هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏رأيتُ الناسَ ترفعُ كل وغدٍ
وتَخفضُ كُلَّ ذي شِيَمٍ شريفة

كمِثْلِ البحر يغرقُ فيهِ دُر
ولا ينفكُ تطفو فيه جيفة

.....

‏أَنا مَن أَهوى وَمَن أَهوى أَنا
‏نَحنُ روحانِ حَلَلنا بَدَنا

‏فَإِذا أَبصَرتَني أَبصَرتَهُ
‏وَإِذا أَبصَرتَهُ أَبصَرتَنا

‏أَيُّها السائِلُ عَن قِصَّتِنا
‏لَو تَرانا لَم تُفَرِّق بَينَنا

‏روحُهُ روحي وَروحي روحُهُ
‏مَن رَأى روحَينِ حَلَّت بَدَنا

.....

أخفيكِ شوقاً في سطوع نهاري
ويجتاحني في الليلِ كالإعصارِ

أنا ما جفوتُكِ لحظةً لكنَّني
أخفي هَواكِ مخافةً وَأُداري

مَا زلتِ رغمَ البِعدِ كُل قصائدي
وَهواكِ مُرتَسِمٌ على أشعارِ

مَا زِلتِ رُغم الخَوفِ والأَخطار
تتوَهَّجينَ بِخافقي المُنهارِ

يا وَيحَ حُبَّكِ كَالحرَائقِ في دَمي
يَكوي الفُؤادَ حبيبتي بِالنَّارِ

ما حِيلتي وأنا المُكَبل في الهوى
أمضي إليكِ تُذيبُني أسراري

قَدرٌ هَواكِ أتى فكيف أردُّه
لا أستطيع ُ تَجنُّبَ الأقداري

سأظلُّ أبحرُ في هواكِ مُواجهاً
غَضبَ البِحار بِحكمةِ البِحَّارِ

وَأصارعُ الأمواجَ رغمَ جُنونِها
وأسيرُ عَكس الرِّيحِ والتَّيارِ

سَترينَ مَالم تُبصري مِن قبلُ
من عزمي ومن صبري ومن إصراري

إن كنتِ تنوينَ الحِصارَ فَها أنا
سَلَّمتُ مملَكتي بغير حِصارِ

فَهواكِ مملكَتي وأنتِ أميرتي
وانا عَشِقتُكِ واتَّخذتُ قراري

أنتِ الحَياةُ فليس دُونكِ مَوطِنٌ
كَالنجمِ أنتِ وفي ضِياكِ مَداري

فَدعي الصُّدودَأميرتي وَترفقي
ودَعي فؤادكِ ها هُنا بِجواري


طارق الشريف

‏فَعَسَاكَ تلقَى مَن بِطَبعِكَ طَبعهُ
‏وعَسَايَ أَلقَى مَن بِمِثلِ طَبَائِعِي

‏واللّهِ لَو لَمَـسَ السَّمَاءَ بِكَفِّهِ
‏حَاشَا وَكَلّا أَن يَطُولَ صَنَائِعِي

.....

إني برغم مصاعبي لا أنثني
الصبر زادي والطموح سمائي

يومًا ستسطع للبرايا أنجمي
مادام بالمولى الكريم رجائي

.....

شهدت بأن الله حق وأنني
لآلهة الأحجار أول تارك

فشمرت عن ساقي إزار مهاجر
إليك أدب الغور بعد الدكادك

لأصحب خير الناس نفسا ووالدا
رسول مليك الناس فوق الحبائك

.....

أبا عمرو ناوبني السهود
وراح النوم وامتنع الهجود

لذكر عصابة سلفوا وبادوا
وكل الخلق قصرهم يبيد

تولوا واردين إلى المنايا
حياضا ليس منهلها الورود

مضوا لسبيلهم وبقيت خلفا
وحيدا ليس يسعفني وحيد

سدى لا أستطيع علاج أمر
إذا ما عالج الطفل الوليد

فلأيا ما بقيت إلى أناس
وقد باتت بمهلكها ثمود

وعاد والقرون بذي شعوب
سواء كلهم إرم حصيد

.....

قبح الله رأيكم آل فهر
ما أدق العقول والأفهام

حين تعصى لمن يعيب عليها
دين آبائها الحماة الكرام

حالف الجن جن بصرى عليكم
ورجال النخيل والآطام

توشك الخيل أن تردها تهادى
تقتل القوم في حرام بهام

هل كريم منكم له نفس حر
ماجذ الوالدين والأعمام

ضارب ضربة تكون نكالا
ورواحا من كربة واغتمام

.....

يا عين جودي للفارس المغوار
ثم جودي بواكفات غزار

لا تملي البكاء إذ خانك الدهر
بواف حقيقة صبار

وتقي وذي وقار وحلم
وعديل الفخار يوم الفخار

لهف نفسي على بقائك عمرو
أسلمتك الأعمار للأقدار

ولعمري لو لم ترمه بغدر
رمت ليثا كصارم بتار

.....

بالغدر نلت أخا الإسلام عن كثب
ما إن سمعت كذا في سالف العرب

والعجم تأنف مما جئته كرما
تبا لما جئته في السيد الأرب

إني لأعجب أني نلت قتلته
أم كيف جازاك عند الذنب لم تنب

قرم عفا عنك مرات وقد علقت
بالجسم منك يداه موضع العطب

لو كنت آخذٍ في الإسلام ما فعلوا
في الجاهلية أهل الشرك والصلب

إذا لنالتك من عدلي مشطبة
تدعو لذائقها بالويل والحرب

.....