منتديات قبائل شمران الرسمية


بـوح الـقـصيد للشعراء الأعضاء يختص بالشعر الغير منقول للاعضاء المسجلين

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 08-24-2024, 08:01 PM   #1
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة قصائدي في مهب العشق قافلة
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
340 مشاهدة

قصائدي في مهب العشق قافلة

من الجنائز أنعاها وتنعاني

شيعتها.. فإذا النجمات تتبعني

والليل يلهث من خلفي، ويغشاني

إن كنتِ لم تعهدي في الأرض مقبرة

تمشي.. فدونك يا حسناء ديواني

كل العناوين موتي دون أضرحةٍ

ووحده الموت في الأحياء عُنواني

هيا اقلبي صفحةً.. لكن علي حذر

إن الذي تقلبين الآن جثماني

رفقاً بهِ.. فهو أسرار مكفنة

بالصمت. محمولة في نعش كتماني

رفقاً بأول جُثمان يُوحَّدنا

في مأتم من مجازاتٍ وأوزانِ

ثم اقلبي صفحة أُخري.. سَيُسعدُني

أني ألاقِيكِ في جثماني الثاني



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:01 PM   #2
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة وراءَ أروقة الخيام
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
335 مشاهدة

ووراءَ أروقة الخيام حكايةٌ

أُخرى، تتيه طيوفها بجمالِ

فهنالك الأسديُّ يبدع صورةً

لفدائه حوريّةَ الأشكالِ

ويحاول استنفار شيمةِ نُخبةٍ

زرعوا الفلاة رجولة ومعالي

نادى بهم والمجد يشهد أنه

نادى بأعظم فاتحين رجالِ

فإذا الفضاءُ مدجَّج بصوارمٍ

وإذا التراب ملغّمٌ بعوالي

ومشى بهم أسداً يقود وراءه

نحو الخلود كتيبة الأشبالِ

حتّى إذا خِدرُ العقيلة أجهشت

أستارُه في مسمع الأبطالِ

ألقى السلام فما تبقّت نبضةٌ

في قلبه لم ترتعشْ بجلالِ

ومذ التقتْه والكآبة زينبٌ

مخنوقة من همّها بحبالِ

قطعَ استدارةَ دمعة في خدّها

وأراق خاطرها من البلبالِ

وتفجّر الفرسان بالعهد الذي

ينساب حول رقابهم بدلالِ

قرِّي فؤاداً يا عقيلةُ واحفظي

هذي الدموع فإنهنَّ غوالي

عهد زرعنا في السيوف بذوره

وسقته ديمةُ جرحنا الهطالِ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:03 PM   #3
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة رائق مثل أرجيلة في المساء
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
335 مشاهدة

رائقٌ
مثل أرجيلةٍ في المساءِ
يُعَمِّرُهاَ (الكيفُ)
كي يَتَنَفَّسَ فيها المزاجُ تآويلَهُ للحياةْ
رائقٌ
كالدُّخانِ الذي يَتَصاَعَدُ
من فُوَّهاتِ الخراطيمِ
منطلقاً بغنائمِهِ في اتِّجاه الشتاتْ
رائقٌ
كالذي يَتَمَطَّى بحجم المدَى واتِّساَعِ الجهاتْ
ما الذي أشتكيهِ
لأصفعَ وجهَ السماءِ بقهقهةٍ؟
ها أنا
أنتمي للجباهِ التي عَجِزَتْ أنْ ترفَّ
كراياتِ حُرِّيَّةٍ في الوجودِ
ولا هَمَّ لي
غيرَ أنْ أفهمَ السِّرَّ..
سِرَّ العلاقةِ بين سجائرِنا وخسائرِنا..
ها أنا
كلَّ يومٍ أُشَيِّعُ يوماً مضَى
ثمَّ أخرجُ كي أَتَنَزَّهَ
بين حدائقِ هذي الوجوهِ التي يَبِسَ الوقتُ فيها
وأجمعَ بعضَ الثمارِ التي تتساقطُ
من شجراتِ الملامحِ..
لكنَّني لا أرى
غيرَ طيرٍ من الصمتِ
حَطَّتْ على ثَمَرٍ نائمٍ في الغصونْ
وطارَتْ لأعشاشِها المُطْفَآتِ على شُرُفاَتِ الجفونْ
** **
هُوَ الوَهْمُ
ينصبُ لي خيمةً في ضواحيهِ
لكنَّني ها هنا
أَتَجَوَّلُ في اللاَّ مكانِ
فما يعرفُ (الهَجَرِيُّ) إلى أينَ يلجأُ
بعد انحسار (النخيلِ)..
ووجهيَ ليس سوى طابعٍ في بريد الجراحِ
ولكنَّني رائقٌ..
رائقٌ كمزاجِ الصباحِ
إذا حمْحَمَ (الهيلُ) في (دَلَّةٍ)
وأدارَ الفناجينَ شمساً
تضيءُ المسالكَ
لامْرَأَةٍ تحملُ الحزنَ
كيساً على رأسها..
لغريبٍ يدسُّ مدينتَهُ في الرسائلِ
لكنَّهُ يشتكي من خيانةِ بعض الظروفِ..
وللوقتِ يلبسُ قمصانَهُ البيضَ
ثمَّ يغادرُ كالطفلِ من بيتِهِ
كي يلاعبَنا في شوارعِ أوهامِنا الواسعهْ
هنا
في المكان الذي يلتقي اليأسُ فيهِ بأصحابِهِ
قال لي صاحبي:
عادَتِ الحربُ ثانيةً..
قالهَا
ثمَّ مالَ إلى ظلِّ تنهيدةٍ فارعهْ
فقلتُ:
جرحتَ فؤادَ العبارةِ..
فالحربُ يا صاحبي لا تعودُ
ولكنَّ أُخرَى تجيءُ..
تُفَتِّشُ ما بيننا عن ضحايا/جراحٍ /أنينٍ...
لتنحتَ في صخرةِ الوقتِ شكلَ قيامتِها الفاجعهْ
ونبقَى..
إذا ما انْحَرَفْناَ عن الموتِ..
نبقَى وقوفاً على ضِفَّةِ (القارعهْ)



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:10 PM   #4
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة ثمالة الأمل
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
331 مشاهدة

وهج القباب أم المصير المُتعبُ

ذاك الذي لكِ شدّني يا يثربُ

فأتيت أرفل في الشقاء يزفّني

ما بين أشباح المتاهة موكب

تتسكع الآهات بين جوانحي

والأبجدية في دمائي تنحب

وأجنّة الأحلام حين تهزّها

نجواك يرعش روحها المتكهرِب

أترى النخيل اليثربية لم تزل

تلك التي تلد الشموخ وتُنجب

أم شكَّها سهم الزمان فأينعت

جرحاً به المستضعفون تخضَّبوا

وأتوكِ من حيث الرجولة لم يزل

تأريخها بدم الكرامة يشخب

يتلمسون ثمالة الأمل الذي

كانت على يده الجراحة تُخصِب

يا طيبة النصر المنوَّر ما لوى

أبطاله عبر المجاهل غيهب

فإذا السماء تصبُّ في خلجاتهم

حُلُم النبوة جامحاً يتلَهَّب

حتى إذا صقلوا تُرابك وازدهت

ممّا تناثر من سناه الأحقب

وقفوا على حدّ الرماح منائراً

تمتدّ في اُفق الحياة فيُعشب

يا طيبة النصر الذي في شوطه

أفنى فُتوته النضال الأشيب

وتنفَّست عبق الفتوح رسالة

فيها تصاهرت السماء ويعربُ

وافتْكِ يرتجل الصلابة ساعد

منها ويبتكر العزيمة منكبُ

ومُذ اقتحمت بها الحياةَ على خطى

طه يشدُّكِ للفلاح ويجذب

شحذ الفداء يراعَهُ بكِ وانبرى

يسقيه من حبر الخلود ويكتبُ

حتى إذا يوم الاخاء تفصَّمت

حلقاته وسطت عليه العقرب

نسيَتْ جوامحك العتاق نفيرها

وانهار في دمكِ الصهيل الأشهب

وبقيت للأجيال نبعَ صبابة

ما عاد كوثره يفور ويغضب

ورَنت تطالعُك الدهور فراعها

فتح بماضيك المجيد مُعلَّب

هرّبتهِ طيفاً بذاكرة المُنى

يزهو وهيهات الفتوح تُهَرَّب

نسل الغبار عليه ألفَ قبيلة

راحت تنازعه البريق وتسلب

ويداك لا شمس تغالب فيهما

عصف الشتاء الجاهلي فتغلب

مُدِّيهما نحو الوراء وسلسلي

يومَ الاخاء ولملمي ما يسكب

وتحضّني أرواحنا بصفائه

يهتزّ نبض حياتنا المُتَخَشِّب

فسنصهر الاُفق البعيد على لظى

عزماتنا حتى يذوب الكوكب

وسنكنس التاريخ ممّا اسندت

فيه الذئاب وما رواه الثعلب

ونُقشِّر الحق المُغَلَّف بالدجى

حتى يشعّ لُبابه المُتَلَهِّب

ونعود نفترع النجوم وحسبنا

فيما نؤمل ان متنك مركب



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:11 PM   #5
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة بايعت ذكراك
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
325 مشاهدة

قد اصْطَفاَكَ السَّناَ واختارَكَ الأَلَقُ

فكيف يسمو إلى تكوينِكَ، العَلَقُ!

يا بصمةَ اللهِ في أبعادِ كوكبِهِ

حيث الفضاءُ كتابٌ والمَدَى وَرَقُ

ما كنتَ في العُمْقِ من أحشاءِ (آمنةٍ)

لَحْماً على عَظْمِهِ ينمو ويَتَّسِقُ

بَلْ كنتَ أعمقَ أسراراً مُقَدَّسَةً

من نطفةٍ بمياهِ الخَلْقِ تَصْطَفِقُ

سِرٌّ يَلُفُّكَ في سِرٍّ، وما بَرِحَتْ

عليكَ دائرةُ الأسرارِ تنغلقُ

فافتحْ فإِنِّي (صحابيٌّ)، بِمنزلةٍ

كفؤ (الصحابةِ) إلاَّ أَنَّهُمْ سَبَقوا!

بايعتُ ذكراكَ فانْساَبَتْ لها عُنُقي..

والبيعةُ الحقُّ لا تُلْوَى لها عُنُقُ!

هُنا مدائحُ (حَسَّانٍ) على شفتي

تزهو، وفي الرُّوحِ من أرماقِهِ رَمَقُ

يا صاعداً (جَبَلَ النُّورِ) الذي نَزَلَتْ

منه الحقيقةُ عبر الأرضِ تنطلقُ

عُدْناَ إليكَ من التاريخِ نسلكُهُ

حتَّى (حراءَ) فلم تسلكْ بنا الطُرُقُ

أين الطريقُ الذي سالَتْ خُطاَكَ بِهِ

نَهْراً على كَبِدِ الصحراءِ يندفقُ؟!

أيَّامَ ضَيَّعَتِ الأيَّامُ رحلتَها

فلم تَعُدْ خطوةٌ في نَفْسِها تَثِقُ

تبكي التضاريسُ.. لا روحٌ تهدهدُها

غير الرياحِ التي في التيهِ تنزلقُ!

والوقتُ جَفَّ من المعنَى، فلا هَدَفٌ

في الوقتِ من أجلهِ الساعاتُ تستبقُ

كُلٌّ يُفَتِّشُ عن مجلَى حقيقتِهِ

وليسَ في الأُفْقِ إلاَّ الخوفُ والقَلَقُ

رملُ (الجزيرةِ) ما غنَّى الحُداةُ بهِ

إلاَّ وأَوْشَكَ بالأصداءِ يختنقُ:

مَنْ ذا يُطَبِّبُ في الإنسانِ جوهرَهُ؟

كاد السؤالُ على الصحراءِ يحترقُ!

وأَوْتَرَتْ قوسَها الأنباءُ عن نَبَأٍ

في فرحةِ السَّهم حين السَّهم ينعتقُ:

مِنْ خارج الأرضِ مَدَّ اللهُ راحتَهُ

نحو الحياةِ ففاضَ البِشْرُ والأَلَقُ

واختارَ (مَكَّةَ) ماعوناً لرحمتِهِ

لا يشتفي طَبَقٌ إلاَّ اشتهَى طَبَقُ

فيضٌ من اللُّطفِ لم يُدْرِكْ حقيقتَهُ

قومٌ بِما فاضَ من أوهامِهِمْ شَرِقُوا!

حتَّى إذا الغيبُ جَلَّى سِرَّهُ.. وإذا

صوتُ الحقيقةِ في الآفاقِ منبثقُ:

بُشرَى الحياةِ برُبَّانٍ.. قد اتَّحَدَتْ

بِهِ الخرائطُ وانقادَتْ لهُ الطُرُقُ

(طهَ).. ومَنْ غيرُ (طهَ) حين تندبُهُ

سفينةُ الخلقِ لا يُخشَى لها الغَرَقُ؟!

يا وردةَ الحقِّ ما زلنا نشاركُها

سِرَّ الشَّذَى فيُحَنِّي روحَنا، العَبَقُ

حَيَّتْكَ في العُمْقِ من أصلابِنا نُطَفٌ

جذلَى تَرَنَّحَ فيها الماءُ والعَلَقُ

واقتادَنا مركبُ الذكرى إلى زَمَنٍ

رَبَّاكَ في شاطِئَيْهِ، الحبُّ والخُلُقُ

تدري (حليمةُ) إذْ دَرَّتْ محالبُها

يوماً سيُشْرِقُ من أثدائِها، الفَلَقُ

في مُرْضِعاَتِ (بني سعدٍ) مَشَتْ قُدُماً..

يمشي وراء خُطاها الحقدُ والحَنَقُ!

ماذا عليها وقد أهدَى الخلودُ لها

نَهْراً تفيضُ بهِ النُّعمَى وتندلقُ!!

يا منكرَ الذاتِ حتَّى آثَرَتْ أَرَقاً

كي يستريحَ عبيدٌ شَفَّهُمْ أَرَقُ

جرحُ النُبُوَّةِ جرحُ الشمسِ.. تسكنُهُ

روحُ الجمالِ.. ومن أسمائِهِ الشَّفَقُ

مِنْ عُزلةٍ لَكَ.. مِنْ حُزْنٍ خَلَوْتَ بهِ

في (الغارِ)..مِنْ هاجسٍ ثارَتْ بهِ الحُرَقُ!

مِنْ (بئرِ ماءٍ) ذوَى حُلْمُ الرُّعاةِ بها..

مِنْ خيمةٍ عاث فيها الطيشُ والنَّزَقُ!

مِنْ كلِّ ذاكَ الدُّجَى.. شَعَّتْ بثورتِها

عيناكَ.. وابتدأَ التاريخُ يأتلقُ!

تَزَوَّجَتْ في يديكَ الأرضُ معولَها

حتَّى تناسلَ منها الوَردُ والحَبَقُ

فاستيقظَ الحُلْمُ مزهوًّا بفارسِهِ

تَضُمُّهُ مقلةُ الدنيا، وتعتنقُ

ولُحْتَ في موكب التوحيدِ ممتشقاً

سيفاً لغير الهُدَى ما كنتَ تمتشقُ

تتلو مزاميرَكَ الغرَّاءَ فانبعثَتْ

على الصدَى ضابحاتُ الحقِّ تستبقُ

وتحملُ المشعلَ الأسنَى بحالكةٍ

ظلماءَ.. يخبطُ في أبعادِها الغَسَقُ

يكفي حصانَكَ من ماءٍ ومن عَلَفٍ

نَفْحُ اللهاثِ على شِدْقَيهِ، والعَرَقُ

عفواً نبيَّ الهُدَى.. عفواً إذا عَبَرَتْ

جسرَ القوافي إلى فردوسِكَ، الحُرَقُ

واعذرْ بياني إذا أبصرتَ بَذْرَتَهُ

تنشقُّ عن نبتةِ الشَّكوَى، وتنفلقُ:

ذكراكَ تُوشِكُ بالأضواءِ تختنقُ..

شمسٌ وليس لها في حَجْمِهاَ أُفُقُ!

أسطولُ فجرٍ وراءَ الغيبِ مُحْتَجِبٌ

ضاقَتْ بمينائِهِ الأرواحُ والحَدَقُ!

مَنْ لي بنجواكَ والنجوَى تُؤَرِّقُني

حَدَّ العذابِ، وحولي أُفْقُها نَفَقُ

أُنْبِيكَ: ما زال هذا الكونُ محكمةً

تقضي بتقطيعِ أيدي غير مَنْ سَرَقوا!

والجرحُ في جوهرِ الإنسانِ ما بَرِحَتْ

دماؤُهُ باتِّساعِ الأرضِ تندفقُ

هَوِّنْ عليكَ فكمْ حاولتَ ترتقُهُ

بالمعجزاتِ ولكنْ ليسَ ينرتقُ

ما ارتابَ خيطُكَ في إيمانِ إبرتِهِ

مُذْ وَسَّعَ الجرحَ مَنْ شَقُّوا ومَنْ فَتَقُوا!
تاريخ الإضافة: منذ 3 سنوات آخر تعديل: منذ سنة



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:12 PM   #6
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة تاجان زاناك
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
322 مشاهدة

تاجانِ زاناكَ.. أيٌّ فاقَ توأمَهُ:

في قلبكَ السهمُ أم في هامكَ الحجرُ؟

تاجانِ زاناكَ.. فاصْدِقْني بأيِّهِما:

على سِواكَ من الأحرار تفتخرُ؟

لو أوتيَ النخلُ أن يستلَّ قامتَهُ

سيفًا، لأصبحَ من أنصاركَ، الشجرُ

أو كان للماء أن يجلو عواطفهَ

لجاءَ يسعى إلى أطفالكَ، النَّهَرُ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:12 PM   #7
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة لجوء جمالي
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
315 مشاهدة

حتَّى متى وأَنا أشكو غيابَ (أَنا)؟!
كُلِّي هُناَكَ ولكنِّي أقيمُ هُنا!
وما القصيدةُ إلاَّ لحظةٌ/أَبَدٌ
تأتي لكي نلتقي فيها: أَنا وأَنا!
هذي المدينةُ ما زالتْ تباعدُني
عنِّي وتزرعُ فيما بيننا مُدُنا
مدينةٌ ترتدي الأَسْمَنْتَ قُبَّعَةً
سوداءَ تحجبُ عن أحلامِنا المُزُنا
في عَتْمَةِ الأُفُقِ النَّفْطِيِّ لا قَمَرٌ
يُغري الموانئَ كيما تحضنَ السُّفُنا
تيهٌ يُفَرِّخُ تيها.. والمدَى شَبَحٌ
يسيرُ منتعلاً أَسْفَلْتَهُ الخَشِنا
و(هُدْهُدُ) الوقتِ إنْ حمَّلْتُهُ (نَبَأً)
صوبَ (الشَّآمِ) تَوَلَّى يقصدُ (اليَمَنا)!
يا أَوَّلَ الماءِ في الآبارِ.. خُذْ بيَدي
لسدرة المُبْتَدَى وانثرْ عَلَيَّ جَنَى
واعطفْ على العُمْرِ إنْ أضحتْ فراشتُهُ
جرادةً من حديدٍ تجرحُ الفَنَنا
فهكذا قَدَرُ الشَّلاَّلِ هاويةٌ
متى يغادرُ من عليائِهِ وَطَنا!
هل من لجوءٍ جماليٍّ يلوذُ بهِ
مَنْ بات في قبضةِ الفولاذِ مُرْتَهَنا؟!
لم نأتِ للنخلِ نستشفي عيادتَهُ
إلاَّ لنَبْرَأَ من نَفْطٍ أَلَمَّ بِنا!
يا حفلةَ الرقصِ في روحي.. أناَ نغم
يمتدُّ.. يمتدُّ حتَّى يغتدي زَمَنا
أحميتُ طاري أُغَذِّي كلَّ خاصرةٍ
تقتاتُ من جِلْدِهِ الإيقاعَ والشَّجَنا
وطُفْتُ بالكَلِماَتِ الغافياتِ على
حُلْمِ السكينةِ أُذكي بينها الفِتَنا
ما ثَمَّ من بدعةٍ إلاَّ شحذتُ لها
نصلَ الغوايةِ كي أُردي بهِ السُّنَنا
وليسَ ثَمَّةَ أنثَى لا أراودُها
حتَّى ألامسَ في تُفَّاحِهاَ عَفَنا
أنا الذي خاطَبَتْهُ النفسُ قائلةً:
كُنْ لا المُؤَذِّنَ في الدنيا، ولا الأُذُنا!
ها إنَّ قلبي سديمٌ باتَ ملتهباً
بألفِ شمسٍ تَشَظَّتْ في دمي مِحَنا
بعضُ الأغاني إذا شَكَّلْتُهاَ اتَّخَذَتْ
من وَحْيِ عُمْرِيَ شكلاً يشبهُ الوَثَنا
حُلْمِي على الأرضِ(مَهْدِيٌّ) يُخَلِّصُني
وليسَ يطلبُ إيماني بهِ ثَمَنا!
أنا المُجَنَّدُ في جيشٍ يقاتلُني
فيا إلهيَ: هَبْني القُوَّةَ /الوَهَنا!
أَوْحَتْ لِيَ الحربُ ألاَّ أدَّعي سَفَهاً
فَهْمَ (الحسين) إذا لم أفهمِ (الحَسَنا)
أَسْكَنْتُ بالأمسِ في هذا المدَى بَدَني
وما وجدتُ لروحي في المدَى سَكَنا
للرُّوح أجنحةٌ من فرط ما ارْتَجَفَتْ
كادَتْ تَهُدُّ على أوتادِهِ، البَدَنا
بعضُ الأغاني إذا شَكَّلْتُهاَ اتَّخَذَتْ
من وَحْيِ عُمْرِيَ شكلاً يشبهُ الكَفَنا
يا ليتني أزرعُ الفردوسَ في لغتي
كي تشربَ الكلماتُ الشَّهْدَ واللَّبَنا!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:12 PM   #8
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة صيّاد صوفّة السرب
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
311 مشاهدة

وحلمتِ بطرقةِ قلبي الأولى
تحمل فارسك الممعن هجرا وغيابْ
أرهف سمعيك الطرق
كراقصة أرهف خصريها الإعجابْ
وفتحتِ العمر قليلاً..
كانت فتحته أصغر من نصف البابْ
وحشدتِ جنود العقل على الأعتابْ
سيّدتي..
كيف سيدخل قلبي حين يكون العقل رئيس الحجّابْ
يا ذات اللبِّ.. لقد برئ الحب من الألبابْ
** **
ونظرتِ إلى واحة قبي
فأرابك منها مرآى الأعشابْ
واهيةً تعبث فيها غزلان الفتنة
حيث ثمار الشوق تصيح مراهقةً:
لا للنضج.. فإن النضج بواحات القلبِ عذابْ
هل تدرين متى النضج يكون عذابْ؟!!
** **
وأرابك صيّادٌ صوّفه السربُ..
يصيب وإن أخطأ مرماهُ
يا ظبيةُ.. ذاك الصياد تجاوز معنى الصيد
إلى أبعد من معناهُ
علّمه العشق بأن الصيد خيار فريسته..
لا جبرٌ في الصيد وإكراهُ
من أطلق سهماً في وادي العشق الأخضر
عاد إليه وأدماهُ
كسر الصياد القوس وألقاهُ
يكفيه بأن تقتنص النظرة من وجه الظبية، عيناهُ
** **
يا ظبيةُ.. لفتتك الممزوجة بالرعبِ
أعادت ذاك الصياد حزينْ
غازله الطين وما أغراه
فقد كان يغازل خلف الطينْ
كان يفتش في قاموس البر
ويكتب أسماء الغزلان على ورق التينْ
نسّقَ كل الأسماء بذاكرتي..
أطلق عينيه الحالمتين إلى بطن الوادي بضع سنينْ
وفزعت على زفرته في منتصف الخيبة..
إياك وهذا الفزع المرُّ
فإنّ الصياد أمينْ
إياك وهذا الخوف..
فإنّ الخوفَ بوادي العشق كمينْ
حاصرَ جنبيك اليأسُ..
وكسَّحَ ما بين النبضة والنبضة
أقدام الفرح المسكينْ
** **
غضبت روح الوادي..
امتعضت من نهرٍ أوصد بالخيبة مجراهُ
فالنهر العاشق
لا يخلع في حرِّ الصيف سجاياهُ
ينساب فتنتحر الشمس على صدر مراياهُ
عاد الصياد من الوادي
وإذا بالعشق يناديه:
لا يسقط من يسقط في الحفرة
ما لم تكن الحفرة فيهِ
يا ظبيةُ.. سقطت من ذاكرتي
كل الأسماء وكل الغزلانْ
ورجعت أنا والنهر العاشق والخذلانْ
من صوّفهُ السرب بوادي العشق
سيصطاد بحكمته الخذلانْ
فالعشق بأن أصطاد الخذلانْ
والعشق بأن أرِدَ المنبع ظمآنَ وأن أصدُرَ ظمآنْ
** **



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:13 PM   #9
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة قانا في ذاكرة الأرض
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
307 مشاهدة

سقط الليل على سوءته في هوة الغيب
وظلت في المدى غيمة شؤم
شوهت ناصية الأفق
فجاء الفجر ممسوخاً كمن لا وجه له
ما الذي توحيه هذي البقعة السوداء؟!
هل من أحد خان صلاة الصبح؟!
أو طارده الوحش السماوي
بآيات العذاب المنزله!
أبداً يا سادن الوقت..
ف (قانا) اغتسلت منذ هزيعين بأنفاس الفدائيين...
صلَّت بالمحبين
وفاض التين والزيتون من تلك الصلاة الطهر...
كأن الله لا يسمع من (قانا) سوى (فاتحة) الوعد
و(قداس) الوفاء الحر...
ما أجمل (يوحنا) على مبسمها يتلو حروف البسملة!!
عرفت كيف تعيد الأرز من رحلته عبر التراتيل
وتشفي الأرض من علتها بالحنظله
وتهادت تقرأ المنحوت من تاريخها في ورق التبغ وأنغام الحساسين
فطالت فرسخاً من شرف أنزلها في بيدر الشمس
وكان القمح في أشواقها يعمل
حتى هيأ الإفطار من وشوشة الحقل بأُذن السنبله
أفطرت بالأمل الأخضر (قانا)
ومضت تنبش صندوق بريد الأفق
حين اندلع الصبح عليها من ثنايا قنبله
(شهرزاد) انطفئي الآن
ويا ديك الحكايات احترق في صيحة اليأس
فلن يولد بعد اليوم فجر يستفز الأخيله
قفزت (كذبة نيسان) على السجن الخرافي
وصاغت في فم (التلمود) لحناً (سامرياً) من خوار (العجل)...
يادنيا اسمعي نغمة هذي المهزله
وتطلَّع يا زمان الفن
كي تلتقط المشهد من بين ثنايا المقصله
إنني أبصر (قانا) تدخل الآن إلى ذاكرة الأرض دخول الزلزله
المدى جمدّه الصمت
و(قانا) لم تزل خفاقة بالأسئله
ودوي يتعالى من دم (القرآن) و(الإنجيل)
حين اتحدا في شلو طفل وبقايا أرمله
من هنا تنبعث الوحدة يا (لبنان)...
لا طائفة تحتكر العشق الإلهي
ولا حزب سوى الموت الذي وحَّد في أكفانه الإنسان والأديان...
فالتابوت ميثاق وهذي الجثث البيض تواقيع سلامْ
هذه ذكراك يا (قانا)...
بياض كتبت فيه مزاريب الدم القاني ترانيم الغرامْ
إنها معجزة أخرى ل (عيسى)
تبعث الوحدة من تحت الرخامْ
قامت الأجساد من تابوتها المجهول
والتفّتْ على التاريخ أسراب حمامْ
غردت.. فاتخذت ألحانها شكل السكاكين
لكي تفتق أحشاء الظلام
هرِّبي وحدتك العذراء يا (قانا) إلى صحرائنا..
صامدة كالخيمة الأولى
فقد نولد في التاريخ من رحم الخيامْ
غدُنا منزلق في جهة المجهول
والسيف الذي كان عليماً بالهوى..
أدركه في حضن ليلاه، المنامْ
حملتنا لغة الشعر
وما زلنا على متن حصان البرق
نرتاد متاهات الغمامْ
نحن لم ننحلَّ من أعرافنا
حين نصلي للتوابيت ونكسوها وشاحاً ووسامْ
كم تفتحنا على أجساد موتانا بساتين كلامْ
وقطفنا باقة صفراء للأجيال من تلك العظامْ
ووقفنا خارج الأفق (الجنوبي)
نحيي كل (فينيق) تجلى، طائراً من بين أنقاض الحقوبْ
سقط الكابوس واندكَّت هنا الأسطورة الكبرى، على صخر (الجنوبْ)
والضحايا لم تزل تصعد في غيم الرصاصات إلى سطح الغيوبْ
هاهنا روح (أبي ذر)
تدس الشغب الأحمر ما بين عروق الأرض..
ترعى الجبل المنحوت من صلب الفدائيين..
تسقي بذرة الثورة في أوردة الزيتون..
تستنبت في الأشياء إعصاراً إلهي الهبوبْ
كل شيء في (الجنوب)
ثائر صوَّفه العشق (الغفاري)
وأهداه مفاتيح الغيوبْ
كل شيء غارق في وجده الثوري
مجذوب إلى العصيان من حبل القلوبْ
يا (جنوباً) صارماً كالشمس في الموعد..
حتى موعد الموت على سيف الغروبْ
ساهراً في خندق التاريخ..
عيناه نبيّان من الصحوة والإيمان
ما انفكا يخطَّان وصايا الريح في سفر الدروبْ
يا ترى.. كم أكل الخندق من ساقيك؟!
والحزن الذي في وجهك الشاحب..
كم فض من النرجس في هذا الشحوبْ
آه من جغرافيا الأرض
وقد جارت على اللوزة
في خدّيْ صباياك
وأدمَتْ بين نهديها تويجات الطيوبْ
جسد وحَّدنا فيما يقولون
فما أكذبهم!!
كيف!! وأقدامك إقدام.. وأقدامي هروبْ
يا أبا الأقمار.. إذ تنجبها منك ثقوب البندقيات..
وما أجمل ما تنجبه تلك الثقوبْ!!
الفضاءات عذارى في أعاليك
فما يفعمها بالحب إلا كوكب يوقد من زيت الحروبْ
ليت قلبي طلقة تولد من رشاشك الفحل..
وروحي ليتها أنملة في يدك الولّادة البكر..
ألا أملك أن أصبح بعضاً منك في عصف الخطوبْ؟!!
لك عرق من دماء العز، موصول بأعناق الشعوبْ
شاعراً جئتك في ساقية من مفردات..
أعشق البارود من شدة ما أخشاه..
فاطردني.. أنا العشق الكذوبْ
أنا لا شيء سوى زخرفة الخنجر في كفيك..
هل تسعفك الزخرفة الحلوة.. والموت يلوبْ؟!!
غضبتي أرسمها بالإحتجاج اللازوردي
فما تكمل في أبعادها حتى تذوبْ
كيف لي أن أنتمي الآن إلى جرحك!!
وديان دمي ظامئة من نبضك الحر الغضوبْ
أنت عصيان (حسينيٌّ)..
وعصيان (الحسينيين) يأبى أن يتوبْ
وأنا التائب في صمت الأسى من (كربلاءاتي)..
أناجيها بلا (حائط مبكىً) حين تشتد الذنوبْ
علَّق الليل مواويلي على بانة سهد..
ورماني ظامئاً تحت دوالي الحزن كوبْ
لم أزل في الصحو سكران
بصهباء النضوبْ
** **



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:13 PM   #10
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

قصيدة الاستشهادي علي أشمر
الشاعر: جاسم الصحيح جاسم الصحيح
#العصر الحديث
#المملكة العربية السعودية
0
299 مشاهدة

من بعيدٍ جاءَ..
لا أعلمُ من أينَ
ولكنْ من بعيدٍ..
رُبَّما من طعنةٍ في جسدِ التاريخِ
حينَ الْتَحَمَ الجيشانِ في خيبرَ
فَانْسَلَّ الفتى من فجوةِ الطعنةِ
كي يختصرَ التاريخَ في جرحٍ
وحتَّى الجرحُ لا يعلمُ من أين الفتى جاءَ
ولكنْ من بعيدٍ..
رُبَّما من ضَيْعَةٍ تجلسُ في أقصى حدودِ القِيَمِ
الكُبرَى
كما يجلسُ بستانٌ على التلَّةِ في عُزلَتِهِ..
ماجَ الفتى بالعطرِ حينَ اختزلَ البستانَ في قامتِهِ
الوَرْدِ..
وحتَّى الوردُ لا يعلمُ من أينَ الفتى جاءَ
ولكنْ من بعيدٍ..
رُبَّما حَلْقَةُ صوفِيِّينَ
في أعلى جبالِ الوجدِ
أَغْرَتْهُ لأنْ يكتشفَ العمقَ الإلهيَّ بِهذا الكونِ
فانشقَّ المدى
عن عاشقٍ قد نوَّرَ الروحَ بِمِشْكَاةِ يقينٍ عَلَويٍّ
ومضَى يسبحُ في كينونةِ الأشياءِ حتّى لامَسَ القعرَ
وحتّى القعرُ لا يعلمُ من أينَ الفتى جاءَ
ولكنْ من زمانٍ خارجَ العصرِ
فَهذا الوَهَجُ الروحيُّ
لا يُمكنُ أن يُنجبَهُ عصرٌ من الفولاذِ..
هذي الوردةُ الزهراءُ
لا يُمكنُ أنْ تولدَ مهما حَاوَلَتْ
من أُمَّةٍ في موسمِ الزقُّومِ..
والله!
هُوَ الوعدُ السماويُّ لنَا أن نرثَ الأرضَ
هُوَ الوعدُ
أتى يحملُ في أضلاعِهِ كوخاً من الإيمانِ
معموراً بِحُبِّ الله والأرضِ
وطفلٍ ضاقتِ الأسماءُ عن إيمانهِ إلاَّ عليٌّ..
حَمَلَ الإسمَ لواءً خافقاً بِالقُدْسِ
مُمْتدّاً من الثورةِ حتّى الموتِ
جيلاً جَبَلِيّاً
نَبَتَتْ في فَمِهِ اللاَّءاتُ أنياباً
وربَّاها بِما وَرَّثَهُ الأجدادُ من رفضٍ قديمٍ..
لم تَزَلْ لاءاتُهُ تكبرُ في الرفضِ فصارتْ
بُنْدُقيَّاتٍ
ومازالَ عليٌّ حالماً يركضُ خلفَ الشمسِ
مُشتاقاً لأنْ يصطادَ هذي الظبيةَ البيضاءَ في السفحِ..
فتستدرجُهُ الظبيةُ للقمَّةِ
كيْ يقطفَ أزهارَ الصعودِ الوَعْرِ من أعلى الزمانِ
الكربلائيِّ..
عليٌّ عصَّبَ الجبهةَ بِالتاريخ
واشتاقَ إلى الرقصِ مع القمّةِ
في عُرْسٍ سماويٍّ..
جلا الحُسْنَ الربوبيَّ
جلاءً يُطلقُ الروحَ
إلى عالَمِها الأسمى متى ترنو إِلَيْهِ
فاضَ من بردتِهِ الحسنُ أساطيرَ
فكانت شهرزادٌ
كُلَّمَا أدرَكَها الليلُ
أَجَالَتْ طرفَها فيهِ وسلَّتْ قصّةً من حاجِبَيْهِ
واستجارتْ بِالتعاويذِ التي تحرسُ أسرابَ المَهَا في
مُقْلَتَيْهِ
فَكَسَاها بِهدوءِ الزَغَبِ الناعسِ في أرجوحةٍ من
عارضَيْهِ
وعليٌّ زاحفٌ في الحُلْمِ
كالنَهْرِ
يلفُّ الموسمَ الأخضرَ في ريشِ حماماتِ يَدَيْهِ
حينمَا جَمَّرَهُ ماءُ الفُتُوَّاتِ
نَوَى العُرْسَ
فألفَى كلَّ شيءٍ صارَ أُنثى:
النَهْرَ والبيدرَ والبستانَ..
والشمسُ الجنوبيّةُ مدَّتْ عُنُقَ الفَجْرِ على هيئةِ
أُنْثَى..
والقُرى اصطفَّتْ صباياً
تتشهَّاهُ عريساً كاملَ الوجدِ..
صحا كلُّ سريرٍ شدَّهُ الليلُ على نجواهُ
مأهولاً بِنَهْدَيْنِ شَهِيَّيْنِ..
وجاءَ الكلُّ للموعدِ مخموراً
ولا بأس..
فهذي خمرةٌ مغفورةُ الإثمِ..
هُنا افترَّ عليٌّ
عن فتىً تطلعُ من ضحكتِهِ الشمسُ
مشى في خاطرِ الوادي غزالاً مُترفَ اللفتَةِ
تختالُ بهِ حُرِّيَّةُ العُشْبِ وروحانيَّةُ الأرضِ
وآذارُ شبابيٌّ على خَدَّيْهِ..
فَافْتَنَّ الفتى عشقاً
بَدَتْ فتنتُهُ أعنفَ ناراً
من فتيلِ امرأةٍ دهريَّةٍ خامَرَها الشوقُ
فهذا العامريُّ اسْتَدرجَتْهُ امرأةٌ من خارجِ الدَهْرِ..
تجلَّى فرأى كِذْبَةَ نيسانَ على الدربِ
وتَلاًّ من جنودٍ يحرسُ الكِذْبَةَ
فيما أشرَقَتْ ليلاهُ خلفَ التلِّ..
نَادَتْهُ
وقد كانَ على بُعْدِ جحيمٍ واحدٍ من جنَّةِ الوصلِ..
هُنا فَخَّخَهُ العشقُ بأشواقِ المُحِبِّينَ
فماجَ الجَسَدُ الورديُّ في قنبلةِ الأشواقِ..
فاضتْ لهفةُ التنفيذِ من عينيهِ
فاهتزَّ الفتى مخزنَ بارودٍ من اللَّهْفَةِ
وامتدَّ فتيلاً نافراً في خفّةِ الضوءِ
دقيقاً وجميلاً مثلَ خطِّ الكُحْلِ في جَفْنَيْهِ
تحدوهُ تسابيحُ خطوطِ الطولِ والعرضِ..
علَتْ تكبيرةُ الوادي
وشعَّتْ في المدى جُرأةُ عبَّاسَ وحَفْصٍ و
قصيرٍ
فَتَلَظّى الوجدُ في ترسانةِ القلبِ
وثارَ المخزنُ الناريُّ في التلِّ
فما نسمعُ إلاَّ:
ارِني أنظرْ إِليكْ
ارِني أنظرْ إِليكْ
غرقَ المشهدُ في النشوةِ
حينَ اختلطتْ رائحةُ الليمونِ
بالبارودِ
بالأشلاءِ
بالجرأةِ
بالوَجْدِ الإلهيِّ الذي حَلَّقَ
حتّى عَرَجَ العشقُ عروجاً فادحاً
فانتصبَ الله من العرشِ لهذَا العاشقِ الداخلِ
لِلتَوِّ مدى الكينونةِ الكبرى..
عليٌّ يا عليٌّ..
هذهِ صوفيَّةٌ غابتْ عن الحلاَّجِ
في تأويلِهِ الناريِّ للعشقِ
فَحَدِّثْ:
كيفَ أوْجزتَ المقاماتِ جميعاً
في مقامٍ واحدٍ
فارتبكَ المطلقُ إعجاباً بِهذي الحالةِ البِكْرِ..
عليٌّ يا عليٌّ..
سرقوا منكَ غزالاً واحداً
فانتثرتْ من دَمِكَ الغزلانُ آلافاً
وقامَ العشبُ في الوادي على ساقٍ
ودارتْ مهرجاناتُ الينابيعِ
فلا ساقيةٌ إلاَّ تَمَنَّتْ رقصةً منكَ على زغردةِ الماءِ
ولا زنبقةٌ إلاَّ تَشَهّتْكَ رحيقاً للمسرَّاتِ..
وفي الخامسِ والعشرينَ من أيَّارَ
شفَّ الغيبُ
والتمَّتْ شظاياكَ جنوباً عائداً يرفلُ في التحريرِ..
كان الشجرُ الواقفُ في السفحِ
وكانَ الزنبقُ الساهرُ في الجرحِ
وكانتْ باقةُ الغزلانِ في أيقونةِ الوادي
وكانتْ قُبَّراتُ الشوقِ في حنجرةِ الحادي..
هُنا في موسمِ العودةِ
كانتْ تتحرَّاكَ على قارعةِ النصرِ..
وحينَ انفتحتْ كلُّ جهاتِ الأرضِ عن وَجْهِكَ
شاهَدْنا السماواتِ
تلمُّ الصلواتِ البيضَ من محرابِ ذاكَ الوجهِ..
شاهدناكَ طفلاً قادماً في باقةِ الألوانِ والفُرشاةِ
كيْ تصبغَ بِالفرحةِ قرميدَ البيوتاتِ
وموَّالَ الحكاياتِ..
أضاءتْ فضَّةُ الصُبْحِ على جسمكَ
فانسابَتْ قُرى عامِلَ في مخملِ ذاكَ الضوءِ..
راحتْ تجتني من فَمِكَ المشمشَ واللوزَ
ولاءاً حُرَّةً مفتولةَ الزَنْدَيْنِ..
لاءاً لم تزلْ مرفوعةَ الحرفَيْنِ..
شعَّ القَمَرُ الطالعُ من جُرْحِكَ
يروي سيرةَ الجُرْحِ
ووَزَّعْتَ على الوادي
هداياكَ من الجَنَّةِ
أنهاراً.. ثماراً وعصافيرَ
فَلَمْ تبخلْ على بيَّارةِ الكَرْمِ
ولم تكسرْ لِحَقْلِ القمحِ خاطِرْ
آهِ!
يا ليتكَ وزَّعْتَ على الأُمَّةِ إيمانَكَ
كي يكتمِلَ الجوهرُ في قاعِ الضمائرْ
أيُّها الزاحفُ نحو القُدْسِ
نهراً من دَمٍ يخترقُ التاريخَ..
لا زلتَ ولا زلتَ ولا زلتَ
فتىً تنجبهُ كلُّ الحرائرْ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر



أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
في السعودية.. عيون ونخيل بين شق جبلي تجري مياهه طوال العام ☘️ شذى الياسمين السفر والسياحة والرحلات البرية 9 10-14-2021 07:31 PM
كلمة للشاعر والأديب/ عبدالله بن زهير الشمراني بمناسبة اليوم الوطني ال (٩١) للمملكة العربية السعودية☘️🌹 فتى بلاد شمران ديوان شعراء قبائل شمران 4 09-28-2021 02:42 AM
يالمملكه،،الغاليه لك،،سلامات ☘️☘️ ريحانة شمران الشاعر / ابوعبدالله 9 02-17-2021 05:56 PM
رغماً عن كيد الاعادي ستبقين ذخراً وفخراً يابلادي ☘️☘️ أبو شريح الشمراني منتدى المقال 3 02-01-2021 06:26 PM
اليد البيضاء الحانيه دائماً ماتبدد الضلمه الحالكه ☘️☘️ أبو شريح الشمراني منتدى المقال 5 01-15-2021 09:55 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية