ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️

قصيدة إملاءُ الذِّكرياتِ
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي



حزينٌ وجْهُ شعريَ إذْ رحلتِ

وقافيتي تقولُ لمَ ارتحلتِ

تسابقتِ الحِسَانُ لنَيلِ وُدِّي

وفي مُضمارِ قلبيَ أنتِ فزتِ

فلمْ تُبقي لغيركِ في فؤادي

مساحةَ أُصبعٍ لمَّا نزلتِ

نَحَتُّك نَحْتَ مَثَّالٍ بشعري

وكم من حُسْنِ شعريَ قد عجبتِ

هجرتِ القلبَ والأشعارَ منِّي

ولمْ أسألْكِ فيمَ لنَا هجرتِ

فغيبي واهجري ما شئتِ قلباً

بعذرٍ زائفٍ فيما اصطنعتِ

ستملي الذكرياتُ عليَّ شعراً

وتأتيْكِ القصائدُ حيثُ أنتِ

قصيدة كَالسَّيْفِ يَجْرَحُ غِمْدَهُ
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


لا تُكْثِّرَنَّ مِنَ الكلامِ وحُدَّهُ

وإنِ استطعتَ عَدِيدَ قولِكَ عُدَّهُ

والمرءُ إن يُطِلِ الكلامَ فإنّه

سَيقولُ قولاً ثُمَّ يفعلُ ضِدَّهُ

ودعِ الخصام مع اللجوجِ ودَاَرِهِ

واجعلْ سُكُوتَكَ كُلَّ حِيْنٍ رَدَّهُ

واعلمْ بِأنَّ لسانَهُ سينالُهُ

وتراهُ يشكو للبَريَّةِ حَدَّهُ

كالسَّيْفِ حِينَ خُرَوجِهِ ودُخُوَلِهِ

عَنْ غيْرِ قَصْدٍ رَاحَ يَجْرَحُ غِمْدَّهُ

قصيدة سَيْرُ أعْمَى
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


إنِّيْ وسَيْرِي إلى مَنْ كُنْتُ آمُلهُ

عنْدَالشَّدائدِ لكنْ ضَنَّ وامْتَنعَا

كسَيْرِ أعْمَى إلى بئْرٍ بِهِ ظَمَأٌ

ضَلَّ الطَّريقَ وفي أعْماقِها وقَعَا

قصيدة إذا تعانق حاجباك على الجبين
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي

صفو الصداقة في احترامك للخدين

ولربما زل القرين على القرين

طلب السماح فقلت شرطي للسما

ح إذا تعانق حاجباك على الجبين

قصيدة نفوس العاشقين رهاف
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


حرفي يجدفُ والعيونُ ضفافُ

عند التَّغزلِ تنتفي الأعرافُ

والصمتُ بوصلةٌ تلومُ تشَبُّبي

ما حيلتي إنْ خانني المجدافُ

والوزنُ يشرفُ بالكلامِ ويرتقي

لولا اللآلئُ ما سمتْ أصدافُ

يا لائمي في الحبِّ طبعيَ عاشقٌ

والصبرُ فرشٌ والأناةُ لحافُ

حتى رأيتَ كما رأيتَُ فشاقكمْ

فعشقتها وتحاذتِ الأكتافُ

حاولتُ صدَّ القلبَ عنها جاهداً

لكنْ نفوسَ العاشقينَ رهافُ

قصيدة الجذر ذاكرة النبات
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي



داء الجسوم يبين في الأحداق

ويبين داء النفس في الأخلاق

كالجذر ذاكرة النبات وإن يكن

داء به ستراه في الأوراق

والنفس تألف في النفوس نظيرها

أعني نظير الفكر لا الأعراق

فإذا تآلفت النفوس تخالها

متعانقات دون أي عناق

والدين أخلاق فعاشرنا بها

في البيت والمحراب والأسواق

قصيدة وعين الحب عمياءُ
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


تعالي نرغم العذا

لَ فالعذالُ أعداءُ

ولا تصغي لعذَّالي

إذا بالعذل قد جاؤوا

فعين البغض مبصرة

وعين الحب عمياءُ

قصيدة أرجوحة
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


لُغَتِيْ كَمِثْلِ مَشَاعِرِيْ مَبْحُوْحَةْ

غَنَّيْتُ سِرَّ تَرَدُّدِيْ وَ صَرِيْحَهْ

أُنْثَى وَ تَعرِفُ كُلَّ أَسْرَارِ النِّسَا

وتَقُولُ مِنْ كُلِّ النِّسَاءِ جَرِيْحَةْ

وَتَغَارُ مِنْ كُلِّ النِّسَاءِ حَبِيْبَتِيْ

لا فرْقَ بينَ قبِيْحَةٍ ومَلِيْحَةْ

وَجَمَالُهَا مِثْلُ الزهور طبيعة

وهي الغرام وما لنا مَنْدُوْحَةْ

لكِنَّ غِيْرَتهَا وشَكَّ ظُنُونِهَا

وضَعَتْ مشاعرها على أرْجُوحَةْ

قصيدة الشَّيْبُ
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


الشَّيْبُ أبَلغُ واعظٍ بين الورَى

تَخِذَ الحَوَاجِبَ والمَفارقَ مِنبرَا

وسطا على كلِّ الجَوارحِ نَابُهُ

فالشيبُ أضْعفَ دَاخِلِيْ وَ المَظْهَرَا

ألِفُ القَوامِ يحِيْلُها دَالاً تلتَ

ألِفاً جَفَتْ مَرْجَاً بهيجاً أخضرَا

قد كان فوديَ عنبراً فأحاله

شيبٌ إلى مِسْكٍ رَزِيْنٍ أذفَرا

فإذا سوادُ الليل في صُدْغِ الفتى

أضحى يجاورُ فيه صُبْحاً أزْهرا

وأرَاهُ أجْسَرَ مَنْ يٌحَذِّرُنَا الرَّدَى

نَصَحَ العَوَامَ وكَمْ أميرٍ أنْذَرَا

أمُفَرِطَ الأيَّامِ جَاءكَ ناصحٌ

فالشَّيْبُ مِنْكَ إلِيْكَ قَامَ مُحَذِرَا

قصيدة تركة شيب
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


لقدْ شربتُ الذي بالأمسِ أسْقِيهِ

وقد كتبتُ الذي قدْ كنتُ أرويهِ

أصبحتُ أبْغِضُ شيئاً كنتُ أعشَقهُ

ورحتُ أرخصُ ما قدْ كنتُ أغلِيهِ

فقدْ وهَبتُ الذي بالأمس آخُذهُ

ورحتُ آخذُ ما بالأمسِ أعطِيهِ

أدنيتُ وجهاً بأمسيْ كنتُ أبعدهُ

ورحتُ أبعدُ وجهاً كنتُ أدنِيهِ

لكمْ رأيتُ ثلوجَ الشَّيبِ في أمَمٍ

والشَّيْبُ يَعبثُ في حُسْنٍ ويَطويْهِ

قد كنتُ أحسبُ أنَّ الشَّيبَ قِسمتُهمْ

وذاك وِرثٌ لهمْ لا حظَّ لي فِيهِ

حتى شَخصتُ بعيني نحوَ صادقةٍ

لسانُها صورةٌ والصدقَ تحكيهِ

قالتْ تغيرتَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ

للعُمرِ حكمٌ على الإنسانِ يُجريهِ