هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لا تُؤذِ قلبَكَ بالذين تَنكّروا
أنتَ امرؤٌ منهمْ أجَلُّ وأطهرُ

أنجاكَ ربُّكَ منهمُ فإلى متى
ستَظَلُّ أنتَ لِلؤمِهمْ تتذكّرُ؟

لو قَدَّرَ الرحمنُ خيراً فيهمُ
لم يَخسَروا ودَّ امرئٍ لا يُخسَرُ

الآن قمْ واسجدْ لربِّكَ سجدةً
واشكرهُ لا كان الذي لا يَشكرُ


قدموس

إذا قيل أن الناس ترجو مودةً
بذلنا لهم كل الوداد بلا قدرِ

حفظنا لهم حق الجوار وذمة
بميراثِ آباءٍ كِرامٍ مدى الدهرِ

وإن قلبوا ظهرَ المِجنّ لودّنا
فأخلاقنا تعلو بنا وبهم تُزري

نايف الهذلي

طبائعُ النَّاسِ شَتىً، وهي أمزجةٌ
ولن تُطِيقَ لها بالفَهْم إمكانا

فلا يَغرُّكَ مَدحٌ لو أتوكَ به
ولا يَضرٌّك ذَمٌّ كيفما كانا

لا يعرفُ النَّفسَ شخصٌ مثلُ صاحِبُها
فكُنْ لنفسِكَ في التَّقييم مِيزانا

......

‏على قَدْر طُهرِ القلبِ تأتي المواجعُ
وتجري على قَدْرِ النقاءِ المدامعُ

ويجني مَرارَ العيشِ من عاش صادقاً
ويظفرُ بالعيشِ الهنيءِ المُخادِعُ

ويرقى إلى العلياءِ مَن باعَ نفْسَهُ
وقادتْهُ نحوَ المخزِياتِ المَطامِعُ

أبا الطيِّبِ ائذَنْ لي بتحريفِ خاطرٍ
فإن زماني كَدّرتْهُ الفواجِعُ


فواز اللعبون

نَسِيتَ مَوَدَّتي وقَطَعتَ حَبْلي
أَبَعْدَ قَدِيمِ إحساني تُسِيءُ؟!

غَداً تَشتاقُ لي وتَرُومُ وَصْلي
وتَدْعُوني إليكَ ولا أَجِيءُ

وتَذْكُرُ صِدْقَ إخلاصي ونُبْلي
ويُخْلِفُ ظَنَّكَ الحُبُّ الرَّدِيءُ

وتَنْدُبُ في الهوَى طُهْري وبَذْلي
ويَغْمُرُني أنا عَيْشي الهَنِيءُ

مَعِي خِلِّي الوَفِـيُّ فَدَيْتُ خِلِّي
وقَلْبِي مِنْ مَحَبَّتِهِ مَلِيءُ

هُوَ البُشْرَى بإصْباحي وظِلِّي
وفي لَيْلي هُوَ القَمَرُ المُضِيءُ

فقُلْ لي يا عَظِيمَ الجُرْمِ قُلْ لي
مَنِ الجَاني؟ ومَنْ مِنّا البَرِيءُ؟


قدموس

أَعَافُ الذي نَفْسُهُ كَزَّةٌ
خَبِيثَ الطَّوِيَّةِ والمُعتَقَدْ

لئيمٌ.. إذا رَاقَهُ مَنْظَرٌ
تَعَامَى وإنْ لم يَرُقْهُ انتَقَدْ

وإنْ نالَ بِرَّكَ لم يَنْشَرِحْ
وإنْ لم يَنَلْ منكَ بِرّاً حَقَدْ


فواز اللعبون

أعافُ مَقالَ الكِذْبِ دِيناً وشِيمَةً
ولكنني خَوْفَ الحقيقةِ أَكْذِبُ

وكم قلتُ قولَ الحَقِّ في سالفِ المَدَى
فغالَبَني الأعداءُ حتى تَغَلَّبوا

ونالوا من الدنيا الذي يَشتهونَهُ
وما زلتُ في دنياهمُ أتعذّبُ

أرَى في خِصالِ الشرِّ خيراً مُضاعَفاً
وبعضُ خِصالِ الخيرِ شَرٌّ مُرَكَّبُ

......

للّٰـه سلمتُ أمرًا لَستُ أعلمهُ
‏مالي عَلىٰ حِملِه لٰكِن سأرضاه

‏ربـاهُ لـولاكَ لا سَـندٌ ولا أحـدٌ
‏فَأنت حَسبي وَحسبي أنكَ اللهُ

......

كُلُّ العُلومِ سِوى القُرآنِ مَشغَلَةٌ
إِلّا الحَديثَ وَعِلمَ الفِقهِ في الدينِ

العِلمُ ما كانَ فيهِ قالَ حَدَّثَنا
وَما سِوى ذاكَ وَسواسُ الشَياطينِ

......

‏وافَيْتُ طَيْفَ نبيِّنا في غَفْوَتي
مُتَلَأْلِئَ البَسَمَاتِ ما أَحْلاهُ

مَعَ أَنّ زَلّاتي تُشَوِّشُ رُؤْيَتي
أَبْصَرْتُهُ صَلَّى عليهِ اللهُ

قد كانَ يَنْظُرُ لي بثَغْرٍ باسِمٍ
وتَبُثُّ فيَّ سَكِينَةً عيناهُ

وفَهِمْتُ مِنْ نَظَرَاتِهِ أني غَداً
في جَنَّةِ الفِردَوسِ سوفَ أَرَاهُ

أَهْوَاهُ كَمْ أَهْوَاهُ كَمْ أَهْوَاهُ كَمْ
أَهْوَاهُ كَمْ أَهْوَاهُ كَمْ أَهْوَاهُ


قدموس