هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

تفكّرتُ في الأديان جدَّ تحقّق ٍ
فألفيتها اصلاً له شُعَباً جّما

فلا تَطْلُبَنْ للمرء ديناً فإنّه يُصَدُّ
عن الأصل الوثيق وإنّما

يطالبه اصلٌ يعبِّر عنده
جميعُ المعالي والمعاني فَيَفْهَمَا


الحلاج

ثلاثة أحرف لا عُجْمَ فيها
ومعجومان ِوانقطع الكلام

فمعجومٌ يشاكل واجديِهِ
ومتروكٌ يُصَدّقُهُ الأنام

وباقي الحَرْف ِمرموزٌ مُعَمَّى
فلا سفر ينال و لا مقام


الحلاج

نِعْمَ الإِعَانَةُ رَمْزٌ في خفا لُطُف
في بارق ٍلاحَ فيها من حُلَى خِلَلِهْ

والحال يرمقني طوراً وأَرْمُقُه ُ
إن شا يغشى على الإخوان من قُلَلِهْ

حال إليه رأى به فيه بِهِمّته
عن فيض بحرٍ من التمويه من مِلَِلهْ

فالكلّ يشهده كُلّاً وأشهده
مع الحقيقة لا بالشخص من طللهْ


الحلاج

عليك يا نفس بالتسلّي
العزّ بالزهد و التخلّي

عليك بالطلْعة التي
مشكاتها الكشف و التجلّي

قد قام بعضي ببعض بعضي
و هام كلي بكلّ كلي


الحلاج

دُنْيَا تُخَادِعُنِي كأنّي
لستُ أعرف حالها

ذمّ الِإلهُ حرامها
وأنا اجتنبت حلالها

مدَّتْ إلىَّ يمينها
فرددْتها وشمالها

ورايتُها محتاجة
فوهبتُ جملتها لها

ومتى عرفت وصالها
حتّى أخاف ملالها


الحلاج

دَخَلْتَ بناسوتي لديك على الخلق
ولولاك لاهوتِي خَرجْتُ من الصِدْق

فإنّ لسان العلم للنطق و الهدى
وإنّ لسان الغيب جلّ عن النطق

ظهرتَ لقوم ٍ والتبستَ لفتيةٍ
فتاهوا وضلّوا واحتجبتَ عن الخلق

فتظهر للألباب في الغرب تارة ً
وطورا على الألباب تغرب في الشرق


الحلاج

عجبتُ لكلّي كيف يحمله بعضي
ومن ثقل بعضي ليس تحملني أرضي

لئن كان في بسط من الأرض مَضْجَعٌ
فبعضي على بسط من الأرض في قبضي


الحلاج

يا نسيم الروح قولي للرشا
لم يزدني الِورْد إلا عطشا

لي حبيبٌ حبّه وسط الحشا
إن يشا يمشي على خدّي مشا

روحه روحي وروحي روحه
إن يشا شئتُ وإن شئتُ يشا


الحلاج

والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت
إلا و حبّك مقرون بأنفاسي

ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهم
إلا و أنت حديثي بين جلاسي

ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحا
إلا و أنت بقلبي بين وسواسي

ولا هممت بشرب الماء من عطش
إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكأس

ولو قدرتُ على الإتيان جئتُكم
سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس

ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربا
فغّنني وأسفا من قلبك القاسي

ما لي وللناس كم يلحونني سفها
ديني لنفسي ودين الناس للناس


الحلاج

أَيا مَن جاءَني مِنهُ
كِتابٌ يَشتَكي الوَصَبا

بَعيدٌ عَنكَ ماتَشكو
وَبِالواشينَ وَالرُقُبا

لَقَد ضاعَفتَ ياروحي
لِروحي الهَمَّ وَالنَصَبا

وَقُلتُ لَعَلَّهُ أَلَمٌ
يَكونُ لَهُ الهَوى سَبَبا

وَرُحتُ أَظُنُّهُ قَولاً
يُكاذِبُني بِهِ لَعِبا

فَلَيتَ اللَهُ يَجعَلُهُ
وَحاشا سَيِّدي كَذِبا

......