اخترنا لكم

يارب جيتك وكَّن فالقلب مسمار
وانت الذي تعرف بما قد جرا بي

انت الذي تعلم بكتمان الاسرار
وانت الذي تعلم بما في غيابي

جيتك ونا يارب نادم ومحتار
مما اقترفته في بداية شبابي

جيتك وهذا الوقت يارب غدار
وابليس حاول ان يغاوي صوابي

كثرت ذنوبي وانت يارب غفار
وادعوك تغفر كل ذنب ابكتابي

اتوب لك وادعوك ياخير ستار
واخشاك يوم فيه تجري حسابي

.....

مابقى في ساحة البال من ذكرى لقاه
‏غير تلويحة وداعه وخذلان وعده

....

‏لك من صميم الروح ميزه عن الغير
‏ولك في خفوقي من الوله شي ثاني

‏القلب يحمل لك معزه وتقدير
‏والعين تعشق شوفتك لو ثواني

.....

‏ودي اكتب لك قصيدة من زمان
كل ماخطيت لك بيت اشطبه

بالسهوله ينكتب حكي اللسان
بس حكي القلب وشلون اكتبه

.....

ما خلقنا الله نداري في بشرها
‏وما تربينا نبادلها الملامه

‏من بغانا ياخذ العين ونظرها
‏ومن تركنا جعل تصحبه السلامه

.....

‏عن زلة الصاحب وغرّات الاجواد
‏سمعي ثقيل وفي عيوني غشاوه

.....

وكمْ تغافلتُ عن أشياء أعرفُها
وكمْ تجاهلتُ قولاً كان يُؤذيني

وكمْ أقابلُ شخصاً من ملامحهِ
أدري يقيناً وحقّاً لا يُدانيني

وكمْ تغاضيتُ لا جُبناً ولا خوراً
هي المروءةُ من طبعي ومن ديني

جازيتُ بالطيبِ كلّ الناسِ مجتهداً
لعلَّ ربّي عن طيبي سيجزيني

.....

أتظن أنك عندما أحرقتني
ورقصت كالشيطان فوق رفاتي

وتركتني للذاريات تذرني
كحلاً لعين الشمس في الفلوات

أتظن أنك قد طمست هويتي
ومحوت تاريخي ومعتقداتي

عبثا تحاول لا فناء لثائرٍ
أنا كالقيامه ذات يوم آت

.....

كفي القتال وفكي قيـد أسـراكِ
يكفيك مافعلتْ بالناس عيناكِ

كلت لحاظـك مماقـد فتكت بنا
فمن ترى في دمِ العشاق أفتاكِ

كملتْ أوصاف حسنٍ غير ناقصةٍ
لو أن حسنكِ مقرونٌ بحُسناكِ

صفي الدين الحلّي

وتعطّلت لغةُ الكلامِ وخاطَبَت
عينيَّ في لغة الهوى عيناكِ

أحمد شوقي