتَاقاً بِهِ الْتَحَفَا

‏مَازَالَ يَكْتُمُ مَايَشْكُو فَخَاتَلَهُ
‏دَمْعٌ جَرَى فَضَحَ الأَسْرَارَ وَاعْتَرَفَا

‏يَحْنُو عَلَى ذِكْرَيَاتٍ بَيْنَ أَضْلُعِهِ
‏لَوْلَا نَدَاهَا لَجَفَّتْ رُوْحُهُ أَسَفَا

‏يُقَلِّبُ الأُفُقَ المُمْتَدَّ مُذْ رَحَلُوا
‏وَكُلَّمَا لَاحَ نَجْمُ عَابِرٌ وَقَفَا

‏كَمْ بَاتَ يَذْرِفُ ذَوْباً مِنْ حُشَاشَتِهِ
‏مَاكََانَ دَمْعاً عَلَى خَدَّيْهِ مَاذَرَفَا

‏مِنْ جَوْفِ نَايَاتِهِ أَنَّاتُهُ انْسَكَبَتْ
‏لَظَىً وَيَحْسَبُهُ مَنْ حَوْلَهُ عَزَفَا

‏يَارَاحِلِيْنَ أَخَذْتُمْ قَلْبَهُ فَشَكَا
‏فَقْدَيْنِ عَاثَا بِهِ حَتَّى هَوَى تَلَفَا

‏بِاللهِ رُدُّوا عَلَيْهِ القَلْبَ فَقْدُكُمُ
‏يَكْفِي أَلَا أَيْنَ مَنْ إِمَّا شَكَا عَطَفَا

‏وَيْحَ الحَنِيْنِ الَّذِي هَبَّتْ عَوَاصِفُهُ
‏وَلَمْ يَزَلْ صَامِداً فِي وَجْهِهَا أَلِفَا

‏يَطْوِي حَنَايَاهُ فِي صَمْتٍ عَلَى وَجَعٍ
‏لَاشَيْءَ فِي عَيْشِهِ مِنْ بَعْدِهِم أَلِفَا

....

‏تَمَهّلْ فِي اخْتِيَارِكَ لِلرَّفِيقِ
‏وَكُنْ حَذَرًاً مِنَ الشَّوْكِ الْمُعِيقِ

‏وَلَا تَغْرَقْ بِسُوءِ الظَّنِّ وَارْبَأْ
‏بِنَفْسِكَ عَنْ مُجَاوَرَةِ الْغَرِيقِ

‏وَسِرَّ بِالدَّرْبِ لَا تَعْبَأْ بِخَلٍّ
‏تَخَلّىٰ عِنْدَ مُنْعَطَفِ الطَّرِيقِ

‏فَقَدْ تَلْقَ الْحَفَاوَةَ مِنْ غَرِيبٍ
‏وَتَلَقَ الْهَجْرُ مِنْ أَغْلَى صَدِيق

....

‏رَبَّاهُ كَم يسَّرتَ كلَّ معَسَّرٍ
‏ولَمَمْتَ شَمْلِي بَعْدَ طُولِ شتَاتِ

‏ولَكَمْ سَألتكَ والجِبَالُ مِنَ الأسَىٰ
‏ فَوقِي فَصَارَتْ مِثْلَ ذرِّ فُتاتِ

‏مَانَابَنِي كَربٌ يقضُّ مَضَاجعِي
‏إلَّا ولطفُكَ فرَّج الكرُبَاتِ

....

‏لِمَا لَمْ تعُدْ عيناكَ ملجأَ وحشتي
‏قد صرتُ بعدهما بقايا من فُتاتْ

‏أيجفُّ نبعٌ أنتَ مورد فيضهِ
‏إن سالَ لم يُذكَرْ بجانبهِ فُراتْ

‏عُدْ ولو طَيفاً يمرُّ بناظري
‏عُدْ ولو حُلْما تسلَّلَ في سُباتْ

....

ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاءُ
....

وليسَ البُكَا أن تسْفَحَ العينُ إنمَا
‏أحَرُّ البُكاءينِ البُكاءُ المُوَلَّجُ

....

هوّن عليكَ فما الدُّنيا بدائمةٍ
ولا المقاديرُ تجري كلُّها سَعدُ

....

‏أُخْفيكَ عنهم بعيدًا بين أعماقي
‏ويفضحُ الحبَّ لوعاتي وأشواقي

‏وأُخبرُ الناس أن لاعِشقَ يسكُنني
‏ويَقرؤونك في صَمتي وإطراقِي

....