ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️

عَوَاجِي
قُلْ: ألفُ أَلفِ كَمِيٍّ ضَمَّهمْ جَسَدٌ


وَنَبْضُهُمْ ثَارَ فِيْ شُرْيَانِهِ التَّاجِي
لَمَّا الْتَقَى بِكِلَابِ النَّارِ فَارِسُنَا


وَصَالَ فِيْهِمْ صِيَالَ الفَارِسِ النَّاجِي
فَرْدٌ بِجَيْشٍ وَجَيْشٌ حَلَّ فِيْ رَجُلٍ


لَمْ يَنْتَظِرْ دَعْمَ أَفْرِادٍ وَأَزْوَاجِ
أَرْدَى الخُصُوْمَ وَأَنْهَى كُلَّ ثَائِرَةٍ


وَنَائِمُ الحَيِّ لَمْ يَشْعُرْ بِإِزْعَاجِ
عبده فايز الزبيدي

مِيْراثُ الجَمِيعِ


إذَا مَا مَاتَ ذُو أَدَبٍ وَ عِلْمٍ


سَيَرْفَعُ ذَكْرَهُ حُلْوُ الصَّنِيْعِ
كَمِثْلِ الغَيْثِ يَذَهَبُ فِيْ تُرَابٍ


و يَنْشُرُ فَضْلَهُ نَبْتُ الرَّبِيْعِ
فَكَمْ قَدْ عَلَّمَ الأَحْيَاءَ مَيْتٌ


أمَاتَ بعِلْمِهِ جَهْلَ الوَضِيْعِ
نُشَاورُ عِلْمَهُ إنْ حلَّ خَطْبٌ


فَيُرْشُدنَا إلى حَلٍّ سَرِيْعِ
يُسَامرُ حَرْفَهُ حُرٌّ بِقَفْرٍ


وَ آخَرُ حَلَّ فِي بَلدِ الصَّقِيْعِ
فهذا المالُ مِيْرَاثٌ لِفَرْدٍ


وَ كَانَ العِلْمُ مِيْراثَ الجَمِيعِ

عبده فايز الزبيدي

لَوْلاكَ


لَوْلاكَ ما كان الغرامُ ولم يكنْ


في الشعر ينشدُ ما يحسُّ عضِيدُه
يا حبُّ يا قدرَ الغرامِ وموعدي


بالله قلْ لي كيف رحت تصيدُه
فملكت منه فؤادَه ولِسانَهُ


فشَدَاكَ مِنْه شُجونُه ونشيدُه

عبده فايز الزبيدي

بَيْت مُظْلم


بَعْضُ القصَائدِ أجْسَادٌ لألفَاظٍ


لا رُوحَ فيها وروحُ الشِّعرِ أفْكَارُ
وشَاعِرٍ أَوْصَدَ الأبياتَ مُجْتَهِدَاً


بِقِفْلِ رَمْزٍ وخَتْمُ الرَّمزِ أَوزارُ
بَخِيْلِ مَعْنَىً بِبَيْتٍ مُظْلِمٍ حَرجٍ


لا يستضيفُ ولا يَأتِيْهِ زُوَّارُ

عبده فايز الزبيدي

سِرٌّ مِن ذهَب


أَصْغِيْ إليَّ أَيَا حَلَبْ

سَأُسِرُّ سِرَّاً مِنْ ذَهَبْ

النَّصرُ حُرٌّ مَاجِدٌ

مَلَّ العُرُوْبَةَ فَاغْتَرَبْ


عبده فايز الزبيدي

أَضْحَى التَّحَدُّثُ بِالفُصْحَى مِنَ العَجَبِ (البسيط)


أَضْحَى التَّحَدُّثُ بِالفُصْحَى مِنَ العَجَبِ


وَسُوْقُهَا كَاسِدٌ إلَّا عَلَى النُّخَبِ
وَ لا تُقَدَّمُ إلَّا فِيْ مُنَاسَبَةٍ


كَالعِيْدِ والجُمْعَةِ الغَرَّاءِ فِيْ الخُطَبِ
وَ إِنْ تَفَاصَحَ بِالفْصَحَى أَخُو أَدَبٍ


قَالُوا: ثَقِيْلٌ، وَلَمْ يُرْزَقْ مِنَ الأَدَبِ
أَرَى التَّمَرُّنَ بِالْفُصْحَى دَلِيْلَ هُدَى


واللَّحْنَ يُزْرِيْ بِذِيْ دِيْنٍ وذِيْ حَسَبٍ
وَشَاهِدُ الحَالِ عَدْلٌ فِي شَهَادِتِهِ


فاللَّحَنُ في الدين صُنْوُ اللَّحَنِ في الكُتُبِ
فكُرْبَةُ الدِّيِنِ فِي زَيْفٍ يُشُّوِّهُهُ


وكُرْبَةُ الضَّادِ فِي عَامِيَّةٍ خَرِبِ
لَنَا لِسَانٌ مِنَ الإِعْرَابِ عَارِيَةٌ


وَ لِبْسُ أَعْرَاضِنَا يَعْلُو عَلَى الرُّكَبِ
وَإِنِّما رَوْنَقُ الإِعْرَابِ فِيْ كَلِمٍ


كَالمَاءِ يَجْرِيِ بِغُصْنِ نَاعِمٍ رَطِبِ
وَ اللَّحْنُ قَحْطٌ إِذَا مَا حَلَّ أَلْسِنَةً


أَحَالَ كُلَّ نَضِيْرِ القَولِ كَالحَطَبِ
لَمْ يَبْقَ مِنَّا سِوَى جِنْسٍ يُعَرِّبُنَا


أَمَّا اللِّسَانُ فَقَدْ أَضْحَى بِلَا نَسَبِ
إِنْ تُعْرِبُوا الْقَولَ أَنْتُمْ حِيْنَهَا عَرَبٌ


أَو تَلْحَنُوا تَرْطُنُوا فِي صُوْرَةِ العَرَبِ

عبده فايز الزبيدي

لَيْتَ المُزُونَ عَلَى صِهْيُونَ إذْ مَرَّتْ


لَيْتَ المُزُونَ عَلَى صِهْيُونَ إذْ هَطَلَتْ


قَدْ أمْطَرَتْهُمْ غَيِاثَ الزَّيْتِ والنَّارِ
والرَّيْحَ تُنْفُخُ إنْ بَاخَتْ لَتُلهِبَها


و تَنْقُلُ النَّارَ مِنْ دَارٍ إِلى دَارِ
يومَ الخَمِيْسِ لقدْ قُدِّرْتَ موعدَهُمْ


و أَنْتَ للهِ تقْدِيْرٌ لِجَبَّارِ
قدْ حَدَّدْتكَ يهوذا يومَ مَظْلمَةٍ


لِمَنْعِ تَكْبِيْرِ حُجَّاجٍ وعُمَّارٍ
الشَّمسُ والأرضُ والأفلاكُ قد غَضِبتْ


والبَدْرُ والنَّجمُ ثُمَّ الكَوكبُ السَّاري
والعُرْبُ تَشْجُبُ فِي حِبْرٍ عَلَى وَرَقٍ


و نَخْلةُ النَّصْرِ لا تُرْوَى بِأَحْبَارِ
فأَوْقَدَ اللهُ في صِهْيُونَ جَمْرَتَهُ


والله يُشْعلُ مَا شَاءَ بِلا وَارِ
حَتَّى اسْتَطَالَ سُمُوُّ النَّارِ فَوقَهُمُ


و ظَامِئُ الجَمْرِ فِي أَحْيَائِهِمْ جَارِ
هَذا انتصَارٌ لأهلِ الله أرسَلَهُ


منْ أنْشَّأَ الكونَ، جَلَّ الوَاحدُ البّاريْ
مِنِ اسْتَغَاثَ بربِّ الكونِ أَمَّنَهُ


و لنَ تُغَاثَ إذَا غوَّثتَ: يا جَارِيْ
فاللهُ أقربُ مِنْ جارٍ لجِيْرَتِهِ


واللهُ أَنْفَعُ مِنْ صِهْرٍ لأَصْهَارِ

عبده فايز الزبيدي

أصورَ الجَرْحَ في القرطاسْ ( اللاحق )


يا سارقَ النَّومِ يا مَيَّاسْ


يا مُلْهِبَ الشِّعرِ والإحّْسَاسْ
يا أكملَ النَّاس في خَفَرٍ


يا مُنيةَ القلبِ والأنْفَاسْ
يا داعياً نبْضَ ذي ولهٍ


و زاجراً إصُبعَ اللمَّاسْ
أنت الفريدُ وإنْ زَعَمُوا


زُوْرَاً لكم توأماً في النَّاسْ
التُّوتُ يفترُّ عَنْ دُررٍ


و نكهةُ الحَرْفِ عَرْفُ الآسْ
وضَحْكةُ الظبي في غُنَنٍ


قد أسكرتنا بغير الكَاسْ
كالغُصْنِ إنْ سَارَ في غَنَجٍ


و جِيْدُهُ قُدَّ مِنْ ألمَاسْ
وصُورةُ الظَّبيِ في نَظَري


وظِلُهَا فِي الحَشا قَدْ ماسْ
إن قِيْسَ حسنٌ بمِسطرةٍ


فحُسْنُه مَالَهُ مِقْيَاس
الحُسنُ للنَّاس مشْغَلةٌ


قدْ أشغلَ الغُفْلَ والأكياس ْ *
وأكتب الشعر صاحِ لكيْ


أصورَ الجَرْحَ في القرطاسْ

عبده فايز الزبيدي

كَالسَّيْفِ يَجْرَحُ غِمْدَهُ


لا تُكْثِّرَنَّ مِنَ الكلامِ وحُدَّهُ


و إنِ استطعتَ عَدِيدَ قولِكَ عُدَّهُ
والمرءُ إن يُطِلِ الكلامَ فإنّه


سَيقولُ قولاً ثُمَّ يفعلُ ضِدَّهُ
ودعِ الخصام مع اللجوجِ ودَاَرِهِ


و اجعلْ سُكُوتَكَ كُلَّ حِيْنٍ رَدَّهُ
واعلمْ بِأنَّ لسانَهُ سينالُهُ


وتراهُ يشكو للبَريَّةِ حَدَّهُ
كالسَّيْفِ حِينَ خُرَوجِهِ ودُخُوَلِهِ


عَنْ غيْرِ قَصْدٍ رَاحَ يَجْرَحُ غِمْدَّهُ

عبده فايز الزبيدي

حدرات


إذا الحَدْرات ضلَّ بها مَسِيرٌ


وخافتْ من بنياتِ الطَّريقِ
تراه كالقطاةِ لها دليلاً


خبيرا بالمياهِ وبالمضيقِ
رفيقاً بالجمال وراكبيها


يسير بهم على دربٍ حليقِ
وعسرُ السير من حادٍ عسيرٍ


و يُمنِ السير من يُمنِ الرفيق

عبده فايز الزبيدي