مشاهد غير واعية/للكاتب علي خضران القرني🌾

مشاهد غير واعية

علي خضران القرني

* مَن يتَّخذ مِن الشَّوارعِ والطُّرقاتِ العامَّةِ أماكنَ لرمِي مخلَّفاتِهِ، ومَا فِي حكمِهَا، راكبًا كانَ، أو ماشيًا، بدلًا مِن وضعِهَا فِي الأماكنِ المخصَّصةِ لهَا، مخالفًا بذلكَ وسائلَ الوعيِ الحضريِّ، وجودةَ الحياةِ، وصحةَ البيئةِ!


* مَن يأتِي بأسرتِهِ للحدائقِ العامَّةِ المهيَّأةِ للرَّاحةِ والاستجمامِ، ثمَّ يطلقُ العنانَ لأبنائِهِ للعبثِ بمقدَّراتِ ومحتوَى تلكَ الحدائقِ، والقيامِ بحركاتٍ خارجةٍ عن الذَّوقِ والوعيِ ككتابةِ عباراتٍ ورسومٍ علَى الجدرانِ والحوائطِ تتنافَى معَ الأخلاقِ والآدابِ المرعيَّةِ؛ بدعوَى حرِّيَّةِ التفسُّحِ!

* مَن يصرُّ علَى إيقافِ سيَّارتِهِ فِي موقفِ سيَّارةِ جارِهِ؛ بحجَّةِ أنَّ الشَّارعَ ملكُ الدولةِ، وهُو تصرُّفٌ عقيمٌ إنْ دلَّ فإِنَّمَا يدلُّ علَى سذاجةِ وحمقِ صاحبِهِ، وعدمِ إدراكِهِ لحقوقِ الجوارِ!


* مَن يقومُ بزيارةِ بعضِ معارفِهِ، وبدلًا مِن طَرقِ بابِهِم استئذانًا بالدُّخولِ، تراهُ يتَّخذُ مِن منبِّهِ سيَّارتِهِ وسيلةً للنِّداءِ بطريقةٍ مزعجةٍ، متناسيًا أنَّ هناكَ كبارَ سِنٍّ، ومرضَى، وأطفالًا يقلقهُم هذَا التصرُّفُ المخالفُ للعاداتِ والأعرافِ.

* مَن تدفعهُ العاطفةُ للسَّماحِ لابنِهِ أو ابنتِهِ بقيادةِ السيَّارةِ قبلَ انطباقِ شروطِ القيادةِ والسَّلامةِ المروريَّةِ عليهمَا؛ مخالفًا بذلكَ الأنظمةَ المنظِّمةَ لذلكَ!

* مَن يسيرُ فِي طريقٍ عامٍّ، ثمَّ يفتحُ زجاجَ سيَّارتِهِ ويقذفُ بمَا فِي فيهِ مِن فضلاتٍ علَى المارَّةِ بطريقةٍ مقزِّزةٍ تتنافَى معَ الذَّوقِ والأخلاقِ وصحَّةِ البيئةِ!

* مَن يتعمَّدُ رفعَ صوتِ مسجِّلِ سيَّارتِهِ أثناءَ سيرِهِ، وخاصَّةً عندَ الإشارةِ الحمراءِ؛ ليُسمِعَ ويلفتَ نظرَ مَن حولَهُ لتلكَ الأصواتِ الخارجةِ عَن الذَّوقِ العامِّ!

* يتظاهرُ بعضُ النَّاسِ بالعالِمِ الذِي لا يُشقُّ لهُ غبارٌ، فتراهُ فِي كلِّ مجلسٍ وملتقَى يهرفُ بمَا لَا يعرفُ، لكنَّهُ لا يلبثُ فِي النهايةِ أنْ يظهرَ علَى حقيقتِهِ، وبُعدهُ -كلَّ البُعدِ- عمَّا يدَّعيه ويتظاهرُ بهِ أمامَ الآخرِينَ، وعليهِ وعلَى أمثالِهِ ينطبقُ قولُ زهير بن أبي سلمى:

وَمَهمَا تَكُنْ عِندَ اِمرِئٍ مِنْ خَليقَةٍ

وَإِنْ خَالَهَا تَخَفَى عَلَى النَّاسِ تُعلَمِ

** هذهِ بعضُ السلوكيَّاتِ التِي نشاهدُهَا يوميًّا مِن قِبل البعضِ، نتمنَّى التخلُّصَ منهَا، خصوصًا وأنَّهَا تتنافَى معَ قِيمِ دينِنَا الحنيفِ، وكفِّ الأذَى عَن الآخرِينَ.