هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

قالتَ لهُ لما أطلَّتْ كالقمرْ
أتحبني باللهِ تصدقني الخَبر

نظرَ الفتى والعينُ تبرقُ بالهوى
في عينِها من دونِ ردٍّ كالحجر

لو قالَ أعشقُها فتلكَ صغيرةٌ
أو قالَ أعبدها بصدقٍ قدْ كـفر

فانسلَّ يبحثُ ثمَّ قالَ تعجباً
مقدارَ حُبِّكِ من هنا حتى القمر

لو كنتِ شمساً لأحتضنتكِ باسماً
حتى يحرِّقني اللهيبُ وأصطبر

.....

‏كم سهرت الليل والشوق معي
‏ساهرٌ أرقبهُ كي لا أنام

‏وخيال الوجد يحمي مضجعي
‏قائلا لا تدنُ فالنوم حرام

.....

هما خُطّتا إمّا إسارٌ ومِنّةٌ
وإمّا دمٌ والقتلُ بالحُرِّ أجدَرُ

تأبط شًرا

إِنّي عَشِقتُكَ لا عَن رُؤيَةٍ عَرَضَت
وَالقَلبُ يُدرِكُ ما لا يُدرِكُ البَصَر

فُتِنتُ مِنكَ بِأَوصافٍ مُجَرَّدَةٍ
في القَلبِ مِنها مَعانٍ ما لَها صُوَر

وَالناسُ قَد ذَكَروا ما فيكَ مِن شِيَمٍ
وَقَد تَخَيَّلَ فِكري فَوقَ ماذَكَروا

مَتى تَرى مِنكَ عَيني ما وَعَت أُذُني
وَيَشرَحُ الخُبرُ ماقَد أَجمَلَ الخَبَرُ

بهاء الدين زهير

قالت علا الناسُ إلّا أنتَ قلْتُ لها
كذاكَ يَسْفلُ في الميزانِ من رجحا

ابن الرومي

بَلِينَا وسربالُ الزمان جديدُ
وهل لامرِئٍ في العالمينَ خلودُ

قَضَى آدمٌ في الدهرِ وهو أبو الوَرَى
وكل الذي مِن صُلبِهِ سيبيدُ

البارودي

ولولا ما بسَيفِكَ مِن نُحُولٍ
لقُلنا أظهَرَ الكَمَدَ انتِحالا

سَليلُ النارِ دَقّ وَرَقّ حتى
كأنّ أباه أورَثَهُ السُّلالا

مُحَلّى البُردِ تَحسَبُهُ تَرَدَّى
نُجُومَ اللّيلِ وانتَعَلَ الهِلالا

تَبَيّنُ فَوقَهُ ضَحضَاحَ ماءٍ
وتُبصِرُ فيه للنّارِ اشتِعالا

غِرَاراهُ لِسانَا مَشْرَفِيٍّ
يَقُولُ غَرَائبَ المَوتِ ارتِجالا

وَدَبّتْ فَوقَه حُمرُ المَنَايا
ولكِنْ بَعدما مُسِخَت نِمالا

يُذيبُ الرُّعبُ منه كلَّ عَضبٍ
فلولا الغِمدُ يُمسِكُهُ لَسَالا

شيخ المعرة

أَنْعِمْ بِوَصلِكَ لِي فَهذا وَقتُهُ
يَكفي مِنَ الهجرانِ ما قَدْ ذُقتُهُ

أَنفَقتُ عُمري في هَواكَ وَلَيتَني
أُعْطى وِصالًا بِالَّذي أَنفَقتُهُ

يا مَن شُغِلتُ بِحُبِّهِ عن غَيرِهِ
وسَلَوتُ كُلَّ النَّاسِ حينَ عَشِقتُهُ

كَم جالَ في مَيدانِ حُبِّكَ فارِسٌ
بالصِّدقِ فيكَ إلى رِضاكَ سَبَقتُهُ

أَنتَ الَّذي جَمَعَ المَحاسِنَ وَجهُهُ
لكِن عليهِ تَصَبُّري فَرَّقتُهُ

قالَ الوُشاةُ قَد ادَّعى بِكَ نِسبَةً
فَسُرِرتُ لَمَّا قُلتَ قَدْ صَدَّقتُهُ

بِاللهِ إنْ سَأَلوكَ عَنِّي قُلْ لَهُم
عبدي ومِلكُ يَدِي وما أَعتَقتُهُ

أو قيلَ مُشتاقٌ إليكَ فَقُل لَهُم
أدري بِذا وَأَنا الَّذي شَوَّقتُهُ

يا حُسنَ طَيفٍ مِن خَيالِكَ زارَني
مِن فَرحَتي بِلِقاهُ ما حَقَّقتُهُ

فَمَضى وَفي قَلبي عَليهِ حَسرَةٌ
لَوْ كانَ يُمكِنُني الرُّقادُ لَحِقتُهُ


تقيُّ الدِّين السَّروجيّ

يا قادحَ النار في قلبي بمُقلتِهِ
ومُوثِقي بحبالِ الحبّ مضطهدا

لو فُضَّ عُشرُ الذي لاقيت يا أملي
على البريّةِ ما أبقى بها أحدا

سَقيًا لوجهكَ يا من لجّ في قسَمٍ
ألّا يُنوِّلَ خيرًا عاشقًا أبدا

أبو نواس

وأَفْضَلُ قَسْمِ اللهِ للمرءِ عقلهُ
وليسَ من الخيراتِ شيءٌ يُقَاربُهْ

إذا أكملَ الرحمنُ للمرءِ عقلَهُ
فقد كَمُلَتْ أخلاقُهُ وضَرائِبُهْ

يَزِينُ الفتى في الناسِ صِحَّةُ عقله
وإن كان مَحْظُورًا عليه مكَاسِبُهْ

ويُزْرَى به في الناسِ قِلَّةُ عقلهِ
وإن كَرُمَتْ أعراقهُ ومناسِبُهْ

ابن دريد