هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏كُّلُّ الدُّيون جـزاؤها مُتيسِّرٌ
‏لكـنَّ دَينَ الأُمِّ مـن يقواهُ

....

ما عادَ يُجدي في الحياةِ عِتابُ
فالقلبُ مُضنىً والشعورُ مُصابُ

وسنينُ عُمري قد ترنّحَ خَطْوُها
تمضي وفي طرَفِ الطريقِ سرابُ

من أينَ تأتي راحتي فمشاعري
ظمأى وحولي سُدّت الأبوابُ

إنّي بذلتُ الحُبَّ نبضاً طاهراً
أسَفي على مَن خيّبوهُ وخابوا

لا حُرّ يرضى العيش بينَ متاهةٍ
يبكي على مَن علّقوهُ وغابوا

إني سئمتُ من العتابِ وذُلهِ
فالصمتُ عن لُؤمِ القلوبِ عِقابُ

....

يا جار القلب قد حارت بك الجمل
مازلت اسهر الليل ابتهل

هل من لقاء فنمضي العمر في شغف
نقضي الليالي وحبل الود متصل

يامن حفظتك في قلبي واوردتي
والروح تشهد والعينان والمقل

اسميتك النبض لا زيفاً ولا كذباً
هل الحياة بغير النبض تكتمل

....

سنرجع يوماً إلى حينا
ونغرق في دافئات المنى

سنرجع مهما يمر الزمان
وتنأى المسافات ما بيننا

فيا قلب مهلاً ولا ترتمي
على درب عودتنا موهنا

يعز علينا غداً
أن تعود رفوف الطيور ونحن هنا

هنالك عند التلال تلال
تنام وتصحو على عهدنا

وناس هم الحب أيامهم
هدوء انتظار شجي الغنا

ربوع مدى العين صفصافها
على كل ماء وها فانحنى

تعب الزهيرات في ظله
عبير الهدوء وصفو الهنا

سنرجع خبرني العندليب
غداة التقينا على منحنى

بأن البلابل لما تزل
هناك تعيش بأشعارنا

هارون هاشم رشيد

تملكت الفؤاد دون علمي
فما أزهى الفؤاد وأنت فيه

أحمد شوقي

سكنتِ الفؤاد برغم الغياب
وليس سواكِ به قد نزل

وما ضرني غير شوق إليكِ
يزيد وما عن سطوري رحل

يقولون دع عنك ذكر الحنين
ويكفيك ما قلته من غزل

فقلتُ لهم قد وجدت حياتي
فكيف وقد عشتها أستقل

وجدتكِ بعد إنطفاء شعوري
فهام الفؤاد بكِ واشتعل

....

جميلٌ كلُّ ما فيكِ

أُحاولُ رصدَ تَجربَتي
ولا ألقى لديَّ دليلْ
لأن الحبَّ لا يحتاجُ في الدنيا
إلى تعليلْ
أحبُّكِ هذه تكفي
بلا وصفِ
فيكفي قطرةٌ للماءِ إن حضرَتْ
فقد حضرَتْ مياهُ النيلْ
حرامٌ أن يضيعَ الوقتُ في كُنا
وما عُدْنا وقالَ وقيلْ
أحبُّكِ دونَ فلسفةٍ
لأن مِدادَ فلسفتي
جميلٌ كلُّ ما فيكِ
لذا دومًا
أرى كلَّ الوجودِ جميلْ

رصدْنا ألفَ تجرِبةٍ
سألنا كلَّ أهلِ العشقِ
ما قالوا
سألناهم وقد صالوا وقد جالوا
نُناشدُهم بأن يَصِفوا لنا الحبَّ
وقد مالوا
فمازالتْ على الطرقاتِ تحملُهم أمانيهِم
وتُبكينا أغانيهِم
أنا بالركبِ حاديهِمْ
أنا الحادي وقلبي ذائبٌ فيهِم
إذا يَئِسوا أُمنِّيهِم
إذا نَدِموا أواسيهِم
وأسألُهم عن الشكوى
وعن قمرٍ يُناجيهِم
وما رَدُّوا
وقالوا إنهم سَكِروا
من الوجعِ الذي فيهِم

أحاولُ رصدَ تَجربتي
وتجربتي بكاءٌ من صميمِ الروحْ
كأنكِ أنتِ في ذاتي
وفي أعماقِ أعماقي
بساتينٌ لها طِيبٌ
ومن رئتي العبيرُ يَفوحْ
عناقٌ سرمديُّ الوصفِ
عن روحٍ تُعانقُ روحْ
كأنَّ الحبَّ في ذاتي له قَدَرٌ
أنا المقتولُ في عشقي
أسيرُ كأنني مذبوحْ

عبدالعزيز جويدة

وقلتُ لها لمّا تجلَّتْ بحُسنِها
تبـاركَ ربُّ الجـمــالِ حَبــاكِ

أُحاولُ ألاَّ تغمِضَ العينُ جفنها
كأنِّي أرى الجنَّاتَ حينَ أراكِ

....

قالت عشقت الشيب فيك لأنني

أهوى الوقار وحسنك القتال

ماضر رأسك إن بدت به شعرة

بيضاء ترقص خفة ودلال

ملك حبيبي قد تزين رأسه

ببياض ثلج رقة وجمال

رجل بليغ القول ملهم حرفه

لا لا صبيا طائشا مختال

كلماته في الحب فعل إنما

أهواه حين يحرك الأوصال

بجميل قول في الغرام كأنه

سهم يثير القلب والآمال

إن الرجال جميعهم في كفة

وحبيب قلبي يسبق الأبطال

كالكوكب الدري في غسق الدجى

متلألئا بل سارقا محتال

سرق الوتين وضلع قلبي نبضه

بجمال طرف هائم مغتال

ويغار إن نظر الفؤاد لغيره

متعصبا متحولا زلزال

هذا الذي أهديته عمرا مضى

أهديه روحي واقعا وخيال

ياويل قلبي من حبيب شعره

....

أغارُ عليك من نفسي ومنّي
ومنك ومن زمانكَ والمكانِ

ولو أني خبأتكَ في عيوني
إلى يوم القيامةِ ما كفاني

....