منتديات قبائل شمران الرسمية


بـوح الـقـصيد للشعراء الأعضاء يختص بالشعر الغير منقول للاعضاء المسجلين

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 06-20-2024, 02:21 AM   #3161
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » الحفيدة .. الشاعرة

أَحَفِيدتي. ولأَنْتِ رَوْضٌ
ناضِجٌ.. ثمراً وزَهْرا!
تُهْدِي به الطَّعْمَ اللَّذيذَ
لنا وتُهْدي النَّفْحَ عِطْرا!
فَيَزِيدُنا بِكِ فَرحَةً
ويَزِيدُنا عِزّاً وفَخْرا..!
إنِّي لآمَلُ أَنْ تَكوني كالخُناسِ هُدًى وشِعْرا!
وتَكُونَ ذِكْراكِ الحبيبةُ
بين رَبْعِكِ. خَيْرَ ذِكْرى!
في رَيِّق العُمْرِ المُبَكِّر
أنْتِ والأيَّامُ تَتْرى!
سترين منها ما يَزِيدُك
حِكْمةً حِسّاً وفِكْرا!
وتَرَيْنَ مُخْتِلفِ الطَّبائِعِ
مِنْهُمُوا.. خَيْراً وشَرَّا!
المُرُّ حُلْوٌ يَسْتَحِيلُ بِهِمْ ويَغْدو الحُلْوُ مُرَّا!
والضُّرُّ نَفْعاً يَستَحِيلُ
ويَسْتَحِيلُ النَّفْعُ ضُرَّا!
فاسْتَبْصِري كَيْلا يَغُولُكِ غائِلٌ بِأَذاهُ غَدْرا!
واسْتَنْطِقي عَبَرَ الحياة
فإِنها تُعْطِيكِ خُبْرا!
وتَرُدَّ عَنْكِ الدّاجِيَاتِ
المُنْكِراتِ عَلَيْكِ فَجْرا!
لم يَسْتَطِعْنَ به اهْتِداءً
أَوْ يَطِقْنَ عليه صَبْرا!
فَتَمَيَّزوا حَسَداً وغَيْظاً
ثم قالوا عَنْكِ هُجْرا!
لا تَسْخَطي مِمَّا تَرَيْنَ
فَلَنْ يَحُطُّوا مِنْكِ قَدْرا!
ضاقُوا بِما لاقُوْهُ صَدْراً
وانْشَرَحْتِ وطِبْتِ صَدْرا!
هذى هي الدُّنْيا تَمُوجُ
بِأَهْلِها.. طُهْراً وعِهْرا!
* * *
أَحَفِيدتي.. إِنِّي كَبَرْتُ
وعادَ مَدِّي اليَوْمَ جَزْرا!
أَحْنى الزَّمانُ.. وما اسْتَطَعْتُ
غلابَهُ.. رأْساً وظَهْرا!
وغَدَتْ عَصايَ تَشُدُّ مِن
أَزْرِي. وكنْتُ أَشُدُّ أَزْرا!
كنْتُ المَشِيقَ.. كما الرِّماح
.. المُسْتَعِزَّ.. المُسْبَطِرَّا!
ومَضى الزَّمانُ يَحُثُّ خَطْواً
لا يَكِلُّ.. ونحن أَسْرى!
وهو الطَّلِيقُ.. وما يَجُوزُ..
المُسْتَطِيلُ.. وما أَضَرَّا..!
يَبْلى الشَّبابُ به.. وَيَبلى ما أساءَ وما أَسَرَّا!
أَوْلى بنا أَنْ لا نَضِيق
بِحُكْمِهِ.. ونَقُولَ شُكْرا!
* * *
أَحَفِيدتي وعَسايَ أَحْيا كي
أَراكِ بِجانِبِ الجَوْزاءِ بَدْرا!
وأُصِيخُ سَمْعي لِلرَّوائِعِ
مِنْكِ شِعْراً.. ثم نَثْرا!
كيْما أَقُولَ تَبارَكَ الرَّحْمنَ
إِنَّكِ تَنْثُرِينَ عَلَيَّ دُرَّا!
كَمْ كنْتُ أَرْجو اليَوْمَ هذا
فاسْتَبانَ وما اسْتَسَرَّا!
هذا الصِّبا.. هذا الجمَالُ
.. يَرُوعُنا سِرّاً وجَهْرا!
ويَخُطُّ في سِفْرِ الخُلُو?ِ
مُسَجِّلاً سَطْراً فَسَطْرا!
كانَ المُنى غُرّاً.. وما أَحْلا المُنى يَأْتِينَ غُرَّا!
فأنا القَرِيرُ به.. أنا الهانِي به.. نُعْمى وأَجْرا!
* * *
يا نَهْلَةً أَرْوَتْ بِكَوْثَرِها الظَّمِىء المُسْتَحِرَّا!
كانَتْ له بُشْراً أَزالَ
بِما حَباهُ اليَوْمَ عُسْرا!
أَحَمَامتي الوَرُقاءَ.. تَفْتَرِعُ
الذُّرى شُمّاً. لقد أَسْعَدَتِ صَقْرا!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-20-2024, 02:21 AM   #3162
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » وهوى نجم


أسيلوا عليه الدمعَ.. فهوَ بهِ أجْدَى
ولا تَذْخرُوا شكراً.. ولا تذْخروا حَمْدا
فقدْ كان ذا فضْلٍ.. وقد كان ذا هُدىً
يُفيضان للعافين من رَبْعِه رفْدا
ولا قوْلَ إلاّ هدْيُه مترسِّلاً
ولا فعْل إلا رُشْدُهُ الجَمُّ.. مُمْتدّاً
وقدْ كان لا يَسْتشعرُ الفخْرَ بيننا
ولكنّه يستشعرُ الحبَّ والزُّهْدا
ويُغْضِي عن الذمِّ اللئيمِ. ولا يَرى
لصاحبه الجاني عليه به حقْدا!
أأَحمدُ.. كنتَ الرّوضَ فينا.. ثمارُه
وأزهارُه كانت لنا النّفْحَ والرّغْدا
فَصوَّحَ هذا الرّوْضُ.. جَفَّ نَميرُه
فلمْ نَلْقَ طعْماً لذّ فِيهِ ولا وِرْدا
لقد كنتَ فيه بُلبلاً مُتَفَرِّداً..
بأَنْغامِه يُشْجِي بها المجْدَ والوَجْدا
فأجْدبَ هذا الرّوْضُ بَعْدكَ باكياً
على طيرهِ الشادِي الذي سكَنَ اللّحْدا
ونحْنُ كمِثْلِ الطّيْرِ نشكُو فِراقَهُ
حنيناً إليهِ.. في المَراحِ وفي المَغْدَى
ونَذْكُرُه فينا شَذىً متضوِّعاً
يفوحُ.. فيَسْتَهْدِي به السائرُ القَصْدا
وما كان إلاُ الرُّمْدُ مَنْ لا يَرَوْنَهُ
ضياءً.. فما أشقى بإنْكارِه الرُّمْدا
ترفَّعَ عن نَهْجِ الغُواةِ تزهُّداً
ولم يَتَنفَّجْ كبرياءً ولا كَيْدا
فإنْ قلْتُ فِكْراً. فهو فيهِ محلّقٌ
وإن قلْت حِسّاً. فارْقُبِ الجَزْرَ والمَدَّا
هُما كِفَّتا فِكْرٍ وحِسٍّ تهَاطَلا
بغَيْثٍ.. حَمِدْنا قَبْلَه البَرْقَ والرّعْدا
وهل تُنْبِتُ الآلاءَ إلاّ هَوَاطِلٌ
عَمَتْ نَحْسَنا عنَّا وأبْدتْ لنا السَّعْدا!
أَأَحْمَدُ.. يا رُبَّ امْرِىءٍ مُتميِّزٍ
يُنَوِّرُ لحْداً مِثْلَما يُطْرِبُ المَهْدا
وقَدْ كُنْتَهُ شيخاً.. وقَدْ كُنْتَهُ فَتًى
فَمَا أَكْرَمَ المَثْوى. وما أكْرَمَ الخُلْدا
عسَاني إذا ما شاءَ رّي تباركَتْ
آيادِيه.. كم أَجْدَى علينا. وكم أسْدَى
رَحِيليَ.. أنْ أَلْقى لديه فواضلاً
وإن كنتُ لم أرْعَ الذّمامَ ولا العَهْدا
وأَنْ أَتَلاقَى والكرامَ من الأُلَى
تسارَعْنَ قبلي للرّحيلِ الذي أَرْدى
فكم أَشْتَهِي. والدمعُ يذرفُ والمُنَى
تُجاذِبُني شوقاً.. وتُخْلِفُنِي الوَعْدا
لِقائِي بهِمْ في مَوْطِن الخُلْدِ.. لا أَسىً
بهِ أو وَنىً يُضْنِي المساعيَ والجهْدا
ترقَّبْتُهُ يوماً فيَوْماً.. فَلَمْ يَفىءْ
إِليَّ.. ولكنْ سامَني النَأي والصَدَّا
ووَلَّى وأَبقى الهَشَّ.. ما يَسْتويَ بِهِ
وقَدْ لانَ –عُودِي لَيْتَه تركَ الصَّلْدا
فَعُدْتُ وما أقْوى على السّيرِ قابعاً
بِدارِي. فلا جَذْباً أطيقُ ولا شَدَّا
وعُدْتُ وفي حَلْقي من الصّابِ غصّةٌ
وفي مُهْجَتي من بَعْدِ ما طَعِما.. شُهْدا
مَتَى يَجْتَوِ المَرْءُ الحياةَ يَجِدْ بها
مَرَازِىءَ تُنْسِيه المباسِمَ والنَّهْدا
وكيْفَ.. وقد أَصْلَى الفِراقُ بِنَارِه
حناياهُ.. حتَّى ما يطيقُ لهُ وَقْدا
وقد خانَهُ حِسٌّ.. وقد خانَهُ حِجًى
فلمْ يُبْقِيا حَيْلاً ولمْ يٌبْقِيا رُشْدا
وكان له رَهْطٌ نِدادٌ.. فلم يَعُدْ
له مثلهمْ. فهوَ الذي افْتقَدَ النِّدا
كمَا افْتقَدَ اللَّذْوَى. كما افْتقَدَ الكَرَى
بشَيْخُوخَةٍ تَطْوِي المواجعَ والسُّهْدا!
سَلامٌ على الدّنيا.. سَلامُ مُودِّعٍ
تطلَّعَ للأُخْرَى. لمَوْلاهُ واسْتَجْدَى
على أنَّهُ ما كان في مَيْعَةِ الصِّبا
صبُوراً على رَيْب الزمان ولا جَلْدا
عساهُ بعَفْوٍ منه يَنْجُو من اللَّظَى
فما أكْرم المَوْلى وما أَفْقَرَ العَبْدَا!!




التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-20-2024, 02:22 AM   #3163
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » حلق .. ثم هوى

أَذْكَرْتِنيهِ ماضِياً مُشْرِقاً
يُضِيءُ بالحُسْنِ ودَلَّ الحِسانْ!
كنْتُ به الغِرْنيقَ أَمْشِي على
زَهْوٍ.. وأَشْتَمُّ شذى الأُقْحُوانْ!
يدِينُ لي الحُسْنُ. وما يَنْثَني
عنِّي. ولا يَمْلِكُ منِّي العِنانْ!
أنا الذي أَمْلِكُهُ لاهِياً..
به. وما تَنْدى له المُقْلَتانْ!
* * *
تَقولُ هِنْدٌ وهي أَحْلا المُنَى
بَيْنَ الغَوانِي.. وهي أَغْلا الجُمانْ!
تَقولُ لي وهي على سَطْوَةٍ
مِن حُسْنِها العاتِي.. إِلامَ الحِران؟!
أما تَرى العُشَّاق حَولي وما
أَطْوَعَ منهم يَفُتُّ مِنِّي العِنان؟!
أَلَسْتَ ذا قَلْبٍ يُحِبُّ اللُّهى
من الشَّوادِي. ويُحِبُّ الدِّنانْ؟!
* * *
قُلْتُ لها يا هِنْدُ إنِّي الفَتى
أَصْبُو إلى العِزِّ. وأُغْلي الرِّهانْ!
أعْنُو إلى الحُسْنِ. وأَهْفُو لَهُ
وأَشْتَهِي منه الجَنى والحنانْ!
ما لم يَشَأْ مِنِّي إذا ما اسْتَوى
بَيْنَ الحنايا الخافِقاتِ.. الهوانْ!
فإِنَّني حِنَئِذٍ أجتوي..
ولا أُبالي منه بالصَّوْلَجانْ!
* * *
كم غادَةٍ يا هِنْدُ لم أَسْتَجِبْ
لِسِحْرِها. فاسْتَنْجَدَتْ بالدُّموعْ!
ثم اسْتَجابَتْ هي لِلْمُجْتَوَي
لتَسْتَوِي بَيْن الحَشا والضُّلوعْ!
كُنْتُ أنا يَوْمَئِذٍ باذِخٌ
أَشْدو بِشِعْري فَتَمُوجُ الرُّبوعْ!
أَجْمَعُ ما بَيْنَ السَّنا والصِّبا
وأَرْتَوِي رِيَّ الطَّموح الوَلُوعْ!
مِن كُلِّ يَنْبُوعٍ. فما أَنْثَني
عنه.. وأَسْلُوهُ وأَطْوِي القُلُوعْ..!
لكِنَّه يَنْظُرُ لي في أَسًى
لأَنَّني آثَرْتُ عنه النُّزُوعُ!
هذا أنا يا هِنْدُ قَبْلَ الونى
والحُزْنِ يَكْوِى. وانْطِفاءِ الشُّمُوعْ!
الواغِلُ المِقْدامُ أَمْسى لَقاً
والوامِقُ الجَبَّارُ أَمْسى الهَلُوعْ!
فيا لَهُ مِن زَمَنٍ خادِعٍ
وما لَنا يا هِنْدُ إلاَّ الخُضُوعْ!
ما يَنْفَعُ السُّخْطُ ولكِنَّني
سَخِطْتُ وَيْلي من ألِيمِ الوُقُوعْ!
فأَمْعَنَ الدَّهْرُ. وزادَ الكَرى
عَنِّي فلم أهْنَأْ بطيب الهُجُوعْ!
أَوَّاهِ مِن هَوْلِ نُزُولي إلى..
قاعِي. وأَوَّاهِ لِحُلْوِ الطُّلُوعْ
* * *
مَكَثْتُ في القاعِ وقد صَدَّني
عن الهوى شَيْخُوخَتي الضَّاوِيَهْ!
واسْتَنْكَرَ الغِيدُ رُؤى شائِبٍ
تَدِبُّ رِجْلاهُ إلى الهاوِيَهْ!
يَهْرِفُ بالحُسْنِ. وقَدْ هَالَهُ
منه عُزُوفٌ يُؤْثِرُ العافِيهْ!
يَحْلَمُ بالأَمْس.. أَلَمْ يَنْتَهِكْ
في أَمْسِهِ الأفْئِدَة الباكِيَهْ؟!
أطاعَهُ الحُسْنُ فَلَمْ يَحْتَفِلْ بالحُسْنِ في أَرْدَانِهِ الزّاكِيَهْ!
فكيف يَرْجُو اليَوْمَ مِنْه النَّدى؟!
وكيف يَرْجُو الدَّمْعَةَ الآسِيَهْ؟!
كَلاَّ. فما أَجْدَرَهُ بالْقِلى..
والصَّدِّ.. بل بالضَّرْبَةِ القاضِيَهْ!
* * *
وأَذْعَنَ الشَّيْخُ لأَقْدارِهِ
مُسْتَسْلِماً لِلْحِكْمَةِ الهادِيهْ!
رَدَّتْهُ لِلرُّشْدِ الذي خانَهُ
بالأَمْسِ. في أَيَّامِهِ الخالِيَهْ!
الشَّاعِرُ الموهوب أَصْفى فَما
يَشْدو رِضاً.. واسْتَقْصَتِ العَافِيَهْ!
وانْفَضَّ عنه الحُسْنُ لا مُلْهِماً
قصائِداً.. حانِيَةً.. ضارِيَهْ!
رَأَيْتُهُ مُسْتَعْبِراً نادِماً
في قاعِهِ.. من الظُّلْمَةِ الداجيهْ!
فَقُلْتُ يالَ النَّاسِ من غايَةٍ
كهذِهِ.. ناضِرةٍ.. ذاوِيَهْ!
* * *
يَسْتَعْصِمُ الغَيْبُ بِأَسْتارِهِ
فما نَرى أَسْرارَهُ الخافِيهْ!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-20-2024, 02:22 AM   #3164
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » الراحل المقيم


رحلْتَ وخلَّفْتَ الرّفاقَ بواكياً
عليك وكانوا بالقوافي شوادِيا!
وكانوا وما زالوا إليك صوادِياً
فَمَنْ ذا الذي يَسْقي ويَرْوِي الصَّواديا؟!
ومَن ذا الذي يُرْضِي الحواضِرَ كلَّهم
ومَن ذا الذي من بَعْدُ يُرْضي البواديا؟!
لقد كنتَ في دُنْيا المَشاعِر صاحياً
وما كنْتَ في دُنْيا المشاعِر غافيا!
وكنتَ المُجَلِّي في السِّباقِ وإنَنِّي
سأَغْدو والمُصَلِّي أَيْنَما كنْتُ ثاوِيا!
كفَرْعَيْنِ كنَّا دوْحُنا مُتَطاوِلٌ
بِرَوْضٍ نضيرٍ لم يَكُنْ قَطُّ ذاوِيا!
إلى أن دعا داعي المنية مُرْجِفاً
فَلبَّيْتَ ما أقْسى وأَحْنى المُنادِيا!
وسوف ألَبِّيه قريباً وانْثَنى
إليك كنَجْمَيْنِ الغداةَ تَواريَا!
أَرَبَّ القَوافي العُصْمِ. أَصْبَحْتَ خالِداً
فما كنْتَ مِهذاراً ولا كنتَ لاهِياَ
ولكنَّه الجِدُّ الذي شَرُفَتْ به
معانِيكَ حتى نَوَّلتْكَ المعاليا!
فَجُبْتَ الذُّرَى حتى افْتَرَعْتَ سنامَها
وجابُوا سُفوحاً أَمْحَلَتْ وفيافيا!
إذا العبقريُّ الحقُّ غاب تطاولتْ
مآثِرُهُ بين الأنام حوالِيا!
وغاب أُناسٌ قبله ثم يعده
فكانوا فَقاقيعَ الشَّرابِ الطَّوافِيا!
وكنْتَ كَمِثْلِ النَّجْم يَسْطَعُ سَرْمَداً
فَيًسْعِدُ أيَّاماً لنا وليالِيا!
وقد كنتَ فَذّاً في الرجال مُسَوّداً
بِفِكْرٍ إذا جَلَّى أضاء الدواجيا!
وكان عَصِيُّ الشِّعرِ يُلْقي قِيادَه
إليك ويَدْنو منه ما كان نائيا!
ونَعْجَزُ عن بعض القريض ويَسْتَوِي
لديك مُطِيعاً أحْرُفاً ومعانِيا!
فَتَخْتارُ منه ما تشاء قصائداً
تَسُرُّ حنايانا وتُذْرِي المآقِيا!
وها كنتَ مِجداباً وما كنت مُصْفياً
كما زعموا بل كنتَ كالنَّهر جاريا!
ولكنَّكَ اخْتَرْتَ السَّكوتَ تَرَفُّعاً
عن الهَزْل يُزْجِيه الشَّعارِيرُ هاذِيا!
ولَيْتَكَ لم تَسْكُتْ فأنَّى
لِبُلْبُلٍ سكوتٌ فقد يُدْمي السكوتُ الحوانيا!
لقد كان بالشَّدْوِ الرَّخيم مُداوِياً
وكان به نَجْماً إلى الدَّرْبِ هادِيا!
رعاكَ الذي أَسْدَى إليك ولم تكُنْ
جَحُوداً فأسْدَيْتَ الأماني الغواليا!
لَشَتَّانَ ما بَيْنَ الثَّرى مُتَطامِناً
وبَيْنَ الثُّرَيَّا.. حِطَّةً وتعالِيا!
تَذَكَّرْتُ ما كُنَّا بِه من تآلُفٍ
حَبِيبٍ ولم أَذْكُرْ قِلًى وتَجافِيا!
وكيف وما كنْتَ العَزوفَ عن الهُدى
ولا المَجْد يوماً فَاسْتَبَنْتَ الخوافِيا!
وما كُنْتُهُ يوماً فَعِشْنا. تآخِياً
كريماً يُمَنِّينا وعِشْنا تَصافيا!
وما كنْتُ أَرجو أَنْ تَرُوحَ وأَسْتَوِي
بِرَبْعي حزيناً دامِعَ العيْنِ راثِيا!
ولكنَّه حُكْمُ القضاءِ.. وما لنا
سوى الصَّبْرِ مِعْواناً. سوى الصَّبْرِ آسِيا!
يُخَبِّرُني أَنَّني. سأَلْقاك في غَدٍ
فيَلْقى كِلانا مِنَّةً وأَياديا!
ونَلْقى مِن الله الكريمِ تَجاوُزاً
ونَلْقاهُ رحْماناً.. ونلْقاه راضيا!
تباركْتَ رَبِّي.. ما أَجَلَّكَ حانِياً
علينا.. وإنْ كُنَّا غُواةً ضوارِيا!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-20-2024, 02:23 AM   #3165
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

محمد حسن فقي » الحسن الطهور

تخَيَّلتُها حُسْناً وطُهْراً تَمازَجا
فَعادا إلى لَوْنٍ من الحُسْنِ مٌفْرَدِ!
وأبْصَرْتُها فارْتاعَ قَلْبي بِمَشْهَدِ
يَرُوعُ ويَطْوى دُونَه كلَّ مَشْهَدِ!
سلامٌ عليها وهي تِشْدو كبُلْبُلٍ
سلام عليها. وهي تبْدو كَفَرْقَدِ!
تَمثَّلْتُها توحي وتلهم شاعراً
فَيَسْمُوا إلى أَوْج القَصيدِ المُردَّدِ!
ويَحْسِدُها أَتْرابُها فهي غادَةٌ
تَتِيهُ بِحُسْنِ اليَوْمِ والأَمْسِ والغَدِ!
فما تُنْقِصُ الأَيَّامُ مِنْها غَضارةً
إذا لم تَزِدْها مِن سَناً مُتَجدِّدِ!
لعلَّ لها من شَجْوِها وشُمُوخِها
أَماناً.. فَتَبْقى فِتْنَةَ المُتَوَجِّدِ!
* * *
وقُلْتُ لها. وقد جارَ حُسْنُها
عَليَّ فلم أَعْقَلْ ولم أَتَرَشَّدِ!
متى سَتَفُكِّينَ الإِسارَ فإِنَّني
أُرِيدُ انْطِلاقي في طريقٍ مُعَبَّد؟!
إلى الحُسْنِ لا يَطْوِي المشاعرَ والنُّهى
ولا يَتَخَلىَّ عن أَسيرٍ مُصَفَّدِ..!
فقالَتْ وفي أَعْطافِها الغَيُّ والهُدى
يَجِيشانِ في قَلْبٍ عَصيٍّ مُهَدِّدِ!
أتَقْوى على هَجْري. وأَنْتَ مُتَيَّمٌ؟!
وتَهْفوا إلى حُسْنٍ رَخيصٍ مُعَرْبِدِ؟!
أَتَرْضى بِأَنْ تَهْوى النُّحاسَ وقد صبا
فُؤادُكَ للحسن الوضي كَعَسْجَدِ؟!
إذا كان هذا كنْتَ أَفْدَحَ خاسِرٍ
بِرَغْمِ الهَوى الجاني عليْكَ. المُنَدِّدِ!
لَشَتَّانَ ما بَيْنَ الهوى يَنْشُدُ اللُّهى
وبَيْنَ الهوى يَرْمي إلى خَيْرِ مَقْصِدِ!
فأطْرَقْتُ مِن صِدْقِ المَقالِ مُجَمْجِماً... بما كان يُرْضِيها.. ولم أَتَرَدَّدِ!
غُلِبْتُ على أَمْري. وما كنْتُ عاجِزاً
عن الرَّدِّ لكِنَّ الهوى كانَ سَيِّدي!
وكنْتُ له عَبْداً مُطِيعاً ولو قَسا
ظَلوماً. فما يُجْدِي على تَمَرُّدي!
وما كان يُجْدِيني اعْتِزامي وسَطْوتي
ولا كان يُجْدِيني حطامي وسُؤْدَدِي!
وما حَفَلْت يَوْماً بِشَجْوي وصَبْوَتي بَلى
أَفكانَتْ ذاتَ قَلْبٍ كَجَلْمَدِ؟!
قضاءٌ يَرُدُّ الحُسْنَ في النَّاسِ سَيِّداً
وعاشِقَهُ المُضْنى به غَيْرَ سَيِّدِ!
ولو كانَ فيهم عَبْقَرِياً مُسَوَّداً
وإلاَّ كَمِيّاً ضارِباً بِمُهَنِّدِ..!
* * *
دَعَتْني إلى الرَّوْضِ النَّضِيرِ ثِمارُهُ
وأَزْهارُهُ.. كَيْ يَسْتَقِرَّ تَشَرُّدي!
وثَنَّتْ يَنابِيعٌ تَجِيشُ بِسَلْسَلٍ زُلالٍ
وقالَتْ مَرْحَباً أيُّها الصَّدي!
هُنا العُشُّ والإِلْفُ الطَّرُوبُ مُغَرِّداً
يَحِنُّ إلى إِلْفٍ طَرُوبٍ مُغَرِّدِ!
هَلُّمَّ إلَيْنا عاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ
وطَرِّبْ وأَسْعِدْنا بِشَدْوِكَ نَسْعَدِ!
* * *
وفَكَّرْتُ هل أُصْغِي إلى الصَّوْتِ حافِلاً بِنَجْوى. وآتِيهمْ على غَيْرِ مَوْعِدِ؟!
إلى العَيْشِ يَصْفُو لا يُكَدِّرُه الورى
فأغدو به نَشْوانَ غَيْرَ مُحَسَّدِ؟!
أُناغي به رَوْضاً وطَيْراً وجَدْوَلاً
وإلفاً وَفِيّاً ما يُسَهِّدُ مَرْقَدي!
فَلَيْسَ بِخَوَّانٍ. ولَيْسَ بناكِثٍ
ولَيْس بِصَخَّابٍ. وليْس بِمُعْتَدي!
نَعيشُ. وما نَشْقى بِرَبْعٍ مُشَيَّدٍ
على الحُبِّ.. من أَمْنٍ نَرُوحُ ونَغْتَدي!
* * *
لقد كانَ حُلْماً يُسْتطابُ به الكرَى
ويسْعَدُ منه ناعِسٌ غَيْرُ مُسْعَدِ!
ونَنْعَمُ بالآلاءِ فيه سَخِيَّةً
ونَحْظى بِشَمْلٍ فيه غَيْر مُبَدَّدِ..!
صَحَوْتُ فأشْجَتْني الحياةُ كئِيبَةً
بِصَحْوٍ.. فما أَشْقاكَ يا يَوْمَ مَوْلِدي!
وقُلْتُ عَسى أَنْ تَذْكُرَ الغادَةُ.. الشَّذى قَصِيداً بها يَشْدو كَدُرِّ مُنَضَّدِ..!
فَحَسْبي بِذِكْراها جَزاءً.. وحَسْبُها
بِشِعْري خُلوداً عَبْرَ شِعْرٍ مُخَلَّدِ!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 10:20 PM   #3166
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » والشيخوخة


أَيُّهذا الإِيمانُ أَسْعَدني اليَوْمَ
ونَجَّى مِن الخُطُوبِ الثِّقالِ..
أنْتَ فَضْلٌ مِن الإلهِ ورِضْوانٌ
فَحَمْداً لِرَبِّنا ذي الجَلالِ



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 10:20 PM   #3167
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » تهاويم

لسْتُ أدْرِي أنا المُغَرِّدُ في الرَّوْضِ
حَزيناً على الأَليفِ المُغادِرْ؟!
مَن أَنا؟! قَبْلَ أَنْ أَكونَ مِن النَّاسِ
شَجِيّاً بما يُثِيرُ الخواطِرْ؟!
مُنْذُ أن كنْتُ في القِماطِ.. دِمائي
قائِلات تَوَقَّ عَصْفَ المخاطِرْ!
وبدا لي صِدْقُ المقالِ.. صَبِيّاً
وَفتِيّاً يَطْوِي السِّنينَ الهواصِرْ!
ثُمَّ شيخاً بَلا الزَّمانَ فأَبْلاهُ
وأَبْلا يراعَهُ والقماطِرْ..!
لم يَعُدْ باقِياً له سوى الحَشَفِ
البالي ومِن حَوْلِه الحَوالي النَّوامِرْ!
* * *
لَتَخيَّلْتُ أنِّي كنْتُ من قَبْلُ
عَظِيماً مُسَوَّداً في العشائِرْ..!
وله صَوْلَةٌ.. وفيه مَضاءٌ
يَتَحدَّى بها اللَّيُوثَ الكواسِرْ!
هكذا ظَلَّ فَتْرَةً.. ثم أَمْسى
بَعْدَها مضغة الجُدُود العَواثِرُ!
يَتَدَهْدى بَيْن الأَنامِ.. فهذا
يَتَّقِيهِ. وذاك يَرْثي المصائرْ!
ومَضَتْ فَتْرةٌ عليه فَأَلْفى
نَفْسَه ثاوِياً بإِحْدى الحظائِرْ!
فَرَساً غالِياً على الصَّاحِبِ الفارِسِ يَزْهو بِسَبْقِهِ ويُفاخِرْ!
مَرّ حِينٌ عليه كالْماسِ.. كالتِّبْرِ.. فما يَقْتَنِيه غَيْرُ الأكابِرْ!
وكبا مَرَّةً.. فَعادَ حُطاماً تَتَّقِيهِ مِن الهوانِ النَّواظِرْ!
* * *
وتمادى الزَّمانُ في سَيْرهِ الرَّاكِضِ
قَرْناً مِن بَعْدِ قَرْنٍ طَوِيلِ!
فإِذا بي أَغْدو هِزَبْراً بِرَغْمي
ذا نيُوبٍ.. ومخلب قتال!
كانَ قَلْبي رِخْواً فَعادَ صَلِيباً
لا يُبالي بِرُشْدِهِ والضَّلالِ!
يَنْهَشُ الوَحْشَ والأُناسَ
ولا يَحْفَلُ إلا بالزَّوْجِ والأَشْبَالِ!
كم تَلَذَّذْتُ بالفَرِيسَةِ تَغْدُو
في فَمِي مَطْعَماً بِهَوْلِ اغْتِيالي..!
* * *
وتَحَوَّلْتُ بعد ذلكَ صَقْراً
جارِحاً يَذْرَعُ السَّماءَ اقْتِحاما!
فإذا ما رآهُ طَيْرٌ تَوَلَّى
خِيفَةً مِنْه أَنْ يكونَ طَعاما!
وهو يَنْقَضُّ كالمنَايا على الطَّيْرِ
وقد يُورِدُ الظِّباءَ الحِماما!
أَتُراهُ يَرى الرزايا فَمَا يَرْحَمُ
رُزْءاً؟ أَمْ أَنّه يَتَعامى؟!
* * *
ثم شاءَ الزَّمانُ ضَعْفي فَأَصْبَحْتُ به بُلْبُلاً شَجِيَّ الغناءِ!
لي أَلِيفٌ من العُشّ يَشْدُو كما أَشْدو. ونَحْيا في رَوضة غَنَّاءِ!
تَحْتَنا النَّخْلُ والأَزاهِيرُ والماءُ
ومِن فَوْقِنا صَفاءُ السَّماءِ!
غَيْرَ أَنَّا نَخافُ من جارحِ الطَّيْرِ
ونَخْشى التَّحْلِيقَ عَبْرَ الفضاءِ!
* * *
لَم أكُنْ أَشْتَهي سوى العَيشِ في الرَّوْضِ. طَليقاً مع الأليف الحبيب!
آهِ. لَوْلا الصّقُورُ تَنْقَضُّ بالموْتِ
على البُلْبُلِ الشَّجِيِّ الكئِيبِ!
لَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَعِيشَ مَدى العُمْرِ طَرُوباً بالشَّدْوِ والتَّشْبِيبِ!
بُلْبُلاً ناعِماً.. وما يَعْرِفُ الخَوْفَ
ولكِنْ ما كانَ هذا نصيبي..!
* * *
قَدَري شاء أَنْ لأَعُودَ إلى العَيْش
كما كنْتُ آدِميّاً.. لَهِيفا!
لأَرى حَوْليَ المآثِرَ تُقْصِيني
وتُدْني لها اللَّبِيبَ الحصيفا..!
وأنا أَشْتَهِي المآثِرَ لَوْلا
أَنَّني لم أَكُنْ أَمِيناً عفيفا..!
يا حَياتي لو أَنَّني أَمْلِكُ الحوْلَ
لما كُنْتُ مُسْتَكِيناً ضَعِيفا!
إنّني أَنْشُدُ الرَّبِيعَ. فما تُبْصِرُ عَيْني الحَوْلاءُ إلاَّ الخَريفا!
فَلَعَلِّي أَنالُ يَوْماً من القُوَّةِ
ما يَجْعَلُ الصَّفِيقَ شفيفا!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 10:21 PM   #3168
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » وهم الخلود


تذكَّرتُ أيَّاماً مضَتْ ولَيالِيا؟!
قَضَيْتُ بها كِفْلاً من العُمْرِ حالِيا!
تَملَّكْنَ منِّي نُهْيَتي وحَشاشَتِي
وأَنْسَيْنَني ما كان عَذْباً وغالِيا!
وأَنْسَيْنَني حتى أُهَيْلي ومَعْشري
فما عُدْتُ إلاَّ عاشِقا مُتَصابِيا!
وما عُدْتُ إلاَّ مُسْتَهِيماً بِخُرَّدٍ..
من الغِيدِ أَصْبَحْنَ الهوى المُتَفانِيا!
زَمانٌ تَوَّلىَّ ليتَهُ كانَ باقِياً..
ويا لَيْتَهُ كانَ الزَّمانَ المُوالِيا!
كَأَنِّي به كنْتُ المَلاكَ الذي ثَوى
بِفِرْدَوْسِهِ يَرْجو الخُلودَ المُصافِيا!
فَلَمْ أَبْقَ مَخْلُوقاً مِن الأُنْسِ راجِياً
حُطاماً ومَجْداً.. بل غَدَوتُ المُجافِيا!
كِلا اثْنَيْهِما كانا لَديَّ تَفاهَةً
أَمامَ الهوى يُزْجِي إليَّ الأمانيا!
وكُنَّ حِساناً شامِخاتٍ بعزَّةٍ
مِن الحُسْنِ ما يَخْتارُ إلاَّ العَواليا!
إذا اخْتَرْنَ لم يَخْتَرْنَ إلاَّ مُجَلِّياً
وإلاَّ كَرِيمَا يَسْتَطِيبُ المجانيا!
له وَحْدَهُ أَلاؤُهُنَّ سَخِيَّةً
تُضِيءُ حَوانِيهِ فَيُشْجِرَ المغانِيا!
بِشِعْرٍ إذا ما صاغَهُ جَوْهَراً
فَآياتُهُ تروي القلوب الصواديا!
له القَوْلُ مِطْواعٌ كبِئْرٍ مُنَضَّر
فَيُطرِبُ ألفاظاً. ويَسْمو مَعانيا!
وما ابْتَذَلَتْ مِنْهُنَّ قَطُّ خَرِيدةٌ
ولا واصَلَتْ إلا الكَمِيَّ المباهيا!
وقُلْتُ لإحداهُنَ يَوْماً وقد رَنَتْ
إليَّ بِشَوْقٍ يَسْتَرِقُّ الحَوانِيا!
أَلَيْسَ لِما تَطْوِينَه مِن نِهايةٍ
تُخِيفُ. وتَطْوِي لِلْقُلوبِ العَوادِيا؟!
فقالتْ. وقد أَذْرَتْ دُمُوعاً سَخِينَةً
تشِفُّ عن الحُبِّ الذي كانَ ضاريا!!
لقد كِدْتُ أَنْسى في هَواكَ كَرامَتِي
وإنْ كانَ عَقْلي في الهوى كان هادِيا!
وإنْ كُنْتُ لم تَنْسَ العَفافَ فَصُنْتَني
وآثَرْتَ مِنِّي عِفَّةً وتَدانِيا!
أراكَ كَروُحي بَلْ وأَغْلا مَكانَةً
فكيف لِصادٍ أَنْ يَعافَ السَّواقِيا؟!
وَمَرَّتْ بِنا الأَيَّامُ ثم تَنكَّرَتْ
فيا لحياةٍ تَسْتَطِيبُ المآسِيا!
تَرُدُّ بِها العاني إلى اللَّهْوِ عابِثاً
وتَمْسَخُ مِن أَحرارِهِنَّ غَوانِيا!
…………… بعْدَ تَرَهُّبي
وبَعْدَ اعْتِيادِي أَنْ أرى الرَّوْضَ ذاويا!
وقد عَرَفَتْ مِنِّي الذي كانَ حاضِراً
كما عَرَفَتْ مِنِّي الذي كانَ ماضَيا!
تَأَنَّ.. فَما كُلُّ الحِسانِ كَمِثْلِها
ودَعْ عَنْكَ أَيَّاماً مَضَيْنَ خَوالِيا!
فَإنَّ لك الحُسْنى لدَيَّ فَصافِني
تُصافِ فُؤاداً مِنكِ يَرجو التَّلاقيا!
يَعيشُ زَماناً بالمُنى تَسْتَفِزُّهُ
إِليكَ وتَرْضى في هَواكَ الدَّواهِيا!
عَرَفْتُ بِما لاقَيْتُ منها فَسَاءَنِي
وما هي قد لاقَتْهُ. فارْتاحَ بالِيَا!
لقدْ رَثَّ مِنْها ما ازْدَهَتْ بِجَدِيدِهِ
وقد نَدِمَتْ مِمَّا أَشابَ النَّواصِيا!
وقد بَلَغَتْ بالحُزْنِ أَقْصى مَجالِهِ
وعادَتْ كَمِثْلِ الضَّلِّ يُدْمي المآقيا!
فَلا تَبْتَئِسْ. إِنِّي الوَفِيَّةُ في الهوى
وإنِّي به أَدْرى. أَجْلى مَرائِيا..!
أُحِبُّكَ حتى ما أَراكَ سِوى الرُّؤى
تَطِيبُ وتَحْلو أَيْنَما كُنْتَ ثاوِيا!
فقُلْتُ لها.. كُفِّي فَإِنِّي مُرَزَّأٌ
فلَنْ أَسْتَوِي في مَرْبَع الحُبِّ ثانيا!
لَسَوْفَ سَتَسْلِين الهوى وسِفاهَهُ
وسَوْفَ سَتَلْقِينَ الهوى عَنْكِ ساليا!
تَظُنِّينَ مِثْلي أَنَّ حُبَّكِ خالِدٌ
وكلاَّ. فَمُذْ كانَ الهوى. كان فانِيا!
أدُنْيايَ ما أَحْلا الحَقِيقةَ في النُّهى
وفي الحِسِّ. ما أَنْكى الخَيالَ المُداجِيا!
وقد كنْتُ –وَيْحي شاعراً مُتنَكِّباً
هُدايَ. فإِنْ عُوتبْتُ كنْتُ المُلاحيا!
أَرى واقِعي رَوْضاً فَأصْدِفُ سالِكاً
قِفار خَيالٍ مُسْرِفٍ.. وفيافيا!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 10:21 PM   #3169
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » الملاك

بشْرى وأنتِ أَحَبُّ بُشْرى
إنِّي لأَنْشُقُ منكِ عِطْرا!
كالوَرْدَةِ الفَيْحاءِ من الرَّوْضِ
النَّضير كنَجْمَةٍ تَخْتال كِبْرا..!
سَمْراءُ تَحْسَبُها العُيونُ
إذا رأَتْها التَّمَّ بَدْرا..!
يُرْضِيكَ منها ما اسْتَبانَ
كما يَشُوقُكَ ما اسْتَسَرَّا!
يا مِصْرُ كم أَوْلَيْتِنا
مِنَنا فَنَحْن نُحِبُّ مِصْرا!
* * *
يالَ الجمالِ المُسْتَطِيلِ بِسِحْـ
رِهِ طَوْعاً وقَهْرا…!
القلْبُ يَشْكو مِن هواهُ
يُذِيبُهُ والعَيْنُ سكْرى!
لا تَرْشُقيني بالسِّهامِ
فإنَّ لي في الحُبِّ عُذرا!
أَوْ تُسْدِلي دُوني السِّتارَ
فما أَطِيقُ اليَوْمَ سِتْرا!
فَسَتَكْسَبِينَ إذا اصْطَفَيْتِ الشَّاعِرَ المَفْتُونَ أَجْرا!
* * *
قدَري فقد ودَّعْتُ دُنْيا
الحُسْنِ.. وُجْداناً وفِكْرا!
ومَضى اليَراعُ يُشِيحُ
عنها واجتوى وَرَقاً وحِبْرا!
ولَبِثْتُ في دُنْيا التَّنَسُّكِ مِن سنيني البِيْضِ عَشْرا!
لا هَمَ لي في الغِيدِ بَلْ
أَمْسَيْنَ لي أَطْيافَ ذِكْرى!
ورأَيْتُها يَوْماً.. رَأَيْتُ
وَسامَةٌ. ورأَيْتُ طُهْرا!
لَيْسَتْ كباقي الغِيدِ حُسْناً
باهِراً.. يَفْتَنُّ سِحْرا!
يُخْفي القُيُودَ وراءَ رِقَّتِهِ
ويُبْدي اللُّطْفَ مَكْرا!
يَهْوى التَّحكُمَّ في القُلوبِ. وَيَشْتَهِي رِقّاً وأَسْرا!
* * *
لكِنَّها كانتْ مَلاكاً
يَمْلِكُ الحُسْنَ الأَغَرّا!
ويَضُمُّ في بُرْدَيْهِ عِلْماً
يَزْدَهي.. ويَضُمُّ فَخْرا..!
لَذَهِلْتُ منها وازْدَهَيْتُ
بِكُنْهِها سِرّاً وجَهْرا..!
فَكَّرْتُ في الرُّجْعى إلى الحُبِّ
الطَّهُورِ.. وكان أَحْرى!
لاقَيْتُ رِبْحاً بَعْدما
جَرَّبْتُ ما قد كانَ خُسْرا!
* * *
يا مُنْيَةَ الفِكْرِ الشَّغُوفِ
لقد أَحَلْتِ العُسْرَ يُسْرا!
نُذُري اللَّواتي قد عَبَثْنَ
بِمُهْجَتي.. أَمْسَيْن بُشْرى!
يا جَنَّتي العَذْراءُ بُلْبُلُكِ
المُغَرِّد شادَ وَكْرا!
مِن حَوْلِه الأَزْهارُ تَعْبِقُ
والغَدِيرُ يَسِيلُ. والأَنْغامُ تَتْرَى!
أَفَلا أَكُونُ به السَّعيد
وقد أطِبْت له المَقرَّا؟!
أنا سوف أَبْقى المُسْتهَامُ المُرْتَضِي وَصْلاً وهَجْرا!
إن كانَ حُلواً في المَذاقِ
يَلَذُّني.. أَوْ كانَ مُرَّا..!
* * *
يا قَلْبُ كم لاقَيْتَ في الصَّبَواتِ مِن كَسْرٍ. وكم لاقَيْتَ جَبْرا!
ولقِيتُ مِنه نُحاسَهُ
صَدِئاً. ومنه لَقِيتَ تِبْرا..!
فاهْنَأْ بِحُبِّكَ تَصْطَفِيه
ويَصْطَفِيكَ اليوم ذخرا..!
وقُلِ السَّلامَ على الرُّفاتِ يَضُمُّ في الظُّلُماتِ قَبْرا!
فلقد أَشَدْتَ بِما شَدَوْتَ
لِمن رَضِيتَ هَواهُ قَصْرا!
هذا القَرِيضُ المُسْتَفِيضُ
تروضه مَدّاً وجَزْرا!
أَغْلا وأَنْفَسُ من كُنُوزِ
الماسِ والإِبْرِيزِ.. قَدْرا!
المَجْدُ لِلشِّعْرِ الرَّفيعِ
وقد مَهَرْتَ الحُبَّ شِعْرا!
* * *
أحَبِيبَةَ الغِرِّيدِ في العَلْياءِ
هَلاَّ قُلْتِ لِلْغِرِّيدِ شُكْرا؟!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 10:22 PM   #3170
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » استرشدوا .. وسدرت

ساعِديني على الصَّفاءِ.. على الفَهْم على أَنْ أكونَ عَقْلاً رشيدا!
إنَّني ضائِعٌ أَخافُ من العُقْبى
وأَخْشى أنْ لا أكونَ سيدا!
منذ أَنْ كنتُ يافِعاً وأنا الضَّالِعُ في الإِثْم. وما أَرْعَوِي. وكنْتُ طريدا!
أشْتَهِي أن أكون حَبْراً. وما أقْوى
فما كنْتُ باشْتِهائي عنيدا..!
* * *
قالتِ النَّفْسُ كنْتَ صَنْديدَ أَمْسٍ
قُلْتُ بل كنُتُ يَوْمَه الرِّعديدا!
إنَّني خائفٌ أرى في خَطايايَ
ثعابينَ مَزَّقَتْ لي الوَرِيدا!
ما أراني إلاَّ الشَّقِيَّ الذي يَلْقى
هُنا أَوْ هُناك بأْساً شديدا!
لسْتُ أَشْكو فإنَّني رغْمَ بَلْوايَ
أنا الصَّانِعُ الضَّلالَ البَعيدا!
وأرى حَوْلي الرِّفاقَ وقد كانوا
أسارى لِلْموبِقاتِ عَبيدا!
أَصْبَحوا الرَّاشِدينَ قد سلكوا
الدَّرْبَ وَضِيئا. وغادَرُوني وَحيدا!
ما الذي أَبْتَغِيه مِن مُتَعِ العَيْشِ
إذا كُنَّ عَلْقَماً وصَدِيدا؟!
وأنا الشَّيخُ قد نَهَلْتُ من الوِرْدِ
وما زِلْتُ ظامِئاً مُسْتَزِيدا!
فإلاَمَ السُّدُورُ في الإِثْمِ
ما أَغْنَى فُؤادي عَن أَنْ يَكون عَمِيدا؟!
والنُّهى أَيْنَهَا؟! أكانَتْ لأَصْحابي
ضياءً يَهْدي السَّبِيلَ الحميدا!
ثُمَّ كانتْ لِيَ الظَّلامَ كَثِيفاً
وعذاباً مِن الضَّلالِ مٌبِيدا؟!
يا رِفاقي الذين تابُوا إلى الرُّشْدِ
وعاد القديمُ منهم جَديدا!
عاد طُهْراً ما كانَ عِهْراً. فَلَيْتني
مِثْلَهُمُ بالهُدى اتَّقَيْتُ الوَعيدا!
غَيْرَ أَنِّي سَدَرْتُ حين تَمنَّيْتُ نَجاتي مِمَّا يَحُزُّ الوَرِيدا..!
آهِ مِمَّا يَصُدُّ نَفْسي عن الرُّشْدِ
ويَهْوِي بها وَئِيداً وَئيداً..!
هي مَنْهومَةٌ إلى العَيْشِ صَفْواً
وهي مَنْهُومُةٌ إليه رَغيدا!
والرَّغيدُ.. الرَّغيدُ أَنْ تَبْذُرَ
الخَيْرَ وتَرْجو النَّجاةَ منه حَصِيدا!
قُلْتُ لِلنَّفْس أَنْظِريني. فقد
لاحَ بَصِيصٌ أَراهُ يَبْدو وَديدا..!
عَلَّه يَقْشَعُ الظَّلامَ ويَطْوي
مِن دَياجِيه ما يَسُرَّ الحَرِيدا!
أَغْلَقَ الإِثْمُ من وَصِيدي. فَما
أَمْلِكُ أَمْرِي. وما أَذَلَّ الوَصِيدا!
كنْتُ فيه وما أرى غَيْرَ عَيْنَيْنِ تُذيبانِ بالفُتُورِ الحديدا!
وأَرى قامةً تَمِيسُ فَتُشْقِيني
وثَغْراً يَسيلُ شَهْداً. وجِيدا!
ما الذي أَسْتَطِيعُه وأنا
المُثْخَنُ.. إلاَّ الخُضُوعَ البليدا..!
لو أَسالَتْ دَمِي الحُروبُ المَجيداتُ ويا لَيْتَها لَكُنْتَ الشهيدا!
غَيْرَ أَنِّي عَبْدُ الخَطايا أضَلَّتْ
مِن حَياتي طَرِيفها والتَّليدا!
وبدا ذلِكَ البَصِيصُ فأجْهَشْتُ لَعلَّ البَصِيصَ يُدْنِي البَعيدا!
* * *
أنا يا ذاتَ جَوْهَرِي وكياني
شاعِرٌ عَقَّ بالجُنوح القَصيدا!
كان حُلْوُ النَّشِيدِ طَوْعَ يَراعي
وحَناياي. فاجْتَوَيْتُ النَّشيدا!
لِمَ.. كانَ النَّشِيدُ يَشْدو بِآمالِ
عِذابٍ. وكان دُرّاً نَضِيدا!
ثم أصْغَيْتُ لِلْهوى ودَواعِيهِ
فما عُدْتُ شاعِراً غِرِّيدا..!
فأَعِيدي إِلَيَّ ما كان بالأَمْسِ
بآلائِكِ العِظام.. فَريدا!
واجْعَلي ذلكَ البَصِيصَ يُدانِيني
يُعِيدُ الشّيْخَ القَوِيَّ وَلِيدا!
زَلَقاً عادَ لي الصَّعِيدُ وقد
أَغْرَقُ فيه.. فَجَفِّفي لي الصَّعِيدا!
لأِْلِئِي بالشُّموسِ في غَيْهَبِ
الرُّوحِ وإلاَّ كنْتُ الضَّلولَ العَتِيدا!
إنَّني أسْتَمِدُّ مِنْكِ عَطايايَ
وأرْجو أنا المُنِيبُ.. المَزِيدا!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
في السعودية.. عيون ونخيل بين شق جبلي تجري مياهه طوال العام ☘️ شذى الياسمين السفر والسياحة والرحلات البرية 9 10-14-2021 07:31 PM
كلمة للشاعر والأديب/ عبدالله بن زهير الشمراني بمناسبة اليوم الوطني ال (٩١) للمملكة العربية السعودية☘️🌹 فتى بلاد شمران ديوان شعراء قبائل شمران 4 09-28-2021 02:42 AM
يالمملكه،،الغاليه لك،،سلامات ☘️☘️ ريحانة شمران الشاعر / ابوعبدالله 9 02-17-2021 05:56 PM
رغماً عن كيد الاعادي ستبقين ذخراً وفخراً يابلادي ☘️☘️ أبو شريح الشمراني منتدى المقال 3 02-01-2021 06:26 PM
اليد البيضاء الحانيه دائماً ماتبدد الضلمه الحالكه ☘️☘️ أبو شريح الشمراني منتدى المقال 5 01-15-2021 09:55 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية