اخترنا لكم شعر نبطي وفصيح

كُن في أُمورِك ساكِناً
فَالمَرءُ يُدرِكُ في سُكونِهِ

لا خَير في حشو الكَلامِ
اِذا قَدرت عَلى عُيونِهِ

.....

كل اِمرىء في نِفسه
أَعلى وَأَشرَف من خَدينه

رب اِمرىء مُتَيَقِّن
غَلب الشَقاء عَلى يَقينِه

فَأَزالَهُ عَن رَأيِه
فَاِبتاعَ دُنياهُ بِدينِهِ

.....

وَالحَمق داء ما له حيلَة
تُرجى كَبعد النَجم عَن لَمسِه

وَالق اخا الضَعن بِإيناسِه
لِتُدرك الفُرصَة في أُنسِه

كَاللَيث لا يَعدو عَلى قُرنِه
الا عَلى الأَمكان من فرسه

.....

رب اِمرىء أَجنبي عَن مُلاطَفَتي
مَحض الاخوة في البَلوى يُؤاسيني

وَملحف بِسُؤال عَن مكاشرة
مَغض عَلى وَغر في الصَدرِ مَكنون

.....

فَيا مَنزِلاً سِوى البَلى بَين اِهلِهِ
فَلَم يَستَبِن فيهِ المُلوكُ من السوقي

.....

لا خير في مَن لهُ أَصل بِلا اِدب
نالَ المَعالي وَالاِموال وَالنَشبا

يا جامِع العِلمِ نعم الذخر تجمعه
لا تعدلن بهِ دراً وَلا ذَهبا

أَشدد يَدَيك بِهِ تَحمد مغبته
بِهِ تَنالُ الغِنى وَالدينُ وَالحَسَبا

قَد يَجمَعُ المَرءُ مالاً ثُمَّ يَلبَسَه
عَما قَليل فَيَلقى الذل وَالحَربا

وَجامِع العِلمِ مَغبوط بهِ أَبداً
فَلا يُحاذِر مِنهُ الفوتُ وَالسَلبا

.....

وَلا مُشير كَذي نصح وَمَقدِرَة
في مشكل الاِمر فَاِختَر ذاكَ مُنتصحا

.....

أَلا أحد يَأوى لِأَهل محلة
مُقيمينَ في الدُنيا وَقَد فارَقوا الدُنيا

كَأَنَّهُم لَم يَعرِفوا غَير دارِهِم
وَلَم يَعرِفوا غَير التَضايَق وَالبَلوى

.....

لَأَشكُرَنَّ هماماً فَضل نِعمَتِه
لا يشكر اللَهَ من لَم يَشكُر الناسا

.....

كل إِلى الغايَةِ مَحثوت
وَالمَرءُ موروث فَمَبعوث

فَكُن حَديثاً حسناً سائِراً
بَعدَك فَالدُنيا اِحاديثُ

.....