هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أنا إن عشقتُ جعلتُ وجهك مصحفًا
‏وإذا نسيتك لا أبالي مصرعَكْ

‏وإذا قسوتُ عليك بيتٌ واحدٌ
‏يكفي بذبحك أو بجعلك معتَرَك

‏حبّي كبحرٍ ليس فيه شواطئٌ
‏لكنّه إن هاج سُخطًا أغرقَك

.....

أمي وإن طالَ الزمانُ حبيبتي
ورفيقتي في الحُزنِ والضحكاتِ

أمي طبيبةُ خاطري ودواؤُهُ
أمي ولا تكفي لها الكلماتِ

أمي وإن هجر الجميعُ مرابعي
بقيت لتزرع في الهشيم رُفاتي

أمي وإن نسيَ الجميعُ ملامحي
كانت تُناجي الله في الصلواتِ

.....

كَبرتُ على التصابي غيرَ أنّي
أَعودُ إلى الصِّبا في حِضْنِ أُمي

إذا مَسَحَت عليّ براحتَيها
تَجَلّت بَسمَتي وانزاحَ هَمّي

.....

أُمي وإن ملأَ المشيبُ عوارضي
سأظلُّ طفلاً عِندها أتدَللُ

وتظلُّ أمي فوقَ كلِّ مُهمةٍ
حتى شُموخي عِندها يتذللُ

.....

في الماضياتِ الحاضراتِ الآتيات
لا حبَّ يعلو فوقَ حبِّ الأمَّهات

أرواحُهُنَّ بياضُها متدفِّقٌ
وَكُفوفُهُنَّ الباقِياتُ الصَّالِحات

هُنَّ احتِشادُ الضوءِ في أغوارِنا
وَالسَّعدُ وَحيُ ثُغُورِهِنَّ الباسِمات

.....

وهل حبٌّ سيخلدُ حينَ افنى
سوى حُبٍّ بهِ أحببتُ أُمّي

.....

‏‌لولا مفارقةُ الأحبابِ ما وجدَت
لها المنايا إلى أرواحِنا سُبُلا

.....

ليت المحبة للعشاق ما خلقت
‏أو ليتني حين ذاقوا الحب لم أذق

‏هذا الفراق وهذا الهجر يتبعه
‏ياقلب صبرا على موتين في نسق

‏أقول للنفس والأشواق تغلبها
‏كيف التخلص بين الوعر والزلق

‏يا عين أنت سرحت الطرف فانهملي
‏ياقلب أنت أجلت الفكر فاحترق

.....

ويحمِلُني الحنينُ إليكَ طفلًا
وقد سلَب الزمان الَصبر مني

كأن العُمر في عينيكَ أمنًا
وضاع الأمن حين رحلت عنّي

.....

تُجَافِينِي المليحةُ وهيَ تدري
‏بأني لم أخُن يوما هواهَا

‏وتَعلمُ أنها سكَنَت فُؤادِي
‏وهَذا القلب هللَ واحتَوَاهَا

.....