هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يربي الحكم حقاً ثمَّ بطلاً
وسرُّ الحكم يبرزُ حكمتيه

طغىفرعون حتى قال إني
وموسى مغشيا عليه

وأغرق ذاك وانكشف التجلي
لموسى بالعلى في محضريه

فخلِّ أخا الغوى واغلظ عليه
ووال أخا الهدى واركن إليه

ووحِّد من جلى هذا وهذا
تديرهما الشؤن برمزتيه

فميمنةٌ وميسرةٌ طواها
طوى ميزانه في كفَّتيه

فخذ شرع النبيِّ له طريقاً
ونم بالأمن متكلاً عليه

بهاء الدين الصيادي

لا تنكر الحكم في مضمون نكتته
كالحق يعظم أمرُ الباطل الفشل

والسرُّ بينهما يمضي تصرُّفه
زوال ثانيهما والحقُّ لم يزل

بهاء الدين الصيادي

خبط الظلام ولألأ الفجر
والسمك ماج كأنه بحر

فالليل لم تفتح غلائقه
والفجر لم يكشف له ستر

فكأنما بحرٌ ولا لججٌ
وكأنما لججٌ ولا بحرُ

وكأنَّما ليلٌ ولا غلقٌ
وكأنما سرُّ ولا فجر

في غيبها الفعال غيَّبها
وانجرَّ فوق نظامها سرُّ

فالتبر تربٌ ي تلوُّنها
والترب في ممزوجها تبر

حكمٌ تعالى شأن مبدعها
قد حار في تصريفها الفكر

قامت كما قد شاء مبرزها
وله تعالى النهي والأمر

بهاء الدين الصيادي

تثبَّت ولا تغضب إذا راح كاذبٌ
يعيبك فيما فيه ظلماً وعدوانا

ألا تلك حكماً سنَّة الله فانبسط
كذلك شأن الرسل والمصطفى كانا

يروم حقير النفس إصغار سيِّدٍ
فيلبسه معناه زوراً وبهتانا

وتجعله الأقدار في السعيِ خاسئاً
فينهض ذهلاناً ويقعد حيرانا

ويظهر ربي عزَّ عن سرِ حكمةٍ
لمن شين مظلوماً من الغيب سلطانا

بهاء الدين الصيادي

يا آخذاً بيد الضعيف إذا وهت
من عزمه في كونها أركانه

يا من إليه رجوع كلِّ مؤملٍ
وتكرُّماً شمل الورى إحسانه

يا من إذا انقطعت وسائل عبده
في فادحٍ ودعاه جاء أمانه

يا من إذا حفل السباع بعاجزٍ
ناداه ردَّ هجموها سلطانه

يدعوك عبدٌ خاشعٌ لك خاضعٌ
ما دار في طلب الوجود لسانه

قرَّت جلالتك العظيمة في صم
يم فؤاده وبها استقرَّ جنانه

فالطف به واجبر بفضلك كسره
فبك استنار بغيبه إيمانه

بهاء الدين الصيادي

يا كاشف الضُرِّ عن أيوب يا سنداً
باللطف زحزح عن يعقوب أحزانا

يا مخرجاً يوسفاً من جبِّه ومن ال
سجن العسيربحض الفضل إحسانا

يا مبرداً نار إبراهيم خذ بيدي
وزد فؤادي بثلج اللطف إيمانا

بهاء الدين الصيادي