هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وليسَ فــي الأُمَّـــةِ بـالـتَّحـقـيقِ
في الفَضلِ والمعروفِ كالصِّدِّيقِ

وبعدَهُ الفاروقُ مِن غيرِ افتِرا
وبعـدَهُ عُثمانُ فـاترُكِ الْمِرا

وبعدُ فالفَضلُ حَقيقاً فاسْمَعِ
مِــنِّيْ نِظامِـيْ للبَطِيْنِ الأنـزَعِ

مُجَدِّلِ الأبطالِ ماضي العَزمِ
مُفَرِّ جِ الأوجالِ وافِي الْحَزم

وَافِي النَّدَى مُبْدِيْ الهُدَى مُردِيْ العِدَا
مُجلِيْ الـصَّـدَى يا وَيلَ مَنْ فِيهِ اعْتَدَى

فحُبُّهُ كَحُبِّهِم حَتـمـاً وَجَـب
ومَنْ تَعَدَّى أو قَلَى فَقَد كَذَب

.....

‏لَئِن ساءَني أن نِلتِني بمَساءةٍ
‏لقد سرَّني أني خَطَرتُ ببَالِكِ

.....

وما قصمَ الظهورَ كفعلِ خِلٍّ
تَخَلَّى في الشدائدِ عن أخيه

وكان على صديقِ العمرِ بلوى
وذكراه تُثِيرُ الحزنَ فيه

تنَكَّرَ لي وأعرض عن وصالي
وعامَلَنِي معاملةَ السَّفِيهِ

وما خِلٌّ ولا خِلَّانِ لكن
زمانٌ لا يدوم الودُّ فيه

.....

زرقةُ العَينِ وسِرُّ البَحرِ في المَدى
كأنَّها اللُجُجُ الهادئةُ في السدى

فيها السَّماءُ تُقيمُ العَهدَ مُبتسِمًا
والصُّبحُ يرقصُ بينَ الحُلمِ والصَّدى

زُرقتُها ليسَ لونًا قد رأيت بهِ
لكنها نَفَسُ الأرواحِ إذ شهِدا

تسري كنَسمِ الخُزامى في مساءَ هَوىً
تهدي القلوبَ سُكونًا والهوى رشَدَا

إنْ نَظَرَتْ ذابَ في الأهدابِ عاشِقُها
كأنها الآيةُ الكبرى لمن وَجَدَا

.....

‏‎فَتَذَكَّرُوا الأحْبَابَ عنْدَ دُعَائِكُمْ
فالحُبُّ بيْنَ الصَّادِقينَ دُعَاءُ

والله إنّي ما سريتُ بظُلمةٍ
إلا رأيتك في نجُومِ سمائِي

والله ما هتفَ الفؤادُ مُناجِيًا
إلا واسمك جآء بين دعائِي

غفر الله لكل من مر وقرأ

كَصَاحِبِ الحُوتِ مَقطُوعًا بهِ الحِيَلُ
إليكَ ألجَا وَأستَجدِي وَأبتَهِلُ

مَالِي سِوَاكَ مُعِينًا هَادِيًا أبدًا
أرشِد فُؤَادِي فَقَد تَاهَت بِهِ السُّبُلُ

.....

يا ربّ بصِّرْني بقصديَ إنني
أعمى إذا لمْ تهْدِني لِصوابي

فلقد علَتْني من هَوايَ غِشاوةٌ
زلَّتْ برِجلي حين لاح طِلابي

وتشابهَتْ في ناظرَيَّ طرائقي
وتقاعسَتْ عن مُنْتهايَ رِكابي

يا ربّ أدركني وزَكِّ بصيرتي
فلقد بلغْتُ من الشتات نِصابي

يا ربّ أَحْيِ مَوَاتَ قلبي، واكْفني
عجْزَ المُرِيدِ وحَيرةَ المُرتابِ

.....

يــا جُمعــةً هَبَّتْ بها النَسَماتُ
وتهــــادَتِ الأشذاءُ والنَفَحــــاتُ

فتَعطّـــرت أرواحُنــــا بعبيرهــا
وتسامَتِ الأذكــــارُ والدعـــواتُ

من سورةِ الكهفِ اْرْتَشفنا بَلْسماً
لتَعُمَّنـــا البَرَكــــاتُ والرَّحَمَــاتُ

.....

وصارَ الليلُ مشتملاً علينا
كأنّ الليلَ ليس لهُ نهارُ

عدي بن ربيعة

يا سالبَ القَلبِ مِنّي عِندَما رَمَقا
لَم يُبقِ حُبُّكَ لِي صَبراً وَلا رَمَقا

لا تَسألِ اليَومَ عَمّا كابدت كَبدي
لَيتَ الفِراقَ وَلَيتَ الحُبَّ ما خُلِقا

ما باِختياريَ ذُقتُ الحبَّ ثانيةً
وَإِنّما جارَتِ الأَقدارُ فاتّفَقا

وَكنتُ في كَلَفي الداعي إِلى تَلَفي
مِثلَ الفراشِ أَحَبَّ النارَ فَاِحتَرَقا

يا مَن تَجَلّى إِلى سرّي فَصيّرني
دَكّاً وَهزَّ فُؤادي عِندَما صعقا

اِنظُر إِليَّ فَإِنَّ النَفس قَد تَلِفت
وَارفُق عَليَّ فإنَّ الرُوحَ قَد زهِقا

.....