بـوح الـقـصيد للشعراء الأعضاء يختص بالشعر الغير منقول للاعضاء المسجلين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#8831 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() قصيدة غراب على شجرة الميلاد
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 289 مشاهدة في عيدِ ميلادِهِ خانَتْهُ أَشْمُعُهُ فسارَعَتْ لتُضِيءَ العيدَ أَدْمُعُهُ كأنَّ عينيهِ..في شوطِ الوفاءِ لهُ.. تَسابَقانِ.. وأوفَى الدمعِ أَسْرَعُهُ! رَاعَتْهُ من صفحةِ التقويمِ مقصلةٌ أَهْوَتْ على عُنُقِ الأيَّامِ تقطعُهُ في الشمعدانِ رأى أعوامَهُ جُثَثاً صرعَى فمال على نعشٍ يُشَيِّعُهُ ما استقبلَتْهُ (الموسيقا) كي تُحَصِّنَهُ ضدَّ الزمانِ ولا قامَتْ تُوَدِّعُهُ ليتَ المرايا وقد شَظَّتْ ملامحَهُ تُحصي الوجوهَ التي باتَتْ تُقَنِّعُهُ في عيدِ ميلادِهِ غابَتْ حبيبتُهُ وقَلْبُهُ فائضُ الإكسيرِ مُتْرَعُهُ فاهتزَّ عن ثورةٍ في روحِهِ انْدَلَعَتْ شوقاً إلى وردةٍ بالحُبِّ تَقْمَعُهُ شوقاً إلى امرأةٍ أدنَى عقيدتهِا أنَّ الهوَى للهوَى عَقْدٌ يُشَرِّعُهُ! ** ** في عيدِ ميلادِهِ.. والذكرياتُ سَرَتْ مسرَى العقاربِ لا تنفكُّ تَلْسَعُهُ طافَ البداياتِ.. لا أَشْجَتْهُ قابلةٌ ترعى المشيئةَ.. لا أَشْجاَهُ مَرْضَعُهُ باكٍ على أُمِّهِ: هل كان أَوْجَعَها في الطَّلْقِ مقدارَ ما الأيَّامُ تُوجِعُهُ؟! ** ** في عيدِ ميلادِهِ.. دَوَّى على فَمِهِ صوتٌ ولكنْ من الأحشاءِ مَطْلَعُهُ: فُكُّوا عقالَ بعيري.. إِنَّ بِي سَفَراً إِلَيَّ.. ما جَفَّ في الأعماقِ مَنْبَعُهُ! تبا لهُ طائراً في الغيبِ مُلْتَمِساً رصاصةً من رصاص الوعيِ تصرعُهُ مشابكُ الوَهْمِ لم تبرحْ تُعَلِّقُهُ للريح.. أنَّى تَهُبُّ الريحُ تصفعُهُ ألفَى الحياةَ قميصاً.. والثقوبُ بهِ شَتَّى.. فما زال بالمعنىَ يُرَقِّعُهُ مَشَى على ريبةٍ في نفسِهِ فمَشَتْ جحافلُ النملِ في جنبيهِ تَتْبَعُهُ محدودب الروح مِمَّا روحُهُ حمَلَتْ للأرضِ حُبّا وما انْفَكَّتْ تُوَزِّعُهُ لا شيءَ أكثر في ظلمائِهِ فَزَعاً من فكرةٍ في ظلامِ الرأسِ تُفْزِعُهُ إذا امتطَى قَلَمٌ إحدَى أصابعِهِ تَأَلَّقَتْ ببريقِ الماسِ إصبعُهُ ** ** في عيدِ ميلادِهِ.. ما زال يصرخُ في بَرِّيَّةِ الوقتِ لكنْ ليس تَسْمَعُهُ يُصغي إلى ذاتِهِ إصغاءَ مُعْتَنِقٍ دِيناً جديداً إلى مَنْ كان يُقْنِعُهُ صادَفْتُهُ في قطار العُمْرِ وَالْتَبَسَتْ هناكَ أَضْلُعِيَ الأُولَى وأَضْلُعُهُ لغزٌ يُفَتِّشُ عن معناهُ وَالْتَقَياَ كما التقَى في الشَّجَى نصٌّ ومُبْدِعُهُ صادَفْتُهُ وتَوَحَّدْناَ معاً، وصحا وجهُ السماءِ على بَرْقٍ يُلَمِّعُهُ كأنَّنا حينما سِرْناَ: أنا وأنا نَهْرٌ جرَى وخريرُ الماءِ يتبعُهُ ما الحبُّ؟ قلتُ: وأَوْجِزْ قال لي: جَرَسٌ في القلبِ لم نَتَعَلَّمْ كيفَ نَقْرَعُهُ سار القطارُ ولكنْ لا عيونَ لهُ يكبو على السُّكَّةِ العمياَ ونرفعُهُ ولم نزلْ كلَّما ضاق المكانُ بنا نأوي هناك إلى أُنثَى تُوَسِّعُهُ ** ** سجا علينا غرابٌ ملءُ عتمتِهِ ليلٌ.. يخاصمُ فيهِ النجمَ مَوْقِعُهُ قال الغراب: خذوا عنِّي مراسِمَ كُمْ في الحزنِ ثُمَّ اصنعوا ما كنتُ أَصْنَعُهُ قلنا: حنانيكَ قد طال الطريقُ بنا نحو الغيابِ فحَدِّثْ كيفَ نَرْجِعُهُ قال: ازرعوا خلفَكُمْ ظِلا يُدِلُّكُمُ ما خانَ ظِلٌّ بِمَنْ في الأرضِ يزرعُهُ! قلنا وقالَ.. وأَوكَلْناَ السؤالَ إلى شَكٍّ يُبَدِّدُهُ حيناً ويجمعُهُ يا للنِّهايةِ إذْ مَالَتْ بأَذْرُعِنا نحو الوداعِ فلم تُسْعِفْهُ أَذْرُعُهُ! سارَ القطارُ وأَعْلَنَّا الحدادَ بهِ مُذْ جَفَّ من أَحَدِ الرُّكَّابِ مَوْضِعُهُ يا سائقَ العُمْر.. أَدْرَكْناَ محطَّتَنا من الحياةِ.. فهل أَجْرٌ فنَدْفَعُه؟ قِفْ عند أَوَّلِ تابوتٍ تَمُرُّ بهِ هناكَ حيث قميصُ الوقتِ نخلعُهُ
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#8832 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() قصيدة سقياك يا والد النهرين
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 285 مشاهدة عَلِّمْ لسانَكَ يُصغي ف(العراقُ) هُنا.. تَبًّا لكُلِّ لسانٍ لم يَكُنْ أُذُنَا! هنا (العراقُ).. ولولا ماءُ (دجلتِ)هِ ما كانَ صلصالُ هذا العَالَمِ انْعَجَنَا هنا (العراقُ).. ويَطْفُو من مَلَاحِمِهِ دَمُ الخيالِ الذي في خاطري حُقِنَا هنا (العراقُ).. ويَغْلِي حوضُ أزمنةٍ بما صَفَا من مآسيها، وما أَسِنَا هنا (العراقُ).. تَأَمَّلْ في ملامِحِهِ تَلْقَ الجزيرةَ/مصرَ/الشامَ/واليَمَنَا خرائطٌ حيثما شَفَّتْ معالمُها تشابَهَ السِّجنُ والسَّجَّانُ والسُّجَنَا يا (شهرزادُ) ارقصي، والحالُ واحدةٌ إذا رقصتِ علينا أو رقصتِ لَنَا وذَوِّبِي في (الليالي الأَلْفِ) سُكَّرَةً أخرى، نُحَلِّي بها الآلامَ والمِحَنَا واحكي فما ثَمَّ آذانٌ وألسنةٌ.. تَبًّا لكلِّ لسانٍ لم يكنْ أُذُنَا! زِدْ لانتمائِكَ جذراً ف(العراقُ) هُنا نهرانِ يحتضنانِ البدءَ والزمناَ زِدْ لانتمائِكَ موسيقَا، يُرَقْرِقُها ماءُ (الفراتِ) على صدرِ النخيلِ جَنَى ويا قديماً تجلَّى والمدى عدمٌ فمَهَّدَ الأرضَ حتَّى أصبحتْ سَكَنَا مِنْ عَالَمِ القلبِ جاءَتْهُ نُبُوَّتُهُ تسعَى، فكان على الإلهامِ مُؤْتَمَنَا واستمطرَ الوحيَ من آفاقِ هاجسةٍ في خاطر الغيبِ كي يستنبت السُّنَنَا ومالَ نحو المعاني وَهْيَ صامتةٌ في لفظِها، فحَبَاها المنطقَ اللَّسِنَا حتَّى إذا رَتَّبَ الدنيا كخاطرةٍ عُليا، ووَزَّعَ في أفكارِها المُدُنَا دعا المشيئةَ أنْ تجري بما حَمَلَتْ من المقاديرِ إنْ سَعْدًا وإنْ حَزَنَا ومُذْ أَسَرَّ إليهِ الغيبُ مِحْنَتَهُ وما يزالُ بسِرِّ الغيبِ مُمْتَحَنَا هَبَّتْ طواحينُ هذا الدهرِ تطحنُهُ فآنَسَتْهُ على أسنانِها خَشِنَا تالله يا والدَ النهرينِ! لو جبلٌ لاقَى من الدهرِ ما لاقيتَ لانْطَحَنَا أبا الشراعِ الذي لم يلقَ عاصفةً إلاَّ وشَدَّ على أكتافِها، الرَّسَنَا ويا خليفةَ (نوحٍ) في سفينتِهِ حيث الأمانةُ لاَقَتْ أشرفَ الأُمَنَا ما زلتَ في قبضةِ (الطوفانِ) منتصباً والموجُ حولك غولٌ يبلعُ السُّفُنَا يجتاحُكَ المَدُّ شبلاً في فتوَّتِهِ وينثني عنكَ شيخاً عَظْمُهُ وَهَنَا وأنتَ رأسٌ يقيمُ الأنبياءُ بِهِ ويحملونَ على أكتافِهِ، المِحَنَا حَسْبُ الرسالات في ليلِ الكفاحِ إذا صحوتَ أنتَ، و(نَامَتْ أعينُ الجُبَنَا) يا جبهةَ الغيرةِ السمراءِ ما حَمَلَتْ غيرَ (الحسينِ) وراحت تطلبُ (الحَسَنَا) لا زلتَ كبشَ فداءِ الأرضِ، يَذْبَحُهُ رَبُّ القطيعِ لكي يُرضِي بِهِ وَثَنَا فكمْ تنازلتَ عن عينيكَ ذاتَ هوًى وما تنازلتَ عَمَّنْ فيهما سَكَنَا يأبىَ الوفاءُ إلى الزندِ الأخيرِ بهِ ألاَّ تكونَ على (العبَّاسِ) مُؤْتَمَنَا إذا تنازلَ شَعْبٌ عن قصيدتِهِ هَيِّئْ لهُ السِّدرَ والكافورَ والكَفَنَا سقياكَ يا والدَ النهرينِ.. بي عطشٌ للوحيِ ما انفكَّ في نهريكَ مُخْتَزَنَا أنا أَقَلُّ فَماً من أنْ أضيفَ دَماً ل(كربلاءَ)، وأُهدي لل(غَرِيِّ) سَنَا هَبْنِي بحجمكَ قلباً صامدًا صَمَدًا حتَّى أَلُمَّكَ فيهِ لوعةً وضَنَا فقد لقيتُكَ في عينِ المها غَزَلاً وفي عيونِ المنايا أسيفاً وقَنَا تَجَمْهَرَتْ كلماتي في عبارتِها صَفًّا توشَّح بالإيقاعِ، واتَّزَنَا تَحِيَّةً يا إمامَ الماءِ في زمنٍ غيماتُهُ تُمْطِرُ الأحقادَ والإِحَنَا فإنْ أتيتُكَ أحلاماً مُسَعَّفَةً فأنتَ لي خاطرٌ بالنخلةِ اقترنَا وإنْ تَنَشَّقْتُ من كينونتي عَبَقاً على رُباكَ فعندي من (أنَ)اكَ (أنَا) وحيثما استشعرَ الإنسانُ عِزَّتَهُ لدى المكانِ، فقد ألفَى له وطنَا أهواكَ يا قاتلاً سِكِّينُهُ وَتَرٌ لا يعزفُ القتلَ إلا ناعماً لَدِنَا إني أتيتُ برَفٍّ من ملائكةٍ مُوَكَّلينَ بما حُمِّلْتُهُ شَجَنَا وَقَفْتُ قابَ ارتجافٍ منكَ، ملتبساً بالشوقِ نجماً تدلَّى في دمي ودَنَا أمدُّ زندي كزند العودِ محتضِناً صدرَ الجراح التي لم تلقَ مُحْتَضِنَا فاركضْ بجرحكَ للأنغامِ ناصعةً بيضاءَ، واعقدْ عليهِ (الشَّاشَ) والقُطُنَا أعلنتُكَ الحُبَّ حُبًّا لا نليقُ بهِ كعاشقَيْنِ إذا لم نَرْوِهِ عَلَنَا اليومَ يولدُ إنسانٌ على شفتي من النشيدِ الذي في (بابلٍ) وُزِنَا أتيتُ أنفضُ عن نفسي (معلَّقةً) من الوصايا فلا رَبْعًا ولا دِمَنَا دعني أعاتبُ حادي العيس في لغتي: كم كان أهدرَ في الصحراءِ نهرَ غِنَا! ولا تسلْ شاعراً عَمَّا قبيلتُهُ تحيا بميراثِها من شقوةٍ وعَنَا: جدِّي (الفرزدقُ) لم يبرحْ يطارحُهُ عمِّي (جريرٌ) سُباباً بائِتاً نَتِنَا لا تَخْدَعَنَّكَ (أسفارٌ) مُذَهَّبَةٌ فربَّما تحمل الديدانَ والعَفَنَا لم ألقَ وجهَكَ في مرآةِ لحظتِهِ.. رَأًيْتُهُ في مرايا أَمْسِهِ سُجِنَا! أشعلْ ثقابَكَ في الماضي وسيرتِهِ سِيِّانِ إنْ هَزُلَ الماضي وإنْ سَمُنَا عَوَّذْتُني بِكَ مِمَّا قد يجيءُ به سيلُ القبيلةِ في أمواجِهِ فِتَنَا عندي شكوكُ (سليمانٍ)، فمعذرةً إذا ذبحتُ برأسي (الهدهدَ) الفَطِنَا يا أُسْرَةَ الشَّجَنِ العالي، لنا رَحِمٌ من (الموسيقا)، لنا أَهْلٌ، لنَا.. ولنَا مشيئةٌ قد تَشَطَّرْنَا مراضعَها قِدْماً، ولَمَّا نَزَلْ نستنشقُ اللَّبَنَا وما تزالُ ظلالُ الروحِ واحدةً من فرط ما بعضنا في بعضنا دُفِنَا جئنا الحياةَ وهَنْدَسْنَا الفراغَ بها شُبَّاكَ حُلْمٍ يرشُّ الكائناتِ مُنَى من أوَّل الحرفِ لم تنعسْ أصابعُنا على يَدَيْهِ، ولم تستطعمِ الوَسَنَا وجهُ السماءِ صَفَعْنَاهُ بقهقهةٍ هُزْءاً بمَنْ أَمْسَكُوا باللهِ مُرْتَهَنَا وكلَّما اختلَّ نبضُ الكونِ مضطرباً رُحْنَا نُوَازِنُهُ بالشِّعْرِ فاتَّزَنَا نعيدُ إنتاجَ هذا الخلقِ، نصنعُهُ أحلَى، ونمنحُهُ الألوانَ والسِّحَنَا هنا (العراقُ) الذي ما ثَمَّ قافيةٌ لم تَتَّخِذْهُ لجِنِيَّاتِها سَكَنا فيا ندامايَ في هَمٍّ سواسيةٍ إنْ بوركَ الهمُّ في الدنيا، وإنْ لُعِنَا رغمَ الجنائزِ فاضَتْ عن مقابرِها من فرط ما غصَّ جوفُ الأرضِ واحتقنَا لا تقرأوا سورةَ (الأجداثِ) في وطنٍ بَنَى المجازَ.. بَنَى المعنى.. بَنَى.. وبَنَى ما سَوَّسَ اللحمُ إلا سيفَ قاتلِهِ حتَّى انثنَى السيفُ مخزيًّا ومُمْتَهَنَا فها هُنا الموتُ أسمَى من فجيعتِهِ معنًى، وأنصعُ من وجه الحياةِ سَنَى يا مَنْ رَفَعْنَا أناشيدَ الجلالِ لهُ فمالَ عطفاً علينا، وانحنَى، وحَنَى ما زلتَ بالعالمِ الأرضيِّ مفتتناً مقدارَ ما بِكَ هذا العالمُ افْتُتِنَا تُزَوِّجُ الأرضَ بالأخرى، وكم بلدٍ فيهِ البقاعُ يضاجعنَ البقاعَ زِنَا! كَمْ في ترابِكَ من روحٍ مُقَدَّسَةٍ تَجَسَّدَتْهُ فأضحى للسَّما بَدَنَا لا بُورِكَتْ في يد الإيمانِ مسبحةٌ حتَّى تزفَّ إليكَ الحمدَ والمِنَنَا هَبْنَا رضاكَ ووَطِّنَّا بساحتِهِ.. ماذا يكون الرضا إنْ لم يكنْ وطناَ؟! بِكَ اتَّكَأْنَا على أكتافِ ذاكرةٍ تُثَبِّتُ الوقتَ حتَّى لا يميدَ بِنَا مَنْ جاءَ قبلَ الليالي، لا يُقالُ لهُ: لقد تَأَخَّرْتَ عَمَّنْ سابقَ الزَّمَنَا! قالوا: تَبَخَّرتَ! قالوها، وما التفتوا حتَّى تَكَثَّفْتَ في آفاقِهِمْ مُزُنا لا بُدَّ للأرضِ أنْ تحيا على أملٍ ما لاحَ فيها اخضرارٌ يرتدي فَنَنَا
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#8833 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() قصيدة تونس ذاتُ الفجر الثَرِيّ
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 269 مشاهدة ليَ في القصيدةِ أنْ أزورَ مُقَدَّسي فأَحُجَّ حجَّ المؤمنينَ بِ(تُونِسِ) وأطوفَ ثَوْرَتَها الشريفةَ كعبةً بيضاءَ، طَوْفَ الخاشعِ المُتَلَمِّسِ يا (تونسَ) الفجرِ الثريِّ وطالما خُدِعَتْ محاجرُنا بفَجرٍ مُفلِسِ! طُوبى لوَعيِ الثائرِينَ، تَلَقَّحَتْ فيهِ البصيرةُ بالدَّمِ المُتَحَمِّسِ فأنا رأيتُكِ في انتظارِكِ للضُّحى مرأَى جنينٍ في الظلامِ مُنَكَّسِ وأنا رأيتُكِ تُولَدِينَ على المدى نسرًا بغَيرِ سُمُوِّهِ لم يَهجِسِ هذي البلادُ جديرةٌ في ذاتِها وصِفاتِها، بالكِبرياءِ النَّرجِسي هِيَ أبرقتْ لي دعوةً من بَحرِها وأنا أتيتُ على طريقةِ نورسِ من طُهرِها الثوريِّ أقبسُ فكرةً تكسو جبينيَ باليقينِ المُشْمِسِ وأخيطُ لي حُلمَينِ من أحلامِها حتَّى تكونَ الآدميَّةُ مَلْبَسي هِيَ لامستْ مِنِّي بجَمرِ بهائِها وَتَرًا على طول الحشا لم يُمْسَسِ فدَرَسْتُها عبر الخريطةِ إنَّما ألفيتُها في الأرضِ ما لم أدرسِ أربَى على سَعَةِ الرَّقيمِ جلالُها وطغى الجمالُ على حدود الفِهرِسِ هذي البلادُ هواؤُها حُرِّيَّةٌ مِلْءُ الفضاءِ فيا حروفُ تَنَفَّسي وخُذي مداكِ من التَّحَرُّرِ..(أَلْحِدِي) و(تَهَوَّدِي) و(تَنَصَّري) و(تَمَجَّسي) فالحرفُ يَدنَسُ وَهْوَ غير مُحَرَّرٍ وإذا تَحَرَّرَ فَهْوَ غير مُدَنَّسِ هذي البلادُ تَجَسَّدَتْ في خاطري عن كائنٍ بهواجسي مُتَلبِّسِ تتشابهُ الأشجانُ لا أشكالُنا فنرى على المرآةِ ما لم يُعكَسِ خاضتْ مع الدنيا شراسةَ حربِها حتَّى الوصول إلى السلامِ الأَشْرَسِ *** *** هذي بلادُ الطيِّبِينَ فخُضْرَةٌ مِلءُ المكانِ، وخُضْرَةٌ في الأَنْفُسِ والشعبُ عُشْبُ الأرضِ حيث كِلاهُما - غيرَ اخضرارِ صِفاتِهِ - لم يَكْتَسِ والحُبُّ أكثرُ من كلامٍ بائتٍ (مليونَ عامٍ) في لِسانٍ أخرسِ وأنا بجيشِ الفاتحِينَ قلوبَهُمْ للحُبِّ، جِئتُ كفارسٍ مُتَمَرِّسِ أنا (عُقبةُ) العُشَّاقِ.. لا تَتَسَلَّحي في وجهِ أشواقي، ولا تَتَمَتْرَسي لِيَ في القصيدةِ أنْ أَظَلَّ مُحارِبًا يقِظًا فوَقتُ الشعرِ وقتُ تَوَجُّسِ أقبلتُ من أقصى المشاعرِ فاتحًا من أَطْلَسِ الأرواحِ كلَّ الأطلسِ طُرُقي إليكِ بقَلبِيَ اسْتَطلَعتُها رَصْدًا، وإحساسي أداةُ تَجَسُّسِي! أنوي احتلالَ هواكِ عبر كتائبٍ فُرسانُهُنَّ من الندَى والنَّرجِسِ مَنْ مُبلِغُ (الحُصُرِيِّ) في ملكوتِهِ أَنِّي بلَيْلِكِ كوكبٌ لم يَنعَسِ؟! وأنا هلالُ منارةٍ في (جامعٍ) ب(القيروانِ) كقلبيَ المُتَقَوِّسِ وأنا ب(قرطاجِ) الحضارةِ قُبَّةٌ أبديَّةٌ حيث الخلودُ مُهَندِسي أَبَدًا أُفَلسِفُ فيكِ نبضَ صبابتي فتبوحُ فلسفتي بما لم أَحدِسِ بِكِ قد تحسَّستُ الحياةَ فحَلَّقَتْ روحي بأُفْقٍ من رقيقِ تَحَسُّسيً لي في القصيدةِ من جَمالِكِ رَيْعُهُ فهُنا الجمالُ بضاعةٌ لم تُبخَسِ *** *** يا (تونسَ) الشَّعبِ المُجَرَّدِ ثائرًا من ثائرٍ بدَمِ الكفاحِ مُغَمَّسِ شعبٌ يُجِيدُ قياسَ كلِّ مسافةٍ بين الخلاصِ وبين طَلقِ مُسَدَّسِ زَرَعَتْ (فرنسا) فيكِ نبرةَ صوتِها لكنَّ صوتَ الله لم (يَتَفَرنَسِ) لكِ في العروبةِ نغمةٌ من طائرٍ - في غير لونِ غنائهِ - لم يُحبَسِ ولكِ (ابنُ خلدونَ) العظيمُ خزانةٌ من ألفِ كنزٍ بالعلومِ مُكدَّسِ ولكِ النُّهى تفتنُّ في (الزيتونة ال- خضراء) رمزَ هُوِيَّةٍ لم تُطْمَسِ والفاطميُّون الأُلى مَلأُوا سماواتِ- الفُنونِ من (الجواري الكُنَّسِ) لكِ في العروبةِ غَربُها مُتَوَحِّدًا بالشرقِ، وحدةَ نخلةٍ بالمَغرِسِ ولنا معًا من حُبِّنا جِنسِيَّةٌ كَونِيَّةٌ،، فالحبُّ غيرُ مُجَنَّسِ! *** *** يا (تونسَ) الأملِ الذي في صَوتِهِ صوتُ الحياةِ يصيحُ بي: لا تَيْأَسِ! أنا ما يَئِسْتُ وإنْ بَدَوْتُ كعاشقٍ من رحمةِ الشوقِ المُؤَلَّهِ، مُبْلِسِ! لا تَعذُليني - والحياةُ سياسةٌ - إنْ لم أكنْ في الشعرِ غيرَ مُسَيَّسِ فالمَدُّ وسوسةُ البِحارِ، ومنْ رأى مِنْ قَبْلُ، بحرَ الشعرِ غيرَ مُوَسْوِسِ؟! كانتْ مُقيَّدةً رُؤَايَ، وأنتِ منْ - أطلقتِها طَلْقَ السِّهامِ من القِسِي لستُ (الأُحَيْمِرَ) غيرَ أَنِّيَ أحتفي بعُواءِ (ذِئبٍ) داخلي، مُسْتَأنَسِ فالشعرُ (تطبيعُ) القلوبِ على الأسى حتى نرى في (الحوتِ) معبدَ (يُونسِ) وإذا اسْتَضَفْتُكِ - والقصيدةُ مجلسٌ - ليَ أنْ أُوَسِّعَ لاحتضانِكِ مجلسي!!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#8834 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() قصيدة رَوَغان اللغز في زئبق التأويل
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 1,230 مشاهدة كَسَرَتْ بيضتَها الأرضُ وألقتْنا إلى السجنِ الترابيّ عصافيرَ حيارىَ تتدلّى صيحةُ الخوفِ على أفواهنا مثل تجاعيدَ على خدّ العذارىَ كيف نشدُو! ليسَ في المشهدِ أغصانٌ تُحيِّي روعةَ الشدو فتزدادُ اخضراراَ ربّما أغنيةٌ تكفي لأنْ تقتلعَ البابَ وتفتضَّ الجداراَ ربّما أغنيةٌ تكفي.. ولكنْ أينَ نمضي ووراءَ السجنِ تنّينٌ يبثُّ الرعبَ في الطيرِ إذا اهتزَّ وثاراَ والمدى يمتدُّ ليلاً سرمديّاً.. كلُّ شيءٍ فيهِ سهرانُ على قارعةِ الوَهْمِ يخالُ الشُهْبَ عشّاقاً سهارىَ كلُّ عصفورٍ هُنا بشّرهُ الحبُّ لئنْ زغردَ أنْ يغدو هزاراَ واتّفقنا أنْ نُحيلَ السجنَ بستاناً وأنْ ننثرَ آلافَ الزغاريدِ من القلبِ، بذاراَ يا رفاقَ القَيْدِ في الزنزانةِ الكُبرى هلمُّوا نسأل الجدرانَ عمّا نحتَ الماضونَ من خربشةٍ فيها وما سكُّوا على الأبوابِ أوهاماً كِباراَ ربّما نكسرُ قيدَ اللُّغزِ عن أعمارِنا الملقاةِ في الرمزِ ونهديها من العتقِ سِواراَ { { { ضَحِكَ اللغزُ السماويُّ وهبّتْ في المدى عاصفةٌ من قهقهاتٍ قَذَفَتْنا خارجَ الوعي سُكارىَ صاحتِ السَكرةُ: إنَّ الموتَ مبراةٌ بكفِّ الدهر.. والأعمار أقلامٌ أُسارىَ فاكتبُوا أسماءَكُمْ في الدفترِ السُفليّ بالأخضرِ.. روُّوا جرّة الفخّارِ.. هذا النبعُ لا يوردُ إلا مرّةً واحدةً لن تردُوا النبعَ مِراراَ خامَرَتْنا فتنةٌ تكشفُ عن نَهْدٍ على الغيّ استدَاراَ فانتشى الماءُ المُعَنّى وتَنَادَمْنا معاً كي نطردَ الشيبَ وأدلَيْنا المناقيرَ وخَمَّرْنا الجراراَ { { { بيضةُ الفتنةِ لا تحضنُها إلا الثعابينُ فلا بُدَّ إذنْ أن تُخلقَ الأُنثى لكي تكتملَ الفتنةُ في الأرضِ وتشتدَّ اختباراَ شهقَ الإبداعُ في أيقونةِ الخالقِ حيثُ الطينُ مسبوكٌ من الرغبةِ.. والإكسيرُ في أقصى تجلّيه ابتكاراَ وسمعنَا داخلَ المخلوقِ - من فرطِ اغتلامِ الروحِ - للطينِ خُواراَ فسألنا: جنّةً أبدعتَ - يا ربَّاهُ - أم أبدعتَ ناراَ؟؟ أطفأتْ نشوتَنا الأنثى ولم تتركْ من النشوةِ في أجسادِنا إلا خُماراَ كم تشاجَرْنا على الوِرْدِ وكانتْ رشفةٌ واحدةٌ تكفي لأن تستنهضَ الريشَ وتُهديه المداراَ كلُّ طيرٍ يدّعي النبعَ ولا يعلمُ أنَّ النبعَ غاراَ ما تبقّى غيرُ وَهْمِ الماءِ مطوِيّاً على المنثورِ من ريشِ (الحُباَرَى( يا عصافيرَ ستأتي بعدَنا تلتقطُ الوهمَ وتجترُّ الشجاراَ حاذروا أنْ تسقطُوا في ظلّنا الملقى على الشطآنِ أشواكاً صِغاراَ نحنُ لا ندري: أَجئنا النبعَ بالإكراهِ أمْ جئنَا اختياراَ؟؟ ظمأٌ خامَرَنا في عتمةِ الآزالِ فانشقّ المدى عن سربنا الحيرانِ يقتادُ مع الماءِ حواراَ ثرثراتُ الموجِ للشاطئِ لم تبلغْ بِنا الأسبابَ.. لم ترفعْ عن الغيبِ سِتاراَ فانزلَقْنا في الأساطيرِ.. دخَلنا في دفوفِ (الزارِ).. أصبحنا دراويشَ على أرصفةِ الغيبِ وشيّدْنا من الوحشةِ داراَ { { { كان لا بُدّ من المعبدِ كي نشعلَ في الوحشةَ رُمّاناً ونُذكي جُلّناراَ لم نُفِقْ إلاّ على التنيّنِ في رابعةِ الشمسِ على السجنِ أغاراَ شدّ فكّيْهِ على أجملِ عصفورٍ ووَارَاهُ بعيداً وتوارىَ من سيُنهي موقفَ الحيرةِ بينَ السجنِ والتنّينِ.. من يفتحُ ما بينهما ثقباً ويهدينا الفراراَ؟؟ صاحَ عصفورٌ ظننّاهُ من الجنِّ على أجنحةِ المجهولِ طاراَ: لا تخافوا.. فأنا الفنُّ.. أنا من وَسَمَ التنّينَ في الهامةِ فاهتزَّ ليَ الخلدُ وأبقاني على قمّتِهِ الكُبرى مناراَ لا تخافوا.. فأنا الناطقُ باسمِ الشمسِ منذُ الأبجديّاتِ أنا من زوّجَ (الجوديَّ) و(الفُلكَ) غداةَ ارتفعَ (الطوفانُ) و(التنّورُ) فاراَ يا رفاقَ القيدِ.. إنَّ الفنَّ جرحٌ في جبينِ الموتِ فافتنُّوا على القيد صموداً واصطباراَ { { { لم نخلْ أنْ يُخلقَ الوحشُ عقاباً للخطايا.. كلُّ طيرٍ مسّهُ المسخُ على قَدْرِ خطاياهُ احتقاراَ ريشُنا الأعرجُ حطّتْ فوقَهُ شيخوخةُ الهمِّ فما يسبحُ في رحبِ المدى إلا ادّكاراَ سخرتْ أُنثى العصافير من الأجنحةِ الشمطاءِ وافترّتْ على السربِ المسجّى تتهجّاهُ انحناءً وانكساراَ نحنُ يا أنثى اشتعالٌ أبديٌّ.. ما انطفأنا منذُ هاجَ الشبقُ الأحمرُ في الكونِ الذكوريّ وأومأنَا إلى الشهوةِ: زيدِيه احمراراَ لم نزلْ نحصي انهياراتِ المدى تحتَ جناحِ الشمسِ.. مشغوفينَ بالتحليقِ في رغبتِنا حتّى إذا استدرجَنا الغصنُ نزلناهُ مطاراَ لم نَخُنْ شهوةَ عنقودٍ تدلّى من يدِ الحقلِ يُناجينا: اعتصاراَ { { { عبثاً نحلمُ بالنشوةِ.. بالفتحِ الذي يخترقُ الذاتَ ويجتازُ الحصاراَ يا رفاقَ القيدِ.. هل من فكرةٍ تبلغُ من نبعِ السماواتِ قراراَ؟ كم دخلنا غابةً من فلسفاتٍ واحتطبنا شجرَ الحكمةِ كي نوقدَ في المجهولِ ناراَ! كلّما حنّتْ مرايانا إلى السرِّ تمادى زئبقُ التأويلِ في شطحتهِ الكُبرى فما نُمْسِكهُ إلا انبهاراَ هكذا جُزْنا الليالي وتناسَلْنَا على وجه مراياها غُباراَ يعبرُ الدهرُ وما أعمارُنا إلا محطّاتٌ تُجيدُ الانتظاراَ وعلى سُكّتِنا العمياءِ تعوي عرباتُ القهر ذؤباناً وتمتدّ قطاراَ أيّها السرُّ.. افتِنا عن موعدِ الرحلةِ.. عن تذكرةٍ يقطعُها الغيبُ لنا سوداءَ مثل الشمسِ لم تصنعْ نهاراَ!!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#8835 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() قصيدة المتنبي كون في ملامح كائن
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 582 مشاهدة سارٍ.. يُفَتِّشُ بعْضُهُ عن كُلِّهِ ويلُمُّ ما تُوحي نبوءةُ لَيْلِهِ مُتَبَتِّلاً للنفْسِ منطلقاً بهِا يجلو صبابةَ عاشقٍ مُتَأَلِّهِ لاحَتْ لهُ نارٌ فقال لنفسِهِ ما قالَهُ (موسى الكليمُ)لأَهْلِهِ ومشىَ إلى النار/النبوءةِ حافيا لتَشُبَّ نارُ الانتظارِ بنَعْلِهِ ورأى الجمالَ قصيدةَ الله التي من أَجْلِهاَ بَدَأَتْ متاهةُ رُسْلِهِ فمضَى على طُرُقِ المتاهةِ.. لا تَرَى غيرَ القوافي يضطربنَ برَحْلِهِ ساهٍ كما يسهو الخليلُ إذا صَحَتْ إشراقةُ الذكرَى فحَنَّ لخِلِّهِ ** ** من قلبِ محفظةِ النخيلِ تَوَهَّجَتْ عيناهُ: عنوانُ (العراقِ) ونَخْلِهِ وكساَ مصائرَهُ السَّوادُ كأنَّما تلك المصائرُ حفنةٌ من كُحْلِهِ غَزَلَ الرحيلَ وأَلْبَسَ البَرَّ الخُطَى فسَرَتْ خُطاَهُ وما غَدَرْنَ بِغَزْلِهِ في غربةٍ هُوَ والحصانُ.. فطالما شَعَرَ الحصانُ بغربةٍ في تَلِّهِ صَحَتِ الرِّمالُ على انقلابٍ أسمرٍ تَتَحَدَّثُ الفصحَى حماحمُ خَيْلِهِ لَمَحَتْ بهِ الصحراءُ هيأةَ فارسٍ عَبَرَ الجحيمَ وجاءَها من هَوْلِهِ ينقادُ في ظِلِّ الملوكِ.. وحينما دَنَتِ الحقيقةُ قادَهُمْ في ظِلِّهِ جمَحَتْ قصائدُهُ.. وكلُّ قصيدةٍ تستنفرُ التاريخَ من إِسْطَبْلِهِ في هيبةِ الإعصارِ.. سَلَّ على المدَى سيفَ الهبوبِ وشَقَّ مِعْدَةَ رَمْلِهِ ما انفكَّ يقتحمُ الزمانَ وكلَّما مَدَّ الخُطَى رَكَلَ السنينَ بِرِجْلِهِ شبحٌ بشريانِ الخلودِ مسافرٌ أبداً يُقصِّرُ من مسافةِ جَهْلِهِ هُوَ كالمدارِ حكايةٌ لا تنتهي والفصلُ فيها لا يعودُ لأَصْلِهِ ** ** كَمَنَ الرُّماَةُ لهُ وراءَ نبالهِمْ كلٌّ يُعَلِّقُ تُهْمَتَيْنِ بِنَبْلِهِ كَمَنوا لهُ في القوسِ.. قوسِ ظلامِهِم.. فافترَّ عن سهمٍ يضيءُ بنَصْلِهِ ما مَدَّ حبلَ رُؤاَهُ في أُفُقِ الرُّؤَى إلا وأَلْفُ طريدةٍ في حَبْلِهِ غربالُهُ نَخَلَ الحروفَ فلم يَدَعْ حرفاً يُكَلِّفُهُ النَّشازُ بِحَمْلِهِ نشوانُ ما ارْتجفَتْ يداهُ برِيشَةٍ إلا كما ارتجفَ الصباحُ بِطَلِّهِ يَتَأَبَّطُ الرُّؤياَ بمنتصف الأسَى بين اعتزالِ الفيلسوفِ وعَزْلِهِ ما غاصَ في الملكوتِ إلا عائداً للذَّاتِ ينقشُ شكلَها في شَكْلِهِ ضَرَبَ الترابَ براحةِ اللغةِ التي كَشَفَتْ على الرُّؤْياَ ملامحَ فَأْلِهِ فرَأَى من الأقدارِ كلَّ صنوفِها وأشاحَ عن قَدَرٍ ينمُّ بقَتْلِهِ أَيَخُونُهُ الشِّعرُ الحبيبُ.. ومَنْ رَأَى عَسَلاً تَوَرَّطَ في خيانةِ نَحْلِهِ؟! ** ** همَسَتْ لهُ الدنيا بصوتِ حبيبةٍ: كُتِبَ الهوَى فَرْضاً عليكَ فَصَلِّهِ فاختارَ ماءَ وضوئِهِ من جدولٍ تَقِفُ الحياةُ على شواطئِ غُسْلِهِ فإذا عروسٌ ذَيَّلَتْ فستانَها بالمغرياتِ وغازَلَتْهُ بذَيْلِهِ فدَناَ ومال على العروسِ برغبةٍ لم تَرْضَ من ذاك الرداءِ بفَضْلِهِ خَطَفَ الحياةَ بكلِّ زينتِها التي تزهو، وأكملَها بزينةِ قَوْلِهِ ** ** ضيفٌ على العصر المُخَضَّبِ بالرَّدَى منذ الحروب تناسَلَتْ في نَسْلِهِ ثَقُلَتْ عباءتُهُ عليهِ كأنَّها حمَلَتْ من التاريخ كاملَ ثِقْلِهِ مال الغريبُ على عصاهُ فأَوْرَقَتْ فيها الصبابةُ لاحتضانةِ مَيْلِهِ ومضَى يُحَصِّنُ عصرَهُ بشمائلٍ أضفَى عليها الشِّعرُ شيمةَ نُبْلِهِ في تربةِ الكلماتِ عَمَّقَ حَرْثَهُ فتَنَزَّهَتْ كلُّ العصورِ بِحَقْلِهِ هو ذاك يسكنُ في الزُّهورِ فلم يزلْ ما بين زنبقِهِ يتيهُ، وفُلِّهِ كونٌ تَأَلَّقَ في ملامحِ كائنٍ وتَهَتَّكَتْ فيهِ عناصرُ وَحْلِهِ ** ** يا حارقَ الكلماتِ في تعويذةٍ نَشَرَتْ بَخُورَ حروفِها مِنْ حَوْلِهِ في الشِّعرِ يحتفلُ الوجودُ بقِصَّةِ ال− تكوينِ.. فادخلْ بي مجَرَّةَ حَفْلِهِ ف (أنا) كَ(أنتَ).. تعبتُ من عَبَثِيَّتي في فَهْمِ مفتاح الوجودِ وقُفْلِهِ ورجعتُ أحصدُ عُشْبَ خيبتِكَ الذي ما انفكَّ يُغري المبدعين بأَكْلِهِ إنَّ الجنونَ وقد رآكَ أَباً لهُ ما زال يمنحُني هُوِيَّةَ نَجْلِهِ بئسَ الرجولةُ إِذْ تهادنُ وَعْيَها وتضيقُ بالنَّزَقِ الشَّقِيِّ وطِفْلِهِ!! فأنا المشرَّدُ في متاهةِ فجوةٍ بين انفعالِ دمي وقِلَّةِ فِعْلِهِ حيران يلدغُني التَّوَجُّسُ كلَّما في خاطري دَبَّتْ قوافلُ نَمْلِهِ نغمي امتدادُ صدَى جنينٍ ساقطٍ عن عرشِهِ السِّريِّ ساعةَ فَصْلِهِ ما انفكَّ يفتنُني السؤالُ فقادَني ك(السَّامريِّ) إلى عبادةِ (عِجْلِهِ)ِ: أيُّ الهواجسِ في الغيوبِ نَصَبْتَهُ فظَفِرْتَ من جَبَلِ الغيوبِ ب(وَعْلِهِ)؟! أيُّ الهواجسِ في البيانِ حَقَنْتَهُ فوَقاَكَ من جَرَبِ الزمانِ وسُلِّهِ؟! أيُّ الهواجسِ − منذُ ألفِ فجيعةٍ − ما زال باسمِكَ ممعناً في شُغْلِهِ؟! ماضٍ إلى أقصَى الجَماَلِ ومنتهَى− لُغَةٍ يغازلهُا الجمالُ بوَصْلِهِ يَثِبُ السؤالُ على ندائِكَ كلَّما بَرَكَ السؤالُ على مرابضِ حَلِّهِ ويَعِيشُكَ المعنَى خصوبةَ موسمٍ ما بين تَرْحاَلِ الخيالِ وحِلِّهِ والرملُ يبحثُ عن هُوِيَّتِهِ التي قَضَمَتْ ملامحَها براثنُ مَحْلِهِ فجَمَعْتَ حَوْلَكَ أُمَّةً من أَحْرُفٍ أَرْكَبْتَهاَ في الحِبْرِ صهوةَ سَيْلِهِ ومضيتَ تجتاحُ الخريطةَ حالماً أنْ يستعيدَ الرملُ لَمَّةَ شَمْلِهِ فإذا الفلاةُ قَسَتْ عليكَ بِجَمْرِها آوَيْتَ للمعنَى تُنِيخُ بِظِلِّهِ! خَفِّفْ عليكَ الحُلْمَ ثِقْلَ قصيدةٍ.. كم كان حُلْمُكَ مُفْرِطاً في ثِقْلِهِ! عَجِزَتْ خيولُ (الرُّومِ) عنك فلم تَطَأْ مأواكَ في جَبَلِ البيانِ وسَهْلِهِ وغَزاَكَ من كفِّ (ابنِ عَمِّكَ) خنجرٌ سكرانُ ما طُعِنَ الوفاءُ بمِثْلِهِ هِيَ (رِدَّةٌ)أخرَى أفاقَ سرابُها فإذا (مُسَيْلِمَةٌ) يَهِمُّ بِنهْلِهِ وإذا الدَّوِيُّ يصكُّ أسماعَ المدَى من كلِّ (مُرْتَدٍّ) يَدُقُّ بطَبْلِهِ قَتَلُوكَ كي تَلِدَ الحكايةُ نَفْسَها وصدَى الهديرِ يعيدُ قِصَّةَ فَحْلِهِ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#8836 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() قصيدة هدهد لظاك
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 562 مشاهدة هَدْهِدْ لَظاك.. إلى متى الغليان!!! حُمَّتْ بِوهج جراحك الأزمان وتفجّر التاريخُ باسمك ثورةً تجري وراء ركابها النيران غضبان تقتحم العصور كأنّما يرميك من أحشائه بركان وأنا وراءك شعلةٌ أبديّة في صدرها يتألَّقُ الإيمان أختالُ في النار الّتي كتبت على عينيَّ، أنّك للقلوب جنان وأذوبُ في القبس المطرَّز جمره بهواك حيث يقدَّس الذوبان يا حاطم الأوثانِ إنَّ حطامها اتحدت قواه وعادت الأوثان عادت ويا للويل أيّة عودة في خطوها تتأنّق الأضغان ورسالة النور التي انطلقت على كفَّيك تاه بمدّها العنوان وبقيت أنت هواجساً قدسيّةً تشتاق لو غمر الحياة أمان تتواثب الأكفان فيك وان تكن نسجت لغير جلالك الأكفان وتهزّك الأرض التي يقتادها ظلمٌ فلا يتمرَّد الدوران إيهٍ أمير المتعبين... إلى متى تبقى، وهمُّ ضميرك الإنسان ما زال يربطك الشقاء بأهله عبر الهوى، ويشدُّك الحرمان أدمنت في عشق السماء كرامةً للأرض... بورك ذلك الإدمان وفتحت صدرك للشجونِ... وحسبُها ما عانقته بصدرك الأشجانُ هي صرخةُ النور استفاق سعيرها في جانحيك فثارت الألحان وتوثّبتْ فإذا الحياة ينيرها نبضٌ بروحك مبدعٌ فنَّانُ ألقى عليَّ ظلاله فتردّدت بخطوطي الفرشاةُ والألوان وعلى انتفاضات التحرُّر في دمي عكفت تقيم طقوسه الأوطان وتنفَّس المستضعفون فزجَّ بي مابين أوردة اللظى طوفان واهتزَّ في وكر الحروف على فمي نسرٌ وهرولَ في دماي حِصَانُ يا سيِّدي... أيهزُّ سمعك صادحٌ بالشعر يزعم أنّهُ كروانُ؟! أتطيبُ نفسكَ حين يورِقُ مجمرٌ بالمدح فيك وينتشي فنجانُ؟! حاشاك إنّك ما انطلقت قوادماً نوراء كي يزهو بك الطيران لكن لتسكبَ في الشموس صفائك ال أزليَّ حين يعوزُها اللمعان حاشاك إنّك ما انهمرت مواهباً روحيَّةً ليحوطك العرفان لكن لتشربك النفوس فيرتوي فيها الحمام ويظمأُ الثعبان يا سيّدي.. وكأنَّما انسلخ المدى ممّا غرستَ، وأجهضَ الوِجدانُ هذي الحقيقة لا تزال عروقها ظمآى يكادُ يعقُّها الخفقانُ وتكاد تُتَّهم الورود بحسنها والنخل بالكرم الأبيِّ يدان يا سيّدي... هدهد لظاك فلم يكن ليذيب من آلامنا الغليان ما دام يشجيك "ابن آدم" إن شكا ألماً وصودر من يديه حنانُ يا سيّدي... والشعر أصلب ساعداً من أن تكتّف عزمه الأثمان الشعر أبعد في انطلاقه روحه من أن تحاصر أفقه القضبانُ الشعرُ أنت أبوهُ في شرع الهوى ومتى استساغ عقوقك الولدانُ؟!! الشعر ما برحت تؤجُّ عروقه بدماك حيث ترعرع القرآن والمتعبون أمانةٌ أودعتها بضميره وسيخسأُ الخوّانُ ستموت في الميلاد كلُّ قصيدةِ لم يكسُها بشقائِه عريانُ ستموت في الميلاد كلُّ قصيدةٍ لم يرتجفْ في عُمْقِها جوعانُ
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#8837 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() قصيدة ما زال في الأرض
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 508 مشاهدة ما زال في الأرض ما يكفي من الغيب لكي أظلّ غريقاً فيك يا ربي كل الذين لك انقادوا على ولهٍ قد استعاروا دمي واستأجروا قلبي أقسمت بالحب أن أجتث من عضدٍ يمناي لو أغلقت باباً على الحب خط استواء الهوى في كل خارطة للكون يمتد من جنبي إلى جنبي خوفاً على الأرض خوفا من تدحرجها بالخلق علقتها في عروة الهدب لو يكبر الناس في حبري وفي قلمي ضاعفت أعمارهم بالجمع والضرب عندي من الحب ما يكفي ليمنحني حصانة النفس ضد الزهو والعجب خذني إليك إلى نجوى سواسية في مسجد القرب أو في حانة القرب ما دمت أشرب قرباً منك يسكرني فالأصرف العمر بين السكر والشرب أغنيتني بك في روحي فلا عتب إذا افتقرت وعاش الفقر في جيبي معي مفاتيح بيت الشعر أحملها كي أفتح الكون من قطب إلى قطب يا رب يوسف هل شئت السقوط له في عتمة البئر كي ينجو من الذنب خذني لنجواك واشطبني بصاعقة واكتب لقاءاً لنا في آخر الشطب لي حجة فيك ما أدركت كعبتها فلم تزل رحلتي في أول الدرب أمشي مع الركب لا يمشي سوى جسدي لكنما الروح مالت خارج الركب لا أدعيك لنفسي إن جنتها تضيق عن كل هذا الماء والعشب روحي تفتش كالأرواح عن وطن أعلى يوحد بين الله والشعب كل الكروم تذوقنا حلاوتها فما وجدنا غنىً عن كرمة الغيب والأرض جبٌ سقطنا وسط عتمته مفرقين بشرق الجب والغرب قال النبيون لموا شمل فرقتكم فلمة الشمل تجلوا عتمة الجب لم ندرك السر في مغزى رسالتهم فارتد ساعي بريد الحب بالحرب هذي التسابيح تطفوا من حناجرنا كي تغسل الأفق من خوف ومن رعب والأرض تشتاقنا نبني معابدها حتى نحررها من قبضة الذئب كل الحقول العطاشى في مآذنها تصيح حي على الغيمات والسحب والنخل لم يرتفع يوماُ بقامته إلا ليرتق ما في الأفق من ثقب يا رب ها أنا مجذوب تخطفني في حلقة الوجد أشكال من الجذب من غبطة الريح من أنفاس غبطتها من خضرة الماء من نافورة الخصب في صفحة الكون آيات مسطرة ترويك أوضح مما جاء في الكتب كل الإشارات أغرتني لأتبعها إليك في زحمة الأسرار والحجب وأخوتي خوفوني منك يا أبتي خوفا يجفف ماء الخلق في صلبي ضيعت في السر ذاتي من ملامحها لم أبلغ الذات إلا خارج السرب كثافة الله في نفسي يضاعفها شكي فلا بد من شك ومن ريب لا بد لي من سؤال في طفولته يبقى وإن ساقني عمري إلى الشيب لا بد لي من سؤال خالد أبداً يشدني لك بالإيمان يا ربي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#8838 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() قصيدة أنّى التفتّ فثمّ إسمك
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 457 مشاهدة للحُبِّ (مُزْدَلَفٌ) لديكِ و(مَشْعَرُ) أنا ذا (أَحُجُّ)كِ مُغْرَماً و(أُقَصِّرُ) أنا ذا أسوقُ الرُّوحَ نحو منابعِ ال تقوَى فروحيَ وردةٌ تَتَصَحَّرُ آتٍ على وَلَهٍ وملءُ حقيبتي مسكٌ من الرُّؤيا يضوعُ، وعنبرُ أطفأتُ من جسدي المُزَوَّرِ زَيْفَهُ وأَتَيْتُ يحملُني إليكِ الجوهرُ وظَنَنْتُني أمضي إلى قَمَرِ السَّما فوَجَدْتُني أمضي لِماَ هُوَ أَقْمَرُ يُوحَى إلَِيَّ الآنَ وحيَ نُبُوَّةٍ وهواكِ يحضنُ رعشتي ويُدَثِّرُ هذا أنا أعلنتُ حظرَ تَجَوُّلي في الطيشِ وابتدأَ الحصارُ الخَيِّرُ ودخلتُ بيتَكِ في القصيدةِ خادماً طوعَ البيانِ.. يغارُ مِنِّيَ (قنبرُ) ومشيمةُ التاريخِ تُطعِمُني الهَوَى من حبلِ صبوتِيَ الذي لا يُبتَرُ ما كَرَّرَتْني في هواكِ سلالتي فالحبُّ مثلُ الرُّوحِ لا يَتَكَرَّرُ يا قِصَّةَ التُّفَّاحِ.. خيرُ رُواَتِها في الخالدينَ: رحيقُها والسُّكَّرُ حَبِلَتْ بِكِ الذكرَى كأنَّ (خديجةً) تنسلُّ في وجع المخاض وتُحشَرُ وكأنَّها في الطَّلْقِ تُطلقُ أنجماً من ثغرِها فإذا المجرَّةُ تُزهِرُ وهنالك ارتفع الحجابُ عن المدى وانسلَّ من رحم السماء (الكوثرُ) واستقبلتكِ يَدُ الحياةِ تَحِيَّةً يخضرُّ في يَدِها الزمانُ الأصفرُ سأُبَخِّرُ الميلادَ.. إنَّ حشاشتي جمرٌ وأشجارُ الضلوعِ صنوبرُ فأنا انتظرتُكِ كانتظارِ (محمَّدٍ) وأنا انتشيتُ كما انتشَى بِكِ (حيدرُ) قَدَّمتُ قرباناً إليكِ مشاعري ما أكذبَ الشعراءَ إنْ لم يَشْعُروا! هذي هِيَ الكلماتُ بين أناملي وردٌ بقاموسِ الربيعِ مُسَطَّرُ من معجزاتِ الحبِّ: مولدُ وردةٍ من كِلْمَةٍ.. فإذا الحديقةُ دفترُ! وإذا الفراشةُ فكرةٌ قُزَحِيَّةٌ تنسابُ عن ألق البيانِ وتخطرُ وإذا الهوى في كلِّ ما هُوَ كائنٌ لغزٌ كلُغزِ اللهِ ليس يُفَسَّرُ يا حَبَّةَ القمحِ التي انْفَلَقَتْ على كفِّ العصورِ سنابلاً تَتَخَمَّرُ صوتُ ابتهالِ الجوعِ يصرخُ في ورَحاَكِ ما زالَتْ تدورُ وتهدرُ ما زال في التَّنُّورِ خبزُ تقتاتُ منه على يديكِ، الأعصرُ سِيَّانِ منكِ: رغيفُ قمحٍ أسمرٌ نحيا بِهِ، ورغيفُ عشقٍ أحمرُ! يا همسَ مِسْبَحَتي على شَفَةِ التُّقَى والرُّوحُ في أورادِها تَتَطَهَّرُ إنْ صحتُ: (فاطمةٌ) أجابَنِيَ المدَى عبر الجهات وشَعَّ ضوءٌ أخضرُ فهناك (فاطمةٌ) و(فاطمةٌ) هنا أنَّى الْتَفَتُّ فَثَمَّ إِسْمُكِ نَيِّرُ إسمٌ بهِ اتَّحَدَ الوجودُ كأنَّما في سرِّ أَحْرُفِهِ المَجَرَّةُ تُبْحِرُ هُوَ نشوةُ الأسماءِ لو هِيَ تُنْتَشَى وعصارةُ الأسماءِ لو هِيَ تُعْصَرُ
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#8839 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() قصيدة في كل عضو منك روح تقى
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 361 مشاهدة في كلِّ عضوٍ منكِ روحُ تُقىً تُضفِي عليه جمالَهُ الأنقَى فكأنَّ خصرَكِ وَسْطَ عُزلَتِهِ مُتَصَوِّفٌ لِلعالمِ الأبقى وكأنَّ جِيدَكِ في استقامتِهِ مُتَمَسِّكٌ بالعروةِ الوثقى في الخَصرِ ما في الجِيدِ من وَرَعٍ لا تسألي مَن منهما الأتقى وجوارحي بِهَواكِ قد غَرِقَتْ فأنا هنا سَيلٌ مِنَ الغرقَى وأنا الضحايا في حقيقتِهم لا تَطلُبِي من غيرِهِم صِدقا هيا اعشقيني كي يُتاحَ لنا أن نستعيدَ لِنَفسِنا الخَلْقَا إن لم تَخُوضِي البحرَ ذات هوىً قبلي ولم تَستَكشِفي العُمْقَا ففراشةٌ في النارِ واحدةٌ تكفي لأنْ نتعلَّمَ العِشْقَا هيا اعشقيني كي نطير إلى أقصى المدى ونُوَسِّعَ الأفقَا وعلى العِناقِ نرى مَجَرَّتَهُ عُنْقاً تَشُدُّ على الهوى عُنقا زنداكِ ميزانٌ بِثِقْلِهما يَزِنُ المَدَارُ الغربَ والشرقَا لا ترفعي زندًا بِمُفرَدهِ كي لا يميلَ الكوكبُ الأشقى وتَمَسَّكِي بالشَّوقِ بَوصَلَةً سنضيع حين نُضَيِّعُ الشَّوقَا لا تأمَنِي لأصابِعِي فأنا أدري بأنَّ أصابِعي حَمْقَى
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#8840 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() قصيدة حديقة بلا غناء
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح #العصر الحديث #المملكة العربية السعودية 0 345 مشاهدة لا يَأْنَسُ الطينُ حتَّى يحضنَ الطينا فلا أريدُكِ ريحانًا ونسرينا لم ننعقدْ في الهوى نبضًا وعاطفةً حتَّى انعقدنا بهِ خَلْقًا وتكوينا مشيئةٌ في ضميرِ الغيبِ واحدةٌ أَوْحَتْ إلينا معًا: يا أنتُما كُونا! ننحلُّ في الشوقِ أعمارًا سواسيةً: نبضُ (الثلاثينَ) في أحشاءِ (خمسينا)! لنا من الحُبِّ أحلامٌ/‏ملائكةٌ باتتْ تكابدُ أوهامًا/‏شياطينا! لا أَنْصَفَتْنَا المقاهي في صداقتِها بالعاشقينَ، ولا وَفَّتْ (حَوَارِي)نا فلم نزلْ حيث يَمَّمْنَا لموعدِنا نعودُ.. لم تكتحلْ مِنَّا مآقينا؟! نعودُ كالفتيةِ اللَّاهِينَ ما برحوا حولَ الغوايةِ طَوَّافِينَ سَاعِينا نحنُ الذينَ سَفَحْنَا روحَ قهوتِنا في الانتظارِ، وعَذَّبْنَا الفناجينا بئسَ المواعيدُ رَتَّبْنَا الهواءَ لها ثُمَّ التقينا مجازًا في قوافينا في البُعدِ نقدحُ نجوانا كما انْقَدَحَتْ من شُعلةِ الغيبِ أحلامُ المُرِيدِينا نشكو الأسَى فتُعَزِّينَا قصائدُنا حيثُ القصائدُ مِنْ أشجَى المُعَزِّينا والأرضُ رانَ عليها رُعبُ معدنِها فراحَ يُثْخِنَ في الأُفْقِ الحساسينا ما ضَرَّنا لو صَقَلْنَا بعضَنا شَغَفًا؟! فلم تزلْ تصقلُ السِّكِّينُ سِكِّينا! زنزانةُ العُمرِ ضاقتْ دونَ أُغنيةٍ.. إنَّ الأغاني يُوَسِّعْنَ الزَّنازينا! يسمو بنا الذوقُ حيثُ الذوقُ سَلْطَنَةٌ تُحِيلُنَا بينَ كَفَّيْهَا سلاطينا لا شيءَ من كَذِبِ الأيامِ يملؤُنا بالصِّدقِ غيرَ أكاذيبِ المُغَنِّينا جئنا من الشوكِ.. من ميراثِ قسوتِهِ.. مُضَمَّدِينَ بأوهامٍ تُدَاوِينا نحنُ البريدُ الذي أقدامُهُ نَفِدَتْ من الوقودِ ولم يَلْقَ العناوينا نمشي بأطولِ ما في الأرضِ من طُرُقٍ ذاك الطريقُ إلى نسيانِ ماضينا ما ثَمَّ خوفٌ دَخَلْنَا في غياهبِهِ إلا حَسِبْنَاهُ منفًى من منافينا والخُلْدُ ما سَرَقَتْ أفعاهُ من فَرَحٍ معشارَ ما سَرَقَتْ مِنَّا أفاعينا! تَبَّتْ يدُ الخوفِ! بِتنَا في مدائنِهِ نكادُ نهربُ حتَّى من أسامينا نكادُ نغدرُ بالمعنى فما بَرِحَتْ شفاهُنا تتلوَّى عن معانينا نكادُ –والنظراتُ/‏الشكُّ تلدغُنا نرى العيونَ يُرَبِّينَ الثعابينا هذي المدائنُ من فرطِ الوداعِ بها جَفَّتْ، وجَفَّتْ من التلويحِ أيدينا مُرِّي على الشجر العاري لنمنحَهُ من المُنى ما يُطَرِّزْنَ الأفانينا لا دورَ في الحبِّ يُهدِينَا بطولتَهُ ما لم نُجَسِّدْهُ أبطالاً قرابينا! الحبُّ شدَّ بأيدينا بيارقَهُ فرافقيني لنجتاحَ الميادينا آلامُنا تتربَّى في حناجرِنا بين المواويلِ أطفالاً وسيمينا حَسْبُ الشوارعِ أن نكسو ملامحَها ملامحَ الحبِّ كي تغدو بساتينا قُومي، نُمَشِّطُ إحساسَ الرصيفِ بنا إذا عبرناهُ ثُوَّارًا مجانينا نحيا فُروسِيَّةَ العُشَّاقِ إنْ حَمِيَتْ أشواقُنا.. إنَّ للأشواقِ (حِطِّينَا)! سِيَّانِ –والحبُّ لم يبرحْ يُطَيِّرُنا طِرنَا عصافيرَ أو طِرنَا بَوَالِينا!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
في السعودية.. عيون ونخيل بين شق جبلي تجري مياهه طوال العام ☘️ | شذى الياسمين | السفر والسياحة والرحلات البرية | 9 | 10-14-2021 07:31 PM |
كلمة للشاعر والأديب/ عبدالله بن زهير الشمراني بمناسبة اليوم الوطني ال (٩١) للمملكة العربية السعودية☘️🌹 | فتى بلاد شمران | ديوان شعراء قبائل شمران | 4 | 09-28-2021 02:42 AM |
يالمملكه،،الغاليه لك،،سلامات ☘️☘️ | ريحانة شمران | الشاعر / ابوعبدالله | 9 | 02-17-2021 05:56 PM |
رغماً عن كيد الاعادي ستبقين ذخراً وفخراً يابلادي ☘️☘️ | أبو شريح الشمراني | منتدى المقال | 3 | 02-01-2021 06:26 PM |
اليد البيضاء الحانيه دائماً ماتبدد الضلمه الحالكه ☘️☘️ | أبو شريح الشمراني | منتدى المقال | 5 | 01-15-2021 09:55 PM |