هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إلهي رجعتُ بذلِّ افتقاري
بخوفي بضعفي بدمع انكساري

رجعتُ أبوء إليك بسرّي
وأنت العليمُ بكل السِّرارِ

رجعتُ لأشكو ذنوبَ الليالي
وأشكو إليك ذنوبَ النهارِ

أحثّ خطايَ فراراً وخوفاً
ومنك ولكنْ إليك فراري

أنا من عثرتُ مراراً بدربي
ومَن لي سواك يُقيلُ عِثاري

ومن لي سواك ليغفرَ ذنبي
ويقبلَ يارب مني اعتذاري

ومن لي سواك يُفرّجُ كربي
ويشفي فؤادي ويُطفىءُ ناري

ومن لي سواك يُقوّمُ دربي
يُسدّد خلف الرسول مَساري

فأنت الرحيمُُ وأنت الكريمُُ
وحُكمك يارب في الكون جارِ

أخافك ربي وأرجوك ربي
أحبك ربي وهذا شعاري

مناجاة

لغزّة صُغنا لحونَ الرِّضا
وجِئنا نُغنّي على بَابِها

بِنَا ظَمأٌ مِن لُهافِ الأسى
ولَيسَ سِوى عَذبِ أكوابِها

فأمَّا الأحِبَّةُ مِن صَوبِها
وأَمَّا الأعَادي فمَن صَابَها

بِها عِزَّةٌ وشّحتهَا سَنا
ومَن غَيرُ غَزَّةَ أولى بِها

رَأَت مَا بِنا فاستَهلَّت نَدى
ولمَّا تزَل رَغمَ أَوصابِها

سَلامٌ علَيها على مَن سقى
ثرَاها فجَادَت بِأطيَابِها

سَلامٌ سلامٌ سلامٌ على
شَهيدٍ قَضى دونَ مِحرابِها

.....

من كل أرضٍ أنادي
اسعى لنصر العباد

اسوق بالهم نفسي
وارتمي في الوهاد

كالغيث اجري وخلفي
ماءٌ يُسيل وادي

انا الفناء بأرضٍ
ذها من الموت حاد

ولي صغارٌ تواروا
بالقصف خلف العتاد

اشاوسٌ في ثباتٍ
سعوا لرفع الجهاد

منهم سعيدٌ وعَمرٌو
يبغون رد الأعادي

أتوا الي وقالوا
القصف افضل شادي

إنا المضى وإنا
ذا كوكبٌ من رشاد

نحن السراة إذا ما
خاف الكبير المفادي

.....

علام التخاصم بين البشر
وحال الحياة كحال السفر

مؤقتة لا بقاء بها
ودونك أخبار من قد عبر

وموردها شابه كدر
وكل له شربه المحتضر

إذا ظنها جاهل ضحكت
فقد كشرت عن نيوب الخطر

ولكنها رغم تنكيدها
لتهدي مع العبرات العبر

حقائقها واضحات ترى
بعين البصيرة لا بالبصر

كما الموت يهدم لذاتها
وما من مخالبه من مفر

فكم من حريص قضى نحبه
سريعاً ولم يقض منها الوطر

وكم من مؤمل عيش بها
فوافت منيته في الصغر

هو الموت يابن الردى واقع
وتجري به مجريات القدر

فبعد النعيم ولين الكرى
مساكننا في بطون الحفر

ومن ثم يبدا حساب الورى
وكل سيحصد ما قد بذر

هنا تنظر النفس ما أسلفت
وتجزى به إنه مستطر

فإن كان خيراً فيا سعدها
وإن كان شراً فساء المقر

لينقسم الناس في إثرها
فإما نعيم وإما سقر

فلسنا سواء ولكننا
طرائق شتى وخير وشر

أمن عاش حياً بها ميتاً
كمن كان أثنائها ذا أثر

وهل تارك النفس في غيها
كمن راضها بالتقى وادكر

وهذا مناط الحياة وما
خلقنا له من بلاء وغر

أحمد محمد عبد المنعم

ندم وحزن هز كل كياني
فانساب دمعي واستكان لساني

النفس حيرى والذنوب كثيرة
والعمر يمضي والحياة ثواني

يا نفس كفي عن معاصيك التي
كادت تميت الحس في وجداني

أنسيتي أن الموت آت فاجمعي
يا نفس من طيب ومن إحسان

أنا لست أخشى الموت بل أخشى الذي
بعد الممات وعسرة السؤلان

ماذا أقول إذا فقدت إرادتي
وتكلمت بعدي يدي ولساني

عبد الكريم المهيوب

يا رِفَاقَ الحَربِ هيّا
نُحرزِ النَّصرَ سَوَيّا

ذِي فِلَسطَينٌ تُنَادِي
وهيَ في نارِ الأعادي

يَا جِهَادًا فِي جِهَادِ
فَلتَقُم طَلقَ المُحَيَّا

كَم بَلاءٍ باصطِبَارِ
مُوقِدٌ بالصَّدرِ نارِ

يانُفُوسًا فَلتَغَارِي
واِسكُنِ الدَّارَ العَليّا

سوفَ يُردِيهِم سِلاحي
فاتِكٌ بالكُفرِ مَاحِ

بِي إباءٌ مِن صَلاحِ
مَاتَ يا عُربُ أبيّا

يا سَماءَ الكَونِ جُودِي
بسِهَامٍ مِن رعودِ

وَاِقطَعِي نَسلَ اليَهُودِ
أبغَضَ الخَلقِ إليَّا

.....

وَتَلاقَت الأَرواحُ عَبر منامِها
حِلمٌ جَميلٌ لَيتهُ لَم يَنتهي

وَإنّي لأهوى النوم في غيرِ حينهِ
لَعلَّنا في المنامِ ثانيا نلتقي

.....

‏لك الفؤادُ الذي أصبحتَ تملكهُ
وإنّ أردت فخذ إن شئت أحداقي

فأنت فيها كرمشٍ باتّ يحرسُها
وإن شكى القلبُ همّاً أنت ترياقي

فكيف بالله لا أُصغي لمن ملكوا
فكري وحرفي وأقلامي وأشواقي

وإن أردت جوابي دون فلسفةٍ
يكفيك أول بيتٍ واترك الباقي

.....

النور ضحكة ثغرك الوضّاح
ملامحك مدعاة للتسبيح

مالك شبيه إلّا المطر لا طاح
ولا نديد إلاّ بنـات الريح

.....

يُراقبني وَيَدرِي اَنَّ قَلبي
يَحسُ بِأنَّهُ منّي قَرِيبٌ

فَلاَ هُوَ بِالذِّي أبدَى هَوَاهُ
وَلَا هُوَ بِالذّي عَنِّي يَغيبُ

.....