منتديات قبائل شمران الرسمية


المنقولات الأدبية لكل ما هوا منقول من شعر وخواطر

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 07-11-2024, 02:32 PM   #8171
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

الله أكبر! شعبٌ قام شاعرُه
يَشْدُو، فأَنْصَت الأيكِ طائرْه

شعبُ العروبة صان الله وحدتَه!
تُحصَى النجومُ، ولا تُحصَى مفاخرُه

إن خطَّ أو سوَّد التاريخُ سيرته
تهتزُّ من روعة الذكرى مشاعره

إن كان ماضيه بالأمجاد محتشدًا
فما تخلَّى عَنِ الأمجاد حاضره

كالكرم طاب جنيً في كف قاطعه
وزاد من طيبه في الدَّن عاصره

مجدُ العروبة مرهونٌ بوحدتها
والخُلْف أوله ضعفٌ، وآخره

هيهات ينهض شعب بعد كَبْوتِه
إلا إذا اتحَّدتْ قلبًا عناصره

والشعبُ وحدتهُ أقوى ذخائره
يوم الحقيقة إن عُدَّت ذخائره

هي السلاحُ بيمناه إذا خَمَدَتْ
نيران مِدْفعه، أو فُلَّ باتره

يا رُبَّ شعب شتيتِ الشمل منقسم
من ضعفه قُلِّمَتْ منه أظافرهُ

ما عاش يومًا وإن طال الزمان بهِ
بل دُورُه حين تأويه مقابره

له من الوطن المحتلِّ مغفرة
إذا أقام، وللمحتلِّ عامره

يعيش في داره عبدًا لآسره
الطفل زاجرهُ، والعبدُ آمرُه

من يرضَ بالعيش في ظل الهوان، فلا
آوتْه أرضٌ، ولا قرَّتْ نواظره

والمرء تُشقيه يمناه، وتُسْعدُه
وإن تكنْ بيد المولى مصايره

للعُرْب دين على التوحيد مرتكزٌ
إليه باطنُه يدعو، وظاهره

ما سرُّ قوته في غير وحدتهِ
على مبادئها قامَتْ شعائره

حَسْبُ ابن آمنةَ الزهراءِ معجزةً
شعبٌ على يده انضمَّتْ عشائره

مازال يَخْبِطُ في دَيْجُور فُرْقتهِ
حتى تألَّفَ بالإسلام نافره

تمَّت على نَغم القرآن وحدتهُ
كأنما سحَرَ الألباب ساحره

وطبَّق الكونَ طيْفٌ من مهابتهِ
وأوْغَلَتْ في نواحيه عساكره

إن يذكرِ العَرَبَ ارتاعَتْ قياصِرهُ
وبات يخفقُ من رُعْبٍ أكاسره

شعب من البيد ظهْرُ العِيسِ مَرْكَبُه
أطاعه الكونُ: باديه، وحاضره

البَرُّ من خيلهِ يَرْتَجُّ يابسُهُ
والبحر من سُفْنِه يهتَزُّ زاخره

قم سائل البحرَ بحرَ الرومِ: هلِ عَجبتْ
أمواجُه وفتى الصحراء عابره

مَنْ علَّم البدويَّ الماء يركبُهُ
فراح يَمْخُرُ لُجَّ البحر ما خره

ما كان يعرف إلا الماء منسكبًا
من الغمامِ إذا ما جاءَ ماطره

حتى إذا اشتَدَّ بالتوحِيدِ ساعِدُهُ
مَشَى على الماء تَعْلُوه دساكره

لولا معاقلِ قسطنطينَ، لانطَمَستْ
آثارُ دولتهِ، وانْفَضَّ سامرهْ

سَلِ العروبةَ في شَتَّى مرابعها
عن مَجْد أوَّلها: هل عاد داثره

إِنِّي لألمحُ في آفاقها ألقَاً
مِنْ فجرِ نهضتها لاحَتْ بشائره

إنْ صحَّ ظنيِّ، فإن النصرَ عن كثَب
من شعبها. لِمَ لا، والله ناصره

شعبٌ تخلَّص من أغلاله، ومَضَى
يجرُّ ذيلَ رداء الذُّلِّ آسره

ففي الكنانة: شعبٌ صان حَوْزتها
يوم القناةِ في الذُّؤْبَانِ كاسره

وفي الجزائر: شعبٌ شنَّ معركةً
على المظالمِ خاضَتْها حرائره

وفي الشآم: وئامٌ لا يزال على
رغم الحوادثِ ما انْبَتَّتْ أواصره

وعبرَ دِجلة شعبٌ قامَ قَوْمتِهُ ال
كُبْرى، وثار على الطُّغْيان ثائره

وحَوْلَ صنعاء: جيشٌ ثَلَّ قائدُهُ
عرشًا يُتاجرِ بِاسْمِ الدين تاجره

هي العروبةُ، عينُ الله تَكْلَؤُها
ما دَارَ في الفلك الدوَّارِ دائره

أبناءَ يَعْرُبَ، هذا اليومُ يومُكمو
يومٌ أغرُّ، صَبيحُ الوجهِ، ناضره

عَهْدُ السلاسل والأغلالِ قد ذهبت
أيامُه السُّودُ، وانجابتْ دَيَاجِره

بالله، لا تُنْسِكم أعْرَاسُ نصركمو
خصمًا عنيدًا، وأقوامًا تؤازره

على تُخومِكُمُو، يا قوم، عن كثب
خَصْمٌ أَلدُّ خَئُونُ العهد، تحاذِرُه

وكيف نأمَنُه والسُّمُّ في فمه
وليس يزحفُ إلا وَهْوَ فاغره

وكيف نأمن قومًا لا أمان لهم؟
إني أرى كيدَهم تبْدُو بوادره

نارُ العداوة يَصْلاها مُؤَجِّجُها
والجُبُّ يسقط في مَهْواه حافره

صَفُّوا سرائرَكم من كلِّ شائبة
تصفُو الحياةُ لمن تَصْفُو سرائره

لا تذكُرُوا خَطَأَ الماضي وحَوْبتَهُ
ما كان من خطإ فالله غافره

تُنسَى الذنوبُ مع القُرْبى وإن عَظُمت
إن الشَّفيقَ صغيراتٌ كبائره

إن الإخاء إذا ما الإخوةُ اختصموا
على الخصومة مُرْخَاةٌ ستائره

إن يلتئمْ شملُكُم، لاَنَ الحديدُ لكم
كما يُلينُ الحديدَ الصلبَ صاهرُه

إن تطلبوا المجدَ؛ فالصاروخُ مُنْطَلِقًا
ووَحدة الصَّفِّ، والشورى مصادره

كأنني ألْمَحُ التاريخَ، مُنْتَضِيًا
يراعَهُ، وبيمناه دفاتره

كما اطَّلعتُم على تاريخ غابرِكم
تاريخُكم في غدٍ تُتْلَى محاضره

جمالُ، تَمِّمْ لشعب الضادِ وحدتَهُ
فإنما هي حَبٌّ، أنت باذره

لا خصمَ للعُرْب مهما عَزَّ جانِبُه
إلا وأنت بعونِ اللهِ قاهره

ينام شعبُك في أمْن، وفي دعةٍ
وأنت وَحْدَك طولَ الليلِ، ساهره

أقسمتُ، ما عادت الأَهرامُ مفخرةً
للنيل، بل إن فَخْرَ النيل ناصره

سَيْفُ العروبة، سيفُ اللهِ أنْتَ، ولن
يُفَلَّ سيفٌ إلهُ العرشِ شاهره


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:33 PM   #8172
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

جزع الشرق، وأجرى أدْمُعَهْ
ليت شعري: أيُّ خطب رَوَّعه

لا تلوموه على تَذْرافها
فيلسوف الشرق خَلَّى موضعه

شيَّع الفجرَ لعمري باسمًا
والضحى في رأده من شَيَّعَه

كفِّنوا العقادَ في أسفاره
وادفنوا المِرْقَم والطِّرْس معه

لست أدري أشهابًا كان أَمْ
عَيْلَمَا أم راهِبًا في صومعة

عالم بل عالَمٌ في رجل
ليت شعري أيُّ قبر وسعه

سائلوا العلَّة هل أوْدَتْ به
رغم سبعين وخمس مسرعه

لا تقيسُوا بالليالي عمرَهُ
بل سلوا في أي شيء قطعه

لم يَسَلْهُ سائلٌ عن معضل
حَيَّر الأَفهام إلاَّ أقنعه

مَاله اليومَ طويلاً صمتُه
أي شيء عن جوابي منعه

صرَعَ الموتُ فتًى لم يستطع
خصمُه في حَلْبَة أن يصرعه

لستَ تدري أهو يَحْشُو طرْسه
أحْرفًا، أم هو يحثو مدْفعه

وسلاحاه يَرَاعٌ مُرْهَفٌ
ودليلٌ بَيِّنٌ، ما أنصعه

ذو يراع حين يأسو علَّةً
يزدري كلُّ طبيبٍ مبضعه

دولة الألفاظ في خدْمَته
إنْ دعا اللفظةَ جاءت طيِّعَه

نافذُ الطعنة إن شاكَ به
أضْلُعَ الجبَّارِ تقْصِفْ أضلعه

إن يسلطه على نجْم هَوَى
أو على أركان طوْد صَدَّعه

رُبَّ حقٍّ صانه أو بَائِس
ذاد عنه أو سَفيه رَدَعه

رب غِرٍّ رام منه لفْتةً
فرماهُ بالنُّعُوت المقذعة

نخلةٌ دَبَّتْ عليها نَمْلَةٌ
وَخضَمٌ فيه نَقَّتْ ضِفْدَعه

شتم الأعرجُ طوْدًا شامخًا
حينما أعجزه أن يطلعه

إن عرض الحر مرعًى مُخْصبٌ
يجد الوالغ فيه مرتعه

سائلوا ذئب الغضى في جحره
مَنْ على الأُسْدِ الضواري شجَّعه

ينزل الليث إلى ليث ولا
تجمع الليثَ بهرٍّ مَعْمَعَة

قلم العقاد سيفٌ باترٌ
لم يجردْهُ ابتغاءَ المنفعة

لم يجرعْهُ كُئوسَ الشَّهد بَلْ
كم كئوس من زُعَاف جَرَّعَه

العصاميُّ الذي يأبى سوى
كفِّه نحو العلا أن تدفعَه

العَيُوف النفس لو ألبسه
غيرُهُ ثوبَ خُلود خلعه

يَابِسٌ بل شَامِس؛ لم تستطع
رغبة أو رهبة أن تخضعه

لا تلوموه على أخلاقه
هكذا رَبُّ البَرَايا طَبَعَه

هكذا صوَّرهُ بارئهُ
وعلى مقلتهِ قَدْ صنعه

عاش في عصر الشفاعات فما
شقَّ إلا بِيَدَيْه مهْيَعَه

وهْو كم من نَابه أخْمَلَهُ
وأديبٍ من حضيض رفعه

لا يحط الدهرُ مَنْ يرفعُه
لا ولا يرفع قَدْرًا وضعه

يجد الأعداءُ فيه لدَدًا
والأخلاَّء صفاءً وَدَعَه

شامخُ الرأسِ إذا الرأسُ انحنى
أبغضُ الناس إليه الإمَّعَة

ليست العزة دينًا تبعَهْ
إنما العزَّةُ دينٌ شرَّعه

وتَقَاضَتْهُ المعالي حقْبَةً
ثمنَ العزة فقرًا أدقَعه

رُبَّ يوم عضه فيه الطوى
ورداء بيديه رَقَّعَه

في زمان أَلِفَ الذُّلَّ فمَنْ
رفع الهامةَ فيه جَوَّعَه

لاَثمُ الأعتاب فيه آمرٌ
والفتى الحرُّ به ما أضْيَعَه

حسبُه السِّجْن أواه تسعةً
وَهْو يشكو من سقام أو جعة

ونزول الماجدِ الحُرِّ به
من قديم سُنَّةٌ مُتَّبَعه

كاتِبٌ تلمح في أُسلوبه:
وجهَه بل يدَه بل أصبعَه

ذو بيان لم يقلِّده الحلَي
من رَأى الأُسلوب فَلاًّ سجعه

لم يُوَشَّعْ بجُمَان قولُه
بل بفكر فيه عمقٌ وشَّعَه

رُبَّ نثرٍ بَرْقعَتْهُ زينةٌ
هو زيفٌ حين يَنْضُو بُرْقُعَه

رب نظم ما له من هدَف
ليس يدري ناظموه موقعَه

ومن الشعرِ غثيث فاترٌ
تأنفُ الآذان من أن تسمعه

ماله من أبْحُر، أو تُرَع
أو عيون لست تدري مَنْبَعه

لفَّفَتْه عصبةٌ ما وردت
بحرَه بل وردت مُسْتنْقَعه

هل درى الشمَّاخُ في صحرائه
أن قومًا ألبسوه قُبَّعة

يا دعاةَ الشعر، ماذا قلتمو
أنا لا أسمع إلا جعجعة

أيها الذؤْبَان قد حَلَّ الشرى
واستْبِيحَت حرماتُ المسبعة

فأحلُّوا الشعر من أوزانه
واقطعوا كل لسان قطعه

عبقريُّ العبقريات قضى
فهْيَ من حُزْنِ عليه جزعه

إن بَكتْه العبقريات دَمًا
فَهْي من أوصافه منتزعه

خَالدٌ خلَّد أبطال الورى
أي معنى بهمُو قَدْ جمعه

ادفنوه بين دور العلم أو
بين دور الكُتْب خُطُّوا مضجعه

طلَّقَ الدُّنيا ثلاثًا، واصطفى
من بنات الفكر حُورًا أربعه

ما بني إلا بموسوعاتها
وتبناها فكانت منَعه

عاش كالنحل دَءُوبًا بينها
يَنْتَقَي من كُلِّ زَهْر أينعه

أغلبُ الظَّنِّ، لعمري أنها
خيرُ مَنْ صاحَبَه أو ودَّعه

مات عباسٌ! وتبقى أُمَمٌ
تجتني من بعده ما زرعه

مات عباس! جزاه ربه
رحمةً عن كلِّ معنىً أبدعه


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:34 PM   #8173
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ذَوائبُ من بعد الظَّلامِ تضيءُ
لِتُعلِنَ: أن الموت سوف يَجِيءُ

فيزدادُ في الإحسان مَن كان مُحْسِنًا
ويُقْلِعُ عن سُوءِ الصنيع مُسِيء

ألا أيها الشَّيْبُ المُلِمُّ بلحْيَتِي
لك الويْلُ! إنِّي من سَنَاك بريء

ترى معجزات العلم تتْرى، فهَلْ أرى
شبابِيَ من بعد المَشِيبِ يضيء

دَعُوني من الطِّبِّ الحديث وكشفه
فإِني أغذُّ السَّير وَهْو بطيء

هو الطب أما في الجِرَاح فَمَا رِدٌ
وأمَّا أمام الشَّيْب فَهْو قمِيءُ


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:35 PM   #8174
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ضجيعَ التراب، أطلتَ الرقودَا
عزيزٌ على الضاد ألا تعودَا!

بكتك، لعمري، عيونٌ شحاحٌ
تعوَّدنَ عند المصاب الجمودا

بكى النيل مَنْ كان في طهره
وكانت سجاياه أشهى ورودا

فتى شَيَّعته الوفود، فسارت
مناقبُهُ تتحدَّى الوفودا

ولو لم نُؤبِّنهُ نحن، لقامت
فألقت على كل سمع قصيدا

له سيرة كعبير الزهورِ
لوَ أن الزهورَ رُزقنَ الخلودا

نثرنا الورود على قبره
فقطَّرَ طيبُ ثراه الورودا

قضى، وهُو للكل خِلٌّ، ودود
وكان له الكلُّ خلا، ودودا

وعاش؛ فما عاش إلا كريمًا
ومات؛ فما مات إلا شهيدا

وأدَّى رسالتهُ في الحياة
ولولا الردى، لتوخى المزيدا

ومدُّوا له في زمان الجهادِ
ويأبى له الموتُ عمْرًا مديدا

فتى نال باللين ما لا يُنالُ
وللِّين بأسٌ يَفلُّ الحديدا

تراضُ الوحوشُ بألفاظه
وينقلبُ الجمرُ ماءً بَرودا

يسوس الأمورَ بمحضِ الأناةِ
فيطوي العدوَّ، ويُرْضي الحسودا

وما كان في الحلم إلا ابنَ هندٍ
وذو الحلم أخلقْ به أن يسودا

محمدُ، لو تُفتدَى بالشبابِ
بذلناه للموت فيك زهيدا

عهدتك مبتسمًا للحياةِ
ترى كلَّ يوم أظلَّلك عيدا

بوجهٍ طليق، كوجه الربيعٍ
إذا طاب نفحًا، وأورقَ عودا

ولم تَشْكُ من حادث الدهر يومًا
كأنكَ منه أَخذتَ العهودا

أَلا إن ذلك سرُّ اليقينِ
رُزقت اليقينَ، فَعِشْتَ سعيدا

سجدتَ لربك حين أطالتْ
جباهٌ لغير الإله السُّجُودا

أقدِّسُ فيك التقى والصلاحَ
أقدِّسُ فيك الخلاق الحميدا

عهدتك تدعو إلى الخُلْق دينًا
وتهتفُ بالصالحاتِ نشيدا

ورقَّتْ خِلالك مثلَ النسيم
فكانت على ما تقول شهيدا

عهدتك تعملُ خَلْفَ الستارِ
وتَبذلُ إثر الجهود الجهودا

تُهَيِّئُ للضاد مجدًا طريفًا
وتبعثُ للضاد مجدًا تليدا

تُشيد بها في سكون وصمت
وتدفع عنها الأذى إن أريدا

جهودٌ يحسُّ بهنَّ الجمادُ
وتنكر أن لهن وجودا

أبَا جابر، كلُّ حي يصيرُ
إلى حتفه، كارهًا، أو مُريدا

على الأرض ننمو نموَّ النباتِ
ويلقطنا الموتُ حَبّا حصيدا

سنسلُكُ يومًا سبيلَ الجدودِ
فلسنا بأسعدَ منهم جدودا

سألتُ عن الأرض: ماذا أقلت
فقالوا: مهودٌ تغذِّي لحودا

ولم أرَ كالموت داءً قديمًا
تخرَّم عادًا، وأفنى ثمودا

فما بالنا كلما مات ميْتٌ
شَرْبنا من الحزن لونًا جديدا

رأيتُ البكاءَ يعزي الحزينَ
ولكنه لا يردّ الفقيدا

لعمرُك، ما الموتُ إلا انطلاقٌ
فإن الحياةَ تفيضُ قيودا

علامَ تشكَّى الحياةَ زهيْرٌ
وأضجرَ طولُ البقاء لبيدا

أبا جابرٍ، شاهَ وجهُ الحياةِ
وصار الورى للحُطام عبيدا

فلا العيشُ أمسى يُعَضُّ عليه
ولا الموتُ أصبح خصمًا لدودا

وماذا تركت من الطيِّباتِ
تركتَ حروبًا تشيب الوليدا

تُروَى أديمَ الثرى بالنجيعِ
وتملأ سمعَ الزمان رعودا

حروب يسعِّرها الأشقياءُ
فتتخذُ الأبرياءُ وقودا

غدت تَصَهرُ الناس مثلَ الجليدِ
ولكنَّ في مصر شعبًا جليدا

إذا الأرض مادتْ بسكانها
فإن لنا وطنًا لن يميدا

أبا جابر، ما نسينا الوفاءَ
ولا علَّمتنا الحروبُ الجحودا

أشادتْ بذكرك «دارُ العلومِ»
فما كنتَ إلا فتاها الرشيدا

وواسطة العقد في نحرها
وإن كان باقيه درا نضيدا

لعمرُك، مازال للدار أهلٌ
ومازالت الغابُ تنمي الأسودا

لئن أنجبتكَ، فكم أنجبت
لمصر حصاةً، ورأيًا سديدًا

وأنفًا أشمَّ يزيد ارتفاعًا
إذا شمَّ بعضُ الأنوف الصعيدا

رجال بعصر الجهالة لاحوا
نجومًا تشقُّ ليالَي سودا

همو حملوا راية الضاد حتى
أعادوا لها جعفرا والرشيدا

إذا لمحت مصر آثارهم
تثنّت من التيه عِطفًا وجيدا

ولم تَرَ أخلصَ منهم رجالاً
وأنكر للذات منهم جنودا

إذا شبَّت الحرب، هبوا قيامًا
وإن قُسِّم الفيء، ظلوا قعودا

ولا يحسب الناس «دار العلوم»
بناءً على أرض مصر مشيدا

فإن لها بالعراق فصولاً
وإن لها في الحجاز حدودا

إذا رفعت في الكنانة بندًا
فقد رفعت في سواها بنودًا

مثابة أم اللغى، من بناها
بني للعروبة صرحًا وطيدا


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:36 PM   #8175
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أخي، هذه الأرضُ ما شأنْهَا؟
يكادُ يُنَاجِيكَ بنيانُها!

تكادُ لفَرْطَ أسَاها تفيضُ
من الدَّمع لا الماءِ غدرانُها!

بِرَبِّك: هل فَقَدتْ أهلَهَا
فزادتْ على الأهل أحْزَانُها؟

لقد حلَّهَا غيرُ سُكَّانها
وعنها تَرَحَّلَ سُكَّانُها

على بابها صاح طَيْرٌ غريبٌ
فَنَاحَ على طْيره بَانُها!

إذا ذُكر العُرْبُ؛ حنَّتْ، وأنَّتْ
وراحَتْ تُلوِّحُ أغصانها!

وصاحت تُهيبُ بجيرانهَا
فهل سَمعَ الصَّوْتَ جيرانُها؟

فلَسْطِينُ، أرضُ العُرُبة عَيْنٌ
وأنتِ من العَيْن إِنْسَانُها

فلا غَمَضَتْ عنك عينُ فتَاكِ
ولا ذاقَت النَّوْمَ أجفانُها

إلى أن أُقَبِّل أرضَكِ سَبْعًا
فتهدأ نفسي وأشجانُها

فإن عشت، تخْمُدْ بقلبي حقودٌ
تَسَعَّرُ في القلب نيرانُها

وإن متُّ، لم تُنسنيكِ الجنانُ
وَحُورُ الجنَانِ وَولْدَانُها

وَخَلْفي لِثأري وثَأر بلادي
أُسُودُ الحُرُوب وفُرْسانُها

إذا صفَحَاتُ البطولةِ خُطَّتْ
فإِنَّ العروبةَ عُنْوَانُها

ودينُ العُروبةِ بعد الإِله
وبعد النَّبِيِّينَ أوطانُها

فلَسْطين: أرواحُنا الغالياتُ
ببابكِ تَرْخُصُ أَثْمَانُها

بلادِيَ ليست لغيري، ونَفْسِي
ونَفْسُ وَحِيدِيَ قُرْبَانُها!


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:36 PM   #8176
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

سلِ الشَّرقَ: هل صبحُهُ أسفَرَا؟
وهل ذادَ عن مقلتيه الكَرَى؟

وهل صار للشرق أُذْنٌ تعي؟
وهل صار للشرق عينٌ ترى؟

أرى في سماءِ العُروبة برقًا
إذا صحَّ ظنِّي به، أمطرَا

فعمّ الحواضرَ طوفانُهُ
وفاضَتْ شآبيبُه بالقرى

ويا رُبَّ غيثٍ يَبُلُّ الصدى
وغيثٍ، إذا ما هَمَى، دمَّرا

وكم نقمةٍ أعقبَتْ نعمةً
وكم مِعْوَلٍ هادمٍ عَمَّرَا

تنبَّهَ بعد الرُّقَاد أُناسٌ
تقلَّدَهم دهرُهم مدْبرَا

تقدّمَ كلُّ بطيءِ الخُطَا
وهُمْ وحدَهم رَجَعُوا القهقرى

تعبَّدهُم كلُّ شعبٍ ذليلٍ
وكان لهم أمسِ مُلْكُ الثَّرى

صحا الشرقُ بعد عميق السُّبَاتِ
أهابَ الأذانُ به، فانبرى

وجرّدَ للنصر إيمانَهُ
وما خاب شعبٌ به استنصرا

ولم أَرَ كالدِّين سيفًا لمنْ
أراد النضالَ، ولا مِغْفَرا

إذا سادَ في الأرض، جَبَّ الفسادَ
من الأرض، واستأصَلَ المُنكَرا

وما خاب شعبٌ بهَذِي السماءِ
قويُّ الصِّلاتِ، وثيقُ العُرَا

أوائلُكُم أيها المسلمون
بشرعةِ أحمدَ ساسوا الورى

وباسم الحنيفةِ سادوا؛ فكانَ
سواهم سُفوحًا، وكانوا الذُّرا

رأى منهم الناسُ ما لم يَرَوْ
هُ من عدلِ كسرى، ولا قيصرا

كتابكُمو أيها المسلمونَ
بمشكاتِهِ يهتدي مَنْ سَرى

به استمسك الأولون؛ فكانوا
أُسودًا، وكان حماهُمْ شَرى

فسيروا على نهجه مؤمنينَ
تَرُّوا من المجدِ ما أدبَرا

ومن تَمَّ بالله إيمانُهُ
رأى الصخْرَ في يده عِثْيَرا

إذا ما مشى فوقَ الشوك القَتاد
غدا تحته سندُسًا أخضرا

ولنْ ينفَعَ القومَ إِيمانُهُم
إذا كان إِيمانُهُم أبْتَرا

ومن خطَبَ المجدَ، شدّ الرِّحال
إليه، وخاضَ الدّمَ الأحمرَا


محمود غنيم
مصر



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:37 PM   #8177
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

هات الأعاجيب يا عصر الأعاجيبِ
فما تزيد على علمي وتجريبي

مالي وماليَ إلا قريتي سكن
موزعاً بين تشريق وتغريب

أدري بكل الذي في الأرض من حدثٍ
ولا أرى أحداً في الأرض يدري بي

وأفتدي الوطن الأغلى ويغفلني
قومي كأنيَ منهم غير محسوب

أكابد اليوم منهم ما تكبَّده
أمسِ ابنُ يعقوب من أبناء يعقوب

فليت لي من دمي أو أدمعي نُذُراً
إليهمُ بعد ما هانت مكاتيبي

وليت شعري مذاع في الأعاجم من
بعد الذي ضاع منه في الأعاريب

وليتني في ارتياد القطب أحمل ما
حملت في مصر من هم وتعذيب

وليتني من ضحاياه ولست أرى
نزاع شعب على أمرَيهِ مغلوب

أقدس النيل في قومي وفي وطني
وإن يكن من سواه اليوم مشروبي

وعنديَ البلسم الشافي جراحهم
من الحوادث من خلق ومن طيب

في ذمة الدهر والأقدار لي أمل
طلبته غير متبوع ومصحوب

وليس لي غير وجدان أزوده
مني بأطهر موروث ومكسوب

إني لأبحث بين القوم عن رجل
فلا أرى غير منقوص ومثلوب

أيحرس الشاة أصحاب لها اقتتلوا
وهم وَشَاتُهُمُ في قبضة الذيب

بأس الليالي عليهم صار أهون من
شحنائهم والأهاجي والأكاذيب

أغنى العداة عن الجند اطلاعهم
فينا على كل مستور ومحجوب

وإن رفقي بإخوان ليَ افترقوا
لمثل رفقي بمطعون ومضروب

وقد يهون على مثلي اختلافهمُ
لو لم يعد ضَغَناً بين الأصاحيب

سياستان رأيت الفرق بينهما
كالفرق ما بين تعمير وتخريب

وقد يشق على مثلي ويحزنه
لقاء رأي إليه غير محبوب

عرفت كل فريق في سياسته
ولم يجئ نبأ السودان والنوب

أين الجلاء فإني ما سمعت له
بين الأحاديث ذكراً والمطاليب

وأين ما كان يستهوي الغلاة به
أشياعهم من أهازيج وتطريب

أليس من نكد الدهر اضطرابهم
قبل الوغى بعد إعداد وتدريب

إن الجهاد بإيثار وتضحية
ليس الجهاد بتلقيب وتنصيب

مالاً وجاهاً أصابوا أمس أجرهم
من سائر الشعب أم أسلاب مسلوب

إن يذكروا النفي والتغريب تكرمة
فكم أثيبوا على نفيٍ وتغريب

كانوا ملائكة لو أنهم زهدوا
في متعة حين تخيير وترغيب

حرصٌ على الحق بالبرهان أم حذرٌ
على غنيمتهم بين المخاليب

أتلبث الفتنة الهوجاء عاصفة
بكل حزب إليها غير منسوب

وهل من الشعب من يبني رياسته
على ثرىً بدماءِ الشعب مخضوب

وكل من يتولى الحكم دونهم
جزاؤه كل تعريض وتثريب

قالوا خلافة سعد قلت مقدسة
ملء الميادين مني والمحاريب

ليست مبادئهُ وقفاً على أحدٍ
لكنها للمناجيدِ المناجيب

إن الرجال بتدبير وتبصرة
ليس الرجال بإكثارٍ وتغليب

فليتركوا الحكم للأولى به ولهم
في غيره كل تأهيل وترحيب

عرفتك ابنَ سليمانٍ كمعرفتي
للحق من بعد تعليم وتهذيب

على السماء غضابٌ أم عليك همُ
وأنت أهدى إلى ربٍّ ومربوب

لقد حرصتَ على ميثاقهم وأبوا
إلا المصارع من تلك الألاعيب

وإن مثلك يرجوه ويرهبه
في قومه كل مرجوٍّ ومرهوب

أنت الموفق في الميعاد ترقبه
مخيراً بين تبعيد وتقريب

وأنت أقوى على آت ومنتظر
بعد احتفاظ بمأخوذ وموهوب

وصاحبُ العرش راضٍ ما تدبره
والمصلحون من الشبان والشيب

وأنت أحفظ للدستور تنفذه
حرّاً بأفضل تفصيل وترتيب

وللقضية ما أنت الكفيل به
من الوسائل شتى والأساليب


احمد الكاشف
مصر



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 04:10 PM   #8178
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أيها الملَّاحُ قمْ واطوِ الشراعا
لِمَ نطوي لُجَّةَ الليل سراعَا

جَدِّفِ الآن بنا في هينةٍ
وجهة الشاطئ سيرًا واتباعَا

فغدًا يا صاحبي تأخذنا
موجةُ الأيام قذفًا واندفاعَا

عبثًا تقفوا خُطى الماضي الذي
خِلْتَ أنَّ البحرَ واراهُ ابتلاعَا

لم يكنْ غيرَ أويقاتِ هوًى
وقفتْ عن دورةِ الدهر انقطاعَا

فَتَمَهَّلْ، تسعد الرُّوحُ بما
وهِمَتْ، أو تطربِ النفسُ سماعا

وَدَعِ الليلةَ تمضي، إنها
لم تكنْ أولَ ما ولَّى وضاعا

سوف يبدو الفجرُ في آثارها
ثم يمضي، ودواليكَ تباعا

هذه الأرضُ انتشتْ مما بها
فغفتْ تحلُم بالخلدِ خداعا

قد طواها الليلُ حتى أوشكتْ
من عميقِ الصمتِ فيه أن تُراعا

إنَّهُ الصمتُ الذي في طيِّه
أسفرَ المجهولُ، والمستورُ ذاعا

سَمِعَتْ فيه هُتافَ المنتهَى
من وراءِ الغيب يُقريها الوداعا

أيها الأحياءُ، غنوا واطربوا
وانهبوا من غفلات الدهرِ ساعا

آهِ، ما أروعَها من ليلةٍ
فاضَ في أرجائها السحرُ، وشاعَا

نَفَخَ الحبُّ بها من روحِه
ورَمَى عن سِرِّها الخافي القناعَا

وجلا من صُوَرِ الحسنِ لنا
عبقريًّا لَبِقَ الفنِّ صنَاعا

نفحاتٌ رَقَص البحرُ لها
وهفَا النجمُ خُفوقًا والتماعَا

وسَرَى من جانبِ الأرض صدًى
حَرَّكَ العُشْبَ حنانًا واليراعا

بَعَثَ الأحلامَ من هجعتِها
كسرايا الطير نُفِّرْنَ ارتياعا

قُمْنَ بالشاطئِ من وادي الهوى
بنشيد الحبِّ يهتفنَ ابتداعا

أيها الهاجرُ عزَّ الملتقى
وأذبتَ القلبَ صدًّا وامتناعا

أدركِ التائهَ في بحر الهوى
قبل أن يقتلَهُ الموجُ صراعا

وارعَ في الدنيا طريدًا شاردًا
عنه ضاقتْ رقعةُ الأرض اتساعا

ضلَّ في الليل سَراهُ، ومَضَى
لا يَرى في أفقٍ منه شعاعا

يجتوي اللافحَ من حرقته
وعذابٍ يشعلُ الرُّوحَ التياعا

والأسى الخالدَ من ماضٍ عفا
والهوى الثائرَ في قلبٍ تداعَى

فاجعلِ البحرَ أمانًا حوله
واملأ السهلَ سلامًا واليفاعَا

وامسحِ الآنَ على آلامه
بيدِ الرفقِ التي تمحو الدماعا

وَقُدِ الفلكَ إلى بَرِّ الرِّضَا
وانشُر الحبَّ على الفلك شراعا


محمود علي طه



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 04:10 PM   #8179
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أخي، جاوزَ الظَّالمونَ المَدَى
فحقَّ الجهادُ، وحَقَّ الفِدا

أنتركهُمْ يَغْصِبونَ العُروبةَ
مجدَ الأُبوَّةِ والسؤددا؟

وليسوا بِغَيْرِ صليلِ السّيوفِ
يُجيبونَ صوتاً لنا أو صدى

فجرِّدْ حُسامَكَ من غِمْدِهِ
فليسَ لَهُ، بَعْدُ، أن يُغْمدا

أخي، أيُّها العربيُّ الأبيُّ
أرى اليومَ موعدَنَا لا الغَدَا

أخي، أقبلَ الشّرقُ في أُمَّةٍ
تردُّ الضَّلالَ وتُحيي الهُدى

أخي، إنّ في القدسِ أختاً لنا
أعَدَّ لها الذّابحونَ المُدى

صَبَرْنا على غَدْرِهِمْ قادرينَ
وكنّا لَهُمْ قَدَراً مُرصدا

طَلَعْنا عليهمْ طلوعَ المنونِ
فطاروا هَباءً، وصاروا سُدَى

أخي، قُمْ إلى قبلةِ المشرقَيْنِ
لنحمي الكنيسةَ والمسجدا

يسوعُ الشهيدُ على أرضها
يُعانقُ، في جيشهِ، أحمدا

أخي، قُمْ إليها نشقُّ الغمارَ
دماً قانياً ولظًى مُرْعِدا

أخي، ظمئتْ للقتالِ السيوفُ
فأوردْ شَبَاها الدّمَ المُصْعدا

أخي، إن جَرَى في ثراها دمي
وأطبقتُ فوْقَ حصاها اليدا

ونادى الحِمامُ وجُنَّ الحُسامُ
وشبَّ الضّرامُ بها موقدا

ففتِّشْ على مهجةٍ حُرَّةٍ
أبَتْ أن يَمُرَّ عليها العِدا

وَخُذْ رايةَ الحقِّ من قبضةٍ
جلاها الوَغَى، ونماها النَّدى

وَقَبِّل شهيداً على أرضها
دعا باسمها الله واستشهدا

فلسطينُ يفْدي حِماكِ الشّبابُ
وجلَّ الفدائيُّ والمُفتدى

فلسطينُ تحميكِ منا الصُّدورُ
فإمَّا الحياةُ وإمَّا الرَّدى


محمود علي طه



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 04:11 PM   #8180
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا قاهرَ الموتِ كمْ للنفسِ أسرارُ؟
ذَلَّ الحديدُ لها، واستخْذَتِ النَّارُ

وأشفَقَ البحرُ منها، وهو طاغيةٌ
عاتٍ على ضرباتِ الصَّخْرِ، جَبَّارُ

حواكَ أُحدوثةً مُثْلَى، وتضحيةً
لم تَحوِهَا سِيَرٌ، أو تروِ أخبارُ

رماكَ في جَنَبَاتِ اليمِّ مُحْتَرِبٌ
خافي المقاتلِ، عند الرَّوعِ فرَّارُ

ترصَّدتكَ مراميهِ ولو وَقَعَتْ
عليهِ عيناكَ لم تُنقِذْهُ أقدارُ

يَدِبُّ في مسبحِ الحيتانِ منسربًا
والغورُ داجٍ، وصدرُ البحرِ موَّارُ

كدودةِ الأرضِ نورُ الشمس يقتُلُهَا
وكم بها قُتِلَتْ في الروض أزهارُ

هوى بكَ الفُلْكُ إلَّا هامةً رُفِعَتْ
لها من المجدِ إعظامٌ وإكبارُ

واستقبلَ البحرُ صدرًا حين لامسَهُ
كادتْ عليهِ جبالُ الموجِ تنهارُ

وغابَ كلُّ مَشيدٍ، غَيرَ قُبَّعةٍ
ذكرى من الشَّرفِ العالي وتَذكارُ

ألقيتَها، فتلقَّى الموجُ مَعْقدَها
كما تَلَقَّى جبينَ الفاتحِ الغَارُ

ولو يُرَدُّ زمانُ المعجزاتِ بها
لانشقَّ بحرٌ لها، وارتدَّ تَيَّارُ

كأنَّها خطبةٌ راعَتْ مقاطعُها
لها العوالمُ سُمَّاعٌ ونُظَّارُ

تقولُ: لا كانَ لي ربٌّ ولا هتفتْ
بذكرِه الحربُ، إن لم يُؤخذِ الثارُ

يا ابنَ البحار وليدًا في مسابِحِهَا
ويافعًا يُؤثرُ الجُلَّى ويختارُ

ما عالَمُ الماءِ؟ يا ربَّانُ، صِفْهُ لَنَا
فما تحيطُ به في الوهم أفكارُ!

وما حياةُ الفتى فيهِ؟ أتسليةٌ
وراحةٌ؟ أم فُجاءاتٌ وأخطارُ؟

إذا السفينةُ في أمواجِهِ رَقَصَتْ
على أهازيجَ غَنَّاهُنَّ إعصارُ

وأشجَتِ السُّحْبَ موسيقاهُ، فاعتنقتْ
وأُسدِلَتْ من خدور الشُّهبِ أستارُ

وأنتَ ترنو وراءَ الأُفق مبتسمًا
كما رنا نازحٌ لاحتْ له الدارُ

غرقانَ في حُلُمٍ عَذْبٍ تُسَلْسِلُهُ
من ذروةِ الليل أنواءٌ وأمطارُ

يا عاشقَ البحر، حَدِّثْ عن مفاتَنِهِ
كم في ليالِيهِ للعشَّاقِ أسمارُ

ما ليلةُ الصيف فيه؟ ما روايتُها؟
فالصَّيفُ خمرٌ، وألحانٌ، وأشعارُ

إذا النسائمُ من آفاقِهِ انحدرَتْ
وَضَوَّأتْ من كُوَى الظَّلْمَاءِ أنوارُ

وأقبلتْ عارياتٍ من غلائلها
عرائسٌ من بناتِ الجنِّ أبكارُ

شُغْلُ الربابنةِ السَّارينَ من قِدَمٍ
تُجلَى بهنَّ عَشِيَّاتٌ وأسحارُ

يُتْرعْنَ كأْسَك من خمرٍ مُعَتَّقَةٍ
البحرُ كهفٌ لها، والدهرُ خمَّارُ

وأنت عنهنَّ مشغولٌ بجاريةٍ
كأَنَّ أجراسَها في الأُذْنِ قِيثارُ

صوتُ الحبيبةِ قد فاضتْ خوالجُها
ورَنَّحَتْها من الأشواقِ أسفارُ

وا لَهفَ قلبكَ لما انْدَكَّ شامِخُها
والنَّوءُ مصطرعٌ والموجُ هدَّارُ

بُوغِتَّ بالقدَرِ المكتوب فانسرَحَتْ
عيناكَ تقرأُ، والأمواجُ أسطارُ

نزلتما البحرَ قبرًا، حين ضمَّكما
رفَّتْ عليه من المَرْجان أشجارُ

نام الحبيبانِ في مثواهُ واتَّسدا
جنبًا لجنبٍ، فلا ذلٌّ ولا عارُ

مصارعٌ للفدائيين يعشقها
مستقلونَ وراءَ البحر أحرارُ

مَنيَّةٌ كحياةٍ، كلما ذُكِرَتْ
تجدَّدَتْ لك في الأجيالِ أعمارُ

هيَ الفخارُ لشعبٍ من خلائقهِ
خَلْقُ الرجالِ إِذَا هاجَتْهُ أخطارُ

له البحارُ بما احتازتْ شواطئُها
وما أجنَّتْهُ خُلجانٌ وأغوارُ

رواقُ مجدٍ على جدرانِهِ رُفِعَتْ
للخالدين أماثيلٌ وآثارُ

دخلتَ من بابِهِ، واجتزتَ ساحتَهُ
وسِرْتَ فيهِ على آثارِ من سارُوا

يتيهُ باسمِك في أقداسِهِ نُصُبٌ
رخامهُ الدهرُ، والتَّاريخُ حَفَّارُ


محمود علي طه



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر



أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
طريقة تحضير طاجين الفسيخ الفلسطيني شمرانية الروح المطبخ والغذاء الصحي 7 05-28-2021 07:34 PM
الشاعر محمد ابو شراره الشمراني يشارك في فعاليات شرفة الشعر بأكادمية الشعر العربي أبو شريح الشمراني منتدى الشاعر محمد ابوشرارة الشمراني 1 02-10-2021 05:24 PM
مالا تعرفه عن صلاة الجنازة ومايتعلق بها ‏‏( معلومات غائبة عن الكثير ) ساكتون المنتدي الاسلامي 7 04-07-2012 04:45 PM
قـصــة زواج الـسيد بـيـبـسي والـسـيدة مـيرنـدا بالصور خوفو الضحك والفرفشة 0 08-26-2010 06:05 PM
نرجع لموضوع (((الشيعة))) وفي هذا اليوم نقدم لكم ~-{المتعة ومايتعلق بها}-~ كركر المنتدي الاسلامي 4 02-09-2008 08:17 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية