هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وغادرتَ عَيني كالغدير بطلعةِ
هِيَ الروضُ غِبَّ السارياتِ الهواطل

فكنْ جامعاً بينَ الغَديرِ ورَوْضة
ليخضرَّ لي عَيْشي وأحظى بطائِلِ

ومَن لي بأنْ يخضرَّ عيشي والنّوى
دُوَيهةٌ تصفرُّ منها أنامِلي

.....

أَبَحتُ هَواها مِن سَرارةِ مُهجَتي
حِمىً لَو حَمَتْه همَّتي لم أكن صبّا

فَإِنْ تَكُنِ الأيّام أمْحَلْنَ وصْلَنا
فإنّ بقلبي من تذكّرها خِصْبا

سَقى اللَّه أَكنافَ اللّوى مُرْجَحِنَّةً
سَحاباً يَظلّ الهَضبُ مِن جودِهِ خَضْبا

.....

رَعى اللَه دَهراً تَقضّى بلومي
محباً كَئيباً وَصَبّاً ذَليلا

إِلى أَن دَهَتني صُروف اللَيالي
وَأَلفى الهَوى للفؤاد الوصولا

.....

أراكم بعين القلب إن بعد اللقا
فإن غبتم عني فإنكُمُ عندي

وأما أنا فالبعد عندي زيادة
بحبي من أهوى فهذا الذي أبدي

يزيد الهوى مهما تطاولت النوى
وإن كان حِبِّي في تهامة أو نجد

.....

شَغَلتَ عَيني دُموعاً وَالحَشى حُرَقاً
فَكَيفَ أَلَّفتَ أَمواهاً وَنيرانا

وَلا تَداوَيتُ مِن قَرحٍ فَرى كَبِدي
وَلا سَقانِيَ راقي الحَيِّ سُلوانا

يَقولُ صَحبي وَقَد أَعياهُمُ طَرَبي
بَعضَ الأُسى إِنَّما أَحبَبتَ إِنسانا

.....

لا تَحسِبوا أَنَّني مِن بَعدِ بُعدِكُمُ
نَظَرتُ في الناسِ يَوماً مَنظَراً حَسَنا

وَداعُكُم أَودَعَ الأَسقامَ في بَدَني
مُذ حَثَّ حاديكُم يَومَ النَوى البُدُنا

أَودَعتُمُ السَّمعَ قِدماً مِن حَديثِكُمُ
عُقودَ دُرٍّ عَلَت لَمّا غَلَت ثَمَنا

خُذوا دُموعي الَّتي مِن مُقلَتي اِنتَثَرَت
فَهيَ العُقودُ الَّتي أَودَعتُمُ الأُذُنا

.....

حَنَيتُم ضُلوعي بِالفِراقِ عَلى الجَوى
وَغادَرتُمُ قَلبي جَنيباً مَعَ الرَكبِ

وَبي غُلَّة لَو تَعلَمونَ إِلَيكُمُ
كَغُلَّةِ ظَمآنٍ إِلى البارِدِ العَذبِ

فَطَرفي وَنَومي بَعدَكُم ما تَآلَفا
وَهَل يوجَدُ الإيلافَ مَع شِدَّةِ الحَربِ

.....

فَإِن يَكُ حالَ الناسُ بَيني وَبَينَكُم
فَإِنَّ الهَوى وَالوِدَّ غَيرُ مَشوبِ

فَلا ضَحِكَ الواشونَ يا فَوزُ بَعدَكُم
وَلا جَمَدَت عَينٌ جَرَت بِسُكوبِ

وَإِنّي لَأَستَهدي الرِياحَ سَلامَكُم
إِذا أَقبَلَت مِن نَحوِكُم بِهُبوبِ

وَأَسأَلُها حَملَ السَلامِ إِلَيكُمُ
فَإِن هِيَ يَوماً بَلَّغَت فَأَجيبي

.....

هُوَ الشَوقُ مَدلولاً عَلى مَقتَلِ الفَتى
إِذا لَم يَعِد قَلباً بِلُقيا حَبيبِهِ

هَلِ الطَرفُ يُعطي نَظرَةً مِن حَبيبِهِ
أَمِ القَلبُ يَلقى راحَةً مِن وَجيبِهِ

وَهَل لِلَّيالي عَطفَةٌ بَعدَ نَفرَةٍ
تَعودُ فَتُلهي ناظِراً عَن غُروبِهِ

.....

أشتاقكم والشوق نارٌ في دواخلي
والدمع من ذكركم يجري على سُبلي

ما لي سوى وجهكم وجهة أرجو بها
قربًا يُزيح الأسى عن مهجتي العَجِلي

يا ساكني القلب هل عاد الزمان بكم
أم ظل وجدي بكم يُمضي على أجلي

ما زلت أذكركم في الليل إذ هجعت
عيني ولكن هواكم بات لم يَكِلِ

إن مرّ طيفكمُ بالروح أسرعَها
كأنّه الوصل في أنفاسهِ يُقِلِ

.....