هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لَقَد حَسُنَت بِكَ الأَوقاتُ حَتّى
كَأَنَّكَ في فَمِ الدَهرِ اِبتِسامُ

وَأُعطيتَ الَّذي لَم يُعطَ خَلقٌ
عَلَيكَ صَلاةُ رَبِّكَ وَالسَلامُ

....

‏ولقيتُها قلبًا يضمُّ سعادتي
ولقيتُها دومًا لأيامي سقَت

شطرًا يُتمِّمُ شطرَ روحي قُربهَا
لا فرَّق الله القلوبَ إذا التقت

....

في كلِّ عضوٍ منكِ روحُ تُقىً
تُضفِي عليه جمالَهُ الأنقَى

فكأنَّ خصرَكِ وَسْطَ عُزلَتِهِ
مُتَصَوِّفٌ لِلعالمِ الأبقى

و كأنَّ*جِيدَكِ*في استقامتِهِ
مُتَمَسِّكٌ بالعروةِ الوثقى

في الخَصرِ ما في الجِيدِ من وَرَعٍ
لاتسألي مَن منهما الأتقى

وجوارحي بِهَواكِ قد غَرِقَتْ
فأنا هنا سَيلٌ مِنَ الغرقَى

وأنا الضحايا في حقيقتِهم
لاتَطلُبِي من غيرِهِم صِدقا

هيا اعشقيني كي يُتاحَ لنا
أن نستعيدَ لِنَفسِنا الخَلْقَا

إن لم تَخُوضِي البحرَ ذات هوىً
قبلي ولم تَستَكشِفي العُمْقَا

ففراشةٌ في النارِ واحدةٌ
تكفي لأنْ نتعلَّمَ العِشْقَا

هيا اعشقيني كي نطير إلى
أقصى المدى ونُوَسِّعَ الأفقَا

وعلى العِناقِ نرى مَجَرَّتَهُ
عُنْقاً تَشُدُّ على الهوى عُنقا

زنداكِ ميزانٌ بِثِقْلِهما
يَزِنُ المَدَارُ الغربَ والشرقَا

لا ترفعي زندًا بِمُفرَدهِ
كي لايميلَ الكوكبُ الأشقى

وتَمَسَّكِي بالشَّوقِ بَوصَلَةً
سنضيع حين نُضَيِّعُ الشَّوقَا

لاتأمَنِي لأصابِعِي فأنا
أدري بأنَّ أصابِعي حَمْقَى


....

سَهِرتُ فيكَ فَلَم أَجحَد يَدَ السَهَرِ
وَطَالَ فِكري وَلَا عَتَبٌ عَلى الفِكَرِ

نادَمتُ ذِكرَكَ وَالظَلماءُ عاكِفَةٌ
فَكانَ يَا سَيِّدي أَحلى مِنَ السَمَرِ

فَلَو تَرى عَبرَتي وَالشَوقُ يَسفَحُها
لَما اِلتَفَتَّ إِلى شَيءٍ مِنَ المَطَرِ

....

يزهدني في صحبة المرء زهدُهُ
بما قال أربابُ البيانِ من السحرِ

متى يُنشَدِ الأشعارَ يشعرْ بأنها
لجهلٍ بهِ كالمُهلِ في أذنِهِ يسري

يظن قريضَ العربِ مثل الذي أتى
بهِ كلُّ فدمٍ في المسلسلِ لايدري

وتعجبني في الخِلِّ من بعد دينِهِ
مقالتُهُ لي هيهِ زدني من الشِّعرِ

....

مازالَ صوتُك في ثَنايا مَسْمعِي
‏والشّوقُ في صَدري يُفتِت أضْلُعي

‏والله إِنّ الشَّوقُ فاقَ تَحمُّلي
‏ياشوقُ رِفقاً بالفُؤادِ ألا تَعِّي

‏حَاولتُ أن أخْفِي هَواكَ وكلّما
‏أخفَيتهُ في القَلبِ فاضَت أدمُعي

....

إِلَى اللَّهِ أَشْكُو نَظْرَةً مَا تَجَاوَزَتْ
حِمَى الْعَيْنِ حَتَّى أَوْرَدَتْنِي الْمَهَاوِيَا

رَمَيْتُ بِهَا عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ فَلَمْ تَعُدْ
عَلَى النَّفْسِ إِلَّا بِالَّذِي كَانَ قَاضِيَا

البارودي

وَدَّعْتُها ولَهِيبُ الشَّوْقِ فِي كَبِدي
والبَيْنُ يُبْعِدُ بينَ الرُّوحِ والجسَدِ

وَدَّعْتُها لِفِراقٍ فاشْتَكَتْ كَبِدِي
إِذْ شَبَّكَتْ يَدَها مِنْ لَوْعَةٍ بِيَدِي

فكانَ أَوَّلُ عَهْدِ العَيْنِ يومَ نَأَتْ
بالدَّمْعِ آخِرُ عَهْدِ القَلْبِ بالجَلَدِ

جَسَّ الطَّبيبَ يَدي جَهْلًا فقلتُ لهُ
إِنَّ المَحَبَّةَ فِي قَلْبي فَخَلِّ يَدي

ليسَ اصْفِراري لِحُمَّى خامَرَتْ بَدَني
لكنَّ نارَ الهوى تَلْتَاحُ في كَبِدِي

فقالَ هذا سَقَامٌ لا دَواءَ لَهُ
إِلاَّ بِرُؤْيَةِ مَنْ تَهْواهُ يا سَنَدِي


ديك الجن

مَن قالَ أنّ المجد يُؤتى بغتةً
إنّ الصِعابَ معاولٌ وعتَادُ

فاقصد مسيركَ للعُلا متوكلًا
البذلُ روحٌ والمُنى أجسادُ

....

العَينُ تَبكي مِن مُصَابكِ أُمَّتي
فَإلى مَتَى يَا أُمَّتي نَنعَـاكِ