هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَيَا كَبِدَينَا أَجمِلا قَد وَجَدتُما
بِأهلِ الحِمَى مَا لَم تَجِد كَبِدَانِ

إِذا كَبِدانا خافَتا صَرفَ نِيَّةٍ
وعاجِلَ بَينٍ ظَلَّتا تَجِبانِ

يُخَبِّرُ طَرفانا بِما فِى قُلُوبِنا
إِذا استَعجَمَت بِالمَنطِقِ الشَّفَتانِ

.....

خَلِيلىَّ مِن بَينش الأَخِلاَّءِ لا تَكُن
حِبالُكما أُنشُوطَةً مِن حِبالِيَا

وَلا تَشقَيَا قَبلَ المَماتِ بِصُحبَتِى
ولا تَلبَسانِى لُبسَ مَن كانَ قاليَا

فإنَّ فِراقِى سَوفَ يُخلِفُ غَيرَهُ
وَشِيكاً وإِن صاحَبتُمانِى لَياليَا

.....

خَلِيلىَّ زُورا بِي أُمَيمَةَ فاجلُوَا
بِها بَصَرِى أو غَمرةً مِن فُؤَادِيا

فَقَد طالَ هِجرَانِي أُمَيمَةَ أَبتَغِي
رِضَى النَّاسِ لا أَلقَى مِنَ النّاسِ راضِيَا

.....

أَلا لَيتَنا كُنّا طَرِيدَينِ فِى دَمٍ
يُطالِبُنا قَومٌ شَدِيدٌ تُبُولُها

فنَخفَى عَلَى حَدسِ العَدُوِّ وَظَنِّهِ
ويُحرِزُنا عَرضُ البِلادِ وَطُولُهَا

.....

ألا حَبَّذا الماءُ الذِى قابَلَ النَّقا
ويا حَبّذا مِن أَجلِ ظَمياءَ حاضِرُه

إِذا ابتَسَمَت ظَمياءُ وَاللَّيلُ مُسدِفٌ
تَجَلَّى ظَلامُ اللَّيلِ حِينَ تُباشِرُه

وَلَو سَأَلَت للنَّاسِ يَوماً بِوَجهِها
سَحابَ الثُّرَيّا لاستَهَلَّت مَواطِرُه

.....

أَلاَ يالَقَومٍ لِلأَسَى وَالتَّذكُّرِ
وَعَينٍ قَذَى إِنسانِها أُمُّ جَعفَرِ

فَلَم تَر عَينِي مِثلَ قَلبِىَ لَم يَطِر
وَلا كَضُلوعٍ تَحتَهُ لَم تَكَسَّر

.....

وَدَاعِي الهَوَى يَغشَى المَنِيَّةَ بِالفَتَى
وَيَعثُرُ عَقلُ المَرءِ وَهوَ لَبِيبُ

فلِلّهِ دَرِّ يَومَ صحراءِ عالجٍ
وَدَرُّ الهَوَى إِنِّى لَهُ لَحَبِيبُ

وَدَرُّ بَلائِى مِن هَواكِ فإنَّهُ
لِعَلِى وَإِن غالَبتُهُ لَغَلُوبُ

.....

خَلِيلىَّ مِن عَوفٍ عَفا اللهُ عَنكُما
أَلِمّا بِها إن كان يُرجَى كَلامُهَا

وَإِنَّ مَقِيلاً عِندَ ظَمياءَ ساعةً
لَنا خَلَفٌ مِن لَومِةٍ سَنُلامُهَا

.....

أَما وَالَّذِى حَجَّت لَهُ العِيسُ وَارتَمى
لِرِضوانِهِ شَعثٌ طَوِيلٌ ذَمِيلُهَا

لَئِن دائراتُ الدَّهرِ يَوماً أَدَرنَ لِى
عَلَى أُمِّ عَمرٍو نَوبةً لا أُقِيلُهَا

.....

أَعِنِّى عَلَى بَرقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُ
تُضِىء دُجُنَّاتِ الظَّلامِ لَوامِعُه

إِذا اكتَحَلَت عَينا مُحِبٍّ بِضَوئِهِ
تَجافَت بِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ مَضَاجِعُه

قَعَدَتُ لهُ ذَاتَ العِشَاءِ أُشِيمُهُ
وَأَنظُرُ مِن أَينَ استَقَلَّت مَطَالِعُه

وَباتَ وِسادِى ساعِداً قَلَّ لَحمُهُ
عَلَى العَظمِ حتّى كادَ يَبدُو أَشاجِعُه

.....